|
|
|
+ توقَّفنا في العدد الماضي (أكتوبر 2014، ص 18-22) عند خَبَر الميلاد في إنجيل لوقا، ونُكمِل في هذا العدد عن خَبَر الميلاد في باقي أسفار العهد الجديد (الأناجيل والرسائل).
المرأة تكرَّمت في الحَبَل البتولي والميلاد:
العلاًّمة ترتليانس (160-220م) لاحَظ بطريقة مُبدعة أنه ليست ”العذراوية“ تكرَّمت بل ”المرأة“ عموماً في البشارة بالحَبَل والميلاد البتوليَّيْن، فيقول:
[أُلاحِظ أيضاً أنَّ الملاك جبرائيل أُرسِل إلى ”عذراء“ مخطوبة، ولكنه حينما باركها، فقد كان ذلك ”بين النساء“، وليس بين ”العذارى“، حين قال لها: «مُباركةٌ أنتِ في النساء» (لو 1: 28). لأنه إنْ كانت مريم قد وُضِعَت على مستوى ”مخطوبة“، إلاَّ أنها دُعِيَت ”بين النساء“ أي ”امرأة“ على أساس أنها كانت مخطوبة لرجل](1).
إنَّ وضعها في البركة بين النساء، ليس من جهة أنها مخطوبة لرجل، ولا من جهة أنها عذراء؛ بل من جهة أنها امرأة ”بين النساء“.
هدف البشير لوقا أن يُقدِّم تاريخاً عن
”شهود عيان“:
القديس لوقا سَرَد حادثة البشارة والميلاد كما شاهدتها القديسة العذراء مريم. فالقديسة مريم بنفسها كانت أحد شهود العيان الذين رجع إليهم البشير لوقا ليجمع منهم مفردات تاريخه. وتُشير مقدِّمة إنجيل لوقا بوضوح إلى منهجه أن يكتب فقط: «تتبَّعتُ كل شيء... بتدقيق» ما يختص بـ «كل شيء من الأول» للأحداث، «كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء مُعاينين (أي شهود عيان)» (لو 1: 3،2).
+ لقد اعتَبَر القديس لوقا حَدَث الميلاد البتولي أنه خبرٌ تاريخي صادق. وحتى إذا كان هناك ”تقليد“ شفاهي متداخِل بين الشهود العيان وبين سَرْد القديس لوقا، إلاَّ أنه كان في هذا الحَدَث يكون قد استقى خبره من شاهد عيان مباشر، هو القديسة العذراء مريم نفسها. كما أنه حتى الذين ادَّعوا أنَّ هذه الحادثة قد تسرَّب إليها بعض التخيُّلات، فيكون هذا لو أنها قد سُرِدَت بعد وقت طويل من حدوثها (أي بعد مائة سنة مثلاً)، ولكنها سُرِدَت من الشاهد العيان نفسه، شخص البشارة وشخص الميلاد.
+ ويمكن الوثوق أيضاً في سَرْد القديس لوقا في أنه كان يكتب كمؤرِّخ أولاً، وأيضاً كطبيب (كما ذُكِرَ عنه في رسالة القديس بولس إلى مؤمني كولوسي - 4: 14). كل هذا مع صلته التاريخية بشاهد العيان القديسة مريم نفسها (لو 1: 1-4) كما يذكر التاريخ عن هذه الصلة، بالإضافة إلى وجود آثار عبرانية متميِّزة في سَرْده كما ذَكَرَ عن نسبة الميراث إلى داود (لو 1: 46-55). وكل هذا يدحض الادِّعاء بأن هذه القصة من اختراع الكنيسة الهللينية في القرن الثاني لتأييد عقيدة عن شخص المسيح كما ادَّعى بعض المحدثين!!
الميلاد البتولي في إنجيل متى:
واضح أنَّ سَرْد القديس متى لحَدَث الميلاد البتولي مستقل عن سَرْد القديس لوقا، وبالتالي فسَرْد حقيقة الميلاد البتولي في إنجيل متى تنتهي باسم «يوسف رجل مريم التي وُلِدَ منها يسوع الذي يُدعَى المسيح» (مت 1: 16). وهذا أسلوب في الكتابة نادر حدوثه في الكتابات العبرانية القديمة، أن يُعرَّف ”رجل“ علانية من جهة اسم امرأته. ويسرد أيضاً القديس متى كيف تمَّت ولادة يسوع: «لما كانت مريم أُمُّه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وُجِدَت حُبْلَى من الروح القدس» (مت 1: 18).
ويُلاحَظ هنا أنَّ سَرْد القديس متى يبدو بغير شكٍّ أنه كُتِبَ من إملاء ”يوسف“ خطيب مريم، ما جعل البعض يُخمِّن بأنَّ مصدر هذا السرد قد يكون ”يوسف“ نفسه. فإذا افترضنا أنَّ متى العشَّار (أي مُحصِّل الضرائب) كتب الإنجيل، فإنَّ سَرْده لابد أن يكون مستنداً إلى مراجع دقيقة بحسب عمله كجامع للضرائب بناءً على مصادر رسمية، لتكون تسجيلاته دقيقة، فهذا يُعطينا سبباً معقولاً: لماذا اخْتيرَ أو اختار هو أن يكتب هذا الإنجيل؟
ويمكن أن نفترض أنه اُختير مُبكِّراً باعتباره من أوائل التلاميذ الذين اختارهم المسيح، ما جعله على معرفة شخصية بأفراد عائلة المسيح الذين كان كثيرون منهم ما زالوا على قيد الحياة بعد صعود الرب يسوع، ما يجعله قادراً أن يستلم منهم سيرة حياة يسوع.
حُلم يوسف، وتسمية اسم ”يسوع“:
لقد ظهر الملاك ليوسف في حُلم، وأوضح له أنه لا يوجد سبب للخوف: «لا تَخَفْ أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبِلَ به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع» (لو 1: 21،20)، وهو اسم يشرح منذ البدء شخصية الرب يسوع: «لأنه يُخلِّص شعبه من خطاياهم» (لو 1: 21). ولهذا السبب كان يُسمَّى منذ البدء بأنه ”المخلِّص“. وهكذا، فإنَّ اسمه يدلُّ على أنه وُلِدَ لكي ”يُخلِّص“.
يوسف، الأب الشرعي، وليس الجسدي:
إنَّ تسمية الملاك للمولود باسم ”يسوع“، كما قاله ليوسف، يحمل ضمناً بأن يوسف قد قَبِلَ المسئولية الشرعية القانونية تجاه يسوع. وهنا أكَّد الإنجيل مباشرة: «ولم يعرفها حتى وَلَدت ابنها البِكْر، ودعا اسمه يسوع» (مت 1: 25)، مؤكِّداً ضمناً بأن يسوع لم يكن له أب أرضي («لم يعرفها حتى وَلَدت»). وكلمة ”حتى“ تؤكِّد على أن ولادة يسوع لم تكن نتيجة اتصال جسدي بمريم. كما أن هذه الكلمة ”حتى“ لا تعني إطلاقاً أنه حدث اتصال جسدي بمريم بعد ولادة يسوع، كما يُردِّد الذين لا يعترفون بدوام بتولية العذراء. فهذه الجملة: «لم يعرفها حتى ولدت...» كُتِبَت خصيصاً لتأكيد الحَبَل البتولي بيسوع، وليس لأيِّ سبب آخر. فحيثما يُذكَر أن يسوع «ابن يوسف» (لو 2: 48،43،41،33،27؛ مت 13: 55)، فإن أُبوَّة يوسف هي ”شرعية قانونية“، وليست أُبوَّة بيولوجية جسدية.
إشارات الأنبياء:
كانت الوعود بمجيء ”مَسيَّا“ المسيح معروفة على نطاق واسع في الأوساط اليهودية القديمة على مستوى شعبي.
+ ميخا النبي تنبَّأ بمجيء ”مخلِّص“ يُولَد في بيت لحم (مي 5:2؛ مت 2: 4-6).
+ ملاخي النبي تنبَّأ بأنه سيأتي ”سابقٌ“ للمسيَّا على مثال إيليا، ليهيِّئ الطريق للخلاص (ملاخي 3: 1؛ 4: 5؛ مت 3: 10-12).
+ أما إشعياء النبي فقد كتب: «لأنه يُولَد لنا ولدٌ، ونُعطَى ابناً، وتكون الرياسة على كَتِفِه، ويُدعَى اسمه: عجيباً، مُشيراً، إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية» (إش 9: 7،6)؛ كما تنبَّأ أيضاً: «ولكن يُعطيكم السيِّد نفسه آيةً. ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14).
القديس مرقس البشير،
هل يذكر شيئاً عن الحَبَل البتولي؟
حينما يُذكَر أن القديس مرقس لم يَذكُر شيئاً عن حدث الميلاد البتولي، فإنه لابد أن نعرف أيضاً أنه لم يذكُر شيئاً على الإطلاق عن الثلاثين عاماً الأولى من حياة الرب يسوع على الأرض: الختان، الطاعة لوالديه، ثم بعد أن صار ولداً في الثانية عشرة من عمره. فإذا أمعنَّا البحث، فسنجد أن مرقس البشير لم يكن جاهلاً بهذا الحدث الميلادي، كما يظنُّ البعض، لأنـه يُشير إلى الرب يسوع بطريقة غير معتادة لدى اليهود، حين كتب عن يسوع: «ابن مريم» (مر 6: 3). لذلك، فمن الممكن أن يكون البشير مرقس أيضاً قد بَلَغَهُ حدث الميلاد البتولي.
+ ومن المحتمل جداً أن يكون ”إنجيل مرقس“ في يد البشيرَيْن متى ولوقا، ولذلك رأيا أنه من النافع، بل ومن الضروري، أن يُضيفا سرد كُلٍّ من الحَبَل البتولي والميلاد في إنجيليهما.
+ ولكن، هل هذا يعني أنَّ حدث الميلاد البتولي أتى ذِكْره متأخِّراً؟ أو أن هذا يعني أنهما رأيا أنَّ سَرْد أحداث البشارة بالحَبَل البتولي وبالميلاد أمران مُهمَّان - وإن كان القديس مرقس قد أغفلهما - بالرغم من شيوع أخبار هذه الأحداث في التقليد الشفاهي! فالسبب الأخير يبدو مُحْتَمَلاً، وإلاَّ فلماذا ذكراهما في إنجيليهما؟
+ كما قد يُقال إنَّ كِلا البشير يوحنا والرسول بولس لم يُشيرا إلى ولادة الرب يسوع. ولكن بالفحص الدقيق لنصِّ إنجيل يوحنا (1: 13؛ 6: 42)، ورسالة رومية (1: 2-4)، ورسالة غلاطية (4: 4)؛ يظهر أنه لا يصحُّ التسرُّع بذِكْر أو بادِّعاء إغفالهما لذِكْر الحدث الإلهي المبارك.
في إنجيل القديس يوحنا:
إنَّ حَدَث الحَبَل البتولي والميلاد الإلهي للرب يسوع كانا - بالتأكيد - معروفان لدى القديس يوحنا الذي بدأ إنجيله بذِكْر التجسُّد، وقد عَقَدَ مقارنة بين طريقة مجيء كلمة الله إلى العالم، وبين الولادة الروحية للمؤمن بالمسيح. فالجملة الواردة في مقدِّمة إنجيل يوحنا: «الذين وُلدوا ليس من دم، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل» (1: 13)، يُركِّز فيها البشير، لا على سَرْد رواية الميلاد، ولا على طريقة صيرورة كلمة الله جسداً؛ بل كان تركيزه على ”التجسُّد“ نفسه الذي يتطلَّب نمطاً متناسباً مع كلمة الله الأزلي في دخوله إلى العالم. ولكن يمتدُّ يوحنا البشير بهذا ليحتفل بالحَدَث الذي ليس له مثيل، وهو صيرورة كلمة الله الأزلي إنساناً، ليس عن طريق الزواج البشري.
لذلك فقد ذَكَرَ القديس يوحنا عن الميلاد الجديد للمؤمن ليكون مقياساً وتمثيلاً لكيفية صيرورة كلمة الله الأزلي إنساناً، عن غير طريق الزواج البشري؛ وهكذا قال: «وأمَّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه. الذين وُلِدوا ليس من دمٍ، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله» (1: 13،12). فلماذا ذَكَرَ: «ليس من مشيئة رجل»؟ أي أنَّ المؤمن باسم المسيح ”ليس من مشيئة زوج“. ولماذا ذَكَرَ هذا التشبيه؟
+ لقد ذَكَرَ ذلك كقياس ومثال وتشبيه بين ولادة المؤمنين من الله، وبين ولادة ابن الله من العذراء القديسة مريم بالروح القدس.
+ فمِن المؤكَّد أن القديس يوحنا البشير كان على علم بأحداث الميلاد البتولي، فأشار في إنجيله إلى الولادة الجديدة للمؤمنين بكلمة الله والروح القدس بنفس تعبيرات ولادة كلمة الله من القديسة العذراء مريم ”بدون مشيئة رجل“ أي ”بدون زَرْع رجل“.
المقاومة ضد رسالة المسيح من المقاومين:
لقد كان السؤال حول ميلاد يسوع موضوع مقارعة أثناء حياة الرب يسوع على الأرض، وذلك حينما تذمَّر المقاومون على الرب يسوع متسائلين: «أليس هذا هو يسوع بن يوسف، الذين نحن عارفون بأبيه وأُمه. فكيف يقول هذا إني نزلتُ من السماء؟» (يو 6: 42). هذه الكلمات قالها الذين كانوا يحطُّون من قَدْر المسيح، كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم:
[الذين لم يكونوا قادرين أن يسمعوا عن ميلاده المعجزي، ولكن إن كانوا لا يحتملون أن يسمعوا بوضوح عن ميلاده بحسب الجسد؛ فهل يستطيعون أن يسمعوا عن هذا الميلاد غير المُدرَك الذي من فوق؟](2)
الإشارات إلى الميلاد البتولي، في رسائل القديس بولس
في مقدِّمة رسالة رومية:
يتكلَّم القديس بولس الرسول بتأكيد شديد على نزول وتجسُّد ابن الله، وذلك في مقدِّمة رسالة رومية: «عن ابنه، الذي من جهة بشريته صار من نسل داود؛ والذي من جهة روح القداسة، استُعلِن بقوة أنه ابن الله بقيامته من الأموات، يسوع المسيح ربنا» (رو 1: 2-4 - ترجمة تفسيرية).
+ لماذا يعقد القديس بولس فارقاً بين ”بشرية“ المسيح، أي طبيعته البشرية، وبين لاهوته كونه ابن الله؛ إلاَّ لكونه يذكر ميلاده البشري؟ وهذا يؤكِّد بلوغه التقليد الشفاهي بأنه من ”نسل داود“. وهذا يعني أنه قد بَلَغه، بطريقةٍ أو بأخرى، سلسلة أنساب المسيح مثل تلك التي وردت في إنجيل متى وفي إنجيل لوقا، أو ربما استلم تقليداً شفاهياً مماثلاً قبل كتابة الأناجيل.
رسالة غلاطية - الأصحاح الرابع:
إنَّ النصوص الواردة في رسالة غلاطية - الأصحاح الرابع، مثيرة للاهتمام حقّاً، وهي حاسمة. فالقديس بولس يقتبس للمؤمنين في غلاطية، النص الخاص بالميلاد العذراوي في نبوَّة إشعياء 54.
فقد تنبَّأ إشعياء بأنَّ عاقراً لم تَلِد سوف تُنشد نشيداً بالترنُّم، لأنها ولدت وبدون مخاض الولادة، ولأن عدد أبنائها سيكون أكثر من أبناء المتزوِّجة (أي المهجورة) (غل 4: 27؛ إش 54: 1).
ويمضي القديس بولس ليُذكِّر قارئيه بالفرق بين ”المولود بالطريقة الطبيعية“، وبين ”الابن المولود بقوة الروح“ (غل 4: 29). إنه كمَن يُعلِّم المؤمنين في كنيسة غلاطية بأنهم أبناء هذه المرأة الحُرَّة: «أُورشليم العُليا، التي هي أُمُّنا جميعاً، فهي حُرَّة» (غل 4: 26)، التي أعطاها الله ميلاداً بالروح.
+ وفي موضع آخر (غل 4: 30)، يرجع القديس بولس إلى ”سارة“ التي وَلَدَت، حيث كان إبراهيم زوجها مُعتَبَراً أنه أبٌ لكل المؤمنين، من حيث إنَّ جسده صار كالجسد الميت لأن عمره كان حوالي مائة عام؛ وكذلك رَحِمَ سارة كان ميتاً، ولكنه لم يتشكَّك في إيمانه: «... ولا بعدم إيمان ارتاب في وَعْد الله» (رو 4: 20،19).
مُلخَّص:
هذه الموضوعات التي طَرَقها القديس بولس في رسالتَي رومية وغلاطية تُقوِّي الافتراض بأنَّ بولس الرسول كان على معرفة بأحداث الميلاد البتولي، وأنَّ المؤمنين في روما وغلاطية كانوا على علم بولادة سارة لإسحق المُعتَبَر أنه رمزٌ للمسيح.
وفي كلتا الحالتين، فإنَّ حَدَث الولادة لكليهما جاء ضدّاً للقوانين الطبيعية، ما يُشير إلى الميلاد العذراوي للمسيح في العهد الجديد.
+ أما المرجع الحاسم لمعرفة الرسول بولس بالميلاد العذراوي للعذراء مريم، فهو من نفس المرجع في رسالة غلاطية: «ولكن لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنَه مولوداً من امرأة» (غل 4: 4). ولماذا حدَّد «مولوداً من امرأة»؟ وليس ”من رجل وامرأة“؟ إنَّ حذف ”من رجل“ أمرٌ غير طبيعي وجدير بالتساؤل!
+ فالآب أرسل ابنه بقوة الروح القدس. فالله هو أبو يسوع المسيح؛ أمَّا يوسف فهو الأب الشرعي، وليس الأب البيولوجي الجسدي.
(يتبع)
(1) Tertulian, On the Veiling of Virgins 6; ANF, Vol. IV, p. 31.
(2) John Chrysostom, Hom. On John, XLVI; NPNF, 1st Ser., Vol. XIV, p. 164.