|
|
|
+ خلفية تاريخية(1):
تقع السامرة شمال اليهودية ويليها الجليل. وإذا عُدنا بالتاريخ إلى الوراء فقد انقسمت المملكة بعد سليمان إلى قسمين: مملكة ”إسرائيل“ في الشمال (وملكها يربعام)، وتضم عشرة أسباط، وعاصمتها السامرة (القريبة من شكيم التي عاش فيها الآباء: إبراهيم وإسحق ويعقوب، والتي أُقيمت على أطلالها مدينة نابلس الحالية)؛ ومملكة ”يهوذا“ في الجنوب (وملكها رحبعام ابن سليمان)، وتضم سبطين (يهوذا وبنيامين)، وعاصمتها أورشليم.
وفي سنة 720 ق.م، سبى الآشوريون الوثنيون السامريين (2مل 17: 6) إلى العراق، كما انتقل منهم مَن عاش في أرض إسرائيل واختلطوا معاً وتزاوجوا (2مل 17: 24). فدخلت عبادة السامريين طقوسٌ وأفكارٌ وثنية، مما أدَّى إلى نفور اليهود منهم واستبعادهم من الإسهام في بناء الهيكل (بعد عودة يهوذا من سبي بابل) أو خدمته أو الالتحاق بالسنهدريم، وبادلهم السامريون عداءً بعداء إلى زمان طويل. وقَصَر السامريون اعترافهم بالعهد القديم على توراة موسى، وأخذوا يُعيِّدون الفصح في هيكل أقاموه في القرن الرابع قبل الميلاد على جبل جرِّزيم Gerizim والذي هُدِمَ مع خراب السامرة سنة 130 ق.م.
لكن المسيح، مُحب كل البشر، فَتَحَ قلبه للسامريين الذين لم يقبلوه يوماً، وانتهر تلميذيه يعقوب ويوحنا اللذَيْن سألا أن تنزل نار من السماء لتفنيهم عقاباً، مُعلناً لهما أنَّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُهلك أنفس الناس بل ليُخلِّصهم (لو 9: 56). واستخدم مَثَلَ السامري الصالح (لو 10: 37) لتحسين صورة السامريين في أعين اليهود. كما أنه بعد شفاء البُرص العشرة، امتدح الذي عاد منهم ليشكر الرب وكان سامرياً (لو 17: 18). وها هو اليوم يتعامل مع امرأة سامرية فتتوب، وينتهي الأمر بأن يدعوه السامريون فيُقيم عندهم يومين ويؤمن به كثيرون. فكانوا الباكورة التي تكاثرت بكرازة فيلبُّس الشماس والرسل بعد يوم الخمسين بحسب أَمْر الرب يسوع (أع 1: 8)، كما صارت السامرة ملجأً لمَن تشتَّتوا من اليهودية تحت وطأة الاضطهاد بعد استشهاد استفانوس (أع 8: 5،1).
+ لقاء مع امرأة سامرية:
مع بوادر صدام مع الفرِّيسيين، بعد تزايُد أعداد المؤمنين به، يترك الرب اليهودية ليعود شمالاً إلى الجليل، «وكان لابد له أن يجتاز السامرة» (يو 4: 4)، ليس فقط بحسب موقعها بين اليهودية والجليل، وإنما لأنه في الحقيقة كان على موعد فيها مع خلاص نفس بل وبلدة بأكملها. وها هو يأتي إلى سوخار «بقُرب الضيعة(2) التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه» (يو 4: 5).
وإذ تعب يسوع من المسير الطويل، جلس عند حافة بئر يعقوب المعروفة في السامرة في انتظار اللقاء. وكان الموعد عند الظهيرة (الساعة السادسة) أي وقت شدة القيظ(3). وبالفعل جاءت امرأة لتستقي ماءً، والتلاميذ قد مضوا ليشتروا طعاماً من المدينة (ربما ما عدا يوحنا الذي بَقِيَ مع السيِّد وشهد اللقاء). والرب المُبادر دوماً بالاقتراب والتدخُّل للإنقاذ يبدأ الحوار بقوله: «أعطيني لأشرب»، وهو بالطبع لم يكن يريد الماء، ولكن كان يسعى إلى خلاص المرأة، وأراد أن يستحثها للكلام عن حياتها حتى تكتشف حاجتها إلى المخلِّص الذي يُنادي: «أيها العطاش جميعاً هلموا إلى المياه» (إش 55: 1)، «أنا أُعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً... مَن يعطش فليأتِ» (رؤ 7: 17؛ 22: 1).
وفي حديث الرب للمرأة السامرية نراه قد أزال حاجزَيْن: حاجز النظرة الدُّونيَّة للمرأة عند اليهود [حتى أن التلاميذ عند عودتهم «كانوا يتعجَّبون أنه يتكلَّم مع امرأة!» (يو 4: 27)]؛ وحاجز العداء بين البشر، ذلك «لأن اليهود لا يُعاملون السامريين» (يو 4: 19). وبالفعل كان ردُّ المرأة: «كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهوديٌّ وأنا امرأة سامرية؟» (يو 4: 9). كان مُدهشاً أن المرأة تسوق العقبات أمام دعوة الرب الثمينة التي لم تكن قد أدركتها، وبدأت باستنكارها جرأته كرجل في الحديث معها وهي امرأة، وكيهودي وهي سامرية. هي شاءت أن تُغلق الباب وتمضي، والرب فتحه على مصراعيه وسدَّ أمامها أبواب الهرب.
+ الماء الحي:
الرب يُحوِّل ذهنها من الانحصار في الماء، الذي أتت لتملأ به جرَّتها، إلى ”الماء الحي“، لتملأ حياتها من ”ينبوع المياه الحيَّة“ (إر 2: 13؛ 17: 13). ومُشفقاً يقول للمرأة التي لا تدري: آه «لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيّاً» (يو 4: 10).
والكلام أثارها ولكنها لم تستوعب. المهم أنها تكلَّمت لكي تفهم، وهناك بادرة توقير لهذا الغريب، إذ دعته ”يا سيِّد“، وإن كان ذهنها لا يزال أسير ماء البئر: «مِن أين لك الماء الحي؟» (ربما كانت تقصد الماء الجاري المُتجدِّد، وليس هذا الماء الراكد في مثل هذه البئر)، ولا دلو لك للتعامُل مع البئر العميقة؟ «ألعلَّك أعظم من أبينا يعقوب، الذي أعطانا هذه البئر؟»، ماذا عندك لتُعطينا أكثر؟ ربما كانت تُجادِل وتدخل في حوارات كلامية لتبتعد عن أمور التوبة.
الرب لم يَقُل لها مباشرة: نعم أنا أعظم! وهو القائل إنه «قبل إبراهيم» (يو 8: 58)، وإنه «أعظم من يونان»، و«أعظم من سليمان» (مت 12: 42،41،7)؛ ولكنه واصل حديثه عن الماء الحي: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً. ولكن مَن يشرب من الماء الذي أُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياةٍ أبدية» (يو 4: 14،13). والمرأة تردُّ: «يا سيِّد أَعْطِني من هذا الماء، لكي لا أعطش ولا آتي إلى هنا لأستقي» (يو 4: 15). لا يزال المنظور مادياً وينشد راحة الجسد (سيكون عندي ماء سحري يروي عطشي ويعفيني من هذا التعب اليومي المُمل). والرب لا يشرح أكثر، وإنما يتَّجه مباشرة إلى هدفه الذي قصده منذ البداية.
+ المواجهة:
فجأة يطلب منها الرب أن «اذهبي وادْعِي زوجكِ وتعالي إلى ههنا» (يـو 4: 16). هذا باب يفتحه الرب مواجهاً أعماق حياة المرأة. والرب هنا يَستعلن أنه كلِّي المعرفة والعلم Omniscient. والمرأة، وقد تفاجأت بالسؤال، تردُّ على الفور بالنفي: «ليس لي زوج»، وكأنها وجدت مخرجاً. والرب يردُّ بلطف مُشجِّعاً كي تواصل حوارها معه: «حسناً قلتِ ليس لي زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج، والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ. هذا قلتِ بالصدق» (يو 4: 18،17).
الرب في رقته وحبه للخطاة لم يشأ أن يجرحها ويصف مَن معها بكلمة غير ”زوجكِ“. وهي رغم مراوغتها، يحثُّها على التواصُل معه، ويصفها بالصدق في إنكار أنَّ لها زوج. ولكنها بنفيها سمحت له أن يكشف ماضيها وحاضرها، وأنها امرأة تعسة تزوَّجت خمس مرات، وهي الآن تعيش مع رجل ليس زوجها الشرعي. ما أبأس هذه الحياة الخاطئة! امرأة تتنقَّل بين الرجال، ولكنها لم تَذُق السعادة. وعند هذه النقطة فطنت إلى أنه ليس شخصاً عادياً، هذا الذي عيناه تخترقان أستار ظلمة حياتها، وهو لم يلتقِ بها من قبل. فتهتف مبهوتة: «يا سيِّد، أرى أنك نبيٌّ!» (يو 4: 19).
ها هي عيون قلبها تنفتح لترى في مَن هو أمامها، لا المحتاج لجرعة ماء، وإنما الذي يقدر أن يُطفئ عطش الخطاة إلى البرِّ؛ ولكن أي طريق تسلك؟ وأي إله تتبع: إله إسرائيل أم إله السامريين؟ وأين تسجد: في جبل صهيون أم جبل جرِّزيم؟
والرب يُصحِّح المفاهيم وينقل السجود والعبادة من الانحصار في المكان (أين؟) والشكل (الطقس) إلى أن تكون بالروح والحق (كيف؟): «تأتي ساعة، لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب» (يو 4: 21). فذبيحة المسيح الفريدة تُلغي الذبائح الحيوانية، وتُسقِط الهياكل الحجرية، فننسلخ من الأنساب البشرية وننتمي جميعاً إلى «إله وآب واحد للكل» (أف 4: 6)، ويسقط العداء الموروث بين اليهود والسامريين: «ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حر، ليس ذكر وأنثى، لأنكم جميعاً واحدٌ في المسيح يسوع» (غل 3: 28).
على أنَّ هذا لا يُغيِّر من الحقائق الثابتة، وهي أنَّ الحقَّ كاملاً قد استُعلِن لليهود، وها هو المسيَّا يأتي منهم: «لأن الخلاص هو من اليهود» (يو 4: 22). وبالنسبة للجميع فلا قيمة لعبادة بالحرف والشكل والشفاه؛ فالآن، بمجيء الابن، يختبر المؤمنون العبادة الحقيقية: «تأتي ساعة، وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق» (يو 4: 23) بميلادهم الجديد بالروح القدس، واتحادهم بالابن، وانعقاد المصالحة بين السماء والأرض، واتساع شعب الله ليضمَّ الجميع: يهوداً وأُمماً: «لأن الآب طالبٌ مثل هؤلاء الساجدين له» بالروح والحق، لأن «الله روح» (يو 4: 24،23). فالجسد يسجد وينحني، والأيدي ترتفع، والفم يتكلَّم؛ ولكن بغير الروح لا يُعتبر السجودُ سجوداً، ولا العبادةُ عبادةً: «لأن الجسد لا يفيد شيئاً» (يو 6: 63)، و«إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستَحْيَوْن» (رو 8: 13).
+ لقاء مع مسيَّا:
ها هي السامرية تقترب من خلاصها، ويبدو أنها أحسَّت بروحها أن هذا الغريب الذي تُكلِّمه له علاقة بما جاء في التوراة (تث 18: 18)(4) عن ”مسيَّا“ الذي يأتي ويُخبرهم بكل شيء (يو 4: 25). هنا يَستعلن الرب نفسه لهذه المرأة المتغرِّبة عن الله وعن شعب إسرائيل، ويقول لها: «أنا هو Ego eimi الذي أُكلِّمك» (يو 4: 26). يا للمفاجأة العظمى التي أنْستْها حتى لماذا أتت في هذه الساعة إلى هذا المكان! اجتاحتها الفرحة فتركت جرَّتها! كانت دون أن تدري تنتظر هذه اللحظة. كان في أعماقها توقٌ للتخلُّص مِمَّا يُثقل الضمير، لكن ظلمة الحياة كانت تطوي هذه الرغبة.
هكذا مضت إلى المدينة مُسرعة، وقالت للناس مُبشِّرة، وقد حرَّرها الرب، فلم يَعُد هناك ما تُخفيه، فقد سقط التستُّر مع ماضيها كله: «هَلُمُّوا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلتُ. ألعلَّ هذا هو المسيح؟» (يو 4: 29). الماء الحي الذي شربته صار منه ينبوع فائض يدعو كل العطاش أن يرتووا مثلها. وقد رأى الناس الصدق في كلماتها، «فخرجوا من المدينة وأتوا إليه» (يو 4: 30)، فهم أيضاً كانوا على موعد مع مخلِّص الجميع.
+ حوار مع التلاميذ:
في هذه الأثناء عاد التلاميذ ومعهم الطعام، ودعوه ليأكل. وهنا تحدَّث المسيح عن طعام يأكله لا يعرفونه. فظنُّوا أن أحداً أتاه بشيء ليأكل. فعاد الرب ليتكلَّم بصورة أوضح: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني (أبي) وأُتمِّم عمله» (يو 4: 31-34). فطعامه وشبعه الحقيقي أن يُكمل رسالته ويُخلِّص مَن قد هلك، أن يبذل نفسه عن حياة العالم، وتكون لمطالب لاهوته الأولوية على مطالب جسده الذي سيُقدِّمه ذبيحة يغتسل في دمها كل الخطاة. وهو قدَّم نفسه كخبز الحياة (النازل من السماء) الذي مَن يُقبل إليه فلا يجوع، ومَن يؤمن به فلا يعطش أبداً (يو 6: 35،33)، «مَن يأكلني فهو يحيا بي» (يو 6: 57)، وهو «لم يأتِ ليُخدم بل ليَخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مت 20: 28).
وهو يُوجِّه أنظار تلاميذه إلى العمل الذي عمله فترة غيابهم، وأهل السامرة في ملابسهم البيضاء قادمون إليه راكضين وقد بشَّرتهم السامرية: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابْيَضَّتْ للحصاد» (يو 4: 35). إنه الحصاد الحقيقي الذي أتى مُبكِّراً قبل حصاد الزرع بأربعة شهور، هؤلاء هم موضع اهتمام رب الحصاد (مت 9: 38) في كل مكان. وهو إذ يراهم هائمين يتحنَّن عليهم «كغنم (كخراف) لا راعي لها» (مت 9: 36؛ مر 6: 34)، و«الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون» (مت 9: 37).
والزارع هو الله بالمسيح (مت 13: 37) وفي الروح القدس وفي كل مَن يُقدِّم كلمة الله. الله هو الذي يُغيِّر الحياة ويُحوِّل مسارها ويختمها بالحياة الأبدية. والحاصد هنا هو الخادم الأمين تلميذ المسيح، ومن محبة الله أنه يُشرِك الحاصد في الجزاء واختبار الفرح: «والحاصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمراً للحياة الأبدية، لكي يفرح الزارع والحاصد معاً» (يو 4: 36). والرب يلفت نظر خدَّامه الذين يحصدون الثمر إلى عدم الاعتداد والتفاخُر بخدمتهم، وأن يذكروا دوماً الذين تعبوا من قبلهم في الخدمة وهم دخلوا على تعبهم (يو 4: 38). وبالنسبة لتلاميذ الرب فهم مدينون للآباء والأنبياء والكارزين القدامى ”الذين ردُّوا كثيرين إلى البرِّ“، فهؤلاء يظلون «كالكواكب إلى أبد الدهور» (دا 12: 3)، كما أن كل خدَّام اليوم مدينون لكل الأنبياء والآباء والخدَّام الذين خدموا على مدى القرون، ويحصدون تعبهم، وسنزرع ونمضي لكي يحصد آخرون.
+ الخاتمة السعيدة:
على عكس البداية غير المشرقة، حيث قيظ الظهيرة والرب مُتعَب من السفر، وحوار الغرباء بين الرب والسامرية لا يبدو سلساً، والمرأة لا تتجاوب وتضع العقبات ”كامرأة“ و”سامرية“ وتراوغ في ردودها، إلاَّ أنَّ كلام الرب عن الماء الحي وعن أسرار حياتها، ورَفْع ذهنها عن الأرض والجبل والعشيرة إلى العبادة بالروح والحق، فانفتاح عيونها على مرأى المسيَّا؛ نقل الأحداث سريعاً إلى الخاتمة السعيدة. فالمرأة التي تغيَّرت حياتها بمعجزة(5) لم تكن على البال، أَنْستْها الجرَّة والبئر والقيظ؛ عادت راكضة تُخبر أهلها الذين انفتحت قلوبهم على البشارة السارة وجاءوا للقاء السيِّد. وبعد اللقاء كان الإيمان، وكانت الدعوة لدخول أرض الغرباء. ولم يكن مروراً سريعاً وإنما «مكث هناك يومين» مع المنبوذين. ويا لغبطة أهل السامرة الذين بعد الانفصال والتغرُّب يُتاح لهم العودة إلى شعب الله، ووسطهم المسيَّا المنتظر يُكلِّمهم عن ملكوت السموات. وكالأرض العطشى التي كانت تنتظر الماء «آمن به أكثر جداً بسبب كلامه» (يو 4: 39-41). والإيمان الذي بدأ بالسماع يصير الآن إيماناً باللقاء المباشر مع المخلِّص الذي اتَّسع قلبه للكل. ومن هنا هتفوا: «أنَّ هذا هو بالحقيقة المسيح مُخلِّص العالم» (يو 4: 42). فها هو الرب يأتي بالذين في الطرق وخارج السياجات ليحضروا حفل عشائه (لو 14: 23)، مقابل خاصته الذين استعفوا من دعوته (يو 1: 11)، بل وساقوه إلى الموت.
+ المسيح ينتظر لقاءنا: على حافة طريق، أو في شخص محتاج، أو لقاء مع صديق أو غريب، أو في عظة في كنيسة أو في خبر في صحيفة، أو في صفحة كتاب. لا تتهرب أو تراوغ، فهي فرصة حياة وخدمة وبركة، وربما نقطة تحوُّل.
+ امرأة واحدة لم تكن تعرف المسيح، وعندما تحرَّرت بلقائه ركضت تُبشِّر المدينة، فآمن بالرب كثيرون. وفي عنق كل منَّا دَيْن أن نُقدِّم المسيح للكل. والرب يُنادي: «اذهب إلى بيتك وإلى أهلك، وأخبرهم كَم صنع الربُّ بك ورحمك» (مر 5: 19).
دكتور جميل نجيب سليمان
(1) سبق أن قُرئ هذا الفصل في الأحد الرابع من الصوم الكبير (أحد السامرية)، كما يُقرأ أيضاً ضمن صلاة السجدة مساء عيد العنصرة.
(2) هي المذكورة في (تك 33: 17-20).
(3) كما التقى الرب بإبراهيم عند بلوطات ممرا «وقت حر النهار» (تك 18: 1) رمزاً لحضور الرب ساعة الشدَّة.
(4) «أُقيم لهم نبيّاً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيُكلِّمهم بكل ما أُوصيه به» (تث 18: 18).
(5) دخلت السامرية تاريخ الكنيسة كقديسة باسم ”فـوتينا“ Photina (فُتنة) أو المضيئة أو المنيرة. وتُعيِّد لها = = الكنيسة الغربية في 20 مارس.