+ [لا أريد أن أخلص بدونكم... أريد أن أحيا في المسيح ولكن معكم. هذه هي شهوتي وكرامتي ومجدي وفرحي وثروتي].
+ وقد نشرنا جزءاً من هذه السيرة العطرة في (عدد مارس 2006، صفحة 24)، وفيها ذُكِرَت مراجع هذا البحث. ونستكمل في هذا العدد سيرة هذا القديس العظيم. معونة الله للقديس في مواجهته للهراطقة: كثيراً ما سدَّ الهراطقة (الدوناتيون) الطرق في وجه القديس أوغسطينوس عندما كان يضطر أن يزور شعبه. وحدث مرة أنهم كانوا في الشوارع بكل قوتهم، ولكنهم عجزوا عن الإمساك به، حيث إنه بسبب خطأ مرشده في الطريق - بتدبير العناية الإلهية - وصل الأسقف إلى المكان المقصود عن طريق آخر، ثم علم بعد ذلك أنه بسبب هذا الخطأ أفلت من أيادي الأشرار! وبخصوص ذلك قال بوسيديوس: ”بسبب مجهودات القديس أوغسطينوس هو وتلاميذه - الذين تخرَّجوا من تحت يديه - أعطاه الرب نصرةً في هذه الحياة وحفظ له إكليل البر في الحياة العتيدة، وبمعونة المسيح نمت وحدانية السلام، أي أُخوَّة أعضاء الكنيسة، وتضاعفت أكثر فأكثر من يومٍ إلى يوم. وقد اتضح ذلك أكثر بعد مؤتمر عُقِد في قرطاجنة، التقى فيه جميع أساقفة الكنيسة الجامعة والدوناتيون بقرار من الإمبراطور التقي هونوريوس الذي أرسل مندوباً عنه ليمثِّله كقاضٍ. وفي مناقشات المؤتمر، بعد أن ثبت خطأ الهراطقة صمتوا تماماً، فحكم القاضي بإدانتهم كهراطقة بقرار رسمي مكتوب، وذلك في عام 411م. ولهذا السبب، ويا للدهشة، عاد معظم إكليروسهم وشعبهم إلى حظيرتنا، ولكن بعد أن تحمَّل رجال كنيستنا اضطهادات كثيرة إلى درجة فقدان أعضاء الجسد والحياة نفسها“! أعمال الله معه لهداية هراطقة آخرين: قال كاتب سيرة القديس: ”كنا جالسين مرة مع القديس أوغسطينوس، فقال: "هل لاحظتم في الكنيسة اليوم أنَّ بداية عظتي ونهايتها كانتا مخالفتين لطريقتي العادية؟ فإنني لم أشرح الموضوع الذي بسطتُه بالكامل، بل تركته دون أن أُكمله". فأجبنا: "نعم، علمنا ذلك وقد اندهشنا". فأجاب القديس: "أعتقد أنَّ الرب ربما أراد لشخصٍ مُخطئ أن يتعلَّم ويُشفى بواسطة انحرافنا عن العظة الأصلية، لأننا نحن وعظاتنا في يدي الرب، فمن العجيب أنني ختمتُ عظتي باحتجاج على خطأ المانويين الذي لم أكن أقصد أن أذكر عنه شيئاً"“. ”وفي اليوم التالي جاء تاجر اسمه "فيرموس" إلى أبينا الأسقف، وهو جالسٌ معنا في الدير، وانطرح عند قدميه باكياً متوسِّلاً إلى الجميع أن يطلبوا من الرب لأجل خطاياه، لأنه تبع الشيعة المانوية لعدة سنوات وساهم بأموالٍ كثيرة لأتباعها، وأخيراً اهتدى بكلام القديس في الكنيسة! ولما استفسرنا منه عمَّا أثَّر فيه بصفة خاصة في العظة وعرضه علينا، أخبرنا بما قاله القديس، واندهشنا من خطة الله العميقة لخلاص النفوس ومجَّدنا اسمه القدوس... ثم تخلَّى فيرموس عن مهنته واهتم بخدمة الكنيسة حتى دُعِيَ للكهنوت، وحافظ على قداسة سيرته“. كذلك انتصر القديس على الكونت ”باسكنتيوس“ والأسقف ”مكسيمينوس“، وهما أريوسيان، إذ شهد الذين حضروا المناقشات مع كلٍّ منهما بفشلهما في الصمود أمام براهين القديس المدعَّمة من الكتاب المقدس. وكان رجل الله يتناقش مع المنحرفي الإيمان لعلَّه يكسبهم، وكثيراً ما دعاهم إلى مائدته، ولكنه كان يرفض أن يأكل مع مسيحيين ذوي سلوك مُعثر، وكان صارماً في مطالبتهم بالخضوع لقوانين التوبة الكنسية، ولم تنقصه الشجاعة في مقاومته للإثم دون محاباة للشخصيات رغم أنه كان ممتلئاً بالمحبة والوداعة. وكان يُشجِّع على التناول الكثير بشرط أن يكون مُقترناً بالتوبة والاتضاع مثل زكَّا الذي قَبِلَ المسيح في بيته وهو تائب، وقائد المائة الذي حسب نفسه غير مستحق لدخول السيِّد تحت سقفه. وعندما جدَّد الوثنيون تجاديفهم على المسيحية وادَّعوا أنها هي سبب الكوارث، ردَّ عليهم القديس بتأليفه لكتابه الكبير ”مدينة الله“ الذي صار من أكثر كتاباته انتشاراً بعد كتاب ”الاعترافات“، والذي أثبت فيه أن الذي يتحكَّم في الكون والتاريخ إنما هو ضابط الكل الذي لا يؤمنون به. ثم ظهرت البدعة البيلاجية(1) التي جاهد القديس أوغسطينوس ضدَّها لمدة نحو عشر سنوات، ويقول عنهم بوسيديوس: ”لقد كتبوا بأكثر الفنون خبثاً وبطريقة ذميمة، فضلاً عن أنهم كانوا يتكلَّمون في الأماكن العامة والبيوت الخاصة. وقـد كتب القديس أوغسطينوس ونشر عدة كتب ضدهم، وناقش تلك الهرطقة مراراً في الكنيسة“. ثم اتخذت المجامع الأفريقية إجراءات حاسمة ضد البيلاجيين وغيرهم من الهراطقة، وأرسلت إلى كنائسها قراراتها بحرمانهم وأن يتجنَّبهم جميع المؤمنين. ولما سمع الإمبراطور التقي هونوريوس بهذا الحُكْم، أصدر منشوراً بإدانتهم باعتبارهم هراطقة، وكنتيجة لذلك كله عاد بعضهم إلى حضن كنيستهم. ويكمل كاتب السيرة قائلاً: ”وكان القديس أوغسطينوس - العضو المكرَّم في جسد الرب - دائماً، مدقِّقاً ويقظاً لأجل صالح الكنيسة، وقد مُنحَت له عطية إلهية هي: التمتُّع بثمار أتعابه في هذه الحياة. ولما استقر السلام والوحدة في كنيسة هيبو وما حولها، رأى القديس كنيسة الرب تنمو وتتضاعف، وقد زاد فرحه عندما رأى أن أتباع تلك البدع والوثنيين يتناقص عددهم ويعودون إلى الانضمام إلى كنيسة الله الجامعة“. تصحيح القديس لمؤلَّفاته الأولى: قال بوسيديوس: ”قبل رحيل القديس بقليل راجع الكتب التي كان قد ألَّفها في وقت مبكِّر بعد توبته... وصحَّح كل شيء مُخالف للعُرف الكنسي، لأنه وجد أنه عند تأليفها كان لا يزال يعرف ويُدرك القليل عن تلك الأمور. لذلك كتب مجلَّدين بعنوان: "التصحيحات Retractations". ورغبةً منه في خدمة الجميع ألَّف اقتباسات من وصايا العهدين تتعلَّق بالسلوك في الحياة. فصار كل مَن يقرأها يعرف منها مقدار طاعته أو عصيانه لله، وقد أطلق على هذا المؤلَّف اسم "المرآة". وهكذا أبرز كتاب "التصحيحات" دليلاً رائعاً على حبِّه للحق وحيوية ضميره واتضاعه، لأنه لم يستنكف أن يعترف بأخطاء كتاباته التي كشفها نضوجه الإيماني والروحاني الذي نتج عن عمق تقواه وعشرته لإلهه“. المحنة التي تثقَّلت
روحه بسببها أواخر حياته: سمح الرب بعد ذلك أن شعباً غفيراً، كان مُسلَّحاً ومُدرَّباً على الحرب، عَبَرَ البحر من أسبانيا إلى أفريقيا، وكانوا خليطاً من قبائل ”الفاندال“ و”الألان“ و”الغوطيين“ وغيرهم، وكانوا كلهم أفظاظاً متوحشين، ووصلوا إلى موريتانيا وغيرها مخرِّبين كل شيء تمكَّنوا منه بالسلب والنهب والقتل والتعاذيب المختلفة والنيران وشرور أخرى لا تُحصَى ولا توصَف، ولم يرحموا إنساناً ولا حتى كهنة الله ولا الكنائس أو محتوياتها. وقد أدرك رجل الله بتفكيره العميق أخطار كل ذلك على النفوس حتى أن دموعه صارت له «خبزاً نهاراً وليلاً» (مز 42: 3)، وهكذا كانت آخر فترة في حياته هي أكثر أيامه مرارةً وحزناً! لقد رأى مدناً مُحطَّمة ومزارعين قد أُبيدوا مع مبانيهم أو هربوا، وعذارى ورهباناً قد تشتَّتوا، ومات البعض من التعذيب وآخرون قُتِلوا بالسيف، وغيرهم فقدوا عفتهم أو إيمانهم أو استُعبِدوا للعدو. لقد اختفت التسابيح من الكنائس، والسرائر الإلهية صار من الصعب أن يوجد الكاهن الذي يُقيمها. وقد حُرِم كثيرون من الضروريات، بما فيهم رجال الإكليروس، حتى اضطروا أن يتصدَّقوا حتى لا يهلكوا من الجوع! وفي وسط هذه الكوارث تعزَّى القديس أوغسطينوس بقولٍ لأحد الحكماء، وهو: ”ليس عظيماً ذاك الذي يظن أنه من العجيب أن يسقط الخشب والحجارة، وأن يموت القابلون للموت“! وقد اشتدَّ حزنه عندما حاصر العدو مدينة هيبو لمدة نحو 14 شهراً وقطع صلتها بساحل البحر. وقال بوسيديوس: ”أثناء هذا الحصار تحادثنا مراراً مع بعضنا البعض متفكِّرين في أحكام الله الرهيبة قائلين: "إنك أيها الرب لعادلٌ، وأحكامك حقٌّ هي". وفي حزننا المشترَك صلَّينا بتنهُّدات ودموع لأبي المراحم ورب كل عزاء لكي يتفضَّل ويُعيننا في هذه المحنة. ومرةً قال لنا القديس: "اعلموا أنني في وقت بؤسنا هذا طلبتُ من الله، إما أن يُحرِّر هذه المدينة من الحصار، أو يُقوِّي خدَّامه على احتمال مشيئته، أو على الأقل يأخذهم من هذا العالم إليه". فطلبنا نحن أيضاً معه نفس هذه النعمة من الله العليّ لأنفسنا ولجميع زملائنا“. مرضه الأخير وانتقاله: في الشهر الثالث للحصار أصابت القديس الحمَّى التي عذَّبته، وعلم أنها مرضه الأخير. وقد شعر أنَّ الرب لم يحرمه من ثمرة صلاته التي قدَّمها بدموع في الوقت المناسب. وحينئذ مدح القديس كلمات معلِّمه القديس أمبروسيوس عندما توسَّلوا إليه في مرضه الأخير أن يطلب من الرب أن يُطيل حياته، فقال: ”إن حياتي لم تكن سبباً في أن أخجل من أن أعيش بينكم، ولكنني لا أخاف من أن أموت لأن لنا رباً صالحاً“. كما أن القديس أوغسطينوس كان يُردِّد كلمة أسقف عزيز عليه، إذ أنه عندما أشار إلى أنه سيترك العالم، قال له القديس إن الكنيسة مُحتاجة إليه. فأجاب الأسقف: ”إن كنتُ لن أموت إطلاقاً فهذا جيدٌ، ولكن إن كنتُ لابد سأموت يوماً ما، فلماذا لا يكون ذلك الآن“؟! وقد أُعجب القديس بهذا الشعور ومدحه، لأنه صدر من رجل يخاف الله! ومن أهم أقوال القديس في مرضه الأخير قوله: ”أيُّ حبٍّ للمسيح يمكن أن يكون هذا إن كان يجعلكم تخافون من مجيئه، وهو الذي تقولون عنه إنكم تحبونه؟ أيها الإخوة، ألا نخجل من أن نقول إننا نحبه“؟! ويقول بوسيديوس عن توبة القديس الأخيرة: ”إن هذا الرجل القديس، في الحياة الطويلة التي أعطاها الله له لمنفعة الكنيسة - حيث إنه عاش 76 سنة قضى أربعين سنة منها تقريباً في خدمة الكهنوت - قد اعتاد أن يقول لنا إن المسيحيين والكهنة بعد حصولهم على المعمودية يجب أن يُقدِّموا توبةً صحيحة ولائقة قبل أن يُفارقوا الجسد. وهو نفسه تمَّم ذلك في مرضه الأخير الذي انتهى برحيله. فقد طلب أن تُدوَّن مزامير التوبة وتُثبَّت على الحائط أمامه، وكان وهو على فراشه يقرأها ببكاءٍ كثير“! كما شهد كاتب سيرته بأنه رآه يشفي مريضاً قبل انتقاله بالإضافة إلى إخراجه لشياطين من كثيرين في حياته، فقد قال: ”إنه عندما كان مريضاً وحبيساً في فراشه، جاء إنسان بقريبٍ له مريض، وطلب منه أن يضع يده عليه لكي يُشفَى. فأجاب القديس بأنه لو كانت لديه أية قوة لكان قد استعملها لنفسه. وقال الرجل (الذي يصطحب المريض) بأنه رأى رؤيا وسمع في منامه مَن يقول له: اذهب إلى الأسقف أوغسطينوس لكي يضع يده على المريض وهو سيُشفَى. فلما علم القديس بذلك لم يتأخر، وفي الحال سمح الرب للمريض أن يذهب معافى من عنده“. وقبل انتقال القديس بعشرة أيام، منع دخول أي واحدٍ إليه عدا الأطباء لكي يجد الوقت الكافي للصلاة، وقد ظلَّ حتى نهاية أيامه بذهنٍ نقي صافٍ وأعضاء جسد سليمة، ونظره وسمعه لم يضعفا. ثم يكمل بوسيديوس قائلاً: ”وبينما كنا بجوار فراشه نصلِّي، رقد وانضم إلى آبائه بشيخوخة صالحة، وكان ذلك في يوم 28 أغسطس سنة 430م. وبعد رَفْع الذبيحة المقدسة، دُفِنَ بحضورنا...“(2). ثم يستطرد بوسيديوس فيقول: ”ولم يترك القديس أية وصية، لأنه كرجل فقير لم يكن له شيء يوصي به... وترك كتبه لتنضم إلى مكتبة الكنيسة وممتلكاتها تحت مسئولية كاهنه... وقد شعر المؤمنون مـن كتبه وعظاته ومقالاته بأنه لا يزال حياً... كما شعروا منها أنه عاش باستقامةٍ وحكمة في الإيمان والرجاء ومحبة الكنيسة بقدر ما أمكنه أن يرى بنور الحق... إنه لم يكن فقط كاتباً متعلِّماً في ملكوت السموات، يُخرج من كنزه جُدُداً وعتقاء (مت 13: 52)، وتاجرٌ وجد لؤلؤةً كثيرة الثمن فباع كل ما كان له واشتراها (مت 13: 46)؛ بل إنه أيضاً كان من الذين قال عنهم مخلِّصنا: «مَن عَمِلَ وعلَّم، فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السموات» (مت 5: 19)“. تراثه الروحي: حصر بـوسيديوس كتابـات القديس أوغسطينوس، بما فيها رسائله وعظاته التي دوَّنها أثناء إلقاء القديس لها، فوجدها ألفاً وثلاثين موضوعاً، وقد لخَّص الذين درسوها جوهر فكره الإيماني في هذه الجملة: ”الفداء المجاني لنعمة الله في المسيح الذي يكمل فِعْله بواسطة الكنيسة الحقيقية“. وقد اتضح لهم أنه كان يكتب من ملء ذهنه وقلبه، لأنه كان خصباً في روحياته التي أظهرته كلاهوتي تأملي (راجع ما استشهد به كتاب: ”حياة الصلاة الأرثوذكسية“ من كتابات القديس أوغسطينوس وأقواله). وتتجلَّى في كتاباته صراعاته الأولى وسط الشهوات الجسدية والفلسفات الدنيوية والهرطقة المانوية، ثم في استفساراته القلقة عن الحق التي أدَّت به إلى توبة جادة وتحوُّل جذري قوي من متاهات الانحرافات إلى معرفة الحق وجمال القداسة. وهكذا بعد تنهُّدات ودموع غزيرة، وجد الراحة والسلام بين ذراعي المخلِّص الرحيم. وهكذا عَبَرَ بالتوبة من حمأة الخطية والعقائد المنحرفة إلى الحياة الجديدة بالروح التي لا تفنى ولا تتدنس ولا تضمحل! ويعوزنا الوقت والصفحات الكثيرة إذا تكلَّمنا عن جميع كتبه وعظاته ورسائله التي صارت كمنبر تعليمي لكل الأجيال، سواء في شروحاته للكتاب المقدس، أو في تعاليمه الكنسية ولا سيما في الأعياد والأصوام، أو إجاباته التفصيلية في رسائله على مسائل واستفسارات معاصريه، أو في ردوده القوية ومقالاته المستفيضة ضد بدع وهرطقات زمانه. ولا عجب في ذلك، إذ أن حياته النسكية التأملية وتدقيقه في الوصايا الإلهية وأصوامه وصلواته، كانت كلها وسائل بين يدي القدير لكي يُلهمه من خلالها بكل تلك المفاهيم الإيجابية النافعة لنفسه ولشعبه وللأجيال اللاحقة! ************************************** العنصرة، صوم وعيد الرسل، صوم وعيد العذراء 79 / 11، 79 / 12 80 / 6، 80 / 7، 81 / 10، 87 / 1، 94 / 3، 94 / 4 81 / 10، 73 / 17، 73 / 3
|
|||
(1) نسبة إلى ”بيلاجيوس“ اللاهوتي البريطاني المبتدع الذي بدأ يُعلِّم في روما في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس، مؤسِّساً هرطقته التي تُنادي بأن الإنسان يمكنه أن يتخذ الخطوات الأساسية نحو خلاصه بجهاده الشخصي بدون النعمة الإلهية. وكان هدف بيلاجيوس أن يزوِّد حركته هذه بمبدأ لاهوتي يحمي النسك المسيحي في مواجهة بدعة ماني، وذلك بتأكيده على حرية الإنسان في اختيار الصلاح بقوة طبيعته الموهوبة له من الله. وقد أدانه مجمع قرطاجنة سنة 411م. وبدأ القديس أغسطينوس في الوعظ والكتابة ضد بدعة بيلاجيوس، وقد نُشرت هذه الكتابات في: NPNF, 1st Series, Vol. 5. (2) نُقِلَت رفاته في القرن الـ 19 من ”بافيا“ إلى ”بونا“ في الجزائر. |