|
|
|
لا ندين أحداً:
+ ”المسيحيون يجب أن يجاهدوا، ولكن عليهم ألاَّ يدينوا أحداً على الإطلاق، لا العاهرات الشريرات، ولا الخطاة بأي نوع من الخطايا، ولا قبيحي الوجه أو النفس (المُعوَّقين وذوي الضعفات النفسية وعلى الأخص المرضى النفسيين)، لأن نقاوة القلب تظهر في رؤية الخطاة أو الضعفاء والإحساس تجاههم بالتحنُّن والرحمة. مثل هذه المحبة تجذب مشيئة الله الصالحة وتتحوَّل إلى المحبة الباطنية، والتي على مثال محبة الله. وفيها تنحجب كل محبة للعالم، وحيث يُعيد الإنسان أيضاً اكتشاف حقيقة نفسه بقسوتها الشريرة“.
(عظات القديس مقاريوس – عن كتاب: ”دراسات في آباء الكنيسة“)
التحيُّز والبُغضة وإصدار الأحكام العنيفة:
+ ”التحيُّز أعشى (أي عدم الإبصار جيداً)، والبُغضة عمياء (لا تُبصر على الإطلاق). فإن أردتَ أن تكون خالياً من هاتين الرذيلتين المختصَّتين برؤية الأمور، فلا تُصدر أحكاماً عنيفة؛ بل أَوْكِل القضايا إلى محاكمة عادلة. لقد سُرَّ الله أن «ينزل ويرى» صراخ سدوم ليُعلِّمنا أن نتحقَّق من الأمور بدقة“.
+ ”التجربة تأتي من الخارج. بالطبيعة لا يوجد في الإنسان شرٌّ ولا شهوات، لأن الله لم يخلق الشهوات. هذا لا يعني أن الإنسان طاهرٌ الآن، لكنه طاهر بمقتضى نعمة المعمودية. لكنه يسقط ثانية من جهة الإرادة، ولكنه يتطهَّر بالتوبة والجهاد والنُّسك في الطبيعة نفسها. توجد قوة ما - أو إمكانية - للفضيلة، أما الخطية فهي مضادة للطبيعة، بل هي انقلاب للطاقات الطبيعية“.
+ ”الله لم يخلق الشر ولم يُسبِّبه. وقد ضلَّ الذين زعموا أن في النفس أهواءً وشهوات. فإنَّ قدرة إنجاب الأولاد هي فينا بالطبع، ولكننا حوَّلناها إلى زنا. فينا "طاقة الغضبية" بالطبع وذلك لكي نغضب على الشيطان، فوجَّهناها نحن ضد القريب. فينا "الغيرة" لنتنافس في الفضيلة، فتنافسنا في الشر. من طبع النفس أن تتوق إلى المجد، ولكن (المجد) العلوي. فينا "التكبُّر" بالطبيعة ولكن على الشياطين فقط. كذلك فينا "الفرح" ولكن لنفرح بالرب وبحُسْن عمل القريب. قد أُعطينا "الغيظ" ولكن لنغتاظ من "أعداء النفس". ونلنا شهوة الطعام، ولكن ليس للإفراط في الأكل“.
+ ”ليكن كل أحد كبيراً في عينيك. ولا تُهِن الذين هم أقل منك معرفة. ولا تطلب كرامة من أحد، لكن اتضع لكل الناس.
- ولا تغضب على الذي يتعظَّم عليك، لأنه قليل المعرفة. لأن من قلة المعرفة يتعظَّم الأخ على أخيه.
- كُن هادئاً ليِّناً، ولا ترد الجواب على أمر تؤمَر بأدائه (من رؤسائك والمسئولين عن العمل المُوكَل لك)؛ بل كُن مطيعاً في كل شيء لكيما تكون محبوباً من كثيرين.
- كُن مُبغضاً للعالم (بمعنى عالم الخطية والشهوة والمجون) كي تكون مختاراً. كُن صغيراً بين الناس، لكي تكون كبيراً عند الله.
- كُن منبسطاً كي تحلَّ عليك نعمة الله (المنبسط هو الذي يكون باسطاً نفسه تجاه الآخرين بالمحبة). لا يكن بين عينيك شيء مُشْتَهى، لكي تُبصر الله.
- كُن حزيناً على الذين هلكوا. كُن رحيماً على الذين طَغَوْا (في الشهوات). كُن متألِّماً مع المتألِّمين، مُصلِّياً من أجل المُخطئين.
- كُن ساكناً بين إخوتك كمثل ميت عادم من كل غضب، لأنه من الغضب تأتي الخطية“.
القديس يؤانس القصير
المحبة العملية دليل المسيحية الحقَّة:
+ مضى القديس أغاثون مرة ليبيع عمل يديه، فوجد إنساناً غريباً مطروحاً مريضاً وليس له مَن يهتم به. فحمله وأجَّر له بيتاً وأقام معه يخدمه ويعمل بيديه ليدفع أُجرة المسكن وينفق على المريض مدة أربعة أشهر حتى شُفِيَ. وبعد ذلك انطلق إلى البرية، وكان يقول:
- ”كنتُ أشاء لو وجدتُ "مجذوماً" (مريضاً بمرض البَرَص المُعدي) يأخذ جسدي ويُعطيني جسده“.
+ وقال أيضاً: ”إنْ أنا ربحتُ أخي، فقد قرَّبتُ لله قرباناً“. (بستان الرهبان)
الاعتراف يكون لشيخ ليس فقط في السن،
بل وأيضاً في المعرفة الروحانية:
+ قال القديس إشعياء الإسقيطي: ”إن سألك شيخ عن أفكارك، فاكشفها له بصراحة متى تأكَّدتَ أن له أمانة ويحفظ سرِّيَّة اعترافك. ولا تنظر إلى كِبَر السن، بل اعتمد على مَن له علم وعمل وتجربة ومعرفة روحانية، لئلا يُزيدك سُقْماً بدلاً من أن يهبك شفاءً“.
+ وقال أيضاً: ”إن سمعتَ أخبار القدِّيسين وأعمالهم الشريفة فلا تطمع في اقتنائها بلا تعب، إنْ لم تَشْفِ نفسك أولاً وتتأهَّل لها، حتى إذا أقْدَمتَ على عملها جاءتك من تلقاء نفسها“.
التعليم بالعمل قبل القول:
+ ”مثل المصوِّر الذي يُصوِّر الماء على الحائط ولا يقدر هذا الماء المرسوم أن يُبرِّد عطشه، وكمثل الذي ينظر الأحلام؛ كذلك الإنسان الذي يتكلَّم من غير عمل. أما الذي من اختباراته يتكلَّم عن الفضائل، فيكون مثل ذلك الذي من بضاعة تجارته يُلقي كلمته لسامعيه، ومن الشيء الذي اقتناه في نفسه يزرع التعليم في آذان السامعين، ويفتح فمه بدالة (بثقة) مع بنيه الروحانيين“.
مار إسحق السرياني - عن كتاب: ”بستان الرهبان“