|
|
|
بعد 50 عاماً، تبنَّت الأمم المتحدة يوم رحلة ”يوري جاجارين“ الأربعاء 12 أبريل عام 1961م، يوماً عالمياً لارتياد الفضاء.
جاجارين في سفينة الفضاء
فمنذ 50 عاماً من هذا التاريخ، صاح الكولونيل طيار يوري جاجارين: ”فلننطلق“. وانطلقت كبسولة الفضاء السوفيتية ”فوستوك“ حاملة هذا الشاب الروسي ”يوري“ ابن الفلاح ”جاجارين“ في طريقها إلى الفضاء لتدور حول الأرض.
+ وفي تلك الأيام التي قام بها الطيار ”جاجارين“ برحلته للفضاء، تردَّد في الصحف أن هذا الشاب قال: ”لم أرَ الله فوق في الفضاء“. ولكن الحقيقة أنه لم يَقُل إطلاقاً هذه الجملة التي تحمل معنى أنه كان مُلحداً، وأنه كان يستهزئ بإيمان المؤمنين بالله بأنه ”في كل مكان“.
+ إذ اتضح أنه لم تَرِد مثل هذه الكلمات في التسجيلات الحرفية لأحاديثه مع محطات القاعدة الأرضية أثناء رحلة الفضاء هذه (عن الموقع الروسي cosmoworld.ru).
وفي حديث صحفي عام 2006 مع رفيق جاجارين، الكولونيل ”فالانتين بتروف“، صرَّح بأنَّ رائد الفضاء لم ينطق بهذه الكلمات إطلاقاً؛ بل إنَّ هذه الجملة وردت فقط على فم الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خرتشوف في حديثه أمام اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي كنوع من حملة الدعاية للإلحاد ضد الأديان، وذلك بقوله: ”جاجارين طار في الفضاء، لكنه لم يَرَ أي إله هناك“ (عن وكالة الأنباء الروسية interfax-religion.com - يوم 12 أبريل 2006).
+ وقال الكولونيل فالانتين بتروف رفيق الكولونيل ”يوري جاجارين“ أيضاً: إن جاجارين قَبِلَ سرَّ المعمودية في الكنيسة الروسية الأرثوذكسية وهو طفل. وقد نقلت مجلة Foma الروسية عن راعي الكنيسة الروسية ”زفيوزدني جورودوك“ قوله: ”جاجارين عمَّد ابنته هيلانة قبل رحلته إلى الفضاء بقليل؛ وقد اعتادت أسرته أن تحتفل بعيدَي الميلاد والقيامـة، كما أنها تحتفظ بالأيقونات في بيتها“ (عن وكالة الأنباء الروسية interfax-religion.com - يوم 11 أبريل 2011).
+ كما نشرت وكالة الأنباء المذكورة يوم 12 أبريل 2011 أيضاً، أنَّ هيلانة ابنة رائد الفضاء جاجارين تقدَّمت بالاشتراك مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية إلى مدير متاحف الكرملين بطلب السماح بإقامة القدَّاسات الإلهية في كنيسة القديس إيفان (القديس يوحنا الدرجي) يوم 12 أبريل 2011، وهو تذكار القديس يوحنا الدرجي [القرن السابع (625-705م)- صاحب كتاب: ”سُلَّم السماء“]، الذي يُوافق يوم انطلاق كبسولة الفضاء حاملة ”يوري جاجارين“ منذ 50 عاماً.
وقد أيَّدت البطريركية الروسية الأرثوذكسية هذا الطلب في حديث تليفزيوني باستئناف الخدمات الطقسية في كنيسة القديس إيفان.
ويعتقد الكاهن الروسي ديمتري أنه ليس صدفة أن يكون يوم 12 أبريل هو نفس يوم تذكار نياحة القديس السينائي يوحنا الدرجي مؤلِّف كتاب: ”سُلَّم السماء“ أو ”سُلَّم الصعود الإلهي“، وهو مقالات عن الصعود الروحي لبلوغ أعلى درجات الكمال الروحي. فالتشابه موجود بين المناسبتين.
طابع بريد تذكاري عليه صورة جاجارين
+ ويُقرِّر الأب ديمتري أن موقع الكنيسة المُسمَّاة ”تحت جَرَس القديس يوحنا الدرجي“، هو أعلى موقع في مدينة موسكو القديمة، والكنيسة تُشبه سفينة فضاء مُنطلقة إلى السماء، وهذه علامة من الله.
ويُضيف الأب ديمتري: ”وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ ابنة جاجارين هي المُشرفة على هذه الكنيسة“. وهو يدعو المؤمنين أن يُصلُّوا لعله في يوم من الأيام ”يُرشد الله ابنة جاجارين "هيلانة جاجارين" أن تقوم بإعادة بناء هذه الكنيسة لتكون جاهزة لأداء الخدمات الليتورجية ولو مرة واحدة في العام، يوم تذكار نياحة القديس يوحنا الدرجي، وهو يوم ذِكْرى رحلة والدها العظيم“.
+ ومِمَّا يُذكر أن ”يوري جاجارين“ توفي يوم 27 مارس 1968، بينما كان في رحلة جوية للتدريب هو ومُدرِّبه على طائرة ميج 15، حيث سقطت بهما الطائرة فوق إحدى المدن الروسية، وقد شُيِّعت جنازتيهما بإحراق رفاتهما ونثر رمادهما على جدران الكرملين في الميدان الأحمر. وتشغل ابنته ”هيلانة“ منصب مديرة متاحف الكرملين بموسكو.