دير القديس العظيم أنبا مقار
الصفحة الرئيسية  مجلة مرقس الشهرية - محتويات العدد

انتقال أحد أعلام الكنيسة

الروسية الأرثوذكسية في العالم

 


المتروبوليت أنطوني بلوم
  في بدء خدمته

تنيَّح المتروبوليت أنطوني بلوم متروبوليت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية في بريطانيا العظمى وأيرلندا، عن عمر يُناهز التاسعة والثمانين عاماً، وبعد 50 عاماً من خدمته الرعوية التي طالما أرشد ورعى فيها آلاف المؤمنين الروس وغير الروس الذين انضموا إلى الكنيسة الروسية.

+ وُلد المتروبوليتان أنطوني من أبوين روسيين في لوزان (بلجيكا) سنة 1914، وقضى طفولته في روسيا وبلاد فارس (إيران)، لأن والده كان أحد أعضاء السلك الدبلوماسي الإمبراطوري الروسي (في حُكْم القياصرة). وأثناء الثورة الشيوعية كان على أسرته أن تغادر بلاد فارس.

وفي سنة 1923، استقرت الأسرة في باريس، حيث درس متروبوليتان المستقبل الفيزياء والكيمياء والبيولوجي ونال درجة الدكتوراه في الطب من جامعة باريس.

وفي عام 1939، وقبل أن يُعيَّن جرَّاحاً في الجيش الفرنسي، انضم سرًّا إلى الرهبنة. وفي عام 1943، رُسم راهباً باسم: ”أنطوني“.

وبعد الحرب العالمية الثانية، رُسم كاهناً وأُرسل إلى إنجلترا ليخدم كاهناً أرثوذكسياً في أخوية القديس أولبان والقديس سرجيوس. ثم اختير نائباً بطريركياً لإيبارشية لندن للروس الأرثوذكس سنة 1950، ثم أسقفاً عام 1957، ثم رئيس أساقفة عام 1962، ليرعى الكنيسة الأرثوذكسية في بريطانيا العظمى وأيرلندا. ثم نال رتبة المطران عام 1966. وفي عام 1974، استعفى حسب رغبته من وظيفة النائب البطريركي ليتفرَّغ لخدمة الرعاية الروحية للرعية المتزايد عددها في إنجلترا، والذين كانوا يطلبون مشورته وإرشاده.

المتروبوليت أنطوني بلوم وهو يصلِّي في أحد القدَّاسات قبل نياحته

+ ويحمل المتروبوليت أنطوني درجات دكتوراه من الأكاديمية اللاهوتية بموسكو، وجامعة كمبردج، وأكاديمية كييف اللاهوتية.

+ وكان أول مؤلَّفاته كتاب عن الصلاة والحياة الروحية باسم: Living Prayer ”الصلاة الحيَّة“.

+ وكان مشهوراً بالبصيرة الروحية والمعرفة العميقة بالنفس البشرية وعمق التأمُّل في الروحانية الأرثوذكسية.

+ وقبل انتقاله بعدة أشهر، اجتمع مع أساقفة كنيسته ورجـاهم أن يقبلوا استعفاءه من مهامه الرعوية لكبر سنِّه. فقبلوا على مضض وعيَّنوا أسقفاً معاوناً لإدارة شئون الإيبارشية الكبيرة التي يرأسها. واجتمع مجمع أساقفة إنجلترا للكنيسة الأرثوذكسية في شهر يوليو 2003 لأول مرة بـدون رئيسهم.

+ وبعد شهر رقد بسلام في 4 أغسطس سنة 2003 عن 89 عاماً، وأُجريت مراسم جنازته ودفنه يوم 13 أغسطس 2003 وسط حشد هائل من كبار رجال الكنائس في إنجلترا والكنائس الأرثوذكسية وغير الأرثوذكسية من كل العالم، ومندوبين عن العائلة المالكة البريطانية (أمير ويلز).

(عن نشرة: BBC،

ومجلة Sorouzh التي تصدر عن الكنيسة التي يرأسها)

U U U

+ ونشرنا في هذا العدد بعضاً من كتاباته، وعلى الأخص قصة اهتدائه إلى الحياة في المسيح، تحت عنوان: ”أنا أومن بالله“.

معالم شخصية المتروبوليت أنطوني بلوم:

(أسقف لم يكن يسعى للسلطة، بل يبحث عن الخدمة):

وفي حديث مع أحد رؤساء كهنة إيبارشيته ”فلاديمير آرخيبوف“ قال ردًّاً على سؤال عن معالم شخصية المتروبوليت أنطوني بلوم:

+ إن الرب نادراً جداً ما يُرسل إلينا مثل هذا الإنسان. لقد كان شخصاً ذا أمانة وصدق غير عاديين، سواء بينه وبين نفسه، أو أمام الله وكل فرد. وبدون هذه الأمانة وذلك الصدق (وكان يسميها هو ”شفافية“ transparency) لا يمكن أن يكون هناك إيمان حقيقي، ولا يمكن أن يتكلَّم الله في قلب يخلو منهما.

+ لقد كان هو الشخص الذي فهم المسيحية بوضوح. ولقد حرص وحفظ بقدوته كل إنسان من تحويل الأرثوذكسية إلى فرع من فروع الطقس الشكلي cult. ويفسِّر ذلك أن رعيته وأي واحد أراد أن يتبع قدوته لم يكن يُغوَى بالجري وراء الظواهر والعجائب الغريبة، كما يحذِّرنا الإنجيل.

+ وقـد تحاشى أي نوع من التعلُّق العاطفي بالرموز المادية الغريبة التي ملأت الكنيسة والضمير البشري. وقد تعامل مع هذه الظواهر بيقظة وحرص شديدَيْن.

+ وكانت قدوته تقوم على الاستنارة وفهم الإنجيل والحياة المرتبطة بشركته الشخصية مع المسيح. وكل مَن أراد أن يتبعه كان يرى فيه القدوة الحيَّة الحقيقية في هذه الشركة مع المسيح.

+ كان لديه فهمٌ واضحٌ ودقيق بأن الصليب الذي يحمله في حياته وخدمته ليس عادياً. لقد فهم ذلك، لكنه لم يحجم أبداً عن حمله، بل كان يشكر الله دائماً على كل شيء.

+ لقد تحاشى بل وهرب من كل نوع من الافتخار والبهرجة الخارجية التي عادةً ما تُصاحِب الخدمات الكهنوتية. وهذا كان أحد الاتجاهات التي اتخذها في خدمته في الإيبارشية، ولكنها لم تكن تُرضي كل أحد، ولكنه كان حازماً في هذا: كان يتحاشى أي نوع من المظاهر الخارجية التي لا تتعلَّق بخدمته كأسقف، لأن هذا يصرف الناس عن الله.

+ لقد فهم المتروبوليت أنطوني جيداً هذا القول: ”أنا أسقف لا يسود عليكم بل يخدمكم“، فقد كان الأسقف الذي لا يسعى للسلطة، بل يبحث عن الخدمة.

(عن: Russia Religious News)

نقلاً عن الإنجليزية من الروسية - 5 أغسطس 2003