طعام الأقوياء |
|
|
يرى البعض أن هذا القول الذي قيل لملاك كنيسة اللاودكيين، وهي الكنيسة السابعة والأخيرة التي وجَّه لها المسيح رسالته هذه؛ إنما تُشير إلى كنيسة آخر الأيام، حيث خدعة إبليس في هذه الأيام الأخيرة، وهي أن يجعل كنيسة المسيح في كل بقاع الأرض ينطبق عليها هذا القول المُرعب والخطير:
+ «أنا عارفٌ أعمالك، أنك لستَ بارداً ولا حارّاً. ليتك كنتَ بارداً أو حارّاً. هكذا لأنك فاترٌ، ولستَ بارداً ولا حارّاً، أنا مُزمِعٌ أن أتقيَّأك من فمي. لأنك تقول: إني أنا غنيٌّ وقد استغنيتُ، ولا حاجة لي إلى شيء، ولستَ تعلم أنك الشقيُّ والبائسُ وفقيرٌ وأعمى وعريان» (رؤ 3: 15-17).
فالكنائس عموماً أضحت غاصة بالناس الذين لا هُمْ باردين ولا حارين، الذين يعبدون الله على سبيل العادة، ولا يُعطون أدنى اهتمام لحياتهم الروحية ونموهم في معرفة المسيح وحِفْظ الوصايا، وليس لهم عمق ولا دراية ولا اهتمام بدراسة كلمة الله واللهج فيها والعمل بها، الذين ينطبق عليهم قول الكتاب: «لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها» (2تي 3: 5). لذلك فإنهم لا يُمثِّلون بحياتهم هذه أي انتماء لأيِّ اتجاه، بل هم مثل المياه الآسنة التي تنمو فيها الطحالب وكل عفنٍ، ولا تنفع لشيء، بل تؤذي كل عابر سبيل وتُثير الاشمئزاز في كل مَن يراها.
لذلك يقول عنهم الرب: «أنا مُزمِعٌ أن أتقيَّأك من فمي». كما أنهم مُعرَّضون دائماً لتهديد إبليس خصمهم الذي يجول كأسد زائر ملتمساً مَن يبتلعه (1بط 5: 8)، «لأن إبليس من البدء يُخطئ، لأجل هذا أُظهِرَ ابـن الله لكي ينقض أعمال إبليس» (1يو 3: 8).
والواقع المُحزن أنَّ الكنيسة قد ضعفت للغاية، لأنه «لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين» (مت 24: 12). ولم يَعُد هناك صوت يرتفع بالتبكيت والتوبيخ والدعوة إلى توبة جماعية ويقظة روحية. وإن ارتفع هذا الصوت اعتبروه نشازاً وإزعاجاً لسلامهم الكاذب، ورفضوه لئلا يؤدِّي إلى إقلاقهم من موت غفلتهم. بل صار الرعاة يُجاملون الرعية على حساب الحق ويلهونهم بالأنشطة الاجتماعية والرحلات.
ويشهد على ذلك بولس الرسول قائلاً: «ولكن الروح يقول صريحاً: إنه في الأزمنة الأخيرة يرتدُّ قومٌ عن الإيمان، تابعين أرواحاً مُضِلَّة وتعاليم شياطين، في رياءِ أقوال كاذبة، موسومةً ضمائرهم» (1تي 4: 2،1). كما يقول أيضاً: «ولكن اعْلَمْ هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبةٌ، لأن الناس يكونون مُحِبِّين لأنفسهم، مُحبِّين للمال، مُتعظِّمين، مُستكبرين، مُجدِّفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حُنُوٍّ، بلا رِضًى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير مُحبِّين للصلاح، خـائنين، مُقتَحِمِين، مُتصلِّفين، مُحبِّين للَّذَّات دون محبة لله، لهم صورة التقوى، ولكنهم مُنكرون قُوَّتها» (2تي 3: 1-5).
وقد حذَّر بولس الرسول أيضاً في خطابه الوداعي لقسوس الكنيسة في أفسس أنه منهم أنفسهم سيقوم رجال يتكلَّمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم؛ أي أنه من داخل الكنيسة ستقوم الحرب ضد الكنيسة. لذلك قال لهم: «احترزوا إذاً لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. لأني أعلم هذا أنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تُشفق على الرعية. ومنكم أنتم سيقوم رجالٌ يتكلَّمون بأُمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم» (أع 20: 28-30).
وهكذا يتضح لنا جليّاً أن هجوم العدو سيأتي من داخلنا. ولسنا بذلك ندَّعي شيئاً من وحي تفكيرنا، بل مِمَّا حذَّر منه بولس الرسول، وكذلك حذَّر منه يوحنا الرسول أيضاً قائلاً:
+ «أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة. وكما سمعنا أنَّ ضدَّ المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نَعْلَم أنها الساعة الأخيرة. مِنَّا خرجوا، لكنهم لم يكونوا مِنَّا، لأنهم لو كانوا مِنَّا لبَقُوا معنا. لكن ليُظْهَروا أنهم ليسوا جميعهم مِنَّا. أما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء... وأما أنتم فالمسحة التي أخذتموها منه ثابتةٌ فيكم، ولا حاجـة بكم إلى أن يُعلِّمكم أحدٌ، بل كما تُعلِّمكم هـذه المسحة عينها عـن كل شيء، وهي حقٌّ وليست كذباً. كما علَّمَتكم تثبتون فيه» (1يـو 2: 18-20،27).
وقد يَحْسِب البعض أن يوحنا الرسول يتكلَّم عن أيامه في القرن الأول الميلادي، وهذا حقٌّ. ولكنه - كما يتضح من النص اليوناني - أنه يتكلَّم عن ساعةٍ أخيرة (غير مُعرَّفة)، فهي الساعة الأخيرة للعالم في أيِّ زمن من الأزمنة، حيث يزداد الإثم وتبرد المحبة ويضعف الإيمان ويكثر الشر، وتصبح السمة العامة للعالم هي ظهور أضداد للمسيح ومعلمون كَذَبَة وخدَّام خارجون من الكنيسة لكي يُحاربوها من داخلها، بادِّعائهم وحياتهم التي لا تتفق مع وصايا المسيح ولا تشهد له.
وإنه من اللائق فعلاً والواجب علينا أن نعتبر كل يوم من أيام حياتنا أنه الساعة الأخيرة، حتى نكفَّ عن الجري وراء العالم الفاني ونستعد لأبديتنا، ونسهر على خلاصنا. فها هي وصية المسيح لنا: «اسهروا إذاً لأنكم لا تعلمون في أية ساعة يأتي ربكم... لذلك كونوا أنتم أيضاً مُستعدِّين، لأنه في ساعةٍ لا تظُنُّون يأتي ابن الإنسان» (مت 24: 44،42).
كما يتضح من قول يوحنا الرسول إنه: «قد صار الآن أضدادٌ للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة»، أنَّ علامات الساعة الأخيرة هي ظهور الكثيرين من أضداد المسيح. ثم يعود ويوصِّف هؤلاء بقوله: «مِنَّا خرجوا، لكنهم لم يكونوا مِنَّا، لأنهم لو كانوا مِنَّا لبَقُوا معنا. لكن ليُظْهَروا أنهم ليسوا جميعهم مِنَّا»؛ مما يدلُّ على أنهم كانوا أعضاء في الكنيسة لأنهم أخذوا بدايتهم مِنَّا، ولكنهم فصلوا ذواتهم عنَّا. أي أن عملهم وسلوكهم هو الذي فصلهم عنَّا، وليس الأمر ناتجاً عن رفض الكنيسة لهم أو عن قطعهم من الشركة. فقد كانوا - كقول الرسول - من جماعتنا، ولكنهم لم يكونوا صادقين في دعوتهم ومُشاركين لنا في حياتنا الداخلية ولا أُمناء للدعوة التي دُعوا إليها. ويظهر ذلك من قوله: «لأنهم لو كانوا مِنَّا لبقوا معنا».
ويُعلِّق على ذلك الأب متى المسكين قائلاً:
[وواضح من كلام يوحنا الرسول، أن الذي لا يَثبت بكل قلبه في الشركة مع أعضاء الكنيسة والمسيح، ولا تكون المحبة قد تمكَّنت في قلبه للمسيح والإخوة، مُهدَّد بخروجه من الكنيسة ووقوفه ضد المسيح. كما يُنوِّه القديس يوحنا أن التجربة بترك المسيح والكنيسة لا تُصيب إلاَّ مَن كان في داخل أعماقه غريباً عن المسيحية. والضدُّ للمسيح ليس وحشاً، ولكنه إنسان مسيحي يتكلَّم بالصلاح وهو شرير ونجس. ولكن يعمل معجزات خارقة تضل حتى المختارين. فالمسألة مسألة حكمة وإفراز لفصل أقوال وأعمال المعلِّمين والأنبياء والمسحاء الكَذَبَة، لأن أعمالهم شريرة ومقاصدهم أشر](1).
ولكن، لكي يُطمئِن القديس يوحنا الرسول المختارين من جهة إمكانية اكتشاف أولئك الذين خرجوا منَّا وصاروا بإرادتهم أضداداً للمسيح، وما يُشكِّله هذا الأمر من إزعاج واضطراب لجماعة المؤمنين، أضاف قائلاً: «وأما أنتم فلكم مسحة من القدوس وتعلمون كل شيء». وهذه المسحة هي مسحة الروح القدس التي أُعطِيَت لنا في سرِّ الميرون، التي قال عنها إرميا النبي إنها موهبة العهد الجديد التي تُعطي المعرفة لكل مسيحي ولا يحتاج معها أن يُعلِّمه أحد، لأن الجميع يكونون متعلِّمين من الله (إر 31: 34،33). وهي التي قال عنها أيضاً الرب يسوع: «وأما المعزِّي الروح القدس الذي سيُرسله الآب باسمي فهو يُعلِّمكم كل شيء ويُذكِّركم بكل ما قلته لكم» (يو 14: 26). وهي ليست لمدَّعي المعرفة والحكماء في أعين أنفسهم، ولكنها للبسطاء والمتضعين والمساكين بالروح الذين دعاهم الرب يسوع أطفالاً، وذلك بقوله: «أحمدك أيها الآب رب السماء، لأنك أخفيتَ هذه عـن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال» (مت 11: 25).
فكل كنوز الحكمة والمعرفة وُهِبَت مجاناً لكل مَن يؤمن بالمسيح ويُقبل إليه كطفل، ويقبل عطية الروح القدس، ويثبت في المسيح والمسيح يثبت فيه.
نعمة التمييز بين الحق والباطل:
وكل فرد في الكنيسة هو عضو في جسد المسيح، وهو مسئول أمام الله أن يكون ساهراً على نفسه، ومُصلِّياً من أجل كل عضو في جسد المسيح أي الكنيسة، ومتمسِّكاً بكلمة الله، ومُنصتاً لكل ما يُلقِّنه الروح القدس له في قلبه من أجل خلاصه ومن أجل بناء الكنيسة ونموها وحيويتها. كما عليه أن يفحص كل ما يسمعه ويتمسَّك بالحق. وقد أعطانا القديس يوحنا الرسول مقياساً حسَّاساً لكي نعرف به الحق من الباطل ونفرز الصادق من الكاذب، وذلك بقوله:
+ «وبهذا نعرف أننا قد عرفناه إن حفظنا وصاياه. مَن قال قد عرفته وهو لا يحفظ وصاياه، فهو كاذبٌ وليس الحقُّ فيه. وأما مَن حفظ كلمته، فحقّاً في هذا قد تكمَّلت محبة الله. بهذا نعرف أننا فيه. مَن قال إنه ثابتٌ فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً» (1يو 2: 3-6).
فالإنسان الذي يدَّعي أنه يعرف الله ولا تظهر في أعماله وسلوكه وكلامه رائحة المسيح وقوة نعمته ومعرفته، فهو كاذب وليس الحق فيه. فقد قال الرب يسوع: «من ثمارهم تعرفونهم» (مت 7: 16). فالمعرفة ليست مجرد الفهم والإدراك فقط مهما كانت درجة المعرفة؛ بل إن المعرفة الحقيقية هي التي تُقتَنَى بتقديم كل مَلَكَات الإنسان الفكرية والقلبية والإرادية لكي تكون طوع مشيئة الله، حسب قول المسيح له المجد: «تُحِبُّ الربَّ إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك. هذه هي الوصية الأولى والعُظمى. والثانية مثلها: تُحِبُّ قريبك كنفسك» (مت 22: 37-39).
ويُعلِّق على ذلك القديس كليمندس الإسكندري قائلاً:
[المعرفة الحقيقية هي ثمرة الوعي الداخلي والإدراك والمنطق. وهذه الأخيرة لا تُولَد مع الإنسان، ولكنها تُكتَسب بالخبرة (الروحية)، وتصبح كرداء وتترسخ كعادة ولكنها لا تجد كمالها إلاَّ في سرِّ الحب (الإلهي)، حيث تظل باقية ولا تسقط أبداً. وإنها إرادة الله أن نبلغ إلى معرفته التي هي السبيل إلى الخلود. فمَن يعرف نفسه في حياته ويُدرك أنها خاطئة، ويستجيب إلى دعوة التوبة، ويعمل على ألاَّ يخسر حياته بسبب الخطية التي شوَّهتها، بل يُضيِّع حياته لأجل المسيح لكي يجدها (انظر مت 10: 39)، وذلك بأن يعيش بالطاعة (لوصايا الإنجيل) والإيمان، ويعتبر نفسه ميِّتاً تجاه الخطية؛ فهو بذلك ”يجد حياته“، و”يعرف نفسه“](2).
ومرة أخرى يعود القديس يوحنا الرسول فيُشدِّد على المؤمنين ضرورة امتحان الأرواح وعدم تصديق كل روح قائلاً:
+ «أيها الأحبَّاء، لا تُصدِّقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كَذَبَةً كثيرين قد خرجوا إلى العالم» (1يو 4: 1).
وقد سبق وحذَّر الرب يسوع من الأنبياء الكَذَبة قائلاً: «احترزوا من الأنبياء الكَذَبة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة» (مت 7: 15).
ويبدو أيضاً أن هؤلاء خرجوا من جسم الكنيسة، كما ذكرنا سابقاً. والدليل على كذبهم دائماً هو ثمار أعمالهم. كما أن العلامة المميزة بين الصادق والكاذب هي الاعتراف بالمسيح آتياً في الجسد. أما الكاذب فيُنكر المسيح إن لم يكن بالكلام الصريح، فبالأفعال والسلوك المُفْسِد.
وللقديس يوحنا ذهبي الفم قول رائع عن عمل الروح القدس الناري الذي أرسله المسيح لكي يبيد به كل زرع الشيطان في قلوب الناس من شوك وحسك الخطايا، وهو ينطق به وكأنه بلسان المسيح نفسه، هكذا:
[لأن الشيطان قد زرع في قلوب الناس شوكَ وحسكَ الخطايا. لذلك جئتُ (بلسان المسيح) لأُلقي ناراً على الأرض لأحرق تلك الأشواك. لذلك جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض، وأريدها أن تضطرم منذ الآن حتى تُطهِّر أرضي، لأنه ينبغي لي أن أُبيد بالنار الأصول المُرَّة والمُضِرَّة التي زرعها الشيطان، حتى أبذر الزرع السماوي في نفوس نقية. من أجل ذلك جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض. لقد جبلتُ الإنسان منذ البدء من تراب الأرض، وأسكنتُ في وسط قلبه شرارة النار الإلهية، حتى أنه بهذه النار يتمسَّك بمحبة الله.
ومع أنه من المستحيل أن تُستأصل تماماً هذه الشرارة الإلهية النارية وهذا الدفء الإلهي، إلاَّ أن الشيطان قد قتل نفوس الناس بصقيع الفجور. فلكي يحصلوا بثبات على اشتعال الروح القدس فيهم، ينبغي لي أن أُلقي ناراً على الأرض حتى أُبطل وأُلاشي جليد الفجور الذي غطَّى به الشيطان نفوس الناس، فأجعل هذه النفوس تُنبت من جديد وتُزهر في سكينة ونقاوة](3).
أما القديس أنطونيوس فيُخاطب أولاده مستحثّاً إيَّاهم أن يطلبوا هذا الروح الناري لكي يسكن فيهم قائلاً:
[ارفعوا أفكاركم إلى السماء في الليل والنهار، واطلبوا من كل قلوبكم هذا الروح الناري، وهو يُعطَى لكم. وانظروا لئلا تأتي على قلوبكم أفكار شكٍّ قائلة: مَن يستطيع أن يَقبل ذلك؟ لا تدعوا هذه الأفكار تتسلَّط عليكم، بل اطلبوا باستقامة وأنتم تقبلونه. وأنا أيضاً أبوكم أطلب من أجلكم لكي تقبلوه... لأن هذا الروح يسكن في ذوي القلوب المستقيمة، وأنا أشهد لكم أنكم باستقامة قلب تطلبون الله. ومتى قبلتموه فهو يكشف لكم أسرار السماء، لأنه يُعلن لكم أموراً كثيرة لا أستطيع أن أكتبها على ورق. وحينئذ لا تخافون من أيِّ أمر مُخيف، بل يسودكم فرح سماوي، وهكذا تكونون وأنتم ما زلتم في الجسد كمَن انتقل إلى الملكوت!](4)
(يتبع)
(2) Clement of Alexandria, The Stromata, ANF, Vol. II.
(3) St. John Chrysostom, Homily on Luke 12: 49.
(4) الرسالة الثامنة لأنبا أنطونيوس الكبير في النسخة العربية.