بحث تاريخي |
|
|
الأستاذة الدكتورة/ شيرين صادق الجندي
أستاذ الآثار والفنون القبطية
ورئيس قسم الإرشاد السياحي بكلية الآداب - جامعة عين شمس
يُعتبر القديس الأنبا موسى الأسود Saint Moses the Black الذي وُلِدَ ما بين 330 و340م، من أشهر القديسين الذين عاشوا في منطقة وادي النطرون الأثرية في القرن الرابع - الخامس الميلادي (الشكل رقم 1). ويُعرف هذا القديس باسم موسى الأسود بسبب لون بشرته الداكن. ويعتقد البعض أنه كان من أصول أثيوبية في حين يرى البعض الآخر أنه كان أصلًا من النوبة المصرية في الجنوب. وكان ضخمًا قوي البنيان. وفي بداية حياته، كان موسى الأسود لصًّا وقاطعًا للطريق لذا لقَّبه الناس بالشيطان الأسود.

الشكل رقم 1. أيقونة القديس الأنبا موسى الأسود ويظهر دير البراموس الأثري بوادي النطرون من خلفه
كما كان موسى عبدًا لدى قوم من عبدة الشمس. وفي بادئ الأمر، اعتقد موسى أن الشمس هي الإله الخالق لهذا الكون، إلا أنه سرعان ما لاحظ وأدرك أنها إله ناقص نظرًا لغيابها نصف اليوم تقريبًا. وفيما بعد، سمع عن رهبان وادي النطرون وإيمانهم القوي، فارتحل إليهم. وبعدما وصل إلى برية شيهيت، تقابل مع القديس إيسيذوروس Saint Isidorus الذي قدَّمه للقديس مقاريوس الكبير Saint Macarius the Great مؤسِّس حركة الرهبنة القبطية في صحراء الإسقيط في القرن الرابع الميلادي. ويرى البعض أن موسى الأسود قد انتقل إلى منطقة وادي النطرون بسبب رؤية له في المنام، في حين يعتقد البعض الآخر أنه فر هاربًا من السلطات التي كانت تطارده بسبب ما اقترفه من جرائم في بداية حياته.
وبعد أن جهر موسى الأسود أمام الرهبان بكل خطاياه التي ارتكبها في الماضي، تمَّ تعميده. وسمح له القديس مقاريوس الكبير بأن يعيش معهم في هذا الموقع الأثري الفريد الذي شهد ميلاد حركة الرهبنة القبطية وانتشارها وتطورها على أيدي أهم الآباء الرهبان في تاريخ الكنيسة القبطية حتى اليوم الحاضر.
وبعد أن ألبسه مرشده والناصح الدائم له القديس إيسيذوروس إسكيم الرهبنة، أصبح لموسى الأسود أتباعه وتلاميذه الذين انتخبوه قسًّا بعد أن اختبر البابا القبطي إيمانه. وقد تمت رسامته قسًّا في الإسكندرية في عصر البابا ثيئوفيلوسTheophilos (385-412م) البطريرك القبطي رقم (23)، والذي عاصر ثلاثة من الأباطرة الرومان، وهم: ثيئودوسيوس الأول Augustus Theodosius I (379-395م) وأركاديوس Arcadius (395-408م) وثيئودسيوس الثاني Theodosius II (408-450م).
ويُقال إن القديس الأنبا موسى الأسود كان يمر ليلًا على قلايات رهبان الدير - وبالأخص الشيوخ منهم - أثناء نومهم لخدمتهم وليأخذ جرارهم الفارغة حيث اعتاد أن يملأها بالماء من بئر بعيد عن الدير بما يتراوح ما بين ميلين إلى خمسة أميال تقريبًا، لذا تُظهره زخارف بعض الأيقونات واقفًا يؤدي هذا النشاط أو سائرًا يحمل على كتفيه بجذع شجرة طويل تتدلى منه حبال طويلة مربوطًا بها زلعتان فخاريتان (الشكل رقم 2). كما يظهر القديس الأنبا موسى الأسود بغطاء الرأس الخاص بالرهبنة وبلحيته البيضاء الطويلة. وهو يرتدي ملابس طويلة وواسعة تعكس مدى تقشفه ونسكه وزهده وتواضعه الكبير.
وبسبب كثرة تلاميذه وأتباعه والمترددين عليه لنيل بركته وتعلُّم مبادىء الرهبنة الصحيحة منه، طلب القديس موسى الأسود من القديس مقاريوس الكبير أن يسمح له بالعيش منعزلًا في قلاية منفردة، فوافقه حيث قضى أغلب وقته بعد ذلك في العبادة والصلاة والصوم وقراءة الكتب الدينية المختلفة. كما ازدادت معجزاته وقدرته على صنع العجائب في شفاء ومساعدة مَنْ حوله وكل من كان يلجأ إليه بمشكلة ما.

الشكل رقم 2. أيقونة القديس الأنبا موسى الأسود ينقل الماء في الزلع الفخارية إلى قلايات الرهبان ومن خلفه يظهر دير البراموس الأثري بوادي النطرون.
كما يُقال إن القديس الأنبا موسى الأسود ذهب مع رهبان الدير إلى القديس مقاريوس الكبير الذي قال لهم: "إني أرى فيكم واحدًا له إكليل الشهادة". فرد عليه القديس الأنبا موسى الأسود قائلًا: "أنا هو لأنه مكتوب من قتل بالسيف فبالسيف يُقتل" (مت 26: 52)، ثم عاد القديس الأنبا موسى الأسود إلى قلايته. وفي 24 من شهر بؤونة عام 408م تقريبًا، تعرَّض الدير لهجمات البربر الذين قتلوا سبعة من الرهبان وكان من بينهم القديس الأنبا موسى الأسود الذي نال إكليل الشهادة في الخامسة والسبعين أو ربما في الخامسة والثمانين من عمره ليكون بذلك من أوائل النساك الشهداء في صحراء البرنوج.
ونظرًا لتوبته الخالصة وقوة إيمانه وجهاده وتعاليمه الصحيحة وفضائله الدينية واستشهاده، يُعرف القديس الأنبا موسى الأسود في الكنيسة القبطية باسم القديس القوي. ووُضِع جسد القديس الأنبا موسى الأسود مع جسدي القديسين مكسيموس ودوميتيوس Saints Maximus and Domitius في مقصورة خشبية موجودة في خورس الكنيسة الأثرية للقديسة مريم العذراء في دير البراموس Baramus Monastery بوادي النطرون (الشكل رقم 3). ويرى البعض أن جسد القديس الأنبا موسى الأسود محفوظ الآن في نفس الأنبوب الموجود به جسد القديس إيسيذوروس بنفس الدير الأثري الهام.
ويؤكد البعض الآخر من الباحثين على أن جزء من رفات القديس الأنبا موسى الأسود محفوظ حاليًا بدير السريان Syrians Monastery بوادي النطرون مع رفات بعض القديسين الآخرين أمثال يعقوب الفارسي James the Persian ويوحنا القصير John the Little وثيودور المشرقي Theodorus the Oriental وديوسقوروس Dioscorus وسيفيروس Severus وغيرهم.

الشكل رقم 3. مقصورة خشبية في خورس الكنيسة الأثرية للقديسة مريم العذراء بدير البراموس بوادي النطرون بها أجساد القديسين مكسيموس ودوميتيوس
منشآت دينية مكرسة للقديس موسى الأسود
في كتابات المؤرخين والرحالة والباحثين:
وردت الإشارة إلى سيرة القديس الأنبا موسى الأسود في السنكسار القبطي. كما أشار إليها كل من J. P. Cotelier عندما كتب عنه في Apophthegmata Patrum (PG 65, pp. 281-289) في سنة 1856، C. Butler في سنة 1904 و H. E. White في سنة 1932 و D. Chitty في عام 1966 وكذلك Lucien Regnault في سنة 1991. وفي عام 1997، نشر جودت جبرة أبو القبطيات والمدير الأسبق للمتحف القبطى بالقاهرة وأستاذ الدراسات القبطية بجامعة كليرمونت بالولايات المتحدة الأمريكية ورقة بحثية هامة في مجلة جمعية الآثار القبطية عن دير القديس موسى الأسود باللغة الألمانية بعنوان:
“Dayr Musa al-Aswad: Das originale Baramus-Klosterim Wadi al-Natrun”, Bulletin de la société d’archéologie copte 36, pp. 71-74.
العمائر الدينية المكرسة
للقديس الأنبا موسى الأسود في مصر:
والزائر لدير البراموس في وادي النطرون اليوم، يمكنه زيارة الكنيسة المشيَّدة باسم القديس الأنبا موسى الأسود في حديقة الدير وقبل الدخول لزيارة الدير من بوابته الشرقية (الشكل رقم 4). وقد أشار إلى عمارة هذا الدير وما به من رسومات جدارية كل من المؤرخ المملوكي تقي الدين المقريزي (ق. 9 هـ./ 15م)، و E. Amélineau في سنة 1894، و A. Guillaumont فى عام 1968-1969، و Otto Meinardus في سنتي 1961 و1977، وPeter Grossmann سنة 1982 بالإضافة إلى O.S.B. Aelred Cody سنة 1991. كما يعتقد البعض من الباحثين أن البقايا الأثرية التي عُثِرَ عليها مؤخرًا في شمال دير البراموس هي من بقايا دير القديس الأنبا موسى الأسود بوادي النطرون.

الشكل رقم 4. كنيسة القديس الأنبا موسى الأسود بدير البراموس الأثري بوادي النطرون
ومؤخرًا، دشن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عدة مذابح وأيقونات ومعمودية كنيسة السيدة مريم العذراء والشهيد القوي القديس الأنبا موسى الأسود، بمنطقة المنشية غرب مدينة الإسكندرية. وكان قد صدر قرار تأسيسها في سنة 1999 في عهد البابا شنودة الثالث Pope Shenute III غير أنه لم يُرّسم عليها كاهن في الفترة من 1999 حتى 2001، حيث تم انتداب آباء كهنة لها من كنائس أخرى لإقامة الصلوات المختلفة فيها في تلك الفترة.
وفي سنة 2001، قام البابا شنودة الثالث بسيامة العقيد رأفت إبراهيم حنا الذي عُرف فيما بعد باسم القس ميخائيل، وهو أول راع يُسام على مذبح تلك الكنيسة (الشكل رقم 5).
وفي سنة 2009، صدر قرار بترميم وتعلية هذه الكنيسة المباركة لكي يتمَّ توسيعها بشكلها الحالى. وفي عام 2010، وَضَعَ حجر الأساس لهذه الكنيسة الأنبا باخوميوس Anba Pachomius مطران البحيرة وتوابعها والخمس مدن الغربية. كما قام بزيارتها البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حينما كان أسقفًا ما يقرب من ثلاثة مرات في الفترة من 2006 إلى 2008. وفي شهر أغسطس من سنة 2015، تم شراء أرض هذه الكنيسة نهائيًا من الكنيسة المارونية بعقد موثَّق وقَّع عليه البابا تواضروس الثاني. وفي شهر أكتوبر من سنة2019، صدر قرار السيد رئيس مجلس الوزراء رقم 31، ونشر في العدد 39 مكرر (ج) من الجريدة الرسمية بتقنين أوضاع كنيسة القديسة العذراء مريم والقديس القوي الأنبا موسى الأسود. وفي سنة 2020، انتهت كل مراحل تجديد وتطوير هذه الكنيسة تمامًا.
وفي 14 فبراير من عام 2021، دشَّن البابا تواضروس الثاني، مذابح كنيسة السيدة العذراء مريم والقديس القوي الأنبا موسى الأسود حيث تم إطلاق اسم السيدة العذراء مريم على المذبح الرئيسي للكنيسة. وأطلق اسم الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس Saint Mercurios Philopator، والشهيد العظيم مارجرجس Saint George على المذبحين الآخرين، بالإضافة إلى تدشين الكنيسة السفلية التي عُرفت باسم كنيسة الشهداء Martyrs’ Church.

الشكل رقم 5. مذبح كنيسة السيدة مريم العذراء والشهيد القوي القديس الأنبا موسى الأسود بحي المنشية بمدينة الإسكندرية
كما شُيِّد دير جديد للقديس الأنبا موسى الأسود في طريق وادي النطرون - العلمين الدولي في العلامة 110 الواقعة على بعد 26 كم من الطريق الصحراوي. ويرجع الفضل للبابا شنودة الثالث الذي أطلق على الدير اسم القديس الأنبا موسى الأسود، وأيضًا للبابا تواضروس الثاني حيث وافق المجمع المقدَّس برئاسته في 18 يونية 2016 على أن يصبح هذا الدير باسم دير القديس العظيم الأنبا موسى الأسود. ويُعتبر هذا الدير من أجمل الأديرة القبطية المشيَّدة حديثًا (الشكل رقم 6). فيظهر فيه الطابع المعماري للأديرة الأثرية القبطية، فتتميز كنائسه المختلفة بطرزها المعمارية الفريدة وزخارفها التي تعكس خصائص الفن القبطي الأصيل.
وأشرف الأنبا ماركوس الأسقف العام على هذا الدير. وقد أخذ على عاتقه مهمة القيام بنهضة معمارية ورهبانية داخل مباني الدير المختلفة، إلى جانب حرصه الشديد على خلق جيل من الرهبان قادرين على المحافظة على أصول الحياة الرهبانية كالتجرد والزهد والعفة والطاعة والتواضع، مع المواءمة بين كل هذا وبين متطلبات التكنولوجيا الحديثة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الوقت الراهن.
وتتميز كنائس الدير بتصميم معماري قبطي أصيل حيث تغطيها القباب كما كان شائعًا في الكنيسة القبطية في عصورها المبكرة، فالقبة عند الأقباط هي النموذج المفضَّل لأَسْقف الكنائس، فتشير القبة عادة إلى الحضرة الإلهية. وبالدير -رغم حداثة تشييده - أحد عشر مذبحًا كرست كلها لقديسين مختلفين.

الشكل رقم 6. من داخل دير القديس الأنبا موسى الأسود بالعلمين
كما يوجد بالدير كنيسة القديس الأنبا موسى الأسود وهي مشيدة على شكل صليب. ويظهر بها الطوب الأحمر المخلوط بالمونة البيضاء وتظهر عليه الصلبان المتنوعة كصليب الآلام أو المدبب والذي يرمز إلى آلام السيد المسيح، أو الصليب اللاتيني والذي يؤكد على انتشار المسيحية في الجهات الأربعة للعالم. كما تنفرد كنيسة الملاك والأنبا شنودة بطراز معمارى يشبه نظام السراديب، وكان هذا الطراز المعماري شائعًا في معظم الكنائس التي بنيت في الصحاري المصرية.
وصُمِّمت منارة الدير التى تعد من أصغر المنارات في العمارة الكنسية القبطية على هيئة مبنيين كرمز للشمعتين الموضوعتين عادة على يمين المذبح ويساره كرمز لحضور الملاكين لبدء الصلاة. والأصل في المنارة أن تحمل النور للتأكيد على مكانة الكنيسة القبطية في العالم كمركز إشعاع للنور الذي يرشد الناس إلى السيد المسيح. وبالكنيسة قبوين كل منهما إسطواني الشكل، وهما يغطيان صحن الكنيسة على هيئة فلك نوح الذي يرمز إلى أن الكنيسة تحمل المؤمنين داخلها إلى أن يصلوا إلى بر الأمان وهو السماء.
وبالكنيسة قبتان في الهياكل ومجموعة من النوافذ الصغيرة حول وأسفل انحناء القبة، مما أضفى إضاءة هادئة وهيبة وخشوع يساعد المؤمنين المترددين عليها على أداء الصلوات المختلفة في تركيز. ويظهر على الجدار الشرقي للهيكل بعض العناصر الزخرفية من فن الفسيفساء القبطي. وتؤكد غالبية النصوص الواردة في الوثائق القديمة والمعاصرة لعصور الاضطهاد أن أغلب الكنائس كانت تُبنى في السراديب تحت الأرض. وفى كنيسة السمائيين، توجد قبة مركزية شديدة الاتساع يُحيط بها أربع أنصاف قباب. كما أن بهذه الكنيسة عدد لا بأس به من رفات بعض القديسين والشهداء الأقباط.
وتُعتبر كنيسة العذراء مريم والقديس مار مرقس أكبر كنائس دير القديس الأنبا موسى الأسود، ويوجد بها ثلاثة مذابح تجمعهم مصطبة واحدة ممتدة ومرتفعة عن الأرض بمقدار درجة واحدة. كما يوجد بها حامل أيقونات من أجمل الأحجبة القبطية.
كما يوجد في الدير معمودية صُمِّمت أيضًا على شكل صليب. وهي تحتوي على فتحات على شكل صلبان وتظهر من خارجها مداميك الطوب الأحمر. وتجدر الإشارة إلى ازدياد عدد قلالي الرهبان بما يتناسب مع عددهم وأنشطتهم المختلفة بالدير. وتوجد مكتبة للآباء الرهبان للبحث والمعرفة. وبالدير بيت خلوة للشباب لقضاء فترات الخلوة.
كما يجد الزائر لهذا الدير مجموعة من المباني الخدمية الجديدة كاستراحة البطريرك والآباء الأساقفة والآباء الكهنة والرهبان، إلى جانب معرض لبعض منتجات الدير، ومزرعة بها أشجار مختلفة الأنواع، ومزرعة للزيتون، ومزارع أخرى لتربية الطيور والمواشي، بالإضافة إلى ورش لأشغال النجارة.
الخاتمة:
وخلاصة القول، يتضح أن للقديس الأنبا موسى الأسود تاريخ طويل وحافل بالأحداث المتناقضة. وعلى الرغم من بدايته غير المعتادة في حياة الرهبان الأقباط إلا أن النصف الثاني من حياته كان مشرفًا ومبهرًا نظرًا لجهاده الكبير ولتوبته النهائية وتمسكه بإيمانه القوي وعقيدته الراسخة وتعاليمه ومعجزاته وكرمه وتواضعه في تعاملاته مع كل من كان حوله، مما يؤكد أنه استحق بجدارة لقب "القديس القوي" الذي أطلقته عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وعلى الرغم من قلة المبانى الدينية المكرسة للقديس الأنبا موسى الأسود، إلا أن هناك بعض المنشآت القليلة المشيدة له في وادي النطرون والإسكندرية والساحل الشمالى لمصر. وهي تذكرنا كلها بأن الكنيسة هي في حقيقة الأمر مؤسسة دينية متكاملة الخدمات وأن الدير في حقيقته هو صورة متكاملة للكنيسة.
* * *