نافذة على ما يجري في الكنائس المسيحية
|
|
|
+ احتفال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعيد الأربعين
جاء الاحتفال بالعيد الأربعين لجلوس قداسة البابا شنودة الثالث على الكرسي البابوي مساء الاثنين 14 نوفمبر 2011، احتفالاً مهيباً على المستوى الشعبي وعلى مستوى الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط. فقد أحاط بقداسة البابا شنودة الثالث في الاحتفال، الذي بدأ في نحو الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين، رؤساء الكنائس الأرثوذكسية، مُمثَّلة في ثلاثة بطاركة، هم: قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس، وقداسة البطريرك كاثوليكوس أرام بطريرك الأرمن الأرثوذكس بجبل أنطلياس بلبنان، وقداسة البطريرك باولوس بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، ومعهم عشرات المطارنة والأساقفة والكهنة. وقد امتلأت الكاتدرائية المرقسية الكبرى بدير الأنبا رويس بأكثر من 15 ألف قبطي، حملوا صور قداسة البابا شنودة وهم يُرنِّمون. وفي الاحتفال ألقى رؤساء الكنائس الثلاثة كلمات عدَّدوا فيها ما قدَّمه البابا شنودة، ليس فقط لخدمة الأرثوذكس، لكن لكل المؤمنين، ومن الأديان المختلفة؛ مؤكِّدين أنَّ مَن نذر نفسه لخدمة الله، فإنه يخدم الجميع بكل الحب والتفاني.
لجلوس قداسة البابا شنودة الثالث على الكرسي المرقسي:
قداسة البابا شنودة الثالث يُحيط به أصحاب القداسة بطاركة كنيسة الأرمن الأرثوذكس وكنيسة السريان الأرثوذكس والكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية
كما توجَّه قداسته صباح الأربعاء التالي 16 نوفمبر 2011 إلى الولايات المتحدة الأمريكية للزيارة الرعوية، واستكمال الفحوص الطبية، وللاطمئنان على صحة قداسته.
+ وأسرة مجلة ”مرقس“ تتقدَّم لقداسة البابا شنودة الثالث بعميق التهنئة بمناسبة الذكرى الأربعين لاعتلاء قداسته الكرسي البابوي، ملتمسين له من الله دوام الصحة والعافية، وبالأزمنة السلامية المديدة، وبعودته السالمة لمقر كرسيه، بشفاعات القديسة الطاهرة العذراء مريم والدة الإله، وبصلوات كاروز الديار المصرية القديس مار مرقس الرسول.
+ رسامة شماس من كنيسة الروم الأرثوذكس بلبنان كاهناً، ووصية مطرانه جورج خضر له:
برمانا – لبنان: ترأَّس نيافة المطران جورج خضر مطران جبل لبنان والكورة، صباح السبت 27 آب (أغسطس) 2011، القدَّاس الإلهي في كنيسة القديس جورجيوس في بُرمانا. وفي أثناء القدَّاس الإلهي تمَّت رسامة الشمَّاس رامي ونُّوس كاهناً على كنيسة القديس جورجيوس في برمانا.
نيافة المطران جورج خضر
وفي هذه المناسبة توجَّه نيافة المطران جورج خضر بكلمة إلى الأب الكاهن الجديد، فقال:
- ”أخي الخوري رامي، تذكَّر حوار السيد مع السامرية، إذ قال لها الرب: «اذهبي وادعي زوجكِ، وتعالي إلى ههنا». فأجابت المرأة وقالت ليسوع: «ليس لي زوج». قال لها يسوع: «حسناً قلتِ: ليس لي زوج. لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ. هذا قلته بالصِّدق» (يو 4: 16-18).
أليس للكنيسة الأنطاكية زوج واحد هو المسيح؟ ليس لي في هذه الخدمة المباركة أن أصف أخطاءنا وخطايانا وهفواتنا نحن القادة. كما ليس لي أن أُوبِّخكم على خطيئة لكم، إذ قالت الصلوات عندنا بلسان الكاهن: "اغفر خطايانا، وجهالات الشعب". تواضعاً نقول: "جهالات" الشعب، ولا نقول: "خطايا" الشعب. ولكننا نقول في الصلاة: "خطايا" المطارنة والكهنة. هذا في الكتب الطقسية.
أنت فهمتَ منذ طفولتك أنَّ لك عريساً واحداً، وهو المسيح، وأنك خادمُه وحده، ولا تستقي عِلماً عميقاً حقيقياً روحياً شافياً مُخَلِّصاً إلاَّ من الإنجيل. ليس لنا نحن كتاب آخر. ليست لنا فلسفة أخرى. كلُّكم يَعلم أنه حين يُرسم أحدُناً أسقفاً، يُوضع الإنجيل مفتوحاً على رأسه، مفتوحاً وليس مُغْلقاً بالدَّفتين (اللتين تضمَّان نسخة الإنجيل)، حتى نُوحي له بأنه يجيء من هذا المكتوب في هذا الكتاب. أنت تجيء من هذا الكتاب إن شئتَ أن تصبح شيئاً، وإلاَّ تبقى لا شيء.
وأنت تُنقِّي نفسك. ليس لنا سبيل آخر لإصلاح الآخرين. لا يُصلَح أحدٌ بالمواعظ والتنبيهات وما إلى ذلك. يُصلَح الإنسان فقط بالقديسين الذين يراهم، لأن المسيحية عَدْوَى. هي نور يقتبسه الإنسان، فيصبح بدوره نوراً. وهذا يعني ما قاله أحد القديسين الكبار في القرن الرابع: طوبى لك إذا نظرتَ إلى كلِّ إنسان كأنه الله نفسه، أي إذا رأيته يقتل ويسرق ويكذب لا تقول عنه إنه مجرم. هو تحت دينونة الله، وليس تحت حُكمك. وأنت تقول له: أنت نورُ الله.
إذا استطعتَ أن تتضع في رعيتك، أمام كل مؤمن، صلَّى أم لم يُصلِّ، صام أم لم يَصُم، كان لسانه عفيفاً أم لم يكن، إذا استطعتَ أن تتضع حتى هذه الدرجة، أن تراه إلهاً، وتصبح أنت إلهاً. وليست رغبتك غير هذه، فأنْ تصبح عالماً، هذا جيد؛ ولكن الوثنيين أيضاً يصيرون علماء. ولكن أن تصير قدِّيساً، هذا يتطلَّب أن تحبَّ الناس جميعاً، واحداً واحداً: الذين ظلموك، والذين شتموك، والذين ضربوك، والذين أهانوك، والذين يريدون أن يأخذوا وظيفتك، وأن يرموك في الشارع.
إذا استطعتَ أن تحبهم جميعاً، أن تضمَّهم إلى قلبك حيث يجدون الله، إذا استطعتَ أن تنقلهم إلى قلبك المؤلَّه؛ تصبح منارة ويستضيء الناس بك. وهذه هي المسيحية، أن نصير جميعاً منائر.
اذهب على (حسب) هذا التعليم الذي هو التعليم (المسيحي)، ونفِّذه كل يوم. واقرأ هذه العظة المُسجَّلة لتصيرها، أي لتنسى نفسك وتعرف ذاتك آتياً من الرب يسوع، آمين“.
السنة 67، العدد 6)
+ بيان رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية:
قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول
وهو الثاني من اليمين
الفنار - تركيا: بدعوة من غبطة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، اجتمع في الدار البطريركية في الفنار - اسطنبول، رؤساء البطريركيات الأرثوذكسية القديمة ورئيس كنيسة قبرص بين الأول والثالث من أيلول (سبتمبر).
حضر هذا الاجتماع غبطة بطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا (للروم الأرثوذكس) ثيوذوروس الثاني، غبطة بطريرك أورشليم ثيوفيلوس، ورئيس كنيسة قبرص خريسوستوموس. واعتذر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق إغناطيوس الرابع وناب عنه سيادة أسقف أفاميا إسحق (بركات).
في الأول من أيلول (سبتمبر) أُقيم القدَّاس الإلهي احتفالاً بالسنة الطقسية الجديدة بمشاركة كل البطاركة والمندوبين. ومساءً افتُتح اللقاء في كنيسة البطريــركية التي على اسم القديس جـورجيوس بكلمات للبطاركة ومندوب البطريرك الأنطاكي.
الموضوع الأهم الذي احتلَّ حيِّزاً كبيراً من الاجتماع كان في دراسة الوضع في منطقة الشرق الأوسط. وصدر في هذا الصدد بيان عبَّر عن التضامُن مع سائر أبناء الكنائس في هذه المنطقة المضطربة، وتوجَّه النداء إلى السياسيين والزعماء والرؤساء الدينيين في العالم أجمع بهدف وضع أُسس وسياسات تؤمِّن السلام والتعايُش بين مختلف الديانات في هذه البقعة الجغرافية الحسَّاسة.
صدرت عن هذا اللقاء القرارات التالية:
1. على البطريركيات القديمة وعلى كنيسة قبرص أن تتبنَّى تفعيل الحوار بين الطوائف المسيحية ومع الأديان الأخرى، وذلك وفقاً لقرارات المؤتمر الأرثوذكسي الثالث المنعقد في عام 1986.
2. يتواصل مندوبو الكنائس الأرثوذكسية في الشرق الأوسط مع مكتب الكنيسة الأرثوذكسية في الاتحاد الأوروبي في حال نشوء مشاكل جديدة تتطلَّب حلولاً مناسبة.
3. بناء مستشفى على أرض تابعة لبطريركية أورشليم لمساعدة المرضى والجرحى في تلك المنطقة.
4. تأمين مِنَح دراسية للشباب في بطريركية أورشليم.
5. التعاون مـع بطريـركية الإسكندريـة لمواجهة الأمراض المُعدية والأوبئة المنتشرة في القارة الأفريقية.
وعلى جدول اللقاء بحث الحاضرون موضوع المجمع الأرثوذكسي العام الموسَّع، وشدَّدوا على ضرورة الإسراع في التحضير له، للتمكُّن من الدعوة إليه في أقرب وقت.
اجتماع بطاركة ورؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة في تركيا
كما تبنَّى الحاضرون اقتراح البطريرك المسكوني في عقد اجتماع لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية حول البحر الأبيض المتوسط بهدف وضع ”شِرْعة (ميثاق) المتوسط“ لحماية البيئة وللدعوة إلى التعايُش السلمي والتعاون بين مختلف أديان المنطقة.
وبنتيجة بعض الأحداث التي جرت ضمن الكنيسة الأرثوذكسية، شدَّد المؤتمر على ضرورة احترام الحدود الجغرافية لكل كنيسة أرثوذكسية كما وردت في القوانين المقدسة.
وفي الختام شكر المجتمعون لغبطة البطريرك المسكوني هذه الدعوة للبحث في المشاكل والتحديات التي تواجه كنائسهم، وأبدوا اهتمامهم في تكرار مثل هذا اللقاء.
السنة 67، العدد 6)