|
|
|
كم اختلفت الأيام من الجمعة إلى الأحد، بعد معاناة الرب في بستان جثسيماني، والمشاهِد الدامية والأليمة في الطريق إلى الجلجثة: القبض عليه ومحاكمته كمذنب، والضرب والإهانة والاستهزاء، وتجريده من ثيابه ووَضْع إكليل الشوك على رأسه، ثم حَمْل الصليب الثقيل والتحامه به فوق الجلجثة، واختراق المسامير يديه وقدميه، وطَعْنه في جنبه بالحربة، ونَزْف دمه حتى الموت، وفي النهاية يُوضَع الجسد الهامد في قبر جديد بين الدموع الفائضة والقلوب الكسيرة والحزن الساحق.
ويمضي الجمعة وبعده السبت، وفجر الأحد يقوم الرب بحسب وعده وعلمه السابق وخطة الخلاص المرسومة منذ الأزل. فيترك أكفان الموت للقبر ويقوم ببهاءٍ عظيم، وزلزلة عظيمة تهزُّ الكون، ويخترق الحجر الكبير المختوم، ويأتي ميخائيل رئيس الملائكة ليُدحرج الحجر عن باب القبر، لكي يستطيع محبوه وأعداؤه أن يدخلوه ويكتشفوا أنه فارغ وأن الميت قد داس الموت.
هكذا تغيَّرت الأحوال بعد الأيام الثلاثة، فصار كل شيء بعدها مختلف عمَّا كان. فالحياة غلبت الموت: «أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟» (1كو 15: 55)، والخلاص قَهَرَ الخطية وإبليس والعالم، والفرح المجيد اكتسح الحزن وبـدَّده، والصليب – علامـة العقوبـة والضعف والموت - صار علامـة الخـلاص والنصرة وقوة الله وحكمته (1كو 1: 24،18).
والرب المنتصر يأتي للقاء تلاميذه ومُحبيه، يُبشِّرهم بقيامته، ويُزيح الحزن الذي خيَّم على قلوبهم، ليملأهم الفرح الساطع، وليتشدَّد إيمانهم به، وليُرسلهم مِن ثمَّ ليُبشِّروا بقيامته كشهود لها، ويُخبروا بخلاصه لليهود والأُمم، ويعود هو بعد أن أتمَّ مهمته إلى المجد الذي كان له قبل كَوْن العالم (يو 17: 5).
+ اللقاء الأول:
وقـد بدأت لقاءات الرب بالمرأة المؤمنة بالرب، مريم المجدلية، التي أنقذها من موت الخطية، فصارت ضمن تابعيه. وهي بكَّرت أول الأسبوع - والظلام بـاقٍ - تبحث عنه، ومعها الحنوط. فوجدت الحجر قد دُحْرِج والقبر فارغاً. فركضتْ وأخبرت بطرس ويوحنا، وجاءت معهما إلى القبر، ووقفت خارجاً حَيْرَى تبكي.
ثم مالت نحو القبر فوجدت ملاكَيْن، فسألتهما عن السيِّد (يو 20: 1-10)، وبعدها التفتت وراءها، فنظرت يسوع واقفاً. وظنَّت في البداية أنه البستاني. ولما نادها: «يا مريم»، انفتحت عيناها وصدَّقت أنه الرب القائم، فجاءت وأخبرت التلاميذ (مر 16: 9-11؛ يو 20: 11-18).
+ ثلاثة لقاءات:
في نفس اليوم كان ظهور الرب للمجدلية ومريم الأخرى (أُم يعقوب) بعد خروجهما من القبر بخوفٍ وفرحٍ عظيم (مت 28: 8-10). ثم كان ظهوره لبطرس في أورشليم، الذي يُشير إليه الكتاب باقتضاب (لو 24: 34؛ 1كو 15: 5)، ثم كان لقاؤه بتلميذَي عمواس (لوقا وكليوباس)، وكان المساء يزحف على أحد القيامة (مر 16: 13،12؛ لو 24: 23-35).
+ اللقاء الخامس: اللقاء الأول بالتلاميذ:
+ كيف عرف التلاميذ بأَمْر القيامة؟
رأينا أنَّ بطرس ويوحنا بعد أن أخبرتهما المجدلية، جاءا إلى القبر، وسبق يوحنا ووصل إلى القبر أولاً، ونظر الأكفان ثم دخل بعد بطرس القبر الفارغ: «ورأى فآمن» (يو 20: 3-10)، وصدَّق بقيامة الرب مُسترجعاً كلمات الرب التي استَبَقَت الأحداث.
كما عرف التلاميذ معاً بالقيامة عن طريق المجدلية (مر 16: 10؛ يو 20: 18)(1)، ثم من المريمات (لو 24: 9)(2)، وعن طريق بطرس (يو 24: 34)، ثم من تلميذَي عمواس قُرْب المساء (لو 24: 33-35).
+ أما عن حالة التلاميذ قبل أن يلتقي بهم الرب في نهاية يوم القيامة، فمشاعرهم تأرجحت بين الحزن على ما جاز فيه الرب، فكانوا «ينوحون ويبكون» (مر 16: 10)، وبين الخوف من أن تمتدَّ إليهم يد البطش من اليهود، حتى أنهم اختبأوا في أورشليم وراء الأبواب المُغلَّقة، أي التي بالغوا في إقفالها كيلا يقتحمها العدو (يو 20: 19).
وقـد عَكَسَ هذا عدم بلوغ إيمانهم لمستوى الحَدَث، وأنَّ كلمات الرب التي سبق وأشار فيها إلى مـا سوف يجري عليه وعليهم، لم تحفظها ذاكرتهم، ربما إرادياً إذ لم يبلغ إيمانهم بها حدَّ التصديق واليقين.
+ وهكذا لما جاءتهم أنباء القيامة، تراوَح ردُّ فعلهم بين التعجُّب (لو 24: 12) والشكِّ (مت 26: 31؛ مر 14: 27) وعدم التصديق (مر 16: 14،13؛ لو 24: 41)، ورأوا في كلام المريمات المُبشِّرات ضرباً من الهذيان (لو 24: 11)؛ بل حتى لما دخل إليهم الرب، فرغم أنهم سجدوا له خاشعين (مت 28: 17)، إلاَّ أنه مكتوبٌ أنَّ «بعضهم شكُّوا» (مت 28: 17)، وأن بعضهم «جزعوا وخافوا، وظنُّوا أنهم نظروا روحاً» (لو 24: 37).
+ كان لقاء الرب بتلاميذه عشية أول الأسبوع - أي أحد القيامة - وهم مجتمعون معاً في علِّية صهيون، ولم يجسروا على الذهاب إلى الجليل بحسب رسالة الرب إليهم.
كانوا عشرة، إذ لم يكن معهم توما(3)، كما كان معهم تلميذا عمواس والمريمات وعدد من المُحبِّين «هم والذين معهم» (لو 24: 33). وجاءهم يسوع مخترقاً، بجسده المُقام المُمجَّد، الأبوابَ المُغلَّقة، وبدخوله إليهم انقشع الخوف، ولما قال لهم: «سلامٌ لكم» (يو 20: 21) ملأهم سلامه «الذي يفوق كل عقل» (في 4: 7)، واجتاحهم الفرح بعد الحـزن الثقيل وانكسـار القلب.
+ بعد ذلك «وبَّخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يُصدِّقوا الذين نظروه قد قام» (مر 16: 14). كما وَصَفَ من قبل تلميذَي عمواس، اللذين حيَّرتهما أنباء قيامته، بالغباء وبُطء القلوب في الإيمان بالنبوَّات (لو 24: 25).
ولكنه فيما بعد أشفق عليهم وأراد أن يُساعدهم أن يؤمنوا، فعاتبهم قائلاً: «ما بالكم مضطربين، ولماذا تخطُر أفكار في قلوبكم؟» (لو 24: 38). وهكذا «أراهم يديه وجنبه» (لو 24: 40؛ يو 20: 20)، وطلب منهم مُلاطفاً أنْ «انظروا يديَّ ورِجْلَيَّ (تحمل آثار الجراح): إني أنا هو. جُسُّوني وانظروا. فإنَّ الروح ليس له لحم وعظام كما تَرَوْنَ لي» (لو 24: 39)(4).
+ ساعتها بـدأ الفرح يتسلَّل إلى قلوبهم: «ففـرح التلاميذ إذ رأوا الـرب» (يـو 20: 20)(5)، ولكن فرحهم مع هذا كان مختلطاً بعدم التصديق، حتى أن الرب عَمَدَ مرةً ثانية للتأكيد على حقيقة قيامته، وأنه قام بنفس الجسد الذي كان له، والذي عانَى الألم والجراح واجتاز الموت لثلاثة أيام، ثم تمجَّد بالقيامة؛ هكذا طلب من تلاميذه إنْ كان عندهم طعام: «... فناولوه جزءاً من سمكٍ مشوي، وشيئاً من شَهْدِ عسلٍ. فأخذ وأَكَل قدَّامهم» (لو 24: 41-43).
+ وكانت خطوته التالية أنْ «فَتَحَ ذهنهم ليفهموا الكُتُب»، وأنَّ كل ما جرى أشارت إليه النبوَّات والأقوال المقدَّسة في ناموس موسى والأنبياء والمزامير (لو 24: 45،44).
+ وبعد هبة السلام وعطية الفرح، كان تجديد الإرسالية التي بدأت قبل ثلاث سنوات: «ها أنا أُرسلكم مثل حملان وسط ذئاب» (لو 10: 3) كأنها فترة التدريب تحت قيادة ”المُعلِّم“ ومتابعته، وهكذا قال لهم في هذا اللقاء: «كما أرسلني الآب، أُرسلكم أنا» (يو 20: 21)، «اذهبوا إلى العالم أجمع، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها» (مر 16: 15)، وهي الإرسالية الرسمية هذه المرة المسنودة بالروح القدس: «اقبلوا الروح القدس» (يو 20: 22)، «وها أنا أُرسل لكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تُلْبَسُوا قوةً من الأعالي» (لو 24: 49).
+ كما أعطى الرب تلاميذه - بنفخة فمه - الروح القدس، بصورة خاصة هذه المرة، قبل أن يحلَّ على الكنيسة يوم الخمسين، لكي يحملوا غفران المسيح للتائبين: «مَن غفرتم خطاياه تُغفَر له»، وأن يتصدَّوا للمقاومين، وأن يعزلوا الخبيث، ولـو مؤقتاً، للتأديب حتى يتوب ويـرجع «وإن أمسكتُم خطاياه أُمسِكَت» (يو 20: 23،22)، «فيكون عند الباقين خوف» (1تي 5: 20).
+ خرج الرب كما جاء، وبعدها جاء توما الذي خسر اللقاء الأول. كان التلاميذ العشرة قد استثارتهم قيامة الرب ومجيئه إليهم، فما أن كان توما في وسطهم حتى بشَّروه بالحقيقة التي كانت قد سقطت من وعيهم ورجائهم: «قد رأينا الربَّ» (يو 20: 25).
ولكن يبدو أن توما كان قد استبدَّ به اليأس أكثر من جميعهم، فقدَّم لنا نموذج العقلاني الذي لا يُصدِّق بغير البرهان الحسي، والذي يريد أن يُخضِع الروحيات لمقاييس الجسديات. كانت أمامه شهادة عشرة من رفاق الخدمة تلاميذ السيِّد معه، ولكنه طرح شهادتهم جانباً واضعاً شروطه للإيمان: «إنْ لم أُبصِر في يديه أَثَر المسامير، وأَضع إصبعي في أَثَر المسامير، وأَضع يدي في جنبه (الغائر)، لا أُومِن»؛ أي ليس فقط يُبصر أثر المسامير، وإنما يلمسها ومعها مكان طعن الرب بالحربة.
+ اللقاء السادس: اللقاء الثاني مع التلاميذ:
على أنَّ الرب لم يتوقَّف كثيراً أمام شكوك توما، ولكنه في تحنُّنه احتوى ضعفه وقصوره، واختار أن يأتي من جديد للقاء تلاميذه في نفس المكان ومعهم توما «بعد ثمانية أيام»، أي يوم الأحد التالي للِّقاء الأول(6). وكما جرى في المرة السابقة، والأبواب ما زالت مُغلَّقة، بما يعني أن خوف التلاميذ كـان لا يـزال سائـداً، وإيمانهم لا يزال عليلاً؛ هكـذا جـاء الرب وسطهم، وبدأ لقاءه بـأعظم عطية: «سـلامٌ لكم»، ليزيـح مـن قلوبهم الخوف.
ومباشرةً، وبغير مقدِّمات، يواجه توما، الذي من الواضح أنَّ الرب قد جاء هذه المرة من أجله، ومُستجيباً لطلب توما السابق بكل شروطه، قال له: «هاتِ إصبعك إلى هنا وأَبْصِر يديَّ، وهاتِ يدك وضَعْها في جنبي(7)، ولا تَكُن غير مؤمنٍ بل مؤمناً» (يو 20: 27)
عند هذه النقطة، لم يستطع توما أن يتماسك ويضبط مشاعره، وأحسَّ بمدى تجاوزه؛ كما أخجله في المقابل اتساع قلب الله ومحبته ورقته. هكذا رأيناه ينحني ساجداً وهاتفاً: «ربي وإلهي»، إعلاناً عن عودته من جديد إلى طريق الإيمان الصحيح الذي لا يتطلَّب براهين مادية أو عقلية، وإنما الذي يستند فقط إلى صدق كلمـة الله وأمـانته.
بعدها قال له الرب لائماً، ومُصوِّباً رؤيته: «لأنك رأيتني يا توما آمنتَ! طوبى للذين آمنوا ولم يَرَوْا» (يو 20: 29)(8).
+ كان الربُّ يُدرك المحنة التي أصابت تلاميذه بسبب ما عاناه من آلام وصَلْب وموت. وبعد أن قام منتصراً، أراد أن يُضمِّد جراح خاصته الذين «أحبهم إلى المنتهى» (يو 13: 1)، فأرسل إليهم مَن يُبشِّرهم، ويَعِدُهم أن يأتي إليهم. فالرب هو الذي يتَّخذ الخطوة الأولى؛ وهو الذي دبَّر خلاصنا وأنقذنا من الموت؛ وهو الذي اقترب من مريض بِرْكة بيت حسدا، الذي لم يكن له أحدٌ، وشفاه على الفور (يو 5: 6)؛ وهو الذي اقترب من تلميذَي عمواس وبادرهما بالسؤال عمَّا يتكالمان بـه وهما ماشيان عابسين، وكشف لهما عن شخصه المُبارك (لو 24: 15-17)؛ وهو الذي دخل على تلاميذه، فحوَّل حزنهم فرحاً، وملأ قلبهم بالسلام بعد الخوف؛ وهو الذي يبحث عنَّا ويفتقدنا، قارعاً أبواب قلوبنا يطلب الدخول إلينا: «هأنذا واقفٌ على الباب وأَقرع. إنْ سَمِعَ أحدٌ صوتي وفتح الباب، أَدخُل إليه وأتعشَّى معه وهو معي» (رؤ 3: 20).
فلنتنبَّه إلى حضور الرب، فقد نلتقيه في صورة أحـد إخوتـه الأصاغر المحرومين أو المتألِّمين والمجروحين الذين يحتاجون إلينا، أو عندما نُصلِّي، أو عندما نقرأ كلمته، أو نكون في بيته، أو عندما تُحاصرنا التجارب؛ فهو يسمح بها لكي نختبر حضوره عندما نستدعيه تحت وطأة الضيقة.
+ في حضور الله يحلُّ السلام، فيزول الهَمُّ والقلق والخوف (يو 20: 26،19)، ويسود الفرح ويبقى (يو 20: 20)، وينقشع حزن العالم. وهكذا قال الرب لتلاميذه ليلة آلامه: «ولكني سأراكم أيضاً فتفرح قـلوبكم، ولا ينزع أحـدٌ فرحكم منكم» (يو 16: 22). والقديس بولس يحثُّنا ألاَّ نستسلم للحزن والاكتئاب، بل أن نفرح: «افرحوا في الرب كل حين» (في 4: 4). وهكذا كتب القديس يعقوب في صدر رسالته: «احسبوه كل فرح، يا إخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة» (يع 1: 2). فحضور الرب في الضيقة، يُجرِّدها من أشواكها السامة، فلا تقدر على انتزاع الفرح، ويجعلها مصدراً لتشديد الإيمان ودعمه ليكون مؤهَّلاً لمُجابهة غيرها مِمَّا سيأتي في قادم الأيام. كما أنَّ انفراج الضيقة ودحرها يُجدِّد الثقة في مواعيد الله، ويسدُّ كل أبواب الشكِّ في صدق وعوده. ولكن، ينبغي أن ننحاز دوماً إلى الله ووصاياه، لنكون أهلاً أن يدخل إلى حياتنا وبيوتنا، واهباً لنا الفرح بمساندته، فننأى عن العالم مهما ابتسم لنا: «والعالم يمضي وشهوته، وأمَّا الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد» (1يو 2: 17 - من الكاثوليكون).
+ «آمين. تعالَ أيها الرب يسوع».
دكتور جميل نجيب سليمان
(1) حيث نقلت لهم رسالة الرب: «ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم: إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم»، فجاءت مريم وأخبرت التلاميذ (يو 20: 18،17).
(2) اللائي نقلن إليهم قول الرب: «اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يَرَوْنَني» (مت 28: 10).
(3) الذي ربما عاد إلى بيته بعد محنة الصليب والموت؛ ولما ترامت إليه أخبار القيامة، رجع إلى أورشليم، وانضمَّ إلى جماعة التلاميذ.
(4) حتى وإنْ كان جسد قيامته المُمجَّد يمكن أن يكون كثيفاً أو شفَّافاً، مرئياً أو غير مرئي، لا يحتاج إلى طعامٍ أو يمكن أن يأكل؛ لكي يؤكِّد لتلاميذه على حقيقة ناسوته، وأنه هو الذي عاش معهم، وأنه هو الذي صُلِبَ ومات ودُفن في القبر.
(5) لم يكن ممكناً أن يرى أحدٌ الله في كامل لاهوته ويعيش (خر 33: 20)، ولكن ها هو الرب يُتيح لنا بتجسُّده أن نراه ولا نهلك، بل نخلُص ونمتلئ سلاماً وفرحاً.
(6) الذي أسمته الكنيسة: ”أحد تومـا“ (”تومـا“ باليونانية: ”ديديموس“ أي التوأم).
(7) استبقى الرب في جسده الحي آثار الجراح علامة محبة أبدية، وشهادة أنه هو نفسه الجسد الذي صُلِبَ وقام، مُجرِّداً قيامته - التي هي محور الكرازة - من أية شكوك.
(8) بعد هذين اللقاءين مع التلاميذ، كان لقاء الرب الثالث (السابع في عدد مرات الظهور) بسبعة منهم كانوا يصطادون والفشل يُحاصرهم في بحيرة طبرية بعد أن نزحوا إلى الجليل، وصنع لهم معجزة صيد كبير (153 سمكة كبيرة)، وأَخَذَ الرب يُوزِّع عليهم الخبز والسمك (يو 21: 10-14)؛ ثم اجتمع بالأحد عشر على الجبل في الجليل، وهو لقاء مؤجَّل منذ البداية بسبب الخوف (مت 28: 16-20)؛ ثم بأكثر من خمسمائة أخ (1كو 15: 7)؛ والتقى يعقوب أخـا الرب ورئيس مجمع أورشليم وكاتب الرسالة (أع 19: 13؛ 1كو 15: 7)؛ والذين شهدوا صعوده إلى السماء في أورشليم (لو 24: 44-49؛ أع 1: 3-8)؛ وأخـيراً، ظهوره – بعـد صعوده – لشـاول الطرسوسي، وهـو في طريقه إلى دمشق ليضطهد المسيحيين ودعوته للخدمة، فصار بولس رسول الأُمم (أع 9: 3-6؛ 26: 12-18؛ 1كو 15: 8).