مفاهيم كنسية



رؤية كتابية لقضية الفقر والغِنَى
(5)
الفقر والغِنَى ... وعدل الله


في العهد القديم قال الرب لشعب إسرائيل: «اُنْظُرْ. أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمْ الْيَوْمَ بَرَكَةً وَلَعْنَةً: الْبَرَكَةُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّتِي أَنَا أُوْصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ. وَاللَّعْنَةُ إِذَا لَمْ تَسْمَعُوا لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ، وَزُغْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ الَّتِي أَنَا أُوْصِيكُمْ بِهَا الْيَوْمَ لِتَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا» (تث 11: 26-28).

فكل الأشياء هي في أصلها محايدة ويتوقف الأمر عند استخدامها أن تكون للخير أو للشر "بركة أو لعنة". فالماء والبحر والنهر، الطعام والشراب والجنس، الدواء والخمر، المال والذهب، السكين والأسلحة، النار والكهرباء وسائر الطاقات، السيارة والطائرة، الأفلام والتلفزيون والتليفون ووسائل التواصل الاجتماعي، الأدب والمعرفة ... إلخ، هذه كلها يمكن أن تكون خيرًا وبركة إذا أُحسن استخدامها، أو أن تكون شرًّا ولعنة وخرابًا في أحوال أخرى إذا أُسيء استخدامها.

والأمر ينطبق على الغِنَى فهو ليس استثناء، فكما يمكن للغِنَى أن يكون بركة وخيرًا وعطاءً وخدمة لله وبناءً ونموًّا وأمنًا وتمتعًا واكتفاءً ورفاهية، فهو يمكن أيضًا أن يكون مصدرًا للشر والتغرُّب عن الله والانحراف والانقسام والتعاسة والعداوة والاقتتال والدمار وكل أمر رديء.

+ عندما يكون الغِنَى بركة:

مصدر الغِنَى في العطايا الروحية والجسدية هو الله الغَني صانع الخيرات ومالك كل شيء. فهو خالق السماء والأرض، ما يُرى وما لا يُرى. ومكتوب أن «لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا» (مز 24: 1)، وأنه «يَمْنَحُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى» (1تي 6: 17) وسخاء (يع 1: 5)، وهو غني في النعمة (أف 1: 7) والمجد (في 4: 19) والرحمة (أف 2: 4) وطول الأناة (رو 2: 4).

وأولى نعم الرب علينا هي نعمة الخلاص التي هي عطية مجانية بلا مقابل من الأعمال «كَيْ لاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أف 2: 5 و8و9). ورجاؤنا دومًا هو في رحمة الله ومحبته وطول أناته وإلَّا لم يخلص أحد. وبالنسبة لحاجات الجسد، فالله يفيض بها على الجميع أبرارًا وأشرارًا «يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ» (مت 5: 45) و«مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ» (لو 6: 35). والرب فقط يدعونا أن نطلب أولًا «مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ» وهذه كلها (أي حاجات الجسد) تُزاد لنا (مت 6: 33، لو 12: 31). وفي المزامير «طُوبَى لِلْرَّجُلِ الْمُتَّقِي الرَّبِّ، الْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ ... رَغْدٌ وَغِنىً فِي بَيْتِهِ، وَبِرُّهُ قَائِمٌ إِلَى الأَبَدِ» (مز 112: 1 و3).

على أن الغِنى والمال يكونان بركة وعطية لمن يجتهد ويعمل بدأب وشرف، وليس بالتحايل وتجاوز القانون وظلم الآخرين، فمن يستخدم هذه الوسائل لن ينال بركة الله وسيكون سقوطه عظيمًا.

والمال هو إحدى أدوات الحياة وبه نسدِّد احتياجاتنا ونحقق مطالبنا وننفق على ما هو لخيرنا ونعطي الرب وإخوته المحتاجين. والمال يتيح للحكومات الإنفاق على التعليم والصحة والإسكان والإنتاج والخدمات الاجتماعية والأمن وحماية البيئة. والعدالة الاجتماعية تقتضي أن تجمع الدولة الضرائب التصاعدية بحسب الدخول لتقديم المساعدات والرعاية لمحدودي الدخل بما يؤمِّن حياتهم، كما أن المال هو إحدى وسائل خدمة الله. فهو يبني الكنائس لاجتماع المؤمنين وينشئ المؤسسات الخيرية ودور رعاية اليتامى والمسنين والمشردين. ومن العطايا المقدَّمة في الكنائس نمارس خدمة الفقراء ونحفظ لهم كرامتهم. وهكذا إذ نُحسن توظيف المال لحساب الله نخدم مصيرنا الأبدي ونمسك بالحياة الأبدية.

والرب أيام تجسُّده لم يتباعد عن الأغنياء، الأتقياء منهم أو البعيدين، بل جلس إليهم وتكلَّم معهم وعنهم، باعتبارهم جميعًا أبناء لإبراهيم (لو 19: 10) وموضع رعاية الله كسائر خليقته. فنراه يختلط بالعشارين أصحاب السمعة الرديئة لينقذهم من أنفسهم، مؤكدًا إنه لهذا جاء «لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ» (مت 9: 13؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32)، واجتذب بعضهم مثل لاوي (مت 9: 9-13؛ مر 2: 14-17؛ لو 5: 27-32) الذي صار واحدًا من الاثني عشر، وزكا رئيس العشارين (لو 19: 1-10) الذي تغيرت حياته جذريًّا من الأخذ الحرام إلى العطاء السخي.

+ وصايا للأغنياء:

وقد خاطب الرب الأغنياء باعتبار أنهم قد أُعطوا بركة ووزنة عليهم أن يستثمروها في عمل الخير، وأن يشركوا المحتاجين في أموالهم بعطائهم السخي الذي سينالون مقابله عطاء فائضًا (لو 6: 30، 35، 38). وهكذا إذ ينثرون السعادة من حولهم يختبرون هم أيضًا فرح العطاء وبركته.

واهتم الرب في الوقت نفسه أن يحذِّرهم مما يتهددهم من أخطار قد تعوق خلاصهم مبيِّنًا أنه لا يمكن الجمع بين محبة المال المدمرة ومحبة الله (مت 6: 25؛ لو 12: 25 – 27)، وأنه إن لم نترك جميع الأموال (أي إن لم نتحرر من سلطان المال ونجعله في خدمتنا وخدمة إخوتنا) لا نقدر أن نكون تلاميذ للرب (لو 14: 33)، وأن التزام الإيمان لا يسمح بالعرج بين الفرقتين (1مل 18: 21). وأنه إذا كان من أساسيات الإيمان المسيحي الدخول من الباب الضيق المؤدِّي إلى الحياة الأبدية (مت 17: 13-14) وبتبعية الرب حاملين الصليب (مت 16: 24؛ مر 8: 24؛ لو 9: 23، 14: 27): فإن الاهتمام بالمال واكتنازه معطل حقيقي للحياة مع الله. كما أن الاستكبار (1تي 6: 17)، وما يتبعه من غرور الغِنَى، هو كالشوك الذي يخنق النبتة فلا تثمر، وهكذا فهو يئد كلمة الله فلا تجد صدى في النفس وتمضى بلا ثمر (مت 13: 7، 22؛ مر 4: 7، 18، 19؛ لو 8: 7 و14).

من ناحية أخرى، فإن محبة المال معطِّل لخدمة الخادم وخيانة لرسالته، ولهذا اشترط الآباء الرسل على مَنْ يُختار للخدمة أسقفًا كان أم شماسًا، ألَّا يكون ساقطًا في هذا الضعف طامعًا بالربح القبيح (1تي 3: 3، 8؛ تي 1: 7؛ 1بط 5: 2).

+ أغنياء أسخياء:

كما كان ضمن آباء العهد القديم، وكما كان حول المسيح، أغنياء أتقياء خدموا الله من أموالهم، هكذا يوجد في عالمنا اليوم أغنياء حكماء تحرَّروا من سطوة أموالهم، وليس فقط يعطون الفقراء في مجتمعاتهم بل امتد عطاؤهم إلى الدول الفقيرة البعيدة، يسهمون في رفع المستوى الصحي بها ونشر التعليم ومحاربة الفقر ويموِّلون البحوث العلمية لخدمة البشرية.

 وواحد من هؤلاء هو بيل جيتسBill Gates مؤسِّس ميكروسوفت، وواحد من أغنى أغنياء العالم، الذي تخلى عن إدارة مؤسسته منذ 2006 وتفرَّغ للأعمال الخيرية وجعل الأرض مكانًا صالحًا للحياة وأسَّس مع زوجته Bill & Melinda Gates Foundation وضع فيها أكثر ثروته، ومن خلال هذه المؤسسة يتم تمويل بحوث مكافحة الأمراض كالملاريا والدفتيريا والسل والإيدز والإيبولا وشلل الأطفال، ونجحت في استئصال بعضها، كما اهتمت بقضايا البيئة كتوفير المياه النقية واستنقاذ الغابات، رئة العالم، والتعامل مع ارتفاع درجة حرارة الأرض Global warming الذي يؤدي إلى ذوبان جليد القطبين ومن ثم إلى ارتفاع سطح البحر وإغراق المدن الساحلية.

بعض أفضل جامعات العالم أنشأها أفراد من ثرواتهم، مثل جامعة هارفارد Harvard التي أسَّسها القس جون هارفارد (1636)، جامعة ستانفورد Stanford التي أسَّسها السناتور ليلاند ستانفورد مع زوجته (1885) لتخليد ذكرى ابنهما الوحيد الذي توفِّي بمرض التيفود في سن الخامسة عشرة لتكون جامعة بحثية لخدمة المجتمع.

 وهناك عدد كبير من الأثرياء الأمريكيين تعهدوا بالتبرع بنصف ثرواتهم عند وفاتهم للأعمال الخيرية حول العالم. غيرهم يتبرعون بمعظم ما يملكون ويكتفون بالقليل حتى إنهم لا يغيرون بيتهم الصغير القديم، ومنهم مَنْ يتبرعون بالكثير للتخفيف من آثار كوارث الطبيعة في أنحاء مختلفة من العالم (مثل ذلك الذي لم يذكر اسمه وتبرع بـ 130 مليون دولار لضحايا إعصار بنجلاديش (30/1/2008).

+ أغنياء أغبياء:

وكما أن المال يمكن أن يكون عبدًا في خدمة الإنسان يوفر له احتياجاته ويخدم به غيره، يمكن أيضًا أن يصير سيدًا شريرًا يتحكم في أتباعه، ومعه يأتي الكبرياء والغرور وتعظم المعيشة والطمع وتقسِّي القلب والاستغراق في الشهوات بغير شبع. وفي سبيل الحصول على المال واكتنازه يمكن أن تُرتكب الجرائم من السرقة والاختلاس والرشوة بل والقتل حتى لأقرب الأقربين( ).

والرب كشف أن الاتكال على المال والممتلكات، وهي ليست مضمونة، مثلها مثل حياتنا التي هي «بُخَارٌ يَظْهَرُ قَلِيلًا ثُمَّ يَضْمَحِلُّ» (يع 4: 14)؛ هو غباء وحماقة (لو 12: 20). ومكتوب أن «مَنْ يَتَّكِلْ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطْ» (أم 11: 28). والرب أوصانا أن نتحفَّظ من الطمع (لو 12: 15)، ويحثنا الكتاب على التجرد والقناعة والتدرب على الاكتفاء «لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ أَنَّنَا لاَ نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ» (1تي 6: 7).

ونذكر هنا ملاك كنيسة اللاودكيين (رؤ 3: 14-19) الذي دمَّر الغِنَى خدمته، وبينما كان يشعر بأنه صار مكتفيًا ولا حاجة له إلى شيء صدمته كلمات الرب: «لَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ (في واقع الأمر) وَفَقِيرٌ (روحيًّا) وَأَعْمَى (لا يرى حقيقته) وَعُرْيَانٌ (من البر). أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَبًا مُصَفًّى بِالنَّارِ (النعمة) لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَابًا بِيضًا (البر)لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ (الاستنارة) لِكَيْ تُبْصِرَ» حاثًّا إياه أن يكون غيورًا ويتوب.

+ أغنياء لكن فقراء:

من المفارقات أن هناك أغنياء يملكون الكثير ولكنهم يعيشون ويتصرفون كفقراء معدمين يُرثَى لهم حقًّا:

 فهناك الغني الذي تستولي عليه أمواله، ولا يعرف الاكتفاء، وهو حريص على كل قرش. ورغم غناه فهو لا يتمتع بما أعطاه الله، فيقتِّر على نفسه وبيته، وهو يرى الكل طامعًا في ماله، فيدَّعي سوء الحال، ويضطر للإنفاق بحساب حتى لا يظنُّوه غنيًّا، ورغم غناه فهو لا يعرف معنى السعادة. والبُخل رذيلة يمجها البشر الأسوياء. والبخيل هو موضع الانتقاد والتندُّر في كل المجتمعات( ).

 الغني الذي يخشى أن يفقد ماله فيحرص عليه، ولا ينفق إلَّا للضرورة، فيعيش فقيرًا ويموت فقيرًا ويترك المال لورثته ربما ليبددوه.

الغني الحريص على ماله ولا يسمح لأحد أن يشاركه فيه فلا يختبر محبة الآخر ومتعة العطاء والإسهام في الخير وإدخال البهجة إلى حياة الفقير. فيحيا أيامه فقيرًا وحيدًا منطويًا محرومًا من سعادة المشاركة.

المتسوِّل الذي يجمع القرش على القرش فيصير غنيًّا، ولكنه لا يخرج من عباءة ماضيه فيظل يحيا في فاقة ويلبس أسمالًا لكي يمكنه أن يستعطي ليجمع أكثر. ويختزن أمواله في أماكن سرية لا يتوقعها أحد حتى تكشفها المصادفات ... وهناك قصص واقعية عن أمثاله تطالعنا بين الحين والحين.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

في الختام نقول إن الفقر والغِنَى ليسا قدرًا مؤبَّدًا. فالبعض قد يرث الفقر والبعض قد يرث الغِنَى، لكن الفقير إذا تعلَّم واجتهد واستثمر مواهبه يمكن أن يغتني، كما أن الغني يمكن أن تتبدَّد ثروته بغياب الحكمة والإسراف والإنفاق السفيه على ملذاته «السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ» (أم 23: 21) أو بسبب الطمع.

على أنه ينبغي التأكيد أن موارد كوكبنا وثرواته، من الأراضي الخصبة والبحار والأنهار والجبال والصحراء وجليد القطبين وما في باطن الأرض والبحر من مياه ومعادن وبترول وغاز، تكفي الجميع لو ساد العدل والتعاون، فالكل يحتاج للكل والبشر جميعهم إخوة (مت 23: 8).

ولكن ستبقى الفوارق الاجتماعية ما بقي الشر والظلم والتمييز وصراع القوى والسعي للمكان الأول في العالم وغاب الحب والعدل. وسيظل أيضًا أولاد الله فقراء كانوا أم أغنياء «أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ» (يع 2: 5) ويشكرون الله على عطاياه قلَّت أم كثرت، وسيُعطي مَنْ له مَنْ ليس له وسيجتهد الأغنياء أفرادًا ودولًا في تخفيف هموم الفقراء و"يضيئون كأنوار في العالم" (في 2: 15) وحتى الساعة الأخيرة. وعندها فالمساكين بالروح، فقراء وأغنياء، سيرثون ملكوت السموات (مت 5: 3) «وَأَمَّا الظَّالِمُ فَسَيَنَالُ مَا ظَلَمَ بِهِ، وَلَيْسَ مُحَابَاةٌ» (كو 3: 25).

(يتبع)

دكتور جميل نجيب سليمان

__________________________________________________________

(1) ستيف جوبز: Steve Jobs (1955 – 2011) مؤسِّس شركة آبل Apple هو واحد من أشهر هذه النماذج ... فقد اضطرت أُمه الأميريكية تحت ضغط أهلها أن تتخلَّى عنه وعرضته للتبني فنشأ في عائلة متوسطة، وترك دراسته الجامعية بعد الشهور الأولى لعدم قدرة عائلته على الإنفاق عليه، فعاش فقيرًا ينام في بيوت أصدقائه ويأكل من الوجبات المجانية. ولكنه في سن 21 سنة أسَّس مع زميلين من أيام الدراسة شركة آبل وأتاحت له عبقريته اختراع أول كومبيوتر وبعد سنتين فقط صار مليونيرًا وبعدها أنتج الهواتف المحمولة آيفون ثم الآيباد والآيبود وغيرها، فتضاعفت أمواله وصار اسمه عالميًّا.
(2) انتقلت سنغافورة Singapore خلال نصف قرن من مستعمرة فقيرة تحفل بالمستنقعات وتنتشر فيها المخدرات إلى واحدة من أرقى الدول في التعليم والاقتصاد والتكنولوجيا. وقفز دخلها القومي من 2 مليار إلى 360 مليار، ودخل الفرد السنوي من 600 إلى 30,000 دولار، بالقيادة المخلصة لرئيسها لي كوان يد لمدة أربعة عقود (1959 – 1990).
(3) الكَرَم صفة يتميَّز بها بعض البشر سواء كانوا فقراء أم أغنياء. حتى أن الفقير الكريم يقتسم القليل الذي عنده مع غيره مهما كلَّفه الأمر. وفي هذا يقول الشاعر القديم (كلثوم بن عمرو العتَّابي – الدرر السنية – من شعراء الدولة العباسية): "إن الكريم ليخفي عنك عسرته حتى تراه غنيًّا وهو مجهودٌ".

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis