دير القديس العظيم أنبا مقار
الصفحة الرئيسية  مجلة مرقس الشهرية - محتويات العدد

الله الابن:

المسيح كلِّي القدرة
- 2 -
 
+ «أنت مستحقٌّ أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة.» (رؤ 4: 11)

ملخَّص ما نُشر:
أولاً: سلطان المسيح هو سلطان الآب.
ثانياً: سلطان المسيح على المرض.
ثالثاً: سلطان المسيح على الأرواح الشريرة.
رابعاً: سلطان المسيح على الخطية والضعف.

خامساً: سلطان المسيح على الموت والدينونة:

بقدرة المسيح المطلقة وكلمته التي وهبت الحياة للخليقة، أقام ابنة يايرس وهي فاقدة الحياة في فراشها (مت 9: 18و19 و23-25، مر 5: 22-24 و35-43، لو 8: 41و42 و49-56). كما أقام الابن الوحيد لأرملة نايين وهو بعد في نعشه وقبل أن يُوارَى التراب، إذ لمس النعش قائلاً: «أيها الشاب لك أقول قُمْ. فجلس الميت وابتدأ يتكلَّم.» (لو 7: 12-15)

وقبل معركة الصليب بأيامٍ، جاء الرب إلى قبر لعازر الميت في قبره منذ أربعة أيام، ليؤكِّد أنه وإن كان سيموت لتحقيق الخلاص لكنه، قبل ذلك وبعده، هو الحياة ومانحها. وهكذا أعلن لكل البشر: «أنا هو القيامة والحياة. مَن آمن بي ولو مات فسيحيا» (يو 11: 25). وعلى مدى الأجيال يتردد نداء المسيح القوي الذي له «مفاتيح الهاوية والموت» (رؤ 1: 18) للعازر الميت الذي أنتن: «لعازر هَلُمَّ خارجاً.» (يو 11: 43)

وقبل ذلك - وعقب شفائه مريض بـِرْكة بيت حسدا - أعلن الرب أنه مثل الآب يُحيي مَن يشاء، وإن اختُصَّ بالدينونة لأنه بذل نفسه لأجل الجميع، فصار الديَّان الوحيد لأنه المخلِّص الوحيد (أع 4: 12): «كما أن الآب يُقيم الأموات ويُحيي، كذلك الابن يُحيي أيضاً مَن يشاء. لأن الآب لا يدين أحداً، بل قد أعطى كل الدينونة للابن... لأنه كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته، وأعطاه سلطاناً أن يدين أيضاً، لأنه ابن الإنسان.» (يو 5: 21-27)

وفي مناسبة أخرى قال الرب عن مجيئه الثاني: «فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يُجازي كل واحد حسب عمله» (مت 16: 27)، وذكر ذلك مُفصَّلاً ضمن أحاديثه الأخيرة (مت 25: 31-34). ويكتب القديس بولس عن الرب يسوع المسيح ”العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته“، وأنه ”الرب الديان العادل“ الذي سيهبه إكليل البر (2تي 4: 8)، وأنه «لابد أننا جميعاً نُظهَر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيراً كان أم شراً.» (2كو 5: 10)

سادساً: سلطان المسيح كواهب للحياة الأبدية للمؤمنين:

قمة هبات خلاص المسيح لكل مَن يؤمن به هي الحياة الأبدية. فالحياة الجديدة التي ينالها المؤمنون بالمسيح وينتقلون بها من الظلمة إلى النور هي عربون الحياة الأبدية وبدايتها على الأرض. وهذه هي كلمات الكتاب تشهد لسلطان الرب كواهب للحياة الأبدية لكل الذين يقبلونه مُخلِّصاً:

+ «مجِّد ابنك ليُمجِّدك ابنك أيضاً، إذ أعطيته سلطاناً على كل جسد ليُعطي حياة أبدية لكل مَن أعطيته.» (يو 17: 1و2)

+ «الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية.» (يو 3: 36)

+ «وهذه هي الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه. مَن له الابن فله الحياة، ومَن ليس له ابن الله فليست له الحياة. كتبتُ هذا إليكم، أنتم المؤمنين باسم ابن الله، لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية، ولكي تؤمنوا باسم ابن الله.» (1يو 5: 11-13)

+ «مَن يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة.» (يو 5: 24)

+ «وهذا هو الوعد الذي وعدنا هو به: الحياة الأبدية.» (1يو 2: 25)

+ «لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا.» (رو 6: 23)

+ «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.» (يو 3: 16)

+ «كل مَن يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير... مَن يؤمن بي فله حياة أبدية.» (يو 6: 40و47)

+ «خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أُعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد.» (يو 10: 27و28)

+ «مَن يأكل جسدي ويشرب دمي، فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير.» (يو 6: 54)

سابعاً: سلطان المسيح كمعلِّم:

يُسجِّل الكتاب أن الرب عندما أكمل موعظته على الجبل: «بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يعلِّمهم كمَن له سلطان وليس كالكتبة» (مت 7: 28و29، مر 1: 22، لو 4: 32). وعندما تكلَّم في مجمع الناصرة وقرأ النبوَّة عنه من سفر إشعياء يقول الكتاب: إن «جميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه... وكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه.» (لو 4: 20و22)

فكلمته تحمل لاهوته وقوته ومعرفته وصدقه وفعل روحه، ولا يمكن أن ترجع فارغة (إش 55: 11). وما يؤكِّد سلطان الرب كمعلِّم أنه كان يشير إلى نفسه كمصدر للتعليم وكصاحب سلطان أن يُكمل تعليم العهد القديم (مت 5: 17) بتقديم شريعة العهد الجديد (إر 31: 31، عب 12: 24):

+ «قيل للقدماء... وأما أنا فأقول لكم...» (مت 5: 21و22و27و28 و31-34و38 و39و43و44)

+ «وأما أنتم فلا تُدعَوْا سيدي، لأن معلِّمكم واحد المسيح.» (مت 23: 8)

بل إن الرب وهب قوة كلمته لخدامه الطائعين المختفين خلف صليبه والمنادين للعالم بالخلاص. وها هو استفانوس أصغر خدَّامه (والمنتخب لخدمة الموائد!)، يقول سفر الأعمال عن محاوريه أنهم «لم يقدروا أن يُقاوموا الحكمة والروح الذي كان يتكلَّم به.» (أع 6: 10)

ثامناً: سلطان المسيح كمُرسِل للخدمة:

الأنبياء ورجال الله وخدَّامه يرسلهم الله للخدمة. وقد بدأ الرب خدمته الخلاصية بإرساله تلاميذه ورسله للمناداة بالملكوت (مت 10: 5، مر 6: 7، لو 9: 21). وبعد قيامته وانتصاره أمر تلاميذه بالكرازة للعالم وتأسيس الكنيسة مؤكِّداً حضوره في وسطها إلى آخر الأيام: «دُفِع إليَّ كل سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا وتلْمِذوا جميع الأمم... وعلِّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به، وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر.» (مت 28: 18-20)

وقد يُقال أن المسيح أعلن أنه هو أيضاً مُرسَل من الآب، ولكن إرسالية الآب للابن تختلف عن إرسالية التلاميذ. فالابن مُرسَل لا مثيل له لخلاصٍ يُتمِّمه هو بموته على الصليب وقيامته. وهو ليس فقط يُنادي بعهد جديد، وإنما هو يؤسِّسه ويُدشـِّنه بدمه. وهو ليس فقط يُقدِّم وصايا جديدة، ولكنه يأتي ويملك على المؤمن ويحيا فيه (غل 2: 20). وقد أخلى الابن نفسه (في 2: 7) ليكون ابناً للإنسان طائعاً حتى الموت (في 2: 8) طالباً مشيئة الآب (مت 26: 39، مر 14: 36، لو 22: 42، يو 4: 34؛ 6: 38). ولكنه يؤكِّد، في نفس الوقت، أن مَن يقبله ويكرمه، فهو يقبل ويُكرم الآب الذي أرسله (مت 10: 40، مر 9: 37، يو 5: 23؛ 13: 20)، وأن مَن يرذله يرذل الذي أرسله (لو 10: 16). وفي آخر الأيام سيأتي في مجده ديَّاناً للأحياء والأموات (أع 10: 42).

تاسعاً: سلطان المسيح كخالق:

يُشير الوحي الإلهي بوضوح وقوة إلى سلطان المسيح الأصيل في إيجاد الخليقة من العدم. وإذا كان ”قانون الإيمان“ يُشير إلى الآب كخالق السماء والأرض، فإن كلمة الله تضيء فهمنا بأنه بالابن وفيه وله خُلِق كل شيء في كل مكان:

+ «فإن فيه خُلِق الكل، ما في السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى... الكل به وله قد خُلق.» (كو 1: 16)

+ «كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان. فيه كانت الحياة.» (يو 1: 3و4)

+ «كان في العالم، وكُوِّن العالم به.» (يو 1: 10)

+ «يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء، ونحن به.» (1كو 8: 6)

وفي رؤيا القديس يوحنا يخرُّ الأربعة والعشرين كاهناً قدَّام الجالس على العرش ويطرحون أكاليلهم قائلين: «أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وهي بإرادتك كائنة وخُلِقت.» (رؤ 4: 11)

ونحن نرى قدرة المسيح الخالق بصورة مُصغَّرة في معجزة تفتيح عيني المولود أعمى، حينما أخذ الرب من تراب الأرض وتفل عليه، وصنع من التفل طيناً ووضعه مكان العينين؛ فلما اغتسل الأعمى أبصر، حيث خلق له الرب عينين كاملتين من التراب. وبصورة أشمل فإن الرب عندما يهب الحياة للموتى، فهو بقدرته يُعيد الحياة إلى جثة هامدة دب فيها الفساد لتصير من جديد إنساناً حيًّا كاملاً.

عاشراً: سلطان المسيح على الملائكة والأرواح:

يُشير العهد الجديد كثيراً إلى سلطان المسيح الإلهي على الملائكة وخضوعهم له. فالبشارة بالميلاد الإلهي حملتها الملائكة إلى مريم العذراء (الملاك جبرائيل: لو 1: 26-38)، وإلى يوسف (مت 1: 20)، وإلى الرعاة (لو 2: 8-14). والدعوة إلى الهروب إلى مصر والعودة إلى أرض إسرائيل، حملها الملاك إلى يوسف (مت 2: 13و19و20).

وبعد تجربة المسيح على الجبل، تركه إبليس «وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه» (مت 4: 11، مر 1: 13). وكأرواح خادمة مُرسَلة للخدمة (عب 1: 14)، لا شكَّ أنها كانت دائماً حول مُرسلها حتى وإن لم يمكن رؤيتها دائماً: فها هو ملاك إلى جانب الرب في البستان قبل صلبه (لو 22: 43)، وميخائيل رئيس الملائكة يُدحرج الحجر عن باب القبر بعد قيامة الرب ويُبشِّر بها (مت 28: 2-7، مر 16: 5-7، لو 24: 4-7)، كما بشَّرت الملائكة تلاميذه بمجيئه الثاني عند صعوده (أع 1: 10و11). وهم حول عرشه يخدمونه نهاراً وليلاً: «يسوع المسيح الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له.» (1بط 3: 21و22)

وفي مجيء الرب الثاني ستكون الملائكة في مقدمة موكب الرب المنتصر الآتي لتمجيد قديسيه ودينونة المخالفين: «ويُبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير، فيُرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت، فيجمعون مختاريه» (مت 24: 30و31)، «هكذا يكون في انقضاء هذا العالم، يُرسل ابن الإنسان ملائكته، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم.» (في ختام تفسير الرب لمثل زوان الحقل - مت 13: 40و41)

وقد امتد سلطان الرب إلى أنبياء العهد القديم. وها هو يشير إلى أن إبراهيم أبا الإيمان تهلَّل بأن يرى يومه (أي مجيء الرب للخلاص)، فرأى وفرح (يو 8: 56). كما أن موسى الذي لم يعرف إنسان قبره (تث 34: 6)، وإيليا الذي صعد في عاصفة إلى السماء في مركبة نارية (2مل 2: 11)؛ جاءا ليشهدا تجلِّي الرب على الجبل المقدس، في حضور بطرس ويعقوب ويوحنا «وتكلَّما عن خروجه العتيد أن يُكمله في أورشليم.» (مت 17: 3، مر 9: 4، لو 9: 30و31، 2بط 1: 16: 18)

حادي عشر: سلطان المسيح على الطبيعة:

أ - على الرياح والبحر: سجَّل الإنجيليون عدداً من الأحداث أظهر الرب خلالها سلطانه على الرياح والبحر بكلمته، فبينما كان الرب نائماً في السفينة هاج البحر وغطَّت الأمواج السفينة، وساد الاضطراب والخوف تلاميذه: «فقام وانتهر الرياح والبحر، فصار هدوٌّ عظيم. فتعجَّب الناس قائلين: أيُّ إنسان هذا، فإن الرياح والبحر جميعاً تُطيعه.» (مت 8: 26و27، مر 4: 41، لو 8: 25)

ومرة أخرى والسفينة تتقاذفها الأمواج بسبب الريح المضادة، أتى يسوع إلى تلاميذه في الهزيع الرابع من الليل ماشياً على البحر: «فلما أبصره التلاميذ... اضطربوا قائلين: إنه خيال... فأجابه بطرس وقال: يا سيد، إن كنت أنت هو، فَمُرني أن آتي إليك على الماء. فقال: تعالَ. فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء ليأتي إلى يسوع. ولكن لما رأى الريح شديدة خاف. وإذ ابتدأ يغرق، صرخ قائلاً: يا رب نجِّني... ولما دخلا السفينة سكنت الريح. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله.» (مت 14: 26-33، مر 6: 47-51، يو 6: 16-21)

ب - على الأرض والأفلاك: نذكر هنا اضطراب الطبيعة أثناء الصلب، فكانت ظلمة على الأرض في نصف النهار: من الساعة السادسة حتى التاسعة (أي من الظهر حتى الثالثة عصراً)، وما يتضمنه ذلك من اضطراب دوران الأرض وسائر كواكب الشمس (مت 27: 45، مر 15: 33، لو 23: 44). وبعد أن أسلم يسوعُ الروحَ، انشقَّ حجاب الهيكل، والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت، وقام كثير من الراقدين، حتى أن قائد المئة والحُرَّاس لما رأوا ما يجري خافوا خوفوا عظيماً وقالوا: «حقاً كان هذا ابن الله.» (مت 27: 51-54، مر 15: 38و39، لو 23: 47)

ج - على المادة: تبدَّى سلطان الرب على المادة في أولى معجزاته عندما حوَّل الماء خمراً، فأضاف إلى تركيب الماء عنصراً لم يكن يحويه (يو 2: 1-11)، كما أنه أجرى معجزة إكثار الخبز والسمك مرتين، فأشبع الآلاف (مت 14: 14-21؛ 15: 32-38، مر 6: 30-44؛ 8: 1-9، لو 9: 10-17، يو 6: 5-13).

د - على النبات والحيوان: أظهر الرب سلطانه على النبات عندما مرَّ بشجرة تين وهو في طريقه من بيت عنيا إلى أورشليم، فلما لم يجد فيها إلاَّ ورقاً فقط، قال للشجرة لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد، فيبست التينة في الحال (مت 21: 18-20، مر 11: 11-14). كما أظهر سلطانه على الحيوان في أكثر من مناسبة، فأتاح لتلاميذه أن يصطادوا سمكاً كثيراً مرتين: الأولى في بداية خدمته (لو 5: 4-9)، والثانية بعد قيامته (يو 21: 6-11). وعندما كان الرب يُخرج الشياطين من مجنوني كورة الجرجسيين (الجدريين)، طلبوا إليه أن يأذن لهم أن يدخلوا في قطيع الخنازير (نحو ألفين)، فاندفع كل القطيع من على الجُرف وغرق في البحر (مت 8: 31و32، مر 5: 12و13، لو 8: 32و33).

بل إن الرب وهب خدَّامه السلطان أن يدوسوا هم أيضاً الحيَّات والعقارب ولا يضرهم شيء (لو 10: 19)؛ وفي قصص الآباء النُّسَّاك الذين عاشوا في البراري وسلطانهم على الوحوش والزواحف، حتى أنها تتجرَّد من طبيعتها لتصير أليفة طائعة لهم، لَمِمَّا لا يتسع له هذا المقال.

+ + +

كما خبَّر ابن الله الوحيد عن محبة الله ونعمته وحكمته غير المحدودة، هكذا خبَّر أيضاً عن قدرته ومجده وسلطانه غير المحدود (يو 1: 18). وهذه كلها إن كانت قد كشفت عن لاهوته، فهي قد صارت أيضاً مصدر عطايا غير محدودة للمؤمنين، سواء للتحرُّر من الخطية وخوف الموت، وللسلوك كبنين ممسكين بالحياة الأبدية، أو للشفاء من أمراض الجسد والنفس والروح، أو لمغالبة الآلام والتجارب وحروب العالم ورئيسه، أو لنوال قوة الكرازة للعالم المتغرِّب.

ولإلهنا القادر على كل شيء، نقدِّم التسبيح مع الملائكة قائلين: «مستحقٌّ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغِنَى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة.» (رؤ 5: 12)

دكتور جميل نجيب سليمان