|
|
|
كـان غبطة مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص (وعيواص هو اسم العائلة) هو بطريرك الكنيسة السريانية الأرثـوذكسية من عام 1980 وحتى وفاته عام 2014.
نشأته ورهبنته:
وقد وُلد باسم ”سنحريب عيواص“ في مدينة الموصل العراقية في 21/4/1933م لأسرة سريانية أرثوذكسية.
والتحق بمعهد مار أفرام السرياني اللاهوتي التابع للكنيسة في عام 1946، ونذر حياة الرهبنة ابتداء من 6/6/1954 حيث أُطلق عليه اسم ”زكَّا“.
دراساته ومسئولياته:
كُلِّف بالتدريس في المعهد اللاهوتي الذي تخرَّج منه لمدة عـام واحـد فقط. ثم انتقل بعدها إلى مدينة حمص السوريـة ليُعيَّن في دار البطريـركية سكرتيراً خاصاً للبطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم، وبَقِيَ يشغل هذه الوظيفة حتى بعد وفاة هذا البطريرك وتنصيب مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركاً خَلَفاً له.
نال درجة الكهنوت عام 1959، ثم انتُدِبَ الربان زكَّا عيواص (لقب ”الربان“ ترجمة عربية صحيحة للكلمة Hegoumenos ”إيغومانس“ اليونانية ومعناها الحرفي ”ربان السفينة“؛ ويُقابلها عندنا في الكنيسة القبطية ترجمة عربية ضعيفة: ”قمص“، وهي منحولة مُحوَّرة من الكلمة اليونانية والتي تعني ”مُدبِّر“، وهي التي يُنتَدَب - وليس يُرقَّى - إليها الـ ”بريزفيتيروس“ أي ”القس“ ليقوم بعمل مساعد للأسقف حسبما يرى الأسقف)؛ فقد انتُدِبَ ليُرافق البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث في جميع زياراته الرعوية لأبناء الكنيسة السريانية في أنحاء العالم.
وخــلال زيارتـه للـولايـات المتحـدة الأمريكية، حصل على منحة دراسية من ”كلية اللاهوت العامة للكنيسة الأسقفية“، فبَقِيَ هناك بعد أن أَذِنَ له بطريركه بذلك. فتابَع تحصيله اللاهوتي في جامعة نيويورك لمدة سنتين، أتقن خلالهما اللغة الإنجليزية، واختص بدراسة اللغة العبرية القديمة، وكان ذلك بين عامَي 1960 و1962، ثم نال لاحقاً من تلك الكلية شهادة دكتوراه فخرية عام 1983.
بعد أن عاد من نيويورك عام 1962، أرسله البطريرك إلى روما ليحضر المجمع الفاتيكاني الثاني الشهير بصفة مراقب. وفي العام التالي 1963، رفعه البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث إلى منصب مطران إيبارشية الموصل للسريان الأرثوذكس باسم ”سويريوس“، وهذا أيضاً من تقاليد هذه الكنيسة بمنح الرهبان المنتدبين لدرجة الأسقفية اسم واحد من رجال الكنيسة السريانية الأوَّلين.
باشر المطران سويريوس زكَّا عيواص مهمته الجديدة برعاية السريان الأرثوذكس في الموصل بهمَّة، حيث أقام مركزاً للتربية الدينية لأبناء الطائفة، ورمَّم العديد من أبنية وأوقاف الكنيسة.
في عام 1966، عُيِّن بالوكالة راعياً لإيبارشية دير مار متَّي، وانتقل بعدها عام 1969 إلى إيبارشية بغداد والبصرة. ولنشاطه وتفانيه عُيِّن أيضاً مطراناً بالوكالة لأوروبا عام 1976.
اختياره للبطريركية ونشاطه المسكوني:
اختير بعد وفاة البطريرك مار إغناطيوس يعقوب الثالث بطريركاً للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وجلس على كرسي مدينة أنطاكية في 14/9/1980، وهو البطريرك الـ 122 في عداد بطاركتها (بعد القديس بطرس الرسول أول رسول بشَّرها).
كان لهذا البطريرك باعٌ طويل في العمل الكنسي المسكوني منذ انطلاقه في خدمته الكهنوتية، فقد شارَكَ في مؤتمرات عديدة، سواء مع الكنائس المسيحية الأخرى أو مع علماء وفقهاء الدين الإسلامي؛ بالإضافة لعمله في خدمة أبناء رعيته في كل مكان، وله مواقفه الوطنية المشهودة إزاء مختلف القضايا المصيرية في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وتربطه علاقات صداقة مع العديد من كبار رجال الدينَيْن المسيحي والإسلامي.
نشاطاته العلمية ودراساته:
فهو يُلقي محاضرات في مدرسة مار افرام للسريان الأرثوذكس للدراسات اللاهوتية بالموصل بالعراق، وكذلك يُسهِم في الدراسات اللاهوتية العامة بجامعة نيويورك بنيويورك، وهو عضو بأكاديمية العلوم بالعراق، وكذلك هو عضو فخري بالأكاديمية العربية بالأردن. وهو عضو بكلية الدراسات السريانية، كلية لوثر للدراسات اللاهوتية بشيكاغو منذ عام ++++. وهو حاصل على الدكتوراه الفخرية في اللاهوت، وهو حاصل على الدراسات اللاهوتية العامة بنيويـورك.
ويتكلَّم البطريرك مار إغناطيوس زكَّا الأول اللغات السريانية والعربية والإنجليزية بطلاقة، وهو معروفٌ بمقدرته العالية على الوعظ المسيحي في الأمور الدينية، وله مؤلَّفات روحية ولغوية وتاريخية عديدة.
+ ويُذكَر له اهتمامه بإرسال بعثات من الرهبان والشمامسة والكهنة إلى الجامعات اللاهوتية الأرثوذكسية بالخارج وعلى الأخص جامعات اليونان وغيرها لينالوا درجة الدكتوراه في علوم اللاهوت. ومن بين هؤلاء رُسم أساقفة وصاروا أعضاء في المجمع المقدس لأساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (راجع مجلة مرقس، مقال: ”حول العالم“، عدد سبتمبر 2011، ص 42،41).
وقد احتفل غبطة البطريرك في 14/9/2005 باليوبيل الفضي لجلوسه على كرسي البطريركية.
وفاة غبطة بطريرك السريان الأرثوذكس
مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص:
22 مارس 2014 – توفِّي يوم 21 مارس 2014 غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس زكَّا الأول عن عمر مديد أمضاه في خدمة الكنيسة وأبنائها. وقد توفِّي في ألمانيا، ونُقل جثمانه الطاهر يوم الثلاثاء 28 مارس إلى بيروت.
الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تُعزِّي شقيقتها
الكنيسة السريانية في وفاة راعيها:
السبت ++ مارس ++++ - قالت الكنيسة في بيان لها صَدَر من المكتب الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية الذي يترأَّسه القمص بولس حليم: ”إنَّ الكنيسة الأرثوذكسية تُودِّع البطريرك مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص بطريرك السريان الأرثوذكس عن عمر يُناهز 81 عاماً، وتطلب من الله أن يُدبِّر شئون الكنيسة، وأن يختار راعياً صالحاً لهم، ويُعطيهم الصبر على فراق قائد الكنيسة“.
قداسة البابا تواضروس يُقدِّم التعازي
للكنيسة السريانية في وفاة بطريركها:
الأربعاء ++ مارس ++++: قام قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بتقديم واجب العزاء في وفاة غبطة بطريرك السريان الأرثوذكس مار إغناطيوس زكَّا الأول، إلى المجمع المقدس للكنيسة السريانية في مقرِّ الكنيسة في العاصمة اللبنانية بيروت.
قداسة البابا تواضروس الثاني في جنازة غبطة البطريرك
السرياني مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص
وبحسب وكالة ”أ.ش.أ“، كان في استقبال قداسة البابا وفدٌ لبناني رفيع المستوى، تمثَّل في الأب ”دانيال جوريا“ ومطران جبل لبنان ”جورج صليبا“. يُذكَر أنَّ قداسة البابا غادر القاهرة يوم الثلاثاء 25 مارس متوجِّهاً إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأس وفد من الكنيسة القبطية، وأعرب خلال زيارته عن مشاركته للكنيسة السريانية أحزانها، مؤكِّداً على عمق العلاقة بين الكنيستين.
وفد رفيع المستوى يستقبل قداسة البابا
في مطار رفيق الحريري ببيروت:
الثلاثاء ++ مارس ++++: وصل قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق له مساء الثلاثاء مطار رفيق الحريري. وكان في استقباله وزير الإعلام اللبناني رمزي جريش ممثِّل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، والمطران مار ثاؤفيلس جورج صليبا مطران جبل لبنان للسريان الأرثوذكس وسكرتير المجمع المقدس للكنيسة السريانية الأرثوذكسية، وبعض المطارنة أعضاء المجمع المقدس؛ وأيضاً المطران بول صياح نائب البطريرك الماروني، والأب وفيق الورشة أمين سر البطريركية مُمثِّلَيْن عن غبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك الموارنة؛ وكذلك السفير المصري، والقنصل العام المصري، والملحق العسكري، وأعضاء السفارة المصرية، ورئيس الجالية المصرية في لبنان. وأُلقيت كلمات الترحيب بقداسته الذي رحب بالجميع بكلمة جاء فيها:
- ”جئنا إلي لبنان لنُعبِّر عن محبتنا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية الشقيقة في المتنيِّح البطريرك مار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتي تجمعنا به محبة قوية. فقد شارَكَنا، رغم ظروفه الصحية، في صلاة الجنازة لمثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، وبعدها بتسعة شهور جاء للمشاركة في يوم تجليسنا“.
قداسة البابا يزور كاثوليكوس الكنيسة
الأرمنية الأرثوذكسية في لبنان:
الأربعـاء ++ مارس 2014: قام قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة قداسة الكاثـوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثـوذكس، وذلك ببطريركية الأرمن الأرثوذكس بأنطلياس في كنيسة القديس كريكور (غريغوريوس المنوِّر)، والذي رحب بقداسة البابا والوفد المرافق معه قائـلاً:
- ”إننا من عائلة كنسية واحدة هي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. وقد بدأنا مع قداسة البابا شنودة الثالث لقاءات سنوية، نأمل أن تستمر بين الأرمن والأقباط والسريان“.
+ وأضاف: ”لنا تاريخ واحد، ومشتركون في تقديم شهداء من كنيستينا، والبطريرك زكَّا كان مشتركاً معنا في كل هذا. فلْيُعطِ الرب راحةً لنفسه. ويجب أن نستمر في العمل والتعاون معاً، وهذا هام للوحدة الكنسية. وأودُّ أن أشكرك على هذه الزيارة التي تدعم علاقة الكنيستين... الربُّ يُبارك مصر ويُبارك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الشقيقة...“.
+ وقد شكره قداسة البابا تواضروس الثاني علي الاستقبال الحافل بكلمة قال فيها:
- ”يجمعنا تاريخ مشترك، ونحمل في قلوبنا محبة كبيرة لمار إغناطيوس زكَّا الأول عيواص بطريرك أنطاكية، فقد شارَكَ مع قداستكم ومثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث في حفظ الإيمان نقيّاً. ونحن نعلم أنَّ التاريخ والحضارة جمعانا في الماضي والحاضر والمستقبل...“.
+ وأضاف قداسته:
- ”نفرح بتاريخ الكنيسة الأرمنية وشهدائها وقدِّيسيها. فالقديس غريغوريوس الأرمني نذكره في قدَّاساتنا وصلواتنا، ونذكر تاريخ الأرمن وما تعرَّضوا له من آلام، وهي سمات الذين يحيون مع المسيح...“.
+ وتابع قداسته:
- ”لنا نفس الإيمان والتاريخ والحاضر، ومحبتنا ووحدتنا معاً ضرورة مُلحَّة للغاية، ونحن نشتاق أن ندعم ونقوِّي كل العلاقات بصفة عامة سواء الأرثوذكسية أو مع العالم المسيحي، فهكذا طلب منا السيد المسيح: «طوبي لصانعي السلام». وأُقدِّم تحياتي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والوفد المرافق معي وأعضاء المجمع المقدس للكنيسة الشقيقة. ونطلب إليك أن تُصلِّي من أجل مصر والكنيسة في مصر وكل المنطقة“.
قداسة البابا تواضروس الثاني
في زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان
ميشال سليمان:
فقد زار قداسة البابا تواضروس الثاني الرئيس اللبناني ميشال سليمان في مقرِّ رئاسته، وتجاذب معه أطراف الحديث، وشكره على هذا الاستقبال الحافل الذي قوبل به قداسته في لبنان.