من مخطوطات الدير


ميامر  الأعياد السيدية

للأنبا بولس البوشي أسقف مصر
(أي القاهرة القديمة)

ميمر عيد العنصرة

l عظة على عيد البشارة للأنبا بولس البوشي أسقف مصر في القرن الثالث عشر الميلادي،

 نقلاً عن المخطوطة م 18 (ورقة 3 وجه إلى 17 ظهر) - مكتبة دير القديس أنبا مقار ببرية شيهيت.

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد

(ميمر قاله الأب المُكرَّم القس بولس البوشي على البشارة المحيية، صلاته وبركاته تشملنا إلى النفس الأخير، يا إخوة، آمين).
المجد للقوة الإلهية التي تسود الكلَّ،

الكلمة الذي خلق البرايا،

المنظورة وغير المنظورة،

شمس البر الذي لما بدأ أن يظهر متجسِّداً أضاء المسكونة،

وأزال عنا ظلمة الضلالة،

وطرد عنا نوم الغفلة،

وأخاف الوحوش الكاسرة والسُّرَّاق الماردة،

وأحادنا عن توعُّر الهَلَكَة،

وأرانا طريقاً مُفضية إلى الحياة المؤبدة.

أطلب إلى جودك أيها النور الحقيقي، الذي من حضن الآب أشرق للخلاص،

أسأل صلاحك أيها المولود من الآب قبل كل الدهور، الذي سُرَّ أن يتجسَّد،

أتضرع إلى طيبتك أيها العالي فوق كل رئاسة وسلطان، الذي تواضع من أجلنا،

أَنر عيني عقلي يا ذا الضياء، الذي يُغيِّر مخادع الظلمة، لكي ما أتكلم بكرامتك،

أعطي كلمةً يا كلمة الآب، لكي ما أنطق بسرِّ تدبيرك،

افتح فاي يا معطياً النطق للخُرس، لكي ما أُخبر بمجدك،

أعطني من الذي لك خاصة، يا معطياً بسعة من غير امتنان، وأنا أُعطيك من الذي أعطيتني، لأن منك تكون العطايا الصالحة والمواهب التامة،

أعطني معرفةً، لكي أعطي تمجيداً لتجسُّدك الكريم،

هب لي نُطقاً لكي ما أُرسل تسبحةً لتواضعك من أجل خلاص جنسنا،

ألهمني فهماً لكي ما أُقدِّم سجوداً ووقاراً لمحبتك التي لا يُنطق بها،

لأنك أنت هو الطريق والحق والحياة الأبدية،

والباب الذي يؤول إلى حظيرة الرعية الروحانية.

وبحق إن سرَّ تدبيرك أيها الإله يعلو كل عقل، ويفوق كل فهم. وكما أنك خلقت البرايا وأخرجتها من العدم إلى الوجود، ولا حاجة بك إليها، بل تفضُّلاً منك عليها، فلما تجاوزنا الوصية، سقطنا بحكم عدل من النعمة والحياة المؤبدة. فلم يقدر مخلوقٌ أن يردَّ إلينا الحياة التي لا نهاية لها، لأنها غير ملائمة له، ولم يكن كذلك إلا الرب الإله الذي به خُلق كل شيء، وبغيره لم يكن شيءٌ مما كان (يو 1: 3)، كقول داود النبي: «بكلمة الله خُلقت السموات والأرض» (مز 33: 6). ثم عرفنا أن الكلمة الذي خلق البرايا، هو الذي يتولَّى تدبير بريته، ويُجدِّد خليقته، فقال: «أرسل كلمته فشفاهم، وأنقذهم من الفساد، فليُشكر للرب رحمته وعجائبه في بني البشر» (مز 107: 6-8).

وكما أنه من العدم إلى الوجود كوَّنها، فلما فقدت (نعمة) الوجود الأبدي، كان من عدله أن ينقلها من عدم الحياة إلى البقاء الدائم في الملكوت بلا انتهاء، كما يليق به. فلم يوصِّل إلينا ذلك بلاهوته الأزلي، لأننا غير قادرين على احتماله، بل تفضَّل وتجسَّد وأوصل الحياة الأبدية بجسده باتحاده بلاهوته الأزلي. ثم ظهر غالباً للموت والفساد بقيامته المقدسة، وأوصل إلينا نحن تلك الحياة بالنسبة (أي بواسطة) إلى ذلك الجسد المأخوذ منا. لأنه كما صار الموت الذي قبلناه من أبينا آدم (إذ) لم يكن غريباً منا، بل قبلناه بالنسبة إليه؛ كذلك هذه الحياة أيضاً لم تَصِر غريبة منا، بل صارت إلينا بالنسبة لتجسُّد الإله الكلمة، والمعمودية، والاشتراك أيضاً بذلك الجسد المُحيي بأخذنا من سرائره المقدسة، كما شهد قائلاً: «إذا لم تأكلوا جسد ابن البشر وتشربوا دمه، ليس لكم حياة أبدية فيكم» (يو 6: 53). فلهذا تعاهد الصانعُ صنعتَه، لأن ليس أحدٌ يقدر (أن) يُصلح صنعة يديه سواه.

اليوم، يا أحبائي، كمُلت نبوة إشعياء النبي القائل: إن خلاصنا ليس بملاك ولا رئيس ملائكة، بل بالرب إله القوات (إش 63: 5-9). وأيضاً داود المُزمِّر في وسطنا اليوم يُرتل قائلاً: «طأطأ السماء ونزل والضباب تحت رجليه» (مز 18: 9). ثم أعلمنا بإعلان أن تجسُّده كان مخفياً عن الرؤساء والأرواح الشريرة، فقال: «ينزل مثل المطر على الصوف، وكالقطر إذا هبط على الأرض» (مز 72: 6). أعني أنه تجسد سرّاً، ثم أكمل التدبير بعد ذلك بإعلان، وذلك عندما ملأ شرف لاهوته كل المسكونة. لأن النبي لم يسكت بل أظهر في تلاوته القول إن فعل الرب عظَّم للخلاص علانية، فقال: «ويكثر العدل والسلامة في أيامه، حتى يورث القمر النقص (أي يضمحل نور القمر)» (مز 72: 7). أعني بالعدل مساواته بين اليهود وسائر الشعوب في بدء البُشرى، وأنه بررهم مجاناً بالإيمان. وأعني بالسلامة أنه نقض الحائط الذي كان حاجزاً في الوسط. وأزال العداوة، وصنع الصلح والسلام بين السمائيين والأرضيين، (حسب) كلمة بولس الرسول (أف 2: 14). وعَنِيَ بالقمر ناموس العتيقة، لأن تلك سُميت ليلاً، كما قال الرسول أيضاً: «قد مضى الليل ودنا النهار» (رو 13: 12)، لأن القمر هو ضياء الليل. فأما المسيح فهو شمس البر كما تنبأ ملاخي قائلاً: «وشمس البر اسمه» (ملا 4: 2). فلما ظهر بالجسد العجيب، لم يبقَ للقمر الذي كان ممجداً في الليل بهاءٌ ولا مجدٌ. كما شهد الرسول قائلاً: إن تلك التي كانت ممجدة صارت غير ممدوحة الآن، عندما قيست بهذا المجد الفاضل (2كو 3: 7-8). والرب يقول: «أنا هو نور العالم، من يتبعني لا يمكث في الظلام، بل يجد نور الحق» (يو 8: 12).

بحق، يا أحبائي، إن كرامة هذا العيد عظيمة جداً، لأنه بكر كل الأعياد، وأول كل الأفراح، وبدء كل المسرات. وبحق قد سُمِيَ عيد البشارة، وليس للسيدة البتول مرتمريم فقط؛ بل ولنا نحن كافة المؤمنين. لأن كل بشارة لقوم إنما هي لهم خاصة، فأما هذه فهي لكافة (المسكونة). إبراهيم بشَّره الرب بمولد إسحق، ولكن لم يصل لنا نحن من ذلك برٌّ ولا خلاص. حَنَّة وُعدت بمولد صموئيل النبي، وكذلك أم صمصوم (شمشون) الجبار. وزكريا بُشر بمولد يوحنا، ولكن كل واحد من هؤلاء كانت مسرته لنفسه، كما قالت أليصابات: «إن الرب نظر إليَّ لينزع عني العار من بين الناس» (لو 1: 25). فأما هذه البشارة اليوم فكائنة لكل المسكونة.

وكما أن الرب حكم على حواء قائلاً: «لأُكثرن أحزانك وبالحزن تلدين أولاداً» (تك 3: 16)، فصار هذا لاحقاً بكل جنسها، كمثل الحُكم الذي على آدم فصار تابعاً لكل جنسه. وهكذا عِوَضاً من ذلك قال الملاك: «افرحي يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك»، الفرح والنعمة صارا إلينا نحن كافة المؤمنين، لأن الرب قد صار معنا على الأرض بالتجسُّد العجيب، ورأينا مجده مجداً مثل الابن الوحيد الذي لأبيه الممتلئ نعمةً وحقاً (يو 1: 14). وكما أن الملاك لما بشَّر الرعاة بمولد الرب قال لهم: «هوذا أُبشِّركم بفرح عظيم يكون لكم ولكل الشعوب، لأنه قد وُلد لكم المسيح الرب» (لو 2: 10)؛ وهكذا الفرح بهذا العيد الشريف اليوم فهو بشارة عامة لكل المسكونة، لأنه يُبشِّرنا بإتيان الرب إلينا واتحاد لاهوته غير المُدْرَك بطبيعتنا، الطبيعة الضعيفة، التي قد هلكت، حتى جعلها قويةً غالبةً الموت وقاهرةً لإبليس وجنوده.

اليوم، يا أحبائي، ينبغي لنا أن نُسرَّ لأن فيه افتقدنا الربُّ مُشرقاً من العلو، ليُضيء للجالسين في الظلمة وظلال الموت. اليوم سُرَّ الربُّ أن يفتقد شعبه للخلاص، ويتعاهد خليقته بالشفاء، وصُنع يديه بالبر. لأنه إذا اشتدَّ المرضُ وتزايدت العلَّة وعَسُر البُرء، احتاج في النهاية للعلاج من الطبيب الماهر القادر على كل شيء، مُشفي النفوس والأجساد، وهو تجسُّد الإله الكلمة.

فهوذا الكلمة الأزلي ذو الرحمة، معدن التحنُّن، الكامل من ذي الكمال، القوة التي لا تُقهر، الهيئة التي لا تتغير، الشبه الذي لا يستحيل، المثال الذي لا يزول، النوع الذي لا يتبدل، الخاصية التي لا يُماثلها شيء، القدوس الذي لا يتدنس، صورة الأزلية التي لا تفسد، الضابط الذي لا يُحتوى عليه، ضياء المجد الذي لا يخمُد، شمس البر الذي لا يغيب، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر (قد تجسَّد وصار إنساناً). وإن كان الآب يُسمَّى إلهاً والابن يُسمى إلهاً لأجل جوهر اللاهوت الواحد، وكذلك روح القدس، لذلك لا يُقال ثلاثة آلهة، لأن هذا صُنعة خواص اللاهوتية، ثلاثة أقانيم لاهوت واحد. قال اغريغوريوس الثاؤلوغوس: إذا قلتُ الله، فإنما أقول الآب والابن والروح القدس، لأن اللاهوتية لا تُنعت زائداً عن هذا، ولا تنتظم أيضاً أقل منه. ومع هذا لا نعبد آلهة ثلاثة، لئلا نوجد مثل الأمم الذين يقولون بكثرة الآلهة. ولا نكون أيضاً مثل اليهود الذين ينكرون كلمة الله وروحه، لأن (الفكر) الرديء فيهما متساوٍ، وإن كان قولهم مختلفاً.

وبهذا نؤمن أن الكلمة مولودٌ من الآب ميلاداً أزلياً لا بدء له، شاء أن يتجسَّد من القديسة البتول مرتمريم، من بيت داود، من سبط يهوذا، من زرع إبراهيم، لكي ما يستطيع العالم مشاهدته، ولكي يخلِّص الشبه بشبهه، فأرسل أمامه رئيس ملائكة مقدَّس للبشارة، مُنذراً بأن المتجسِّد هو الرب، فإنه حيث يكون السيد الملك السماوي، هناك يكون خدامه العلويين الروحانيين.

هَلُمَّ في وسطنا اليوم أيها الإنجيلي القديس لوقا الطبيب بشير الحياة، لأنك أنت الذي أخبرتنا بتدبير التجسُّد على سياقته أولاً فأول (لو 1: 26-38).

قال: «لما كان الشهر السادس»، أعني من حَبَل أليصابات. قال: «أُرسل جبرائيل الملاك من عند الله». يا لهذه الكرامة التي أُعطيها هذا الملاك من دون كافة الروحانيين، لأنه اؤتمن على سرِّ التدبير، وسلك أمام الرب في البشارة المُحقَّة، لأن تفسير اسم جبرائيل في اللغة العبرانية: ”رجل الله“، وهو سرٌّ (أي رمز) على التجسُّد بأن الإله متحد بالإنسان بالتجسُّد العجيب. قال: «إلى مدينة في الجليل تُدعَى ناصرة»، وهذا ليتم ما قيل في الأنبياء، «إنه يُدعى ناصرياً».

قال: «إلى عذراء خطيبة لرجل اسمه يوسف من بيت داود»، ذَكَرَ أنها خُطبت ليوسف، لكي ما يُخفي الرب تدبير التجسُّد عن الشيطان، لأن النبوَّة تذكر بأن: «العذراء تحبل وتلد ابناً ويُدعى اسمه عمانوئيل» (إش 7: 14)، ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة من الهيكل إلى بيت يوسف ليُخفي سر الحَبَل في ذلك. وقوله: «من بيت داود»، ليُعلن أن قبيلة داود كانت محفوظة لم تختلط بالقبائل الأخرى لأجل التجسُّد، ثم بعد ذلك اختلطت بعد صعود الرب، بما يناهز أربعين سنة في مملكة فاسباسيانوس لما خرَّب البيت المقدس وقتل اليهود، وبدَّد الفضلة في آفاق الأرض.

قال: «واسم العذراء مريم»، أراد تحقيق الأمر فيها جيداً، أنها من بيت داود، بما يأتي بيانه. قال «ولما دخل عليها الملاك قال لها: افرحي يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك». أعطاها الملاك سلاماً من الله مملوءاً فرحاً ليُزيل حزن حواء. وكما أن تلك لما أكلت من عود المعصية لطاعتها لإبليس، مَلَكَ عليها الشيطان واستولى على جنسها؛ كذلك هذه لما أطاعت البُشرى قائلة: «ليكن لي كقولك»، حلَّ فيها الإله الكلمة وملأها من كل نعمة وفرح، وصار ذلك إلى جنسنا، وأنعم علينا بالخلاص مجاناً، وصار معنا على الأرض.

قال: «لما سمعته اضطربت من كلامه، وفكَّرت قائلة ما هذا السلام»، أعني لم يكن لها مخاطبة أحد، لأنها تربت في الهيكل في ستر وسكون، عابدة لله ليلاً ونهاراً. ثم إن الإنجيل أظهر فضلها وكونها لما اضطربت من صوت الملاك لم تَدَع عنها التحفُّظ الذي ألفته والسكون الذي تربت فيه. ولم تصرخ ولم ترفع كلامها بالجملة. بل فكرت في نفسها لا غير قائلة: ما هذا السلام الغريب اليوم. فخاطبها الملاك بهدوء لائق بها قائلاً: «لا تخافي يا مريم». لأن هكذا جرت عادة المنظر الذي من الله وملائكته الأطهار، إذا ظهر يُزيل الخوف، ويعطي هدوءاً وسكوناً. فأما الذي لإبليس فإنه يزيد خوفاً على خوف، وقلقاً على قلق، وبهذا عرف القديسون المنظر الذي من الله وملائكته، من المنظر الذي من الشيطان وجنوده.

فلما سكَّن الملاك خوفها، بدأ يُبشِّرها قائلاً: «لأنك ظفرتي بنعمة من عند الله»، أعني أن (الله) اختارها للتجسُّد الكريم من دون كافة البشر، لتكون محلاًّ للإله الكلمة، ومنها يظهر الخلاص. فأيُّ نعمة تكون أشرف، وأيُّ موهبة تكون أفضل من هذه الكرامة. طوباك أيتها السماء الجديدة التي على الأرض يا مرتمريم، لأنك استحقيتِ أن تُدعي والدة الإله أم المسيح الرب، مُعاينة الكلمة وخادمته، ذات الشفاعات القوية.

قال: «وأنت تقبلين حَبَلاً، وتلدين ابناً»، أعني أنه منها تجسَّد بالحق من غير شبه ولا خيال، بكمال البشرية (أي بجسد كامل)، شبيهاً بنا في كل شيء خلا الخطية. وهكذا تلده ويكمل سر التدبير. قال: «ويدعون اسمه يسوع». تفسير يسوع: المخلِّص، وهكذا سُمِيَ كنحو فعله. كما قال: «إن ابن الإنسان لم يأتِ إلا ليُحيي ويُخلِّص مَن كان ضالاً» (لو 19: 10).

ثم بدأ يُخبرها بإعلان قائلاً: «هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدعَى»، أعني وإن كان يولد بالجسد، فهو ابن العلي لم يَزَل. لأنه إله متأنِّس ابن العلي سرمداً، مولود أزلياً، كائنٌ بلا ابتداء، ويكون بلا انتهاء. وقوله: «يُدعى»، أعني بالتجسُّد عُرف سرُّ ابن الله.

ثم بدأ يُظهر كيفية التجسُّد بالكمال، وأن العذراء ابنة داود النبي، فقال: «وليُعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه»، حقَّق بهذا أن قبيلة داود كانت محفوظة للتجسُّد، وأن مريم من بيت داود. ولذلك يوسف أيضاً الذي خطبها من هذه القبيلة الواحدة، ليتم المكتوب في إشعياء النبي القائل: إنه «سوف يكون ليسَّى أصل ثابت والذي يقوم منه رئيساً على الشعوب، وإياه ترجو الأمم» (إش 11: 10). ذكر النبي أولاً أن الذي يقوم من نسل يسَّى أبي داود بالجسد، ثم حقَّق لاهوته بقوله إنه يرؤس الشعوب، وعلى اسمه تتكل الأمم، وبه يكون رجاء أولئك الذين لم يكن لهم رجاء.

(يتبع)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis