بحث كتابي آبائي


الضمير: صوت الله في الإنسان( )

طبيعة الضمير:
حدث مرةً أن امرأة فقيرة سرقت شيئاً من محل تجاري وخرجت به دون أن يراها أحد، وفي طريقها إلى البيت أزعجها شعورٌ جعلها مضطربة حتى فقدت سلامها الداخلي. فكان عليها أن ترجع وتُعيد الشيء المسروق إلى مكانه، ثم رجعت إلى بيتها مع شعورها بالراحة الداخلية. وتوجد أمثلة بلا عدد مشابهة لذلك لأُناس يُجبَرون على عمل ما هو صواب، وليس ما يريدونه.

كل إنسان يألف صوته الداخلي الذي يتهمه في بعض الأحيان ويُضيِّق عليه، وفي أحوالٍ أخرى يجلب له السرور. هذا الصوت الرقيق إنما هو شعور فطري يُدعَى ”الضمير“. وهو بطبيعته غريزة روحية تُفرِّق بين الخير والشر بوضوح وبسرعة أكثر من الذهن. ومَن يستمع لصوت ضميره لا يندم قط أو يخجل من سلوكه.

في الكتاب المقدس يُسمَّى الضمير ”القلب“. وفي العظة على الجبل شبَّه الرب يسوع الضمير بالعين، لأن الإنسان يُقيِّم بها حالته الأخلاقية، إذ قال: «سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة، فجسدك كله يكون نيِّراً. وإن كانت عينك شريرة، فجسدك كله يكون مظلماً» (مت 6: 23،22). كما أنه شبَّه الضمير بالندِّ الذي به يجب على الإنسان أن يعود إلى صوابه قبل أن يتواجد أمام دينونة الله: «كُن مُراضياً لخصمك سريعاً... لئلا يُسلِّمك الخصم إلى القاضي» (مت 5: 25). فكلمة ”خصم“ تؤكِّد على موقف الضمير، وهو أنه يُقاوم رغباتنا ومقاصدنا الشريرة.

وقد أقنعتنا خبرتنا الشخصية أن الضمير ليس تحت سيطرتنا، ولكنه يُعبِّر عن ذاته تلقائياً رغماً عن إرادتنا. فكما أنه لا يمكننا أن نقنع أنفسنا أننا شباعَى عندما نكون جياعاً، أو أننا مستريحون عندما نكون متعبين؛ هكذا لا يمكننا أن نقنع أنفسنا أن سلوكنا صحيح عندما يُخبرنا ضميرنا بغير ذلك.

ويرى آباء الكنيسة في الآية: «حيث دودهم لا يموت» (مر 9: 48)، أنَّ هذا الدود هو الضمير الموبِّخ الذي يظل يُبكِّت الخطاة في عذاب الحياة المزمعة. ويصف الشاعر الروسي ”بوشكين“ هذا العذاب قائلاً عن الضمير: ”إنه ضيفٌ غير مدعوٍّ، مُخاطِبٌ مزعج، دائنٌ عنيف“!

الضمير هو ناموس طبيعي شامل:

لقد غرس الله في طبيعة الإنسان صورته الإلهية التي تجذب الإنسان نحو كل ما هو صالحٌ، وتُجنِّبه كل ما هو شرير. هذا الناموس الداخلي يعمل بواسطة صوت الضمير الذي يُعتبر حقّاً أنه صوت الله في الإنسان. فهو جزءٌ مُكمِّلٌ للطبيعة البشرية، وهو نشيط في الناس أجمعين، بصرف النظر عن أعمارهم وأجناسهم ودرجة تعليمهم أو تطوُّرهم. وهو، حتى في القبائل البدائية، يُميِّز بين ما هو صالح وما هو طالح، وبين الفضيلة والرذيلة. والجميع يتفقون في أن الخير يستحق الجهاد من أجله، وأنَّ الشر ينأى الإنسان بنفسه عنه؛ وأنَّ الخير يستحق المديح، والشر يستحق اللوم. ورغم أنهم في الأحوال الفردية ربما لا يتفقون في تسمية نفس الشيء خيراً أو شرّاً؛ ومع ذلك فإنهم يتفقون في المبدأ: إنَّ الخير هو الذي يجب عمله، والشر يجب تجنُّبه.

والتناقض العَرَضي في تصنيف بعض التصرفات كخير أو شر، يبدو أنه يتأتَّى من الظروف الخاصة التي تتطور فيها الأُمة. إنه مبدأٌ متعارف عليه عالمياً، أن المرء يجب ألاَّ يعمل للآخرين ما لا يرغب أن يعملوه هم له (مت 7: 12؛ لو 6: 31). والرذيلة تطلب في كل مكان أن تختبئ أو على الأقل أن تلبس قناع الفضيلة. والرسول بولس يشرح بشيء من التفصيل كيف يعمل الناموس الأخلاقي في الإنسان، فهو يُوبِّخ الذين يعرفون ناموس الله المكتوب، ولكنهم يتعدّونه بتعمُّد. إنه يُماثلهم بالوثنيين الذين «إذ ليس لهم الناموس (المكتوب) هم ناموس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم، شاهداً أيضاً ضميرهم وأفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجَّة (أو تُعاقب أو تُبرِّر بعضها بعضاً)» (رو 2: 15،14). فحسب القديس بولس، سيدين الله الناس في يوم الدينونة، ليس فقط حسب إيمانهم، بل أيضاً حسب ضمائرهم.

وبصفة عامة، فإنَّ الضمير هو مُقيِّمٌ أخلاقي حسَّاس، ولا سيما عند الصغار والشباب الذين لا زالوا أنقياء وأبرياء. فلو لم تُلطِّخنا الخطية لما احتجنا إلى مرشد خارجي، والضمير وحده هو الذي يمكنه أن يُوجِّه سلوكنا بدقة. فضرورة الناموس المكتوب نشأت من دخول الخطية إلى العالم، عندما أخفق الإنسان - الذي أظلم قلبه بالشهوات - في الاستماع بوضوح إلى هذا الصوت الداخلي. وعلى ذلك، فإنه يوجد احتياج إلى كلٍّ من الناموس المكتوب وناموس الضمير الطبيعي، وكلاهما يقولان: «كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم، لأن هذا هو الناموس والأنبياء» (مت 7: 12).

في علاقتنا اليومية بالناس، نحن نثق بدون وعي في الضمير أكثر من النواميس والأنظمة المكتوبة. حقّاً، إنه من المستحيل أن توجد نواميس أو شرائع لكل حالة يمكن تصوُّرها، وأن نتنبَّأ عن كيفية أن نمنع أية محاولات لكسرها. والناس العُنفَاء يعملون على التحريف والتلاعُب حتى بأوضح القوانين. وهكذا، فإننا نترجَّى أن الضمير - الذي يعمل بداخل كل إنسان - يُجبر الإنسان الذي نتعامل معه أن يعمل ما هو صالحٌ وعادلٌ أخلاقياً.

الضمير في الروايات الكتابية:

لا يوجد كتاب يشهد بوجود الضمير في الإنسان مثل الكتاب المقدس. ولنفحصْ بعض أشهر الأمثلة على ذلك. وإذا ركَّزنا أولاً على أمثلة سلبية، نجد أن السلوك غير اللائق يُثير في الإنسان الخجل والخوف والمعاناة ومشاعر الذنب، بل وحتى اليأس. فمثلاً آدم وحواء، عندما أكلا من الثمرة المُحرَّمة، شعرا بالخجل وحاولا أن يختبئا من الله (تك 3: 7-10). وقايين، بعد أن قتل أخاه هابيل حسداً، بدأ بعد ذلك يشعر بالخوف على حياته (تك 4: 8-14). والملك شاول، بعد أن اضطهد داود البريء، بكى في خجله، عندما وجد أن داود بدلاً من الانتقام منه بالشر، حفظ حياته (1صم 26). والكَتَبَة والفرِّيسيون، بعد أن جاءوا بالمرأة الزانية إلى المسيح، تفرَّقوا بخجل عندما شعروا بخطاياهم التي وبَّخهم عليها الرب (يو 8: 2-11).

وأحياناً تصير أوجاع الضمير غير محتملة لدرجة أن الإنسان يُفضِّل أن يُنهي حياته بالانتحار. وأوضح الأمثلة على ذلك نجدها في يهوذا الإسخريوطي (مت 27: 5). وبصفة عامة، فإنَّ جميع الخطاة والمؤمنين وغير المؤمنين، يشعرون بالمسئولية عن سلوكهم. وهكذا تتحقَّق نبوَّة المسيح عن الخطاة أنهم في نهاية العالم، عندما يرون اقتراب دينونة الله، «يبتدئون يقولون للجبال: اسقطي علينا، وللآكام: غطِّينا» (لو 23: 30؛ رؤ 6: 16). ويحدث أحياناً، أنَّ الإنسان - وهو في اضطراب وفي دوامة ألم شديد، أو مغمور بالخوف - يبدو أنه لا يُصغي لصوت الضمير؛ ولكنه فيما بعد يشعر بتبكيت الضمير بقوة مُضاعفة!

عندما صار إخوة يوسف الصدِّيق في ضيقة، تذكَّروا خطية بيعهم لأخيهم وتسليمه للعبودية، وأدركوا أنهم يُعاقبون على قسوتهم (تك 42: 21). وداود النبي، أدرك خطية زناه بعد أن وبَّخه عليها ناثان النبي (2صم 12: 13). والرسول بطرس المندفع، أنكر المسيح تحت ضغط الشعور بالخوف، ولكنه لما سمع صياح الديك تذكَّر نبوة المسيح عنه وبكى بكاءً مُرّاً. واللص اليمين، أدرك، وهو مُعلَّقٌ على صليبه بجوار الرب قبل موته فقط، أن آلامه كانت جزاءً عادلاً لجرائمه (لو 23: 41). وزكَّا العشَّار، بعد أن تأثَّر بحب المسيح، تذكَّر إساءاته للناس التي ارتكبها بجشعه، وقرر أن يُصحح أخطاءه التي ارتكبها (لو 19: 8).

ومن الناحية الأخرى، عندما يكون الإنسان على دراية ببراءته، فإن ضميره الصافي يُقوِّي رجاءه في الله. فمثلاً، عندما كان أيوب البار يتألم، عَلِمَ أن سبب ذلك لم يكن هو ارتكابه لأيَّة خطايا؛ بل إن ذلك كان في خطة الله وكان يترجَّى رحمة الله (أي 27: 6). وكذلك الملك حزقيَّا، عندما شعر أنه سيموت بمرض مستعصٍ، تعافَى عندما توسَّل إلى الله من أجل الشفاء مكافأةً له على أعماله الصالحة (2مل 20: 3-5). والرسول بولس، الذي تكرَّست حياته لله ولخلاص البشر، لم يَخَفْ من الموت، بل إنه رغب أن يستريح من أتعاب جسده ويُكافَأ بوجوده مع المسيح إلى الأبد (في 1: 23).

وبالنسبة للخاطئ، لا يوجد ارتياح وسعادة أعظم من أن ينال المغفرة وسلام الضمير. والإنجيل غنيٌّ بأمثلة التوبة. فالمرأة الخاطئة، عندما نالت مغفرة خطاياها، اعترفت بفضل المسيح وغسلت قدميه بدموعها وجفَّفتهما بشعر رأسها (لو 7: 38). ومن الناحية الأخرى، فإنَّ إغفال صوت الضمير مع تواتر الخطايا، يُظلِم النفس لدرجة أنَّ الإنسان يُقاسي انكسار سفينته من جهة الإيمان (1تي 1: 19)، حيث يغرق نهائياً في الشر.

الجانب السيكولوجي للضمير:

دراسة علاقة الضمير بالصفات الروحية للإنسان هي ميدان علم النفس (السيكولوجي). يحاول علماء النفس أن يُوضِّحوا موضوعين:

الأول: هل الضمير هو صفة يُولَد بها الإنسان؟ أم أنه نتيجة التعلُّم ومواجهة خبرات الحياة في البيئة التي ينمو فيها؟

والثاني: هل الضمير هو نتيجة للطريقة التي يعمل بها كلٌّ من الذهن والمشاعر والإرادة؟ أم أنه صفة مميَّزة مستقلة؟

وللإجابة على السؤال الأول، نقول إن فحص الضمير يُقنعنا بأنه ليس نتيجة للتعلُّم ولا هو غريزة طبيعية في الإنسان، ولكن له مصدر أعلى لا يمكن شرحه. فمثلاً يرتقي الضمير عند الأطفال قبل أن يتلقَّنوا أي تعليم من الكبار أو أي تطوُّر لهم. إذا ألحَّت الغريزة الطبيعية برغباتها على الضمير، فإنها تحاول أن تُقنع الإنسان أن يسلك بطريقة نفعية أو شهوانية؛ ولكن الضمير غالباً ما يستميل الإنسان أن يعمل بطريقة غير نفعية وكذلك بضبط شهواته. ورغم أنه يبدو على فاعلي الشر أنهم يتمتعون بحياة هنيئة، وأن الفضلاء يُقاسون؛ إلاَّ أن الضمير يُنبِّهنا بأنه ينبغي أن توجد عدالة عُليا. وأخيراً، لابد أن ينال الجميع الجزاء العادل. ووجود الضمير هو لدى الكثيرين البرهان الأكبر إقناعاً على وجود الله وخلود النفس.

وبالنسبة لعلاقة الضمير بالخواص الروحية الأخرى في الإنسان، كالذهن والمشاعر والإرادة الحُرَّة؛ نُلاحِظ أن الضمير يتكلَّم، ليس فقط عمَّا هو صالح، أو يكشف ما هو شرير نظرياً، ولكنه أيضاً يحث الإنسان على عمل الصالحات وتجنُّب الشر. والأعمال الصالحة يتبعها شعورٌ بالاطمئنان والسرور، في حين أن الأعمال الشريرة ينتج عنها الشعور بالخزي والخوف وانعدام السلام الروحي. وفي كل ذلك يكشف الضمير فينا عن درايتنا بالإرادة الحُرَّة والمسئولية.

والعقل وحده، طبعاً، لا يمكنه أن يُقرِّر ما هو صالحٌ أو شرير أخلاقياً. فهو يؤسِّس حُكْمه على ملاحظة إن كان الشيء منطقياً أم غير منطقي، حكيماً أم تافهاً، نافعاً أم غير نافع.

وصفة العقل المميَّزة هي أن يختار الفرص النافعة أكثر من الأعمال الطيبة. ومع ذلك، فإن شيئاً في الإنسان يُجبر عقله، ليس فقط على البحث عن المنفعة كتقدير تصوُّري دقيق، بل أيضاً على أن يُقدِّر القيمة الأخلاقية لمقاصده. وإذا كان ضميرنا يؤثِّر على عقلنا، أَلاَ يتبع ذلك، حينئذٍ، أن يكون الضمير مستقلاً عن العقل بل فوقه؟ صوت الضمير يحاول أن يُوجِّه قرارات الإنسان. والإنسان ربما لا يُحقِّق دائماً متطلبات الضمير، إذ أنه حُرٌّ في الاختيار، ولكنه لا يمكنه أن يتجاهل صوت الضمير؛ وإذا حدث أن تجاهل صوت الضمير، فلن يقدر أن يهرب من تبكيته الداخلي.

وأخيراً، فإن الضمير لا يمكن أن يكون كنتيجة للمشاعر التي تجيش في القلب. فالقلب يلتمس الأحاسيس المُسِرَّة ويتجنَّب غيرها. ولكن رفض المتطلبات الأخلاقية كثيراً ما يجلب معه صراعاً روحياً قوياً يُمزِّق القلب البشري. ولا يمكننا أن نهرب من النتيجة بالرغم من رغبتنا وجهدنا. وعلى ذلك، فرغم أن الضمير محصورٌ وساكنٌ بداخل الإنسان، إلاَّ أننا يجب أن نُسلِّم بأنه صفة مميَّزة مستقلة وفائقة توجِّه عقل الإنسان وإرادته وقلبه بناموس إلهي.

والكتاب المقدس يدعونا أن نحفظ نقاوتنا الأخلاقية بقوله: «فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» (أم 4: 23). ولكن أي رجاء يمكن أن يكون لخاطئ مع ضمير غير نقي؟ هل يكون مُداناً إلى الأبد؟ كلاَّ. فالميزة العظيمة التي يُقدِّمها الإيمان المسيحي، هي أنه يفتح للإنسان طريقاً ويُعطي الوسيلة لتنقية الضمير بالكامل. هذه الوسيلة هي التوبة والرغبة الجدِّية لتغيير الحياة إلى الأفضل. إن الله يغفر لنا بسبب دم ذبيحة ابنه الوحيد على الصليب: «فكم بالحري يكون دم المسيح الذي... يُطهِّر ضمائركم من أعمال ميتة» (عب 9: 14).

والكنيسة - بتعاليمها ونعمة الروح القدس الساكن فيها - تُمكِّن المؤمن من أن يتكمَّل أخلاقياً، وتجعل ضميره أكثر حساسية وتمييزاً. ولذلك قال الرب: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله» (مت 5: 8). ويدخل النور الإلهي في نفوسنا من خلال ضمير نقي، وكأنه بللور صافٍ، ويخترق كل ركن فيها.

وطالما أن الضمير موجود فينا، فإنه يُوجِّه أفكارنا، ويسمو بمشاعرنا، ويُقوِّي إرادتنا، ويُعيننا في كل صلاح نأخذه على عاتقنا. وبواسطة تلك الاستنارة المباركة يصبح العديد من المسيحيين آلات للعناية الإلهية. وبذلك يتمتع المسيحي، ليس ببركات روحية فحسب، بل ويصير أيضاً وسيلةً لخلاص آخرين. وتاريخ الكنيسة حافلٌ بأمثلة لا تُحصَى من حياة القديسين والخُدَّام والمبشِّرين.

الضمير النقي هو ينبوع لكل البركات الإلهية. فذوو القلوب النقية يتمتعون بسلامٍ داخلي، وهم لطفاء وأسخياء في العطاء. وهكذا يُعطيهم الله، في هذه الحياة المليئة بالمحن والعذاب، سَبْق تذوُّق للملكوت السماوي.

وكما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ”لا الشهرة ولا الثروة ولا السلطان ولا القدرة الجسدية ولا المائدة الشهية ولا الملابس الأنيقة ولا أيَّة ميزة بشرية، يمكنها أن تجلب سعادة حقيقية؛ بل كل هذه تتأتَّى من صحة روحية وضمير نقي“. كما يقول القديس يوحنا الدرجي: ”لنتخذ من ضميرنا ناصحاً لنا بعد الله، ودستوراً في كل شيء؛ وذلك لكي نعرف من أيَّة جهة تهبُّ الريح، فنفرد شِرَاعنا ونوجِّه سفينتنا طبقاً لها“.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis