شهداء الكنيسة الأولى


القديس الشهيد وابن العزاء
برنابا الرسول

l   استُشهِد سنة 64 ميلادية في سلاميس بقبرص.

وتُعيِّد الكنيسة لذكرى استشهاده يوم 21 كيهك.

هو الذي كان يُلقِّبه أعضاء الكنيسة الأولى باسم ”برنابا“، أي ”ابن العزاء“، لأنه كان دائماً يُشجِّع الإخوة. وهكذا أيضاً مع شاول – الذي كان مُقدَّراً له أن يصبح بولس الرسول – فبواسطة برنابا ”المشجِّع“ قُبِلَ كأخٍ في الكنيسة في أورشليم.
ظل برنابا يُشجِّع ويسافر مع شاول لفترة بعد ذلك. فسافروا إلى أنطاكية في سوريا، حيث علَّموا وتناقشوا في سيرة المسيح، حتى أن أعضاء كنيسة أنطاكية هناك دُعوا لأول مرة: «مسيحيين».

وقد ساعد بولس أيضاً عند عودته إلى أورشليم لإقناع الإخوة المؤمنين هناك أن المسيحية ليست شيعة من اليهودية – أي اتِّباع ناموس العهد القديم ثم إضافة يسوع عليه – بل إنها تكميل العهد الذي قطعوه مع الله إلى عهدٍ جديد في المسيح، يفوق الناموس إلى حياة في الروح القدس، تحقَّقت بموت الرب يسوع وقيامته.

كان برنابا متحدِّثاً لبقاً، وبشَّر بحماسة وبعقيدة مُقنعة. ولكن، حينما أراد الله أن يُقدِّم بولس إلى المقدِّمة؛ فبدون تذمر، تراجع برنابا المشجِّع إلى الموضع الأقل. لم يكن منشغلاً بالمركز بقدر انشغاله أن يرى دعوة الله مُكمَّلة في حياة بولس.

أما يوحنا مرقس، ابن أخت برنابا، فقد ترك بولس وبرنابا في رحلتهم التبشيرية الأولى، حينما بَدَت الأمور غير مواتية، ولكنه عاد يسأل أن يكون معهم في رحلتهم التبشيرية الثانية إلى الشمال. أما القديس بولس فرفض ذلك بسبب ترك مرقس لهم في المرة الأولى. ولكن برنابا عضد يوحنا مرقس مثلما عضد القديس بولس من قبل، وعرَّفه بالإخوة في أورشليم.

وهكذا سار برنابا وبولس كلاًّ بمفرده. بولس أخذ معه سيلا واتَّجها إلى سورية وكيليكية؛ أما برنابا فاصطحب يوحنا مرقس وذهبا إلى قبرص. وفي النهاية شجَّع برنابا يوحنا مرقس على أن يسافر مع القديس بطرس. وهكذا بَقِيَ برنابا هناك في قبرص مُبشِّراً بالمسيح لكل مَن قابله، لأنه كان أصلاً من هناك.

واستمر الحال على هذا المنوال حتى حدثت منازعة بينه وبين يهودي ساحر كان قد فَقَدَ تجارته، لأن ما بشَّر وعلَّم به برنابا حرَّر الناس من الخوف من ذلك الساحر ومن سحره. لأجل ذلك، هيَّج الساحر غير المسيحيين في المدينة ضد برنابا. وهكذا لفَّقوا له تهمة بإحدى الجرائم وألقوه في السجن.

وحين تم تحديد ميعاد للمحاكمة في سلامينا، وخوفاً من أن يكتشف القاضي براءة برنابا فيُطلقه؛ هاجم الساحر مع مجموعة من الغوغاء السجن، وأخذوا برنابا وأحاطوا رقبته بحبل، وجرُّوه خارج المدينة، ثم أحرقوه.

+++++

لم يكن برنابا ينساق وراء أفكار العامة. فحينما كان يحيد أحد عن الطريق إلى الخوف أو ما شابه، كان يأخذ بزمام الأمور ويكافح في سبيل العودة إلى مجرى محبة الله، حتى لو كان هو الذي يكافح وحده. كان يحكم على الناس حسب اعترافات قلوبهم، وكيف يسيرون على هُدى كلمة الله، وليس حسب مراكزهم في الحياة أو مظهرهم. وحين كان الآخرون يرون أحد المؤمنين ضالاً أو عدواً للكنيسة، كانوا يرون في برنابا قوة دفع كبيرة وأخاً في الرب لكل مَن له احتياج إلى مَن يسنده ويُعزيه. وكان يقف إلى جانب المضطهَدين، فكان بذلك يساعدهم أن يروا في حياتهم أموراً أكثر أهمية مما يراه هو في حياته.

وفي عالمٍ حيث كانت الدعاية للنفس تبدو وسيلة للنجاح، لم يكن الأمر كذلك عند برنابا. فكم منا لديهم النية في مساعدة الذين حولهم لكي يُكمِّلوا أعمالاً أعظم مما يعملون هم أنفسهم؟ أو أن يُصادقوا غير المعروفين لأنهم يدَّعون أنهم للمسيح؟

+ «طهِّروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فأحبُّوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة» (1بط 22:1).

 *******************************************************

 

صلاة أسقف قبل استشهاده

[أيها الرب الإله الضابط الكل، أبا يسوع المسيح، ابنك المحبوب المبارك، الذي به عرفناك. يا إله الملائكة والقوات، يا إله كل خليقة، وكل جنس الأبرار. أُباركك لأنك جعلتني أهلاً لهذا اليوم ولهذه الساعة. وأهلاً لأن أُحسَب في عِداد شهدائك، ولأن أُشارك في كأس مسيحك، للقيامة في الحياة الأبدية لكِلاَ النفس والجسد، والحياة بالروح القدس، الحياة التي لا تقبل الفساد. ليتني اليوم أكون مقبولاً معهم، قرباناً عزيزاً في عينيك حسب ما أعددتني لك مُسبقاً وأنبأتني. وها أنت قد أكملتَ وعدك، يا إله الأمانة. من أجل هذه النعمة، ومن أجل كل شيء أُسبِّحك وأُباركك وأُمجِّدك، برئيس كهنتنا الأبدي السمائي يسوع المسيح ابنك الحبيب، الذي به يليق لك وللروح القدس، المجد، الآن وفي الدهور الآتية، آمين].

 [الشهيد بوليكاربوس، أسقف سميرنا، (167م)]

*******************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis