المسيح يُعلِّم عن الصلاة


صديق نصف الليل

يذكر الكتاب أنَّ المسيح، في الصباح الباكر جداً، كان يمضي إلى الخلاء (مر 1: 35)، أو إلى الجبل منفرداً، ليُصلِّي (مت 14: 23؛ مر 1: 46؛ لو 6: 12؛ 9: 28،18)، أو يعتزل في البراري ليُصلِّي (لو 5: 16).

ومكتوب أنه كان يقضي الليل كله في الصلاة (لو 6: 12). وكانت صلاته ليلة آلامه في بستان جثسيماني ممتزجة بالدموع والمعاناة (مت 26: 44،42،36).

هذه المرة، كان الرب يُصلِّي ”في موضع“ والتلاميذ يرون سيِّدهم. وتاقوا هم أيضاً أن يُصلُّوا. ولأن بعضهم كانوا يوماً تلاميذ يوحنا، فلما فرغ الرب من صلاته، سألوه أن يُعلِّمهم الصلاة، كما علَّم يوحنا أيضاً تلاميذه.

فقال لهم الرب:

+ «متى صلَّيتم فقولوا: أبانا الذي في السموات، ليتقدَّس اسمك، ليأتِ ملكوتك، لتكُن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض... ولا تُدخِلنا في تجربة لكن نجِّنا من الشرير».

بعدها أراد الرب أن يُعلِّمهم كيف يُصلُّّون! فقال لهم هذا المَثَل البارع (صديق نصف الليل)(1) الذي يحضُّ على المثابرة في الصلاة واللجاجة مع الثقة في تحنُّن الله.

في هذا المَثَل ثلاثة أصدقاء: الأول هو الصديق المسافر؛ والثاني هو صديقه الذي فاجأه في نصف الليل، ووضعه في حرج بالغ لأنه لم يكن مستعدّاً لضيافته؛ والثالث هو مَن لجأ إليه الصديق الثاني لكي يرفع عنه الحرج ويُعطيه ما يُقدِّمه لضيفه.

الصديق الأول:

فيما يبدو، فهذا الصديق بدأ سفره نهاراً، وكانت بداية المسيرة في النور سهلةً هيِّنة، ولكن الطريق كان أطول مِمَّا حسبه، وهكذا حلَّ عليه الظلام. وجدَّ في المسير، ولكن الليل انتصف وهو لم يبلغ مُراده. وكان قد وصل إلى مدينة وتذكَّر فيها صديقاً قديماً، فاتَّجه إليه وهو مُحرج لكي يقضي الليل ثم يستكمل رحلته في الصباح.

أَلاَ يبدو هذا الشخص مثل كثيرين يبدأون حياتهم في النور، تملأهم الغيرة ومحبة الله، ولكنهم في غفلتهم لا يحسبون النفقة (لو 14: 28) فيخدعهم إبليس، وشيئاً فشيئاً يُدركهم الظلام فيتخبَّطـون في الأرض الوعـرة، وتُصيبهم الجراح، ولا يعرفون إلى أين تمضي حياتهم في الكورة البعيدة، هذا برغم وصية الرب: «النور معكم زماناً قليلاً بعد. فسيروا مادام لكم النور لئلا يُدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب» (يو 12: 35).

بعد العناء قد يتذكَّرون مَن كانوا معهم يوماً: كاهناً أحبهم، خادماً افتقدهم، مرشداً روحياً ارتبطوا به قبل زمان، صديقاً مُخْلِصاً يُتقن العطاء. وقد تكون عودتهم إلى أحضان المسيح من خلال لقاء مع واحدٍ من هؤلاء يُعيد إليهم ثقتهم في اتساع قلب الله الذي لم يأتِ ليدعو أبراراً «بل خطاة إلى التوبة» (مت 9: 13؛ لو 5: 32)، وأنه كان في انتظار عودتهم. وكما فعل الأب مع ابنه الضال العائد بعد الغياب «فتحنَّن وركض (نحوه) ووقع على عنقه وقبَّله» (لو 15: 20)؛ هكذا يقبل الله أولاده الراجعين بالتوبة في أية ساعة ولو بعد انتصاف الليل، ولم يبقَ في العمر الكثير. فليكن لنا دوماً رجاء في محبة الله، فلا نخجل أو نتردَّد في العودة إليه مهما طال البعاد والتغرُّب.

الصديق الثاني:

كما رأينا، فالصديق المسافر قد أحاط به الظلام، كما قد أنهكه المسير واستبدَّ به الجوع. ويبدو أنه لم يكن هناك فندق ليقضي فيه الليل ويجد ما يأكله، أو ربما لم يكن معه ما يكفي من المال كي ينزل في فندق أو يشتري طعاماً. فجأةً أضاء في ذهنه اسم صديقه القديم الذي يُقيم في هذه المدينة. ورغم الحرج في أن يقرع بابه بعد طول الغياب، وفي هذه الساعة المتأخِّرة، ليس فقط كي يقضي عنده الليل، وإنما أيضاً أن يسدَّ جوعه، ولكن ضغط الظروف جعله يستجمع شجاعته وثقته في صديقه المُحب الذي يعرف أنه لن يتخلَّى عنه، فيتجه إلى بيته ويقرع بابه.

رغم كل شيء فقد كان هذا الصديق عند حُسْن الظن، وقَبِـلَه مُرحِّباً باسماً. لم يُعاتبه على إهماله الطويل، وأنه جاء إليه مضطراً محتاجاً، كما لم يفكر كثيراً في خُلوِّ بيته من الخبز، وأنه لا يوجد في هذه الساعة المتأخرة من الليل مَن يبيع الخبز، ذلك أن له صديقاً مُحبّاً بعينه لا يخلو بيته من الخيرات، ويمكن أن يقرع بابه في أية ساعة، سيذهب إليه وسوف يفتح له حتماً ويُعطيه ما يطلب.

بعد الترحيب بالضيف والسؤال عن العائلة، وعمَّا أتى به إلى هذه الناحية، يستأذنه أن يخرج ويعود سريعاً، وهو كان واثقاً أنه لن يعود فارغاً. ولأنـه شاء أن يكون كريماً أمـام ضيفه، فقد رتب أن يطلب من الصديق الثالث أن يُعطيه، لا رغيفاً واحداً، بل ثلاثة أرغفة، فهو يُعرِّض نفسه للحرج، وهو يقترض لكي يُقدِّم لصديقه المحتاج «لأن المُعطي المسرور يحبه الله» (2كو 9: 7). وواضح أنه قد تعشَّى، فالأرغفة المطلوبة هي كلها من أجل الضيف الذي فاجأه بالزيارة.

هذا هو خادم الله، سواء كان كاهناً أو خادماً أو مؤمناً ملتزماً يشعر بمسئوليته عن الآخرين، وقلبه ممتلئٌ بالحبِّ للرب والقريب والغريب. وهذا النوع من البشر تزدان بهم الحياة، وطوبى لمَن يعرف واحداً منهم؛ فهُم دائماً مستعدُّون للعطاء والخدمة، وينشرون الفرح والسلام من حولهم، ويَرَوْن مهمتهم في الحياة أن يُسْعِدوا غيرهم، ويمدوا لهم يد المساعدة دون أن يُشعِروهم أنهم مديونون، أو أنهم صنعوا ما يستحق الذِّكْر. والواحد منهم يبدأ يومه سائلاً الرب أن يستخدمه لمجد اسمه. والحياة تصير بهم أكثر بهجةً وأقل إيلاماً. وهم موضع رضا الله، فيفيض عليهم بالخير، لأنهم جنوده وملائكته الأرضيون الذين ينتشرون في الأرض. وقد تلتقي في ضيقتك بواحدٍ منهم يأتي إليك فجأة ساعة الحاجة، فيمد إليك يد العون بكل حماس وأمانة، وعندما تنتهى مهمته يختفي كما جاء، فتُعطي المجد لله.

الصديق الثالث:

موقف الصديق الثالث يُجسِّد الهدف الذي قصده الرب من هذه القصة المَثَل. فهو كان قد نام منذ ساعات، وأولاده الصغار معه في الفراش. ولما سمع القرع على الباب في منتصف الليل، كان ردُّ فعله الأول الدهشة الممتزجة بالاستياء من هذا التصرُّف الخالي من اللياقة، فقد أيقظه أحدهم من نومه. ولما سمع الصديق يطلب أرغفة لأن صديقاً جاءه في هذه الساعة، تضايق أكثر، فهذا الأمر لا يعنيه بأي حال. فردَّ من الداخل وهو لا يزال في الفراش: «لا تزعجني! الباب مُغلَقٌ الآن، وأولادي معي في الفراش». فقيامه من الفراش لكي يفتح الباب سيُوقظ صغاره في هذه الساعة ويقلق نومهم. هكذا أضاف: «لا أقدر أن أقوم وأُعطيك».

ولكن الصديق الواقف بالباب لم يتضايق أو يفقد رجاءه في صديقه. فلجأ إلى الإلحاح والتوسُّل وهو يعرض حرج موقفه أمام الضيف الذي لجأ إليه في منتصف الليل، ويُذكِّره بالمحبة التي جمعت بينهما السنين الطوال، ويمتدح أفضاله عليه في مواقف سابقة.

وتحت تأثير لجاجته، انسحب الصديق من فراشه بهدوء كيلا يُوقِظ أطفاله، ومضى إلى خزانته وأحضر الأرغفة الثلاثة وفتح الباب باسماً وأعطاها لصديقه مترفِّقاً ومُزيلاً لحرجه.

هكذا خَتَمَ الربُّ المَثَلَ مُتحدثاً عن هذا الصديق الثالث: «أقول لكم: وإن كان لا يقوم ويُعطيه لكونه صديقه، فإنه من أجل لجاجته يقوم ويُعطيه قَدْرَ ما يحتاج».

واضحٌ أنَّ هذا الصديق الثالث يُمثِّل ”الله المُحب“، الذي ارتضى أن يكون صديقاً «ألزق من الأخ» (أم 18: 24) للإنسان، خاصةً الخاطئ، وأخاً لكل المحتاجين والغرباء والمرضى والمحبوسين، ويقول لنا عن خدمة هؤلاء: «بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم» (مت 25: 40)(2).

والرب عنده ما يسدُّ كل إعوازنا، وهو يُجيب لمَن يدعوه بالخلاص والنجاة من الضيق(3). وهو يُؤكِّد على رعايته لنا باعتبارنا أفضل من العصافير التي يُقيتها ولا ينسى واحداً منها، وأفضل من الزنابق الرائعة الألوان التي لم يكن سليمان في كل مجده يلبس كواحدة منها. وهو يُنبِّهنا أن «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبـرَّه، وهـذه كلها (أي مطالب الجسد اليومية) تُزاد لكم» (مت 6: 33).

وهو الذي يُرسل خادمه - الصديق الثاني - لكي يخدم إخوة الرب، ويتحمَّل معهم ويُقاسمهم آلامهم، ويحمل لهم محبة الله ورعايته. وهو الذي ساق الصديق الأول إلى الثاني لكي يُتيح له أن يخدم و«يُرضي مَن جنَّده» (2تي 2: 4).

على أنَّ الله قد لا يستجيب سريعاً، وذلك لاختبار إيماننا، ولكي يُبقينا في حضرته أطول، ولكي لا تصغر قيمة عطاياه في نظرنا. والرب في هذا المَثَل بيَّن أن اللجاجة تكشف عن ثقتنا في الله، وإصرارنا على ألاَّ نخرج من لدُنْه فارغين، وأنها بالتالي تُحنِّن قلب الله، كما فعل يعقوب في صراعه مع الرب، وهو يقول: «لا أطلقك إن لم تُباركني»، فنال البركة، ودعا الرب اسمه ”إسرائيل“، «لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت» (تك 32: 28).

+ وقد شدَّد الرب على المثابرة في الصلاة، فساق مَثَل ”الأرملة“ التي كانت تأتي إلى قاضي المدينة الظالم، والذي لم يكن يخاف الله أو يهاب إنساناً، وتطلب إليه أن ينصفها من خصمها. وكان لا يشاء إلى زمانٍ، ولكنه في النهاية تحت إلحاحها أنصفها. والرب يقصد أنـه حتى القاضي الظالم يمكن أن ينصف المظلوم الذي يلحُّ في طلبه، فبالأَوْلى الله العادل والمُحب «... ينصف... مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً» (لو 18: 1-8).

+ كما لا ننسى ”المرأة الكنعانية“، غريبة الجنس، التي ظلَّت تتوسل إلى الرب من أجل شفاء ابنتها ولم تُبالِ بالكلمات الصعبة التي فاه بها الرب عنها مختبِراً إيمانها. وبسبب صمودها واحتمالها قال الرب لها: «يا امرأة، عظيمٌ إيمانك. ليكن لك كما تُريدين» (مت 15: 28).

+ ومثلها كان ”الأعمى“ على طريق أريحا الذي لمَّا سمع أن يسوع مجتازٌ، أخذ يصرخ «يا يسوع ابن داود ارحمني». ولما انتهره الجمع ليسكت، «صرخ أكثر كثيراً»، فوقف يسوع وشفاه، وفي الحال أبصر، فتبعه وهو يُمجِّد الله (لو 18: 35-43).

«اسألوا تُعْطَوْا»:

في الختام، يعود الرب ليُشجِّع الكل على رَفْع القلب إلى الله الغني «الذي يُعطي الجميع بسخاء ولا يُعيِّر» (يع 1: 5): «اسألوا تُعْطَوْا. اطلُبوا تجدوا. اقرعوا يُفتَح لكم». ويتدرج الأمر من السؤال في محاولة للفهم والاستنارة، إلى الطلب المُحدَّد، إلى قَرْع باب السماء في ساعات الضيق والمحن. فلا يليق أن نتردَّد في الاقتراب من العرش الإلهي حيث نجد مبتغانا.

ويواصل الرب كلامه ليؤكِّد على حُبِّ الله للبشر، وأن حبَّه أعظم من حب الأب لأولاده. وإذا كان الأب الجسدي لا يمكن أن يُسيء العطاء لأولاده، فالآب السماوي بالأَوْلى: «فإنْ كنتم وأنتم أشرارٌ تعرفون أن تُعْطُوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي في السماء، يُعطي الروح القدس للذين يسألونه» (لو 11: 13).

فكل عطايا الله جيدة، وأعظم عطاياه: الروح القدس، روح الحق، الذي يأخذ مِمَّا للمسيح ويُخبرنـا ويُرشدنا إلى جميع الحق (يو 16: 13-15)، وهو أيضاً روح الصلاة الذي «يُعين ضعفاتنا، لأننا لسنا نَعْلَم ما نُصلِّي لأجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنَّاتٍ لا يُنطَق بها» (رو 8: 26).

وسواء كانت الصلاة من أجل نفسي أو من أجل الآخرين، فالله يُعطي ويستجيب ويفتح باب مراحمه للنفوس المؤمنة التي تُوقِن أن سد حاجتها هو عند الله، لا عند البشر، وهي تطلب وتلح وتنتظر واثقة أنَّ الرب يرى ويسمع. وهو يستجيب في الوقت المُعيَّن، حتى لو كانت استجابته بالسلب، فكل أعماله هي للخير «للذين يحبون الله» (رو 8: 28).

+ «هـوذا هـذا إلهُنا، انتظرناه فخلَّصنا. هذا هـو الربُّ، انتظرناه. نبتهج ونفرح بخلاصه» (إش 25: 9). يا تـرى أي صديـق مثل فادينا الحبيب يحمـل الأثقـال عـنَّا وكـذا الهم المُذيـب يـا لإنعامٍ تَسَـامَى مـِن لدُن ربِّ النجاة إننـا نُلقـي عليـه كـلَّ حِمْلٍ بـالصلاة دكتور جميل نجيب سليمان
**** عمانوئيل - الله معنا ******************************************************************

[”عمانوئيل“، هذا الاسم ينطبق بكل حقٍّ على المسيح تماماً من واقع الأحداث، التي تبيَّن لنا منها، بصفةٍ خاصة، أنَّ الله كان حقّاً معنا، حينما كان يُرَى على الأرض عائشاً مع البشر، مُبْدِياً لنا حُبّاً واهتماماً عظيم المقدار. ليس ملاك ولا رئيس ملائكة كان معنا حينذاك؛ بل الرب نفسه الذي تَنَازَل ليتولَّى بنفسه إصلاح ومُصالحة الكلِّ، مُتحادِثاً مع الزواني، آكِلاً مع العشَّارين، داخِلاً بيوت الخطاة، مانحاً للُّصوص القَتَلَة نعمة حرية الضمير، جاذباً المجوس إلى الإيمان، جائلاً في كلِّ مكان، مُقوِّماً ومُصْلِحاً الكل، متآلفاً حتى مع الطبيعة نفسها.

كل هذا سبق وأعلن عنه النبي إشعياء عندما كان يتكلَّم عن الحَبَل البتولي ونعمة الميلاد الفائق. وإذا كان الله هكذا مع البشر، فلا ينبغي بعد، أن نخاف أو نرتعب من شيء؛ بل أن يكون لنا ثقة تامة بالله... وإذ سبق للنبي إشعاء رؤية كل هذه المجريات قبل وقوعها، طفق يطرب ويتهلَّل، ولما أراد أن يُعبِّر لمُعاصريه عنها بكلمة واحدة، تنبَّأ وقال: «عمانوئيل» (”الذي تفسيره: الله معنا“)].

************************************* [القديس يوحنا ذهبي الفم (354-407م) - من تفسير ”إش 7: 14“]

(1) إنجيل قدَّاس الأحد الأول من شهر بؤونة (لو 11: 1-13). وهذا الفصل، رغم محورية المَثَل الذي يتضمَّنه، قد لا يُقرأ في بعض السنوات التي يتأخَّر فيها عيد القيامة، فتحتل أناجيل آحاد الخمسين مواقع أناجيل آحاد شهرَي بشنس وبؤونة.
(2) يرى البعض أنَّ ”الأولاد في الفراش“، يرمزون إلى القدِّيسين الذين أكملوا جهادهم، وهم الآن «يستريحون من أتعابهم» (رؤ 14: 13) في حضرة الله.
(3) (مز 18: 6؛ 91: 15؛ 81: 7؛ 118: 8؛ 138: 3؛ يؤ 2: 32؛ أع 2: 21؛ رو 10: 13).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis