دير القديس العظيم أنبا مقار
الصفحة الرئيسية  مجلة مرقس الشهرية - محتويات العدد

نافذة على ما يجري في الكنائس المسيحية

في أقطار المسكونة

 


 

+ مؤتمر حول النهضة الآبائية في الغرب في القرن العشرين.

+ الكنائس المسيحية بمختلف طوائفها تحتفل معاً بأسبوع الآلام وعيد القيامة.

+ انبثاق النور يوم سبت النور من القبر المقدس في القدس.

 

مؤتمر حول النهضة الآبائية في الغرب في القرن العشرين:

بمناسبة صدور المجلَّد رقم 500 من المجموعة المشهورة باسم: ”Sources Chrétiennes - المصادر المسيحية“، نظَّمت مؤسسة ”المصادر المسيحية“ المكني عنها اختصاراً بالفرنسية ”SC“، بالتعاون مع ناشري هذه المجموعة: CERF، ومع المعهد اللاهوتي الأرثوذكسي في باريس المُسمَّى: ”معهد القديس سرجيوس“؛ نظَّموا مؤتمراً حول موضوع: ”المفكِّرون من المهاجرين الروس في الغرب والنهضة الآبائية في القرن العشرين“، وذلك في 25 نوفمبر الماضي في قاعة المعهد اللاهوتي ”القديس سرجيوس“ في باريس.

وقد حضر اللقاء ما يقرب من 80 شخصاً من باحثين ومتخصِّصين وجامعيين وطلبة علم اللاهوت ومؤمنين عاديين. وكان الهدف من المؤتمر قياس أهمية ودرجة إسهام العلماء اللاهوتيين الروس المهاجرين في الأبحاث والدراسات الآبائية القائمة في فرنسا في القرن العشرين. وقد افتتح المؤتمر عميد معهد القديس سرجيوس ومدير مؤسسة ”المصادر المسيحية“ ومدير دار نشر CERF التي تنشر هذه المجلَّدات.

- وقد ذخر برنامج المؤتمر بعدَّة أبحاث تناولت نشاط آباء الكنيسة الأوائل، بَدَأَها الأب أيوب مدير المعهد اللاهوتي، حيث عرض نشاط أقدم أستاذين لعلم آباء الكنيسة patrologie، وهما: ”الأب كبريان“ (1899-1960)، والأب جورج فلوروفسكي (1893-1979) مؤلِّف العديد من الأبحاث والكتابات اللاهوتية القائمة على الفكر الآبائي، حيث نادى بما يُسمَّى بتحديث علم آباء الكنيسة، بقوله إننا نحتاج إلى دراسة ”الفكر الآبائي“ القائم على ”نصوص“ كتاباتهم وخطاباتهم.

- ثم تكلَّم أستاذ اللاهوت العقيدي في المعهد ”ميشيل ستافرو“، حيث قدَّم سيرة مؤلِّفة دراسات بالفرنسية اسمها ”ميرا لوط - بورودين Myrrha Lot-Borodine“ (1882-1957)، كانت قد درست ميستيكية (تصوُّف) الكاتب اللاهوتي الأرثوذكسي نيقولاس كاباسيلاس بمقارنته مع فكر ”الثيئوسيس“ عند آباء الكنيسة الأوائل الذين كتبوا باليونانية؛ ثم شرح بعض معالم الكتابات والدراسات الآبائية للعالم اللاهوتي فلاديمير لوسكي (1903-1958) مؤلِّف الكتاب المشهور: Mystical Theology. وأشار إلى قبول الثقافة المسيحية الغربية الناجح للأرثوذكسية بسبب كتابات هذين المؤلفين.

- ثم تكلَّم أستاذ تاريخ الكنيسة البيزنطية في المعهد اللاهوتي ”جوست فان روسوم Joost Van Rossum“، حيث خصَّص كلمته للإشادة برئيس الأساقفة باسيل (1900-1985) الذي كرَّس معظم حياته في دراسة ونشر كتابات القديس البيزنطي سمعان اللاهوتي الجديد في القرن الثاني عشر.

- أخيراً، انتهى المؤتمر بكلمة الأسقف كاليستوس وير Kallistos (Ware) مساعد بطريرك القسطنطينية في بريطانيا، وهو أستاذ خبير في آباء الكنيسة في جامعة أُكسفورد Oxford بإنجلترا، حيث تحدَّث عن الوضع الحالي للدراسات الآبائية ومستقبلها، وعرض خطة للفترة الحالية. وقد أكَّد الأسقف كاليستوس على نجاح المشروعات الآبائية الثلاثة المشهورة في القرن العشرين: أولاً: صدور مجموعة SC ”المصادر المسيحية“؛ وثانياً: تجديد كتاب ”الفيلوكاليا“ (وهو يحوي أقوال الآباء النسَّاك ابتداءً من القديس أنطونيوس الكبير إلى العصور الوسطى)؛ وثالثاً: إقامة مؤتمرات آبائية في جامعة أكسفورد تجمع بانتظام العديد من المتخصِّصين في دراسات آباء الكنيسة في العالم كله.

وردَّد الأسقف كاليستوس كلمات العالِم جورج فلوروفسكي: ”الكنيسة رسولية، ولكنها أيضاً آبائية، لأنه لا تكون الكنيسة آبائية حقاً إن لم تكن رسولية“.

وقال إن عدد المتخصِّصين في علم آباء الكنيسة في ازدياد في السنوات الأخيرة. وأشار إلى عملية ”تحديث علم آباء الكنيسة“ التي تحدَّث عنها الأب جورج فلوروفسكي، والذي يقول فيه إنه يريد رؤية مستقبل الدراسات الآبائية في مواجهة تساؤلات الإنسان المعاصر. وهو يريد أن لا يقوم علم آباء الكنيسة على ”ترديد“ نصوص الآباء فقط، ولكن على تفهُّم ”روح الآباء“ لكي تصير كلماتهم واقعاً في حياتنا المعاصرة.

ثم دار حوار حول حالة الدراسات الآبائية في فرنسا وفي الخارج. وقد أشار البعض إلى وجود اهتمام حقيقي بالدراسات الآبائية في كثير من البلاد الأرثوذكسية التقليدية مثل: روسيا ورومانيا وصربيا وغيرها. وظهر هذا الاهتمام بأبحاث دكتوراه ونشر أو إعادة نشر نصوص الآباء بلغتها اليونانية القديمة مع ترجمتها (كما هو حادث في مجموعة SC المشار إليها). كما ظهر في عالم الأنجلوسكسوني ترجمات للفيلوكاليا بالإنجليزية ولاقت نجاحاً كبيراً في النشر. وفي فرنسا نفسها تُرجمت الفيلوكاليا إلى الفرنسية.

وأشار إلى أنه صارت هناك دراسات للفيلوكاليا وصلت إلى مرتبة أن تُدَرَّس في الجامعة ضمن كتابات آباء الكنيسة، وهذا يُعتبر تحديثاً كافياً في بلاد علمانية تقليدية.

                                                                   عن نشرة SOP الإخبارية

                                                                (314 - يناير 2007 - صفحة 9،8)

++++++++

الكنائس المسيحية بمختلف طوائفها تحتفل معاً بأسبوع الآلام وعيد القيامة:

- في حدث لا يتكرر إلاَّ كل عدة سنوات(1) اشتركت الكنائس المسيحية شرقاً وغرباً في الاحتفال في نفس اليوم بعيد القيامة المجيد. وهذه جولة في بعض كنائس الشرق الأرثوذكسي والغرب الكاثوليكي في احتفالات أسبوع الآلام وعيد القيامة.

جموع المسيحيين يحتفلون بأحد الشعانين

على جبل الزيتون في فلسطين

 

- ففي أورشليم القدس، تقاطر مئات المسيحيين الأرثوذكس أول أسبوع الآلام إلى الكنيسة للاحتفال بأحد الشعانين، حيث حملوا السعف في دورة احتفالية على جبل الزيتون حيث الطريق الذي سلكه المسيح في دخوله أورشليم، كما يتضح من الصورة.

- وفي خميس العهد ملأ مئات المؤمنين الأرثوذكس ساحة كنيسة القبر المقدس في المدينة القديمة ”القدس“، ليؤدوا صلاة القداس الإلهي حيث يقوم البطريرك ثاوفيلس الثالث بغسل أرجل المؤمنين حسب طقس يوم خميس العهد. وقد وقف بطريرك أورشليم (للروم الأرثوذكس) بثياب التقديس البيضاء وصبَّ ماءً من إناء فضي في وعاء، واختار 12 كاهناً يغطسون أرجلهم في الوعاء حيث يغسلها البطريرك ثم ينشفها بمنشفة بيضاء.

ويشرح رئيس الأساقفة إريستارخوس هذا الطقس بقوله: ”إنه مهمٌّ جداً لأنه يُظهِر لنا ويُذكِّرنا باتضاع المسيح. فهو يُظهِر المحبة تجاه البشر. وأعتقد أن في هذا حلاًّ لمشاكلنا البشرية اليوم“.

- وفي سوريا، وفي كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس بحي السريان - حلب، احتفل نيافة المطران يوحنا إبراهيم يوم خميس العهد برتبة (أي بطقس) غسل أقدام التلاميذ، حيث انحنى نيافته وبتواضع السيد المسيح ليغسل أقدام التلاميذ، الذين اختيروا من العاملين في الكنيسة من المجلس الملي واللجان والجمعيات العاملة.

طقس غسل الأرجل في كنيسة مار جرجس السريانية

الأرثوذكسية في حلب بسوريا

 

وقد تكلَّم نيافته عن معاني هذه الرتبة السامية، عن التواضع والمحبة والفداء والتضحية والوداعة التي مارسها الرب معنا، وأكمل القول: ”والكنيسة تُقدِّم باقة ورود وكلمة شكر لجميع الأعضاء الذين يعملون في الحقل الطائفي، ومن بينهم الذين مثَّلوا التلاميذ هذا العام“.

(عن مجلة: ”قنشرين“ 6/4/2007)

- وفي روما احتفل البابا بنديكت السادس عشر في بازيليكا القديس بطرس مع الكرادلة والأساقفة والكهنة وباقي الحضور من الشعب والحُجَّاج بيوم خميس العهد.

وقد شرح البابا بنديكت للحضور بصورة مُبسَّطة عمل الله مع البشرية مقتبساً قصة قصيرة للكاتب الروسي تولستوي (القرن التاسع عشر) - نعرضها هنا لطرافتها ومغازيها السامية:

كان قديماً ملك قاسٍ طلب من حكماء مدينته وكهنتها أن يُعرِّفوه كيف يرى الله.

وقال البابا: ”إن الحكماء لم يعرفوا أن يلبُّوا طلب الملك. لكن راعي غنم كان عائداً لتوِّه من المراعي، عَرَض أن يأخذ مكان الكهنة والحكماء“. وتعهَّد بأن يُعرِّف الملك كيف يرى الله من خلال عمله وسط البشرية. ولكي يشرح ذلك، قال راعي الغنم للملك إنه لابد من أن نتبادَل ملابسنا، أنت تُعطيني ملابسك وأنا أُعطيك ملابسي!

وتردَّد الملك أولاً، لكنه بدافع الفضول وافق، فأعطى ملابسه الملكية للراعي، وأخذ الملابس البسيطة التي للراعي الفقير ولبسها.

ثم أكمل البابا القصة: ”وحينئذ أتى الجواب: هذا هو ما يعمله الله. فابن الله الإله الحق من الإله الحق ترك مجده الإلهي وأخذ شكل العبد وصار إنساناً. وهكذا تمَّم الله "المبادلة المقدسة"، إذ أخذ الذي لنا، حتى نستطيع نحن أن ننال الذي له فنصير مُشابهين لله“.

- وأكمل البابا حديثه قائلاً: ”وهذا هو ما يحدث لنا في المعمودية. فنحن الذين اعتمدنا نلبس المسيح. وهذا يعني أننا ندخل في شركة واقعية معه حسب قول بولس الرسول: «أحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ». فقد لَبِسَ المسيح لباسنا، أي الألم والمعاناة والعطش والجوع والتعب والموت، وكل معاناتنا حتى الموت“.

(عن: وكالة أنباء Zenit)

++++++++

انبثاق النور يوم سبت النور من القبر المقدس في القدس:

هذه ظاهرة لا زالت تتكرر، وفق الشهادات، منذ القرن الأول للميلاد. ففي كل سبت عظيم ظهراً تتكرر أعجوبة النور الذي يفيض من القبر المقدس في كنيسة القيامة المقدسة في القدس.

ففي صباح السبت المقدس تجري عملية التحضير للحدث العظيم. إذ يُفتَّش القبر المقدس بدقة للتأكُّد من عدم وجود أية مادة أو أداة يمكن أن تُحدِث في المكان ناراً. بعد ذلك تعمد السلطات المسئولة إلى ختم القبر المقدس بالشمع والعسل، ويبدأ التفتيش في الساعة العاشرة، وتنتهي التحضيرات في الحادية عشرة.

يبدأ الاحتفال بفيض النور المقدس الساعة الثانية عشرة ظهراً، حيث يدخل بطريرك أورشليم للروم الأرثوذكس في موكب يضم المتقدِّمين في الكهنة والكهنة والشمامسة، إضافة إلى كاثوليكوس (بطريرك) الأرمن الأرثوذكس فيما تُقرع الأجراس حزايني. ثم يأتي تباعاً ممثِّلو الأرمن والعرب والأقباط وسواهم ليكون لهم أن يتلقَّوا النور المقدس. ويتم الموكب في تطواف حول القبر المقدس ثلاث مرات. ثم يقف البطريرك أمام القبر المقدس حيث يكون الرسميون واقفين.

- بعد التطواف يُنزع الختم عن القبر المقدس، وينزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلاَّ قميصه الأبيض (الاستيخارة). ثم يتقدم منه كلٌّ من حاكم القدس ومدير الشرطة ويُفتِّشانه أمام عيون الجميع، للتأكُّد من أنه لا يحمل شيئاً يُشعل به النار داخل القبر المقدس.

- تُطفأ كل الأنوار في كنيسة القيامة، ويدخل البطريرك إلى داخل القبر المقدس حاملاً رزمة شمع تضم ثلاثاً وثلاثين شمعة غير مضاءة، ويُرافقه ترجمان أرمني، ثم يركع البطريرك ويصلي وهو يتلو الطلبات الخاصة التي تلتمس من الرب يسوع له المجد أن يُرسل نوره المقدَّس كنعمة لتقديس المؤمنين.

وفجأة، وفيما البطريرك يُصلِّي، يُسمع أزيز. وللحال، تقريباً، تتدفَّق شُهُب زرقاء وبيضاء من النور المقدس، من كل مكان، لتُشعِل كل قناديل الزيت المُطفأة، عجائبياً. كذلك في القبر المقدس عينه، تشتعل الشموع التي حملها البطريرك تلقائياً. في تلك اللحظات تتصاعد هتافات المؤمنين وتنفجر دموع الفرح والإيمان من عيون الناس وقلوبهم.

كهنة الأرمن الأرثوذكس يحملون الشموع الموقدة من

النور المقدس الخارج من القبر المقدس في القدس العربية

بينما هم في شرفة الطابق الأعلى

 

- في الدقائق الأولى بعد خروج البطريرك من القبر المقدس ونقله النور المقدس للشعب، لا يكون النور المقدس مُحرِقاً لبضع دقائق. وبإمكان أي واحد أن يمسَّ نور ونار الشموع الثلاث والثلاثين ولا يحترق. وفي تلك الأثناء يَعْمَد البعض إلى تمرير أيديهم في النار ومسح وجوههم بها.

- أقدم الشواهد المتوفِّرة في شأن النور المقدس تعود إلى القرن الرابع الميلادي. والقديس غريغوريوس النيصي نقل خبر هذا النور. والرحَّالة الإسبانية إيثيريا شاهدت هذا النور وكتبت عنه في مذكِّراتها سنة 335م.

- العُرف يقضي بأن يحضر رئيس وزراء اليونان الاحتفال حيث يُنقَل النور في طائرة خاصة إلى مطار أثينا، حيث يكون رئيس أساقفة اليونان وجمع كبير في انتظاره ليوقِدوا به قناديلهم ليلة عيد القيامة.

- كما ينقله كثيرون من الحاضرين إلى جبل آثوس وقبرص ولبنان ورومانيا وروسيا ودول شرق أوروبـا الأرثوذكسية بطائرات خاصة تكون في انتظارهم.

(عن مجلة: ”النور“ اللبنانية)

+ وفي تاريخ كنيستنا الحديث حادث اصطحاب الوالي إبراهيم باشا (ابن محمد علي باشا) البابا بطرس الجاولي (1809-1852م) إلى القدس، بسبب شك الوالي إبراهيم باشا في انبثاق النور المقدس.

ففي حضور الوالي، انبثق النور فجأة من القبر المقدس، وطار شعاع منه نحو إبراهيم باشا، وكان مختبئاً وراء عمود رخامي بالكنيسة، فشقَّ النور جزءاً من العمود (ما زالت آثاره ظاهرة إلى اليوم). فصرخ إبراهيم باشا: ”أمان بابا، أمان بابا“، لأنه كان قد هدَّد البابا بالعقاب إذا لم ينبثق النور!

المسيح قام. حقّاً قام.

                                                      (عن: ”تاريخ باباوات الكرسي الإسكندري“،

                                                       للقمص صموئيل تاوضروس السرياني، 1977)

 

*******************************

دير القديس أنبا مقار

بتصريح سابق من الأب متى المسكين بالإعلان عن مشروع معونة الأيتام والفقراء (مشروع الملاك ميخائيل)، حيث يعول دير القديس أنبا مقار منذ عام 2000 مئات العائلات المُعدمة، ويمكن تقديم التقدمات في رقم الحساب الآتي:

21.130.153

دير القديس أنبا مقار

بنك كريدي أجريكول مصر ــ فرع النيل هيلتون

(1) يتزامن يوم عيد القيامة في الشرق والغرب معاً بطريقة غير منتظمة كل عدة سنوات بناء على حسابات فلكية دقيقة. وقد حدث أكثر من مرة في السنوات القليلة الماضية (2001، 2004، 2007)، وسوف يتكرر في السنوات المُقبلة القريبة العيد المشترك في أعوام (2010، 2011، 2017)، ولكن بعد ذلك لن يتكرر حتى عام 2034.