طعام الأقوياء
- 51 -


«لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه...»
(غل 4: 4)

ملء الزمان هو الزمان المُعيَّن من الله، لكي يُتمِّم كل ما كان قد نواه من جهة خلاص الإنسان الذي قد خلقه على صورته ومثاله، وسلَّطه على كل مخلوقاته، ووضعه في جنة عَدْن ليعملها ويحفظها، وأعطاه حواء لكي تكون مُعينة له، إذ خلقها له من أحد ضلوعه، وأوصاه وصية واحدة تربطه بإلهه وخالقه طالما كان حافظاً لها، فهو بحريته يحفظها حُبّاً فيمَن أنعم له بالحياة من العدم، ومَن وهبه كل شيء بغنًى للتنعُّم؛ إذ كان قد «اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قدِّيسين وبلا لوم قُدَّامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبنِّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرَّة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب... لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كـل شيء في المسيح، ما في السموات وما على الأرض، في ذاك» (أف 1: 4-6، 10).

فلما رأى الله أنه قد جاء ملء الزمان لتحقيق ما دبَّره لخلاص البشرية وفدائها، وتكميل ما سبق أن وَعَدَ به، بل وما أضمره في نفسه منذ الأزل، قبل تأسيس العالم، وقبل أن يخلق الإنسان، إذ كان عالماً بكل ما سيُحيق بالإنسان بحسد إبليس، وكيف سيفقد ما ناله من نِعَمٍ أغدقها عليه بغنًى، وذلك بسبب تعدِّيه على وصية الله بغواية الحيَّة؛ فكان لابد أن تكمل الأزمنة المُعيَّنة من الله لمجيء ابن الله في ملء الزمان وتتميمه للفداء والخلاص الذي وعَدَ به البشرية.

فحسب رؤيا دانيال النبي التي أُعلنت له بعد صلوات وتضرُّعات وتذلُّل أمام الله، ظهر له جبرائيل الملاك وقال له: «في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر، وأنا جئتُ لأُخبرك لأنك أنت محبوب. فتأمَّل الكلام وافهم الرؤيا: سبعون أسبوعاً قُضِيَت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة، لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفَّارة الإثم، وليُؤتَى بالبر الأبدي، ولِخَتْم الرؤيا والنبوَّة، ولمسح قدوس القدُّوسين. فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً يعود ويُبنى سوقٌ وخليجٌ في ضيق الأزمنة. وبعد اثنين وستين أسبوعاً يُقطع المسيح وليس له شعبُ رئيسٍ آتٍ يَخْرِبُ المدينة والقُدس وانتهاؤه بغَمارةٍ (فيضان)، وإلى النهاية حَرْبٌ وخِرَبٌ قُضي بها. ويُثبِّتُ عهداً مع كثيرين في أسبوع واحد، وفي وسط الأسبوع يُبَطِّلُ الذبيحةَ والتقدمةَ، وعلى جناح الأرجاس مُخَرَّبٌ، حتى يَتمَّ ويُصَبَّ المَقضِيُّ على المُخرَّب» (دا 9: 23-27).

وهكذا يتضح من رؤيا دانيال النبي أنَّ تكميل الأزمنة لمجيء المسيح ”قدوس القدُّوسين“، و”المسيح الرئيس“؛ معلومةٌ لدى الله قبل تأسيس العالم، على أساس: «تكميل المعصية، وتتميم الخطايا، ولكفَّارة الإثم، وليؤتَى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوَّة، ولمسح قدوس القدُّوسين»، وكما أعلن الرب يسوع أيضاً في بداية خدمته قائلاً: «قد كَمُلَ الزمان واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مر 1: 15). فالرب منذ البداية قد جعل الأزمنة والأوقات في سلطانه (أع 1: 7).

فحين اكتملت المعصية وامتلأ كأس خطايا الإنسان، وجاء وقت كفَّارة الإثم، لكي يؤتَى بالبر الأبدي الذي لله الكلمة، وانتهاء زمان الخطية والشقاء واللعنة؛ هكذا حلَّ زمان الافتقاد ومجيء أيام ابن الإنسان (لو 17: 26) التي ليست من هذا الزمان. وجاءت أيام التجديد والفداء والخلاص والبر والمصالحة، «لتدبير ملء الأزمنة، ليجمع كل شيء في المسيح، ما في السموات وما على الأرض، في ذاك» (أف 1: 10). ولكي يجمع الرب خرافه من جميع الأُمم، «وتكون رعيةً واحدة، وراعٍ واحد» (يو 10: 16).

فهذه الأيام هي بمثابة انفتاح السماء على كل شعوب الأرض، كما قال المسيح لتلاميذه بعد قيامته وعند صعوده: «اذهبوا وتَلْمِذوا جميع الأُمم وعمِّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلِّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر، آمين» (مت 28: 18-20). وذلك لكي يتمَّ ما جاء في سفر المزامير قائلاً: «لكي يُعرف في الأرض طريقك، وفي كل الأُمم خلاصك» (مز 67: 2). وكما جاء أيضاً في سفر إشعياء النبي: «قد جعلتك نوراً للأُمم، لتكون خلاصي إلى أقصى الأرض» (إش 49: 6). هذا هو ملء الزمان الذي أعلن عنه المسيح وهو على الصليب، حينما صرخ قائلاً: «”قد أُكْمِلَ“، ونكَّس رأسه وأَسْلَم الروح» (يو 19: 30).

«أرسل الله ابنه»:

حينما حلَّ ملء الزمان هذا، لكي يُكمِّل الله خلاصه لجميع الشعوب؛ «أرسل الله ابنه». وتعني هذه الجملة القصيرة وتفيد إفادة ضمنية واضحة، أنَّ الابن كان موجوداً سابقاً على إرساله. فالقديس بولس يرى في ابن الله وجوداً في الله في صميم طبيعته وذاته، إذ قال في رسالته إلى العبرانيين:

+ «الله، بعدما كلًَّم الآباء بالأنبياء قديماً، بأنواع وطُرُق كثيرة، كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة (في ملء الزمان) في ابنه، الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عَمِلَ العالمين، الذي، وهو بهاء مجده، ورَسْم جوهره، وحاملُ كل الأشياء بكلمة قُدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم» (عب 1: 1-4).

كما قال عن الابن أيضاً في رسالته إلى أهل كولوسي:

+ «الذي هو صورة الله غير المنظور، بِكْرُ كل خليقة. فإنه فيه خُلِقَ الكلُّ: ما في السموات وما على الأرض، ما يُرَى وما لا يُرَى، سواءٌ كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، الكلُّ به وله قد خُلِقَ. الذي هو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكلُّ» (كو 1: 15-17).

كما قال عنه أيضاً القديس يوحنا الإنجيلي في بداية إنجيله:

+ «في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله، هذا كان في البدء عند الله... والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا، ورأينا مجده مجداً كما لوحيدٍ من الآب» (يو 1: 14،2،1).

وأيضاً قوله: «قال لهم يسوع: الحقَّ الحقَّ أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنٌ» (يو 8: 58)، وأيضاً قوله: «لأنه لم يُرسِل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلُص به العالم» (يو 3: 17).

وفي هذا يقول القديس إيرينيئوس:

[لأجل ذلك فإنَّ غير المُحْوَى وغير المُدرَك وغير المرئي، جعل نفسه مرئياً ومُدركاً وقابلاً للاحتواء من الذين يؤمنون به، لكي يُحيي الذين يحتوونه وينظرونه بالإيمان. وكما أنَّ عظمته تفوق الحدود، هكذا صلاحه أيضاً لا يُنطَق به، وبسبب هذا الصلاح الفائق جعل نفسه منظوراً، لكي يبث الحياة في الذين يَرَوْنه؛ ذلك لأنه يستحيل أن يحيا أحد بدون الحياة، وجوهر الحياة كائنٌ في الشركة مع الله، والشركة مع الله هي في رؤيا الله وتذوُّق صلاحه.

إذاً، فالناس (من بعد التجسُّد) يَرَوْن الله، لكي يحيوا ويصيروا بهذه الرؤيا غير مائتين ومتَّصلين بالله!](1)

«أرسل ابنه مولوداً من امرأة»:

قبل أن يُولَد المسيح بقرون كثيرة تنبَّأ إشعياء النبي قائلاً: «ولكن يُعطيكم السيِّدُ نفسُه آيةً: ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14). ويعود ويقول أيضاً: «الرب من البطن دعاني، من أحشاء أُمِّي ذَكَرَ اسمي» (إش 49: 1)، ثم يُضيف قائلاً في نفس الأصحاح: «والآن قال الرب جابلي عبداً له لإرجاع يعقوب إليه، فينضمُّ إليه إسرائيل، فأتمجَّد في عينَي الرب، وإلهي يصير قوَّتي. فقال: قليل أن تكون لي عبداً، لإقامة أسباط يعقوب, وردِّ محفوظي إسرائيل، فقد جعلتك نوراً للأُمم لتكون لخلاصي إلى أقصى الأرض» (إش 49: 6،5).

وهذا هو ما أشار إليه بولس الرسول في وصفه لتجسُّد ابن الله وأَخْذه صورة عبد، وذلك في قوله:

+ «الذي إذ كان في صورة الله، لم يَحْسِب خُلْسَةً أن يكون مُعادِلاً لله. لكنه أخلى نفسه، آخِذاً صورة عبد، صائراً في شِبْه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب» (في 2: 6-8).

وقد تنبَّأ إرميا النبي أيضاً عن تدخُّل الله في ميلاد مختاريه من امرأة قائلاً: «قبلما صوَّرتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجتَ من الرَّحِم قدَّستك» (إر 1: 5).

إلاَّ أنَّ ميلاد الرب يسوع من العذراء مريم قد فاق في تحقيقه لهذه النبوَّات كل تصوُّر، فانظر ما قاله الملاك جبرائيل للعذراء مريم:

+ «... أُرسِل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة، إلى عذراء مخطوبة لرجلٍ من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. فدخل إليها الملاك وقال: ”سلامٌ لكِ أيتها المُنعَم عليها (الممتلئة نعمة)، الربُّ معكِ. مُباركةٌ أنتِ في النساء“. فلما رأتْهُ اضطربتْ من كلامه، وفكَّرت ما عسى أن تكون هذه التحية! فقال لها الملاك: ”لا تخافي يا مريم، لأنك قد وجدتِ نعمةً عند الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتُسمِّينه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العَليِّ يُدعَى، ويُعطيه الربُّ الإلهُ كُرسي داود أبيه، ويَملِكُ على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهايةأ“.

فقالت مريم للملاك: ”كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً؟“. فأجاب الملاك وقال لها: ”الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العَليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله. وهوذا أليصابات نسيبتُكِ هي أيضاً حُبْلَى بابنٍ في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوَّة عاقراً، لأنه ليس شيءٌ غير مُمكن لدى الله“. فقالت مريم: ”هوذا أنا أَمَةُ الربِّ. ليكُن لي كقولك“» (لو 1: 26-38).

لاحِظ، أيها القارئ العزيز، كيف كانت تحية الملاك للعذراء: فقد كانت تحيةً خاصة جداً، وشديدة التكريم للغاية.

ويُقارن بعض المُفسِّرين هذه التحية بما جاء في نبـوَّة صفنيا النبي الذي خاطَب ابنة صهيون - وهـو اللقب الذي تُلقِّب بـه الكنيسة العذراء مريم في تسابيح شهر كيهك - قائلاً: «ترنَّمي يـا ابنة صهيون... افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة أورشليم» (صف 3: 14). فقد ابتدرهـا الملاك بقولـه: «سـلامٌ لكِ (الفرح لك) أيتها المُنعَم عليهـا (”الممتلئـة نعمة“. وبـاليونانيـة: ?????, ????????????)»

[هذا التعبير باليونانية يمكن ترجمته: ”افرحي أيتها الممتلئة نعمة“، فهو يُمثِّل تحية خاصة تُشير إلى دعوة مريم أن تفرح فرحاً من كل القلب لكَوْن الله قد خصَّها بنعمة فريدة. وبالأخص أنه أضاف قائلاً: «الربُّ معكِ، مباركة أنتِ في النساء»، لأنها ستصبح أُمّاً للمسيح، أي ابنة صهيون، رمز شعب الله المنتظِر خلاص إسرائيل.

والواقع أنَّ هذا اللقب الذي أُعطِيَ للعذراء هو فريد من نوعه، ولا نجد له مثيلاً في العهد الجديد إلاَّ مـرة واحدة (أف 1: 6): «حسب مسرة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب». والتعبير في الحقيقة خارج عن المألوف، وهو يدلُّ على وفرة النِّعَم (مثل قوله في إنجيل يوحنا: «ومِن ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة» - يو 1: 16).

فالمسيح هو المحبوب الذي من ملئه نحن جميعاً أخذنا، وهو الينبوع الكامل والأول لملء النعمة وحُب الله الآب الكامل، يستطيع بدوره أن يُنعِم على الذين يحبهم ويحيا فيهم ويَحْيَوْن فيه.

وعندما لُقِّبَت القديسة مريم بهذا اللقب، دخلت في الوقت ذاته في علاقة مُشاركة خاصة بملء النعمة الموجودة في الرب المحبوب، متَّحدة هكذا مع جميع المسيحيين الذين يجدون في المسيح ملء النعمة هذه. ومع ذلك فقد قَبِلَته العذراء كلقب، أي أنها أصبحت العلامة الحيَّة والأكيدة لملء هذه النعمة التي لا يوجد ينبوعها إلاَّ في المسيح](2).

لم تكن التحية طبيعية، لذلك اضطربت مريم العذراء من كلام الملاك، ولكنها لم تضطرب من رؤيته، فلعلَّها كانت معتادة على ظهوره لها.

أما اضطراب مريم من التحية، فهو لكونها كانت تحسُّ في ذاتها أنها لا شيء. ولكن الملاك طمأنها بقوله: «لا تخافي يا مريم، لأنكِ قد وجدتِ نعمةً عند الله. وها أنتِ ستحبلين وتلدين ابناً وتُسمِّينه يسوع. هذا يكون عظيماً، وابن العَليِّ يُدعَى، ويُعطيه الربُّ الإلهُ كُرسي داود أبيه، ويَملِكُ على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لمُلكه نهاية».

وهنا بادرت العذراء مريم الملاك بسؤال يكشف عن نيَّتها السابقة في نذر بتوليتها. فهي رغم أنها مخطوبة لرجلٍ، إلاَّ أنها قد أضمرت في نفسها أن تُعطي نفسها بالتمام لله، لذلك قالت للملاك: «كيف يكون هذا وأنا لستُ أعرف رجلاً؟». فأجاب الملاك مُبدِّداً حيرتها: «الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العَليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله».

فبما أنَّ ابنها هو ”ابن الله“ ومولود من امرأة، ولكن بدون رجل، فأبوه هو الله كما هو قبل ميلاده من العذراء. وما إن سمعت العذراء توضيح الملاك الذي بدَّد حيرتها، خاصة بعد أن أعطاها مثالاً لقدرة الله الذي أعطى أليصابات نسيبتها ابناً في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوَّة عاقراً، لأنه ليس شيءٌ غير مُمكن لدى الله؛ رضخت العذراء لإرادة الله وسلَّمت لمشيئته، وأجابت الملاك قائلة: «هوذا أنا أَمَةُ الرب، ليكن لي كقولك».

عاشت مريم، ابنة صهيون، الممتلئة نعمة، العذراء الفقيرة، مسكن الله؛ اختيارها الفريد في كامل تواضُع أَمَة الرب. فإذا كانت سائر الألقاب تُميِّز اختيارها الأزلي ودعوتها ورسالتها في مُخطَّط الله، فإنَّ لقب ”أَمَة“ (عبدة) يدلُّ على بشريتها وطبيعتها وطاعتها.

فالله وحده هو الذي تُمجِّده في ضعف بشريتها، داعية نفسها أَمَته المتواضعة. وقد كرَّرت في تسبحتها دعوة نفسها بهذه الصفة: «لأنه نظر إلى اتضاع أَمَته» (لو 1: 48).

(يتبع)

(1) A. H., IV,20,5-6; ANF, Vol. I, p. 489. (لاحِظ استخدام القديس لنفس التعبيرات التي نقولها في القدَّاس وفي الثيئوتوكيات).
(2) مُقتبس من كتاب: ”مريم أُم الرب ورمز الكنيسة“، لمؤلِّفه: ماكس توريان.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis