|
|
|
تمهيد:
قبل البدء في الحديث عن القديس بولس الرسول، يلزم أولًا أن نشير إلى أنَّنا لسنا بصدد عرض دراسة متسعة لشخصية هذا الكارز العملاق، الذي لا يمكن لموسوعات كثيرة أن تغطي وتحتوي كل جوانب شخصيته وسيرة حياته بشكل كامل، ولكنَّنا سنحاول هنا أن نقترب على استحياء لنتعرَّف على بعض الملامح الأساسية والمميِّزة لهذا الرسول الكريم. طالبين شفاعته وآملين أن يَعْضُدنا بصلواته حتى تنكشف لنا جوانب شخصيته المضيئة والمباركة، لكي ننتفع بها ونفرح ببهائها، ونقتدي بها قدر طاقتنا.
ونترك الحديث هنا أولًا، لبولس الرسول ليحدِّثنا عن نفسه، وذلك من خلال كتاباته ورسائله إبَّان كرازته باسم المسيح. فقد كتب الرسول الكريم في نحو ثمانية من رسائله، إفادته عن نفسه بأنه: ”رسول يسوع المسيح“، وذلك بعبارات متفاوتة مثل: «بولس المدعو رسولًا ليسوع المسيح...» (1كو 1: 1)، «بولس رسول لا من الناس ولا بإنسان، بل بيسوع المسيح والله الآب» (غل 1: 1)، «بولس، رسول يسوع المسيح بمشيئة الله» (أف 1: 1)، وكذلك أيضًا وبألفاظ مقاربة يكتب في: (كو 1: 1، 1تي 1: 1، 2تي 1: 1). كما كتب بولس عن نفسه مسمَّى آخر هو: «بولس عبد ليسوع المسيح» (رو 1: 1)، «بولس وتيموثاوس عبدا يسوع المسيح» (في 1: 1). كما جاء أيضًا إفصاحه عن نفسه باللقبين السابقين معًا (عبد، رسول) في كل من: «بولس عبد الله، ورسول يسوع المسيح» (تي 1:1)، «بولس عبد ليسوع المسيح، المدعو رسولًا» (رو 1: 1). وأخيرًا أشار الرسول عن نفسه مرة واحدة بتعبير: ”أسير يسوع المسيح“ وذلك حسب ما ورد في: (فل 1: 1).
مَنْ هو بولس؟
الاسم والألقاب: دُعِىَ بولس الرسول قبل دعوة الربِّ يسوع له باسم: شاول، وهو الاسم العبراني له، كما ورد على لسان لوقا الرسول بقوله: «وأمَّا شاول الذي هو بولس» (أع 13: 9)، وأيضًا ذُكر هذا الاسم في: (أع 7: 58، 8: 3، 9: 1، 11: 25 وغيرها من المواضع)، وذُكِر اسم موطنه - مدينة طرسوس التابعة لكيليكية: (أع 22: 3) - فدُعِى بالطرسوسي. كما وثَّقَ بولس نَسَبَه إلى كونه يهوديًّا من سبط بنيامين، فريسيًّا ابن فريسي: (انظر: رو 11: 1، رو 3: 5). علمًا بأنَّ اسم شاول، قد توارى فيما بعد، ليظهر اسم بولس - وهو الاسم الروماني له والذي اقتناه بحكم حمله أيضًا للرعوية الرومانية من أبيه - بحسب ما ورد في (أع 13: 9)، وهذا الاسم هو الذي شاع عنه وعُرِف به، بعد استنارته بلقاء الربِّ ودعوته له. وقد لقَّبت الكنيسة الرسول بولس بلقب ثالث عشر الرُّسل، اعترافًا برسوليته وكرازته وأتعابه وجهاده مثل التلاميذ الإثني عشر، كما تفرَّد بتسميته رسول الأمم وغيرها من الأسماء التي تُظهِر عظمة مكانته في الكنيسة، ودوره الهام في نشر الإيمان المسيحي في العالم كلِّه.
أخيرًا نذكُر أنَّ بولس كتب أربع عشرة سفرًا بالكتاب المقدَّس، هي رسائل لكنائس بشَّرها خلال كرازته، ولأشخاص بعينهم، وذلك قبل كتابة البشائر الأربعة ذاتها، وتُعدُّ ذخيرة روحية ومنهجًا شاملًا ورائعًا لكل التعاليم المسيحية التي تعلَّمها بالروح من الربِّ نفسه.
ميلاده وثقافته وعمله:
وُلِد شاول (بولس) من أبوين يهوديين من سبط بنيامين، في طرسوس المدينة غير الدنيَّة من كيليكية (أع 21: 39). وذلك بين عامي 2 - 6م، وتتلمَذَ عند أقدام غمالائيل المعلِّم اليهودي والفريسي الحكيم والشهير في عصره، مبرهِنًا على مقدار تمسُّكه بمنهج الإيمان اليهودي التقليدي والأضيق (حسب تعبيره)، مما جعله يقول عن نفسه إنه ”فريسي ابن فريسي“ (انظر أع 22: 3)، وكانت لشاول دراية ومعرفة عميقة ليس فقط بالأمور الدينية العامة، بل بأَدقِّ تفاصيل التعاليم الربَّانية الخاصة بالناموس وأحكامه، وكان أوفر غيرةً من أترابه في جنسه فيما يتعلق بتقليدات الآباء الأولين والمعلِّمين (انظر: غل 1: 14).
كما تثقَّف بولس بكل ما يختص باللغة والثقافة اليونانية وآدابها - بحكم ولادته وحياته في طرسوس - حتى أنَّه كان يستشهد في رسائله بأقوالٍ لشعرائهم وفلاسفتهم، فصار جامعًا في ذاته كلَّ مقوِّمات الثقافتين اليهودية واليونانية.
أمَّا عن عمله، فقد تعلَّم بولس صناعة الخيام، وهي التي كانت تساعده على تغطية نفقات معيشته في الحياة، في وقت لاحق، دونما حاجة إلى التثقيل على الكنائس التي أسسها: (انظر: أع 18: 3)، وهذا الأمر - أي ممارسة مهنة معيَّنة - كان تقليدًا لدى الربَّانيين من أجل ضرورة تأمين معيشتهم من تعب أيديهم؛ فنراه يقول: «أنتم تعلمون أنَّ حاجاتي وحاجات الذين معي خَدَمتْها هاتان اليدان» (أع 20: 34).
وقد بَرَزَ بولس كشخصية ذات نفوذ وثقة من رؤساء الكهنة ومقدِّمي الأمة اليهودية الدينيِّين، إذ قد أوكلوا إليه بعض المهام الحسَّاسة لمناوءة ومطاردة أصحاب الإيمان المسيحي الجديد، فصار من أشرس المقاومين والمُضطَهدِين للكنيسة، كما يظهر من شهادته عن نفسه إذ يقول: «فأنا ارتأيت في نفسي أنَّه ينبغي أن أصنع أمورًا كثيرة مُضادَّة لاسم يسوع الناصري. وفعلتُ ذلك أيضًا في أورشليم، فَحَبستُ في سجون كثيرين من القدِّيسين، آخذًا السلطان من قِبَل رؤساء الكهنة. ولمَّا كانوا يُقتَلون ألقيت قرعة بذلك» (أع 26: 9، 10)، وأيضًا يقول عنه لوقا الرسول: «وأمَّا شاول فكان لم يزل ينفث تهدُّدًا وقتلًا على تلاميذ الربِّ» (أع 9: 1). كما أنَّه كان حاضرًا عند رجم استفانوس وراضيًا بقتله: (انظر: أع 8: 1). هذا هو الرسول الذي شرب أولًا من دم الخراف بسبب غيرته وتعصُّبه الأعمى - حسب تشبيه القديس يوحنا ذهبي الفم - ثم بعد ذلك اصطاده الربُّ يسوع ليحوِّله فجأة إلى حملٍ وديع وضع نفسه من أجل اسم سيده وفداءً للخراف التي تتبعه، وذلك حبًّا واعترافًا بفضل مخلِّصه الذي غيَّر حياته واصطاده من مسيرته الخاطئة ليقتنيه له إناءً مختارًا، وبدلًا من كونه المضطهِد الأوَّل للكنيسة، صيَّره أعظم كارز فيها، وشاهدًا على قوة القيامة في حياته، ومثالًا عمليًّا لعمل النعمة المغيِّرة والواهبة الحياة الأبدية لكل من يقتنيها.
دعوة نورانية:
أشرق النور قديمًا، وظهر ملاك الربِّ لبَلعام بن بعور وأَتانه، وهو في الطريق لملاقاة بالاق بن صفور ملك موآب، لكي ينبِّه قلبه لخطئه ولمحبته لأجرة الإثم، حتى يعود ويعترف بذنبه ويرجِع عن طريقه. ولكن انطمست عيناه عن قراءة مشيئة الله؛ برغم مخاطبة الأتان له ثمَّ الملاك، وإدراكه أنَّه لا يمكنه أن يلعن شعبًا باركه الله! فلمَّا رآه ملاك الربِّ غير مُدرِك لمعنى ظهوره، تركه ليذهب في طريقه، وأوصاه ألاّ ينطق سوى بما يتكلم به الربُّ على فمه (انظر: عد 22: 22-35).
وبعد زمان طويل، أشرق النور لبولس في الطريق إلى دمشق، وغشاه ضياء المسيح وهو مزمع أن يمضي إلى هناك ليضطهِد الكنيسة، فاستوقفه الربُّ وقال له: ”صعبٌ عليك أن ترفس مناخس“، فاهتزَّ هذا الجبَّار واتضع أمام بهاء مجد سيده، وقال: «من أنتَ يا سيِّد؟ ... يا ربُّ، ماذا تريد أن أفعل» (أع 9: 4-5). وقد عبَّر بولس الرسول نفسه عن قبوله الدعوة السمائية في مرافعته أمام أغريباس الملك بقوله: «مِن ثمَّ أيُّها الملك أغريباس لم أكنْ معاندًا للرؤيا السماويَّة، بل أخبرتُ أولًا الذين في دمشق... أن يتوبوا ويرجعوا...» (أع 26: 19، 20). هكذا كان الفارق في الاستجابة للدعوة النورانية السمائية، بين إنسان محبٍّ للعالم ولأجرة الإثم، ذي قلب مغلق وبصيرة عمياء، وإنسان مملوء غيرة مقدَّسة وحبًّا وإيمانًا عظيمين، مع انفتاح قلب وبصيرة واتضاع؛ جعلوه أهلًا لتمييز هذه الدعوة الإلهية وطاعتها والفرح ببركاتها.
وقد مثَّلت هذه الرؤيا والدعوة السماوية حدثًا تاريخيًّا وروحيًّا عظيمًا لبولس، وصارت له منعطفًا فاصلًا ما بين حياته القديمة وحياته الجديدة، ونقطة فارقة في تاريخ الكرازة باسم المسيح القائم من الأموات. كما أنَّ بولس نفسه كثيرًا ما أسهب في الحديث عن هذه الدعوة النورانية وما أحدثته في حياته من تجديد واستنارة وفرح، حيث كتب عنها في ثلاث مرات بصورة تفصيلية في سفر الأعمال: (أع 9: 1-29، 22: 3-21، 26: 9-21)، إضافة إلى إشارات أخرى أوردها في بعض رسائله عن قصة ظهور الربِّ له وتحوُّلِه الذي تمَّ، ليصير بعدها أعظم كارز للمسيح.
كذلك فإنَّ الرسول بولس يحصي ظهور الربِّ له كإحدى الظهورات السماوية لظهوراته الأخرى للرسل بعد قيامته المقدَّسة؛ كما ورد في: (1كو 15: 5-9)، مما أعطاه الحقَّ أن يُدعى رسولًا مثلهم، إذ إنَّ دعوته كانت بفم السيد المسيح نفسه القائم من الأموات. لأنَّ تحوُّلَ بولس ودعوته لم تتم بواسطة التلاميذ، بل بدعوة خاصة ومباشرة من الربِّ يسوع نفسه، لكي يضطلع بعملٍ كرازيٍّ عظيم، مكمِّلًا إرساليته كرسول للأمم، ويكون شاهدًا جسورًا لقيامة الربِّ، كقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ”لأنَّ دعوة بولس هي دليل على قيامة الربِّ“(1).
وكما صنع الربُّ يسوع مع تلاميذه الاثني عشر، قبل أن يقدِّم نفسه على الصليب، إذ رافقوه لمدة ثلاثة سنوات بلا انقطاع، وعايشوه وتعلَّموا منه كلِّ شيء، واستمعوا لكلماته ووصاياه، وأبصروا معجزاته وآياته، وأخيرًا عاينوا موته وقيامته، وأكلوا معه ولمسوه وأبصروه بجسد قيامته، ومن ثمَّ صاروا مؤهَّلين لبدء كرازتهم. هكذا صنع الربُّ مع بولس، إذ أرسله هو أيضًا إلى بريَّة العربية ثلاث سنوات، ليُعِدَّه بالخلوة المقدَّسة والبحث والدراسة والفحص والصلاة، ليكون أهلًا لحمل نير الكرازة والمجاهرة للأمم بخلاص إلهِه الحيّ، والشهادة لاسم المسيح الذي أنار حياته.
فنرى أن دعوة بولس الرسول قد تدرَّجت من قبوله الإعلان السمائي، وخضوعه واستجابته لصوت الربِّ يسوع، ثمَّ خلوته ثلاث سنوات في العربية للدراسة والإعداد، ثمَّ الشهادة والاعتراف بفضل الذي دعاه من الظلمة إلى نوره العجيب، وأخيرًا كرازته المنيرة والشاهدة بفضل نعمة المسيح المُتفاضِلة عليه حتى الموت.
وعلينا أن نُدرِك أنَّ الدعوة إن لم تكن من الله، فإنَّ مواهب الإنسان وذاته وقدراته يمكن أن تَؤول به إلى الدمار والهلاك. ولكن إن سُلِّمت كلها لِيَدِ الله، صارت نورًا للإنسان وللآخرين. وأيضًا، فإنَّ دعوة الربِّ تظلُّ قائمة ومتجدِّدة لكل إنسان مهما كانت حياته السابقة قبلًا، لأنَّ الله قادرٌ أن يُخرِج من الآكِلِ أُكلًا، ومن الجافي يُخرِج حلاوة.
خدمته وسيرته وجهاده:
* استلام الخدمة:
على مثال موسى النبيّ، تسلَّمَ القديس بولس الرسول خدمته من الربِّ نفسه، الذي سبق فقال عنه لحنانيا: «اذهب! لأنَّ هذا لي إناءٌ مختارٌ ليحمل اسمي أمام أمم وملوك وبني إسرائيل» (أع 15:9)، وأيضًا قول الرب بفم حنانيا لبولس، عند ظهوره ودعوته له: «إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته، وتُبصِر البار، وتسمع صوتًا من فمه. لأنَّك ستكون له شاهدًا لجميع الناس بما رأيت وسمعت» (أع 22: 14-15)، وأيضًا قول الربِّ لبولس نفسه: «فقال له: اذهب، فإني سأُرسِلك إلى الأمم بعيدًا» (أع 22: 21)، ثم قول بولس لليهود: «دمكم على رؤوسكم! أنا بريء. من الآن أذهب إلى الأمم» (أع 18: 6). فهو عن جدارة واستحقاق دُعِيَ رسول الأمم.
* رحلات بولس وأسفاره وأتعابه:
قام بولس بثلاث رحلات تبشيرية كبرى، في الفترة ما بين عامي 45-58م، زار خلالها أورشليم خمس مرات، كما تعرَّض للأسْر مرتين؛ أولهما في قيصرية من عام 58-60م، وأُرسِل أسيرًا إلى رومية سنة 63م، ثمَّ مرة أخرى في أواخر سنة 66م. وبعد ذلك قُطِعت رأسه ونال إكليل الشهادة حوالي عام 68م. وقد لحق بهذا الرسول الكريم الكثير من الآلام والأتعاب والضربات والسجون والمحاكمات والإهانات والأوجاع الجسدية والنفسية، التي احتملها بصبر منقطع النظير، حُبًّا في الذي فداه. هذا فضلًا عن تعبه في عمل يديه - كما سبق القول - لكي لا يُسبِّب أتعابًا لأحد، حتى إنَّ هذه الأتعاب والضيقات صارت له شهادة لافتخاره، مع إحساسه الكامل بضعفه؛ إذ يقول عنها: «... في الأتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارًا كثيرة. من اليهود خمس مرات قبلت أربعين جلدة إلاّ واحدة. ثلاث مرات ضُرِبت بالعصيِّ، مرة رُجِمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة، ليلًا ونهارًا قضَيتُ في العمق. بأسفار مرارًا كثيرة، بأخطار سيول، بأخطار لصوص، بأخطار من جنسي، بأخطار من الأمم... في تعبٍ وكدٍّ، عدا ما هو دون ذلك: التراكم عليَّ كلَّ يوم، الاهتمام بجميع الكنائس...» (2كو 11: 23-30).
وعن كلِّ هذه الأتعاب يقول الرسول: «أفتخر بالحريِّ في ضعفاتي لكي تحلَّ علىَّ قوة المسيح، كذلك أُسَرُّ بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لأجل المسيح» (2كو 12: 9 و10). نعم، لقد كان بولس بحَقٍّ رجل الآلام والأتعاب!
* مثال الرعاية والاهتمام والخدمة المثالية للرعية:
كان بولس مثالًا رائعًا لما يجب أن يكون عليه الراعي من حيث خدمة رعيته والسهر عليها، بغض النظر عن تنوُّعِها وتعدُّدِها وظروفها وقامتها؛ فقد أظهر للجميع محبةً وبذلًا وعطاءً فائقًا، فصار خادمًا للمرضى، مهتمًّا بالمسجونين والضعفاء، متابعًا ومدبِّرًا لأمور المحتاجين والفقراء من الأفراد والكنائس الفقيرة. كما اجتهد بكلِّ إخلاص ومثابرة ليضع ترتيبات وقواعد الخدمة والسلوك في العبادة في الكنيسة من الداخل ومن الخارج أيضًا، وكثيرًا ما اهتمَّ وصلَّى من أجل المتضايقين والعبيد، وخاطب السادة والأغنياء، وقَبِلَ كلَّ شيء، واحتملَ كلَّ شيء ليقدِّم للجميع صورة مُشرِقة تمجِّد إلهه الذي أحبَّه. كما أنار بتعاليمه وحكمته الروحية العالية قلوب سامعيه بنور إنجيل المسيح، وصار شاهدًا لسيده الذي ملك كلَّ حواسه؛ لكي يجعل الجميع شركاء معه في خبرة خلاصه العجيب. ومن أجل ذلك الهدف حَسِب كلَّ شيء خسارة مقابل فضل معرفة المسيح.
هذا هو بولس الرسول رجل المحبة والغيرة والعزم والفرح، ورجل الآلام والصبر والإيمان، الذي أكمَلَ في جسده، بحسب تعبيره بالروح، نقائص شدائد المسيح، لينال نعمة شركة الآلام مع سيِّده، ويحظى بشركة المجد معه أيضًا.
__________________________________
(1) دعوة بولس ص 25، د. سعيد حكيم، مركز دراسات الآباء.
****************************************************************************************************************************************************
دير القديس أنبا مقار
صدر حديثًا كتاب:
أيقونة مضيئة: الراهب يوحنا المقاري
120 صفحة (من القَطْع المتوسط) ............................. الثمن 25 جنيها (كود 575)
****************************************************************************************************************************************************