وقد أكَّد بطريرك رومانيا، من بين ما أكَّد عليه، حقيقة أن الكنيسة مدعوَّة في عالم يتَّسم بالمعاناة والألم أن تستعلِن قوة الشفاء السرائري المُعطاة لها من خلال الروح القدس بواسطة المسيح ربنا، الذي هو طبيب أجسادنا وأرواحنا، من أجل تخفيف آلام الأجساد والنفوس للناس المرضى.

+ وتكلَّم أيضاً رئيس كنيسة رومانيا الأرثوذكسية عن سرِّ مسحة المرضى مُبيِّناً أن هذا السر يُجدِّد قوة الشفاء التي للمسيح في كنيسته.

قداسة البطريرك دانيال يجتمع مع المحاضرين الأجانب

في مؤتمر سر مسحة المرضى

وقال قداسة البطريرك: "سر مسحة المرضى يُجدِّد، من خلال الروح القدس، قوة الشفاء التي للمسيح في الكنيسة جسد المسيح السرِّي، حينما يعزم هذا الجسد، إكليروساً وشعباً أيضاً على التوبة، والصلاة، وطاعة الوصايا الإنجيلية والرسولية التي في الإنجيل المقدس، وحينما يُشير إلى قوة المسيح للشفاء. وهذا هو سبب دَهْن المريض 7 مرات بالزيت المقدَّس باسم المسيح، أي بالحضور الروحي للمسيح، طبيب أجساد ونفوس المرضى".

+ وفي نهاية حديثه، هنَّأ قداسة البطريرك كل الذين نظَّموا الندوة قائلاً: "نحن نُهنِّئ الذين نظَّموا الندوة الدولية، ونُبارِك بالمحبة الأبوية كل المُشاركين مُعبِّرين عن رجائنا بأن يكون اكتمال هذا العمل مُعتبراً كنموذج للتعاون الأكاديمي والكرازي بين العلماء اللاهوتيين في رومانيا وأيضاً العلماء في البلدان الأخرى أيضاً".

+ وقد اشترك في إلقاء المحاضرات عميد كلية اللاهوت الأرثوذكسي المُسمَّاة على اسم البطريرك جوستنيان، والمُحاضِر دكتور نيقولاس أدريان وزير الدولة للشئون الدينية. وقام بإلقاء الأحاديث أيضاً: سيادة المطران لورينتوي مطران ترانسلفانيا، والمطران إيرينوي مطران أولتينيا بجانب نهر الدانوب برومانيا، ورئيس الأساقفة كاسيان رئيس أساقفة الدانوب السفلي.

وقدَّم مطران ترانسلفانيا محاضرة بعنوان: "مسحة المرضى في المخطوطات الليتورجية" المحفوظة في مكتبة رئاسة أسقفية سيبيو، بينما كان موضوع حديث مطران أولتينيا عن: "يسوع المسيح مخلِّصنا شافي آلام الطبيعة البشرية".

+ وفي الجلسة الثانية للاجتماع تحدَّث الأب البروفيسور دكتور ديمتري يوريفيتش من الأكاديمية اللاهوتية بروسيا عن: "الأساس الكتابي لسرِّ مسحة المرضى". ثم تحدَّث البروفيسور دكتور نيقولاي نيكولا من كلية اللاهوت في بوخارست عاصمة رومانيا مُقدِّماً محاضرة عن موضوع: "الممارسات غير القانونية وغير الليتورجية التي نُلاحظها في الاحتفال بسرِّ مسحة المرضى". وقبل المناقشات التي تمَّت في نهاية الجلسة، تحدَّث الأب البروفيسور دكتور فردريك مانز من كلية علوم الكتاب المقدس والآثار في أورشليم عن موضوع: "سر مسحة المرضى في العهد الجديد وتعاليم الآباء اللاتين".

+ وفي الجلسة الثالثة، ابتدأت بتقديم الأب البروفيسور دكتور ألكسندر زادورنوي من الأكاديمية اللاهوتية في موسكو، وكان عنوان محاضرته: "سر مسحة المرضى، كسرِّ المصالحة مع الكنيسة: الجانب القانوني". ثم تحدَّث الأب البروفيسور دكتور فيوريل سافا من كلية اللاهوت الأرثوذكسي في "لاسي"، ثاني مدينة بعد بوخاريست، عن: "أسرار الكنيسة وشفاء الإنسان البشري من الزاوية الليتورجية". ثم تحدَّث ألبروتوس سيلفيتروس ستويسييف من الأكاديمية اللاهوتية في كييف بأوكرانيا عن موضوع: "سر مسحة المرضى في علم اللاهوت الروسي في القرن التاسع عشر". وانتهت الجلسة الثالثة بموضوع: "الشفاء من المرض والمعاناة في التقليد الليتورجي للكنيسة الأرثوذكسية"، قدَّمها المُحاضِر الدكتور كبريان ستريزا من كلية اللاهوت الأرثوذكسي في "سيبيو" شمال غرب بوخاريست العاصمة.

+ أما في الجلسة الرابعة للندوة، فقد كانت مع إلقاء محاضرات أخرى، وأُولاها كانت من البروفيسور دكتور نيناد ميلوسيفيتش من كلية اللاهوت في بلغراد حول موضوع: "سر مسحة المرضى، هل تغرَّب عن المعنى الأصلي له؟".

والمحاضرة الثانية كانت للمُحاضِرة دكتورة كريستينا لوجا من كلية اللاهوت الأرثوذكسي في آراد غربي رومانيا، وعنوانها: "علم الأنثروبولوجي الأرثوذكسي: "الإنسان" من منظور الخلاص كما ينعكس في صلوات سرِّ مسحة المرضى". ثم محاضرة الأرشمندريت البروفيسور الدكتور "قَيْس صادق" من بطريركية أنطاكية بسوريا عن: "تأمُّلات في سرِّ مسحة المرضى".