8 – وبالنِّهاية فإنَّ ما تمتـزج به النَّفس، تتَّحدُّ معه أيضًا في مشيئاتها، فإمَّا أن تكون مقتنيةً بالحقّ نورَ الله في داخلها وفيه تحيا في كلِّ فضيلة، فتكون من خاصَّة النُّور والراحة؛ أو تكون مقتنيةً ظلمةَ الخطيئة، فتَلْقَى الدَّينونة. وهكذا فإنَّ النَّفس الَّتي تريد أن تحيا عند الله، في راحةٍ ونورٍ أبديّ، ينبغي لها – كما قلنا آنفًا – أن تأتِيَ إلى المسيح رئيس الكهنة الحقيقيّ، وتُذبح وتموت عن العالم وعن حياتها السَّالفة، حياةِ الظُّلمة والشَّرّ، وتنتقل إلى حياة أخرى وإلى سيرة إلهيَّة. فكما أنَّه حينما يموت إنسانٌ في مدينةٍ ما لا يعود يَسمع صوتَ أولئك الَّذين فيها ولا كلامهم ولا ضوضاءهم، بل لقد مات مرَّةً وإلى الأبد وانتقل إلى موضع آخر حيث ليس أصواتٌ أو صراخٌ من تلك المدينة؛ هكذا النَّفس أيضًا حينما تُذبح وتموت في مدينة شرّ الأهواء، الَّتي كانت تقيم فيها وتحيا، فإنَّها لا تعود تَسمع صوتَ أفكار الظُّلمة ولا يعود يُسمَع في داخلها كلامُ الفكر الباطل وصراخُه ولا اضطراب أرواح الظُّلمة، بل إنَّها تنتقل إلى مدينةٍ ممتلئةٍ صلاحًا وسلامًا، مدينةِ نور اللَّاهوتيَّة، وهناك تحيا وتسمع، وهناك تستوطن وتتكلَّم وتفكِّر، وهناك تعمل أعمالًا روحانيَّةً لائقةً بالله.Website Designed and Developed by Nicholas Rizkalla and St. Macarius the Great Monastery
تبرع لمساندة أنشطة الدير ونشكر أي مساهمة منكم مهما كانت صغيرة.
ويمكنكم التبرع لمشروع إخوة الرب وهو مشروع لمعونة الأيتام والفقراء (مشروع الملاك ميخائيل) أسسه الأب متى المسكين ويعوله دير القديس أنبا مقار.