المسيح
-2-
الخدمة العلنية للرب يسوع


إعداد: الراهب باسيليوس المقاري

معمودية يسوع

معموديـة المسيح كـانت مُقدِّمة أو فاتحة لظهوره وخدمته العلنيتَيْن. ومِـن هنا بدأ عصر ”المسيَّانية“، أي عصر ”مسيَّا“ (المسيح) يسوع ابـن الله الأزلي المتجسِّد. ويـأتي ذِكْـر حَدَث المعمودية في (مت 3: 13-4: 11؛ مر 1: 9-13؛ لو 3: 22،21؛ يو 1: 32-34.)

أما نبوَّات الأنبياء في العهد القديم، فقد أوضحت بأن العصر ”المسيَّاني“ سوف يبدأ بانسكاب الروح القدس (نبوَّة يوئيل – الأصحاح الثاني) الذي يبدأ بالنداء: «اضربوا بالبوق في صهيون... لأن يـوم الرب قادمٌ، لأنه قريب»، ثم يُنادي الشعب: «ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنَّوْح. ومزِّقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب إلهكم»، ثم يُشير إلى تجسُّد ابن الله بقوله: «وتعلمون أني أنا في وسط إسرائيل» (عمانوئيل ”الله معنا“)، ثم يُعطي الوعد: «ويكون بعد ذلك (بعد التوبة) أني أسكب روحي على كل بَشَرٍ (وليس فقط كما كان سائداً على الكهنة والأنبياء والملوك فقط)... وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء (جمع ”أَمَة“ أي ”عَبْدَة“) أسْكُب روحي في تلك الأيام».

+ ففي المعمودية تمَّ تكريس أو ختم إرسالية يسوع بطريقة علنية ليكون ”مسيَّا“، أي تحقيق نبوَّة يـوئيل: «وتعلمون أني أنـا (يهوه) في وسط إسرائيـل (الله معنا)»، وذلك بـانسكاب الـروح القدس عليه علنياً أمام شعب إسرائيل.

معموديـة المسيح كـانت تتضمن تكريسه لخدمته العلنية، والتي كانت هذه المعمودية بمثابة سَبْق الإشارة إلى موته وقيامته، وأيضاً إلى تأسيس سرِّ حلول الروح القدس على المؤمنين في الكنيسة العابدة، اقتداءً بالمسيح، وسَبْق توقُّع لطقس المعمودية المقدسة، وسر المسحة المقدَّسة، وسر رُتَب الكهنوت الجديد المقدَّس.

إعلان عناصر الأسرار الكنسية

في معمودية يسوع:

لقد احتوت معمودية يسوع على عناصر عديدة مترابطة مع النبوَّات عن الأسرار الكنسية.

معمودية يوحنا: إن معمودية المسيح بيد يوحنا المعمدان هي أهـم حَدَث في خدمـة المسيح؛ لأن خدمة يوحنا المعمدان كانت بمثابة الجسْر بين العهد القديم وبين العهد الجديد بطريقتين: بتلخيص وتحقيق نبوَّات الأنبياء في العهد القديم، وبالتبشير بالتوبة كطريق نحو العهد الجديد. وهذا ظاهرٌ في نبوَّة يوئيل التي يدعو فيها الشعب إلى التوبة، أي ”تمزيق القلب“، وليس ”تمزيق الثياب“ كطريق للرجوع إلى الله، ليكونوا أهلاً لانسكاب الروح القدس عليهم. فبقبول المسيح معمودية يوحنا، بدأت شخصية يسوع تظهر أمام الشعب، وكأن هذه المعمودية كانت الخطوة التمهيدية لإعلان يسوع أنه ابن الله المتجسِّد الآتي إلى العالم، الذي كان شعب العهد القديم ينتظرونه على مدى الأجيال.

+ لقد انكشف المسيَّا يسوع ليوحنا المعمدان بعد أن كان لا يعرفه(1)، ثم عرفه بعد العلامة التي أعطاها الله ليوحنا: «وشَهِدَ يوحنا قائلاً: ”إني قد رأيتُ الروح نازلاً مثل حمامةٍ من السماء فاستقرَّ عليه. وأنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأُعمِّد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلاً ومُسْتَقِرّاً عليه، فهذا هو الذي يُعمِّد بالروح القدس. وأنا قد رأيتُ وشهدتُ أنَّ هذا هو ابن الله“» (يو 1: 32-34).

لقد أكمل المسيح كلَّ برٍّ، باندماج الخطاة في طبيعته البشرية: حينما «جاء يسوع من الجليل إلى الأُردن إلى يوحنا ليعتمد منه. ولكن يوحنا منعه قائلاً: ”أنا محتاجٌ أن أعتمد منك، وأنت تأتي إليَّ!“. فأجاب يسوع وقال له: ”اسْمَح الآن، لأنه هكذا يليق بنا أن نُكمِّل كل برٍّ. حينئذ سَمَحَ له“» (مت 3: 13-15)؛ هذا الحوار بين يوحنا ويسوع كان ينطوي على لحظةٍ ذات أهمية فارقة: فيوحنا اعترض بأنَّ يسوع ليس ضمن الآتين لنوال معمودية التوبة، لأنه ”بلا خطية وحده“؛ والرب يسوع يصرُّ على اندماجه وتوحيد نفسه وطبيعته البشرية مع الخطاة، وحُجَّته في هذا: «لكي نُكمِّل كلَّ برٍّ».

فمعمودية يسوع لم تكن تعني توبـة عن خطايا شخصية له، ولكن اندماجه النابع من محبته وحنانه على الخطاة (وهذا هو سبب تجسُّده: ”غُلِِبَ مـن تحنُّنه“ - ثيئوتـوكية الاثنين – الأبصلموديـة السنوية)، نقول اندماجه وتوحيد نفسه مع الجنس البشري بسبب الخطايا، هو الذي دفعه إلى معمودية التوبة، لكي ينتقل البرُّ الشخصي الذي له إلى البشرية الخاطئة التي يحمل طبيعتها في نفسه، ولكن بدون خطية شخصية له. وهذا هو سر تجسُّد ابن الله ومعناه، بحسب تعليم آبـاء الكنيسـة القبطيـة الأرثوذكسية وسائر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية:

[إن كان من أجلنا يُقدِّس نفسه (يو 17: 19)، وهذا يفعله إذ صار إنساناً؛ فواضح أن نزول الروح عليه في الأردن كان نزولاً علينا بسبب أنه يحمل جسدنا... لم يكن هذا (النزول) لرفعة الكلمة، بل لتقديسنا نحن، لكي نأخذ من مسحته، فيُقال عنَّا: «أَلا تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم» (1كو 3: 16). لأنه لما اغتسل الرب في الأردن كإنسان، كنَّا نحن فيه ومعه الذين نغتسل. وحينما اقتبل الروح، نحن الذين كُنَّا معه مُتقبِّلين هذا الروح](2) - القديس أثناسيوس الرسولي.

[إنه مُسِحَ، لكي أيضاً كإنسان - إذ يُقال إنه مُسِحَ بالروح - يُهيِّئ لنا نحن البشر سُكْنَى الروح وأُلفته، كما الرفعة والقيامة](3).

[فحينما يُقال الآن، بشريّاًً، إنه مُسِحَ، فنكون نحن الممسوحـين فيـه. ولما تعمَّد فنحـن المعتمدين فيه](4).

+ الرب يسوع اعتمد في نفس النهر الذي من خلاله دخل بنو إسرائيل أرض كنعان في العهد القديم. إنَّ المعمودية المسيحية تُمكِّن المُعمَّد من العبور من خلال ”نهر“ آخر، هو العبور من الموت إلى الحياة، ومن الخطية إلى النعمة؛ وهكذا ننتقل إلى ملكوت ابن محبة الآب، المرموز له قديماً بعبور بني إسرائيل قديماً إلى الأرض الموعودة (يشوع 3: 17؛ 4: 1-24؛ مز 114: 3-5؛ 2مل 5: 14).

بنزول الروح القدس على الرب يسوع،

انفتحت السموات:

«وإذ كان (المسيح) يُصلِّي، انفتحت السماء، ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسميَّة مثل حمامة» (لو 3: 22؛ مت 3: 16). إنَّ التواصُل الإلهي/ البشري الـذي تقلَّص بسبب الخطيـة؛ هـا هـو انفتح من جديد بمعمودية يسوع (مت 7: 8،7؛ 27: 52؛ يو 9: 10-32).

ففي معمودية يسوع، نزل الروح. وكان هذا إيذاناً واستباقاً لِمَا سيحدث في سرِّ المعمودية، حيث صـار يحلُّ في المؤمن المُعمَّد. لذلك، فإنَّ نزول الروح لم يكن ليسوع وحده؛ بل لكل الذين هم بالإيمان مخبوؤون فيه.

نزول الروح مثل حمامة: لقد ظهر الروح بهيئة حمامة، لكي تحتفي البشرية بحلول السلام، سلام الله الذي كان يعمل في المسيح(5). ويشترك آباء كثيرون من آباء الكنيسة في شرح لماذا ظهر الروح في هيئة ”حمامة“. فالعلاَّمة ترتليان يتأمَّل في هذا، قائلاً:

[لأن جسد الحمامة ليس فيه المرارة. لذلك فبعد الطوفان الذي به تطهَّر العالم من الشرِّ، بعد ”معمودية“ العالم، كانت الحمامة هي رسول السلام الذي أعلن للأرض إطفاء غضب السماء، والتي أطلقها نوح من الفُلْك وعادت تحمل غُصن الزيتون، الذي كان علامة انتهاء الطوفان وعودة السلام بين الأُمم](6).

مسْحَة المسيح بالروح القدس: بعد معمودية يسوع، بدأت خدمة التعليم والشفاء، إذ قد كان يسوع قـد مُسِحَ بـالروح القدس: «روح الرب عليَّ، لأنـه مسحني لأُبشِّر المساكـين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأُنادي للمأسورين بالإطلاق...» (لو 4: 18 - وقد كان هذا القول مقتبساً من نبوَّة إشعياء 61: 1). معمودية يسوع كانت مسحة، وبمثابة تكريس للقيام بعمل ”مسيَّا، الخادم المتألِّم“.

الشهادة على بُنوَّته لله: يوحنا السابق والصابغ صدَّق على بنوَّة المسيح لله وشهد قائلاً: «أنا أُعمِّد بماءٍ، ولكن في وسطكم قائمٌ الذي لستم تعرفونه. هو الذي يأتي بعدي، الذي صار قُدَّامي، الـذي لستُ بمستَحِقٍّ أن أَحـلَّ سُيُور حذائه... هـذا هـو الـذي يُعمِّد بـالـروح القدس» (يـو 1: 33،27،26). وقال أيضاً شاهداً: «وأنا قد رأيتُ وشهدتُ أنَّ هذا هو ابن الله» (يو 1: 34). لكن النبي إشعياء نظر من بعيد بعين النبوَّة، فقال عن هذا الممسوح بالروح القدس: «هوذا عبدي، الذي أَعضُدُه، مُختاري الذي سُرَّت به نفسي، وَضعتُ (أو سأضع) روحي عليه، فيُخرِج (يُعلِن) الحق (أو البرَّ) للأُمم» (إش 42: 1).

حضور الله الثالوث: وإذا بصوت من السماء يؤكِّد على هذا الحَدَث الفائق على كـل ما هـو اعتيادي، وفوق كل حَدَث عادي: «هذا هو ابني الحبيب الذي بـه سُـرِرْتُ» (مت 3: 17؛ مر 1: 11). وهنا كان حضور الله الثالوث: الله بكلمته ابنه الحبيب، وبروحه المنسكب. وقد أجمعت شهادة البشيرين على الاحتفال بإعلان الثالوث: «فلما اعتمد يسوع صَعِدَ للوقت من الماء، وإذا السموات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه، وصوتٌ من السموات قائلاً: ”هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتُ“» (مت 3: 17،16).

+ وكما استُعلِن الله الثالوث مُعلناً ومؤكِّداً على معمودية يسوع، هكذا صار – فيما بعد - في إجراء سرِّ المعمودية أن يكون باسم الله الآب والابن والروح القدس. وصارت هذه الصيغة المُثلثة التي تُتلَى على المُعمَّد ثلاث مرات، هي علامة وختم شرعية المعمودية لكلِّ مُعمَّد.

الروح القدس هو الذي سانَد خدمة يسوع:

إنَّ معمودية يسوع هي التي أَعلنت أنه ”مسيَّا“ الموعود به في أنبياء العهد القديم، بالصوت الذي سُمِعَ من السماء: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرْتُ»، وبالروح القدس الذي استُعلِن أنه نزل مثل حمامة على الابن المتجسِّد. وبهذا الروح القدس أَكْمَل يسوع خدمته بمواهب الروح.

مواهب الروح السبعة: إنَّ المواهب السبع للروح القدس بحسب النبوَّات، كانت مع الرب يسوع منذ حلول الروح عليه في معموديته. وهكذا يتنبَّأ النبي إشعياء في العهد القديم: «يخرج فرعٌ من جذع يسَّى، وينمو غُصنٌ من أُصوله. روح الرب ينزل عليه، روح الحكمة والفهم والمشورة، روح القوة والمعرفة والتقوى، ويبتهج بمخافة الرب» (إش 11: 2،1 - الترجمة العربية الجديدة). هذه المواهب: ”الحكمة، والفهم، والمشورة، والقوة، والمعرفة، والتقوى، ومخافة الرب“، كانت هي سَنَد الرب يسوع في خدمته. وقد انسكبت هذه المواهب على الكنيسة وتوزَّعت بحسب ما قَسَمَه الروح القدس لكل مؤمن. وفي يوم الخمسين تحقَّق حلول الروح القدس على المؤمنين، ونـال المؤمنون بعد حلـول الروح المواهبَ النابعة من الروح القدس الحالِّ فيهم (1يو 2: 20؛ أع 2: 1-13). ولا يمكن حلول المواهب إلاَّ بعد حلول الروح القدس.

مادة السرِّ وعلامته: الماء:

الماء هو مادة سرِّ المعمودية، كمثل الخمر والخبز اللذين هما مادة سرِّ الإفخارستيا؛ والزيت مادة سرِّ مسحة الميرون وسر مسحة المرضى. ومعمودية يسوع كانت ضرورية ليسوع، ليس لكي يتطهَّر من أيِّ شيء لأنه كان بلا خطية؛ بل هي تُقدِّس مياه المعمودية للمؤمنين على مدى الأجيال، وكذلك كـل الأسرار الكنسية، وهكـذا يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي:

[لقد تعمَّد (الرب يسوع) كإنسان، لكنه كان يغفر الخطايا كإله، ليس لأنـه كان مُحتاجاً لتطهير نفسـه، بـل لكي يُقـدِّس ميـاه المعمودية](7).

هـل كـانت (المعمودية) ليتطهَّر يسوع أو ليُطهِّر؟ في معمودية يسوع وحده (لتمييزها عن معموديتنا نحن وكل المؤمنين في كل الأجيال)، كانت مياه معموديته تُشير، لا إلى احتياجه هو للتطهير من الخطية (فقد كان هو بلا خطية)؛ بل بالحري كانت طهارته هو، هي التي تُطهِّرنا نحن من كل خطية. وهكذا كانت معمودية يسوع بواسطة يوحنا، ليس للولادة الجديدة له؛ بل كانت للولادة الجديدة للمؤمنين الآتين بعده كل مَن يتعمَّد. كما كانت ليشترك مع الخطاة القادمين للمعمودية لينالوا طهارة يسوع التي قدَّس بها مياه المعمودية وجعلها - بسبب معموديته أولاً - نبعاً للتطهير من كل خطية؛ تماماً كما كان موته، ليس كعقوبة لخطية شخصية له؛ بل أَخضع نفسه للموت ليرفع خطايا العالم.

ويشرح ذلك القديس أُغسطينوس، قائلاً:

[كـانت المعموديـة بـالنسبة للمسيح، ليست للتطهير من شيء، كما كان موته ليس لأية عقوبة عن شيء...؛ بل كانت المعمودية والموت كلاهما بالنسبة له، ليس كضرورة للرحمة عليه، بل لإظهار رحمته المجانية علينا](8).

+ وهكذا صارت مياه المعمودية لكل الأجيال اللاحقة على معمودية يسوع، صارت مُقدَّسة بقصد تقديم قوة الروح القدس لكل البشرية التي تؤمن. والماء، لأنه في الحياة البشرية عموماً، هو ضروري للنظافة؛ هكذا صار - وبصفة فائقة للطبيعة - أداة للتقديس والبركة والتطهير في سرِّ المعمودية، ذا صفة تطهيرية للنفس والروح، وكأداة لتوصيل نعمة البنوَّة لله والولادة الروحية الجديدة، ما لم يكن معروفاً في الطقوس اليهودية القديمة. ففي صلوات سرِّ المعمودية المقدَّسة يُصلِّي الكاهن لله أن يجعل المُعمَّد ”حَمَلاً في القطيع المقدَّس للمسيح، عضواً مُكرَّماً في الكنيسة الجامعة، إناءً طاهراً، ابناً للنور، وارثـاً للملكوت. حتى إذا جاهَـد كوصايا المسيح، وحَرَس خـاتم الروح القدس مـن أيِّ سـارق، وحفظ اللباس غـير المضمحل؛ يفـوز بطوباوية أصفيائك بالمسيح يسوع ربنا“(9).

+ تنبيـه: ليس في طقوس وصلوات سـرِّ المعمودية، في طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وسائر الكنائس الأرثوذكسية، أي ذِكْر لِمَا يُسمَّى في الكنائس الغربية (كاثوليكية وبروتستانتية): ”الخطيئة الأصلية“، والتي نشأت عند هذه الكنائس منذ القرن السادس عشر فقط.

(يتبع)

(1) John Chrysostom, Hom. On John, XVI; NPNF, 1st Ser., Vol. XIV, pp. 55-60.
(2) ”ضد الآريوسيين“ 1: 47.
(3) نفس المرجع 1: 46.
(4) نفس المرجع 1: 48.
(5) Origen, Canticles, Hom. 11.12; Hippolytus, Theophany, VI.
(6) Tertullian, Baptism, VIII; ANF, Vol. III, p. 673.
(7) Gregory Nazianzen, Orat., XXXIX; NPNF, 2nd Ser., Vol. VII, p. 308.
(8) Augustine, Enchiridion 49; NPNF, 1st Ser., Vol. III, p. 253.
(9) صلوات سـر المعمودية، صلوات الخدمـات في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مكتبة المحبة، ص 36.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis