|
|
|
”نزل إلى الجحيم من قِبَل الصليب“ (القدَّاس الإلهي). نزول المسيح إلى الجحيم، في الأناجيل والرسائل:
إنَّ نزول المسيح إلى الجحيم، بالرغم من أنه لم يُذكَر في كـل الأناجيل الأربعة، إلاَّ أنـه ذُكِرَ - بطريقة غير مباشرة - في إنجيل متى في سياق سَرْده لأحداث الصليب هكذا: «والقبور تفتَّحتْ، وقام كثيرٌ من أجساد القدِّيسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المُقدَّسة، وظهروا لكثيرين» (مت 27: 53،52). هذه الكلمات التي كتبها القديس متى الإنجيلي تُعبِّر عن ”الإيمان الفصحي“ بقيامة الأموات منذ العصر الأول للمسيحية، والذي يُعبِّر عنه أيضاً البند الذي ورد في قانون الإيمان: ”وننتظر قيامة الأموات“. وهذا هو الأساس للتعليم بقيامة أبرار العهد القديم من الموت على يد المسيح بعد موته على الصليب ونزوله بنفسه البشرية إلى الجحيم، مثل كل قدِّيسي وأبرار العهد القديم.
والمسيح ذَكَرَ في نفس الإنجيل عـن الأيـام الثلاثة التي سيقضيها ”في قلب الأرض“، أي في الجحيم الذي كان الاعتقاد أنه موجود في عمق الأرض: «لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ» (مت 12: 40). وقصة يونان في بطن الحوت تُعتَبَر في التقليد المسيحي تنبُّؤاً لنزول المسيح إلى الجحيم (في قلب الأرض). وهناك بعض النصوص في العهد القديم تُعتَبَر بمثابة نبوَّة لنزول ”مسيَّا“ (المسيح) المنتَظَر إلى الجحيم، مثل سِفْر أيوب في الترجمة السبعينية (38: 17): «وتنفتح أبواب الموت لك عن خوفٍ، وبوابو الجحيم يرتعدون عند رؤيتك». وكذلك في نبوَّة هوشع (13: 14): «أفتديهم من يد الهاوية، وأُنجِّيهم من الموت. أين هلاكك يا موت؟ أين دَمَاركِ أيتها الهاوية؟» (الترجمة الحديثة)
+ وقد عُبِّر عن هذا الاعتقاد بنزول المسيح إلى الجحيم بعد موته على الصليب، بما وَرَدَ في سِفْر أعمال الرسل، في حديث القديس بطرس الرسول بعد حلول الروح القدس يوم الخمسين على الرسل، كما يُذكَر في نبوَّة داود: «لأن داود يقول فيه: كنتُ أرى الربَّ أمامي في كلِّ حين، أنه عن يميني، لكي لا أتزعزع. لذلك سُرَّ قلبي وتهلَّل لساني، حتى جسدي أيضاً سيسكن على رجاء. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، ولا تَدَع قُدُّوسك يرى فساداً» (أع 2: 25-27). وقد نوَّه القديس بطرس الرسول في رسالته الأولى عن نزول المسيح إلى الجحيم، حيث ذَكَرَ، ليس فقط نزول المسيح إلى الجحيم، بل وأيضاً أنه «كَرَزَ للأرواح التي في السجن، إذ عَصَتْ قديماً، حين كانت أناةُ الله تنتظر مرةً في أيام نوح، إذ كان الفُلْك يُبنَى، الذي فيه خَلَصَ قليلون، أي ثماني أنفس بالماء...» (1بط 3: 18-21)، وذلك في مَعْرض حديثه عن سرِّ المعمودية.
+ وفي نفس الرسالـة نقرأ عـن الكـرازة والتبشير للموتى الذين في الجحيم: «فإنه لأجل هذا بُشِّر الموتى أيضاً» (1بط 4: 6)، وكان يُشير بالأكثر إلى الذين ماتوا في الطوفان أيام نوح، والذين قال الله عنهم: «فنَدَم الرب أنه صنع الإنسان على الأرض، وتـأسَّف في قلبه» (تك 6: 6). هؤلاء لم يهلكوا للأبد، بل نزل المسيح إليهم في الجحيم مُعطياً إيَّاهم الفرصة الثانية للخلاص، بالكرازة لهم ببشارة الخلاص، لعلَّهم يؤمنون، فيَحْيَون مع الأبرار إلى الأبد.
+ والقديس بولس أيضاً يُشير إلى كيف أنَّ المسيح «نزل أيضاً أولاً إلى أقسام الأرض السُّفْلَى» (أف 4: 9) منتصراً على الموت والجحيم (ارجع إلى 1كو 15: 54-57؛ رو 10: 7؛ كو 2: 14-15 ففيها إشارات إلى الهاوية التي أُصعِدَ منها المسيح، والرياسات والسلاطين الذين أَشْهَرَهُم جهاراً ظافراً بهم في الصليب، وهو يقصد إبليس وكل جنوده حينما قهرهم بنزوله إليهم في الجحيم).
+ والمسيح الذي قَهَرَ الجحيم، وألقى الشيطان والموت والجحيم في ”بحيرة النار“، هو واحدٌ من الأحداث الأساسية التي وردت في سِفْر الرؤيا (20: 14،10): «وإبليس الذي كان يُضِلُّهم طُرِحَ في بُحيرة النار والكبريت... وطُرِحَ الموت والهاوية (الجحيم) في بُحيرة النار». وفي هذه المناظر الرؤيوية، يتكلَّم المسيح عن نفسه أنـه هـو: «الأوَّل والآخِر، والحيُّ وكنتُ ميتاً، وها أنا حيٌّ إلى أبد الآبدين، آمين. ولي مفاتيح الهاوية والموت» (رؤ 1: 18،17).
+ وهكذا نـرى ونواجه في الإنجيل ثلاثة موضوعات أساسية للمسيحيين في القرن الأول ولكل الأجيال:
1. المسيح ينزل إلى الجحيم ويكرز ويُبشِّر لكل النفوس المحبوسة هناك، ليس فقط للأبرار، بل ولكل الخطاة (وهذه هي البشارة).
2. هناك علاقة سرائريـة خفية بين نزول المسيح إلى الجحيم وبين سرِّ المعمودية المقدسة (التغطيس في مياه المعمودية، أي الدفن).
3. المسيح بنزوله إلى الجحيم، أباد الجحيم والموت، مُعلِناً انتصاره على الشيطان والشرِّ الذي في الخليقة (الإيمان والانتصار).
وما على البشر إلاَّ الإيمان به وبموته على الصليب، وبقيامته المجيدة من بين الأموات، وبصعوده إلى السماء، وإرساله الروح القدس للمؤمنين كل «مَن آمن واعتمد»، وذلك لكي ”يخلُص“ من الخطية والموت والجحيم (مر 16: 16).
نزول المسيح إلى الجحيم
في أناشيد الأجيال الأولى للمسيحية:
إنَّ أخبار نزول المسيح إلى الجحيم وانتصاره عليه وعلى الموت، كان موضوع اهتمام الكنيسة الأولى من جهة الأناشيد التي ألَّفها الآباء الأوائل، ومِن بينها اللحن الخاشع الجميل الذي نُرتِّله جميعاً ليلة عيد القيامة المجيد وإلى عيد الصعود بعد أربعين يوماً من قيامة الرب: ”المسيح قام من بين الأموات، بالموت داس الموت، والذين في القبور أَنْعَمَ لهم بالحياة الأبدية“ (ويُقصَد بـ ”الذين في القبور“، أي الذين في الجحيم). وغالباً تألَّف هذا اللحن في القرن الثاني للميلاد، لأنه عُثِرَ على أناشيد مُشابهة لهذا النشيد ترجع إلى القرن الثاني. وهذا النشيد يُعبِّر عن معنى لاهوتي كان يُعلِّم به القديس إيرينيئوس أسقف مدينة ليون بفرنسا (حولي 135-202م)، بأنَّ الذبيحة الكفَّارية التي قدَّمها المسيح، المُعتَبَر أنه ”آدم الثاني“، كانت بمثابة ”استقطاب“ أي تركيز البشرية في شخص آدم الثاني، من أجل أن يُرجِع في نفسه كل الناس الذين أتوا من نسل آدم؛ وهكذا اجتاز المسيح كل مراحل الحياة الإنسانية، حتى يُصحِّح النتائج المترتبة على سقوط آدم في عصيان الله، وذلك لكل واحدٍ في البشرية يؤمن بالمسيح. وبصيرورة المسيح «بِكْر (أي أول) مَن قام من بين الأموات» (كو 1: 18)، فقد جدَّد حياة البشر بحياته الإلهية، وهكذا صار ”بنفسه أول البشر الأحياء، مقابـل آدم الـذي كـان أول البشـر المـوتى“، كمـا قـال القديس إيرينيئوس(1).
وهكذا نُرتِّل في الكنيسة أنَّ موت المسيح قد صار انتصاراً على الموت، وقيامته فتحت باب الحياة والقيامة أمام الأموات. إنَّ التعليم بنزول المسيح إلى الجحيم قد تحوَّل إلى تراتيل ليتورجية في الكنيسة في نفس هذا المسار.
+ وكـل مـؤلَّفات الأنـاشيد والتراتيـل الليتورجية، سواء أتت قبل أو بعد هذه التواريخ المُبكِّرة، والتي أشرنا إليها من قبل، لابد أن تكون قد وُضِعَت لاستخدامها في الترتيل ”على قيامة المسيح من بين الأموات“، ومن بينها مؤلَّفات وعظات القديس ميليتون أسقف ساردس (تنيَّح سنة 180م). وساردس مدينة بقُرب الأناضول بتركيا. وقد كُتِبَت هذه الترنيمة باللغة اليونانية القديمة في منتصف القرن الثاني، واكتُشِفَت عام 1940م. ولكن قبل هذا التاريخ، كان هذا النص معروفاً في لغته الأصلية، كما في اللغات اللاتينية، والسريانية، والقبطية، والجيورجية، ضمن عظته على ”القيامة“(2). وهذه القصيدة الشعرية هي عظة فصحية أُلقيت قراءةً يوم جمعة الصلبوت بعد قراءة نبوَّات العهد القديم على صَلْب المسيح. وهذه مقتطفات من هذه العظة:
[الرب، حينما اتًَّخذ لنفسه شكل الإنسان...
قام من بين الأموات ونَطَقَ بهذه الصرخة:
”... أنا هو الذي أباد الموت،
وغَلَبَ العدو، ووطأ الجحيم،
وقيَّد الرجل القوي (الشيطان) (لو 11: 22،21)،
وانتزع منه الإنسان، ورفعه إلى أعـالي السموات“؛ هكذا قال المسيح:
”أنا هـو الذي أتى، إذن، لكل قبائـل البشر المأسورين بالخطايا، وأعطاهم مغفرة الخطايا.
لأني أنا هو غفرانكم،
أنا هو ”بصخة Pascha“
أي ”المَعْبَر“ إلى الخلاص،
أنا هو الحَمَلُ الذي يُسفَك دمه من أجلكم،
أنا هو فِدْيتكُم، أنا هو حياتكم،
أنا هو نوركم، أنا هو خلاصكم،
أنا هو قيامتكم من الموت، أنا هو مَلِكُكم،
أنا الذي سأُقيمكم بيميني،
أنا الذي سأقودكم إلى أعالي السموات؛
وهنـاك، سوف أُريكـم الآب القديم الأيـام والدهور](3).
وهكذا يظهر من هذا النص أنه في القرن الثاني، كـان ذِكْر نـزول المسيح إلى الجحيم موضوعاً لا يتجزَّأ عن الخدمات الطقسية لعيد الفصح. كما يظهر أنه، في القرن الثاني، كان الترنيم الطقسي الكنسي الذي يُعبِّر عن ذبيحة المسيح الكفَّارية مُتاحاً لكل الشعب بدون استثناء. وبهذا كان يوضِّح أنَّ خلاص المسيح، ليس للأبرار، بل الغفران لجميع الذين لطَّخوا أنفسهم بالخطية.
والمسيح بعد أن أباد الموت، وقهر العدو (الشيطان)، وسَحَقَ الجحيم، وقيَّد إبليس؛ فإنه يدعو المؤمنين إلى نفسه، لكي يُنعِم عليهم بمغفرة خطاياهم، ثم ليقودهم إلى فوق، إلى الله أبيه وأبيهم.
وفي التقليد الآبائي، ابتداءً من القرن الرابع:
ونأتي الآن إلى العصر الآبائي، حيث بُنِيَ أساس العلم اللاهوتي. وهذه بعض النصوص الليتورجية على هذا الموضوع، والمحفوظة في الكنيسة الأرثوذكسية - بوجهٍ عام - وفي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بوجـهٍ خاص. ولضيق المقام، سنقتصر على نصوص قليلة للآباء القدِّيسين أعمدة الإيمان المسيحي المعروفين.
آباء الكنيسة في القرن الرابع
(العصر الذهبي لآباء الكنيسة):
وكل كاتب مـن هؤلاء الآبـاء الكبار عالَج، بطريقةٍ أو بأخرى، موضوع نزول المسيح إلى الجحيم. فقد أشـار القديس أثناسيوس الرسولي رئيس أساقفة الإسكندرية في مجادلاته مع الآريوسيين، عدَّة مرات، عن لاهوت ابن الله مع تأكيده في نفس الوقت على الوحدة الكائنة بين الآب والابن. ومن أجل هذا الغرض يكتب القديس أثناسيوس: ”الربُّ - على الصليب - لم يُفارقه الآب... وليس من الشَّرْع أن يُقال إنَّ الرب كان مرعوباً، في الوقت الذي كان حُرَّاس أبواب الجحيم (الشياطين) مرتعدين من مجيء المسيح إليهم؛ ففتحوا أبواب الجحيم، والقبور تشقَّقت، وكثير من أجساد القدِّيسين قامت وظهروا لبني جنسهم“(4). وفي موضعٍ آخر يتكلَّم القديس أثناسيوس عن أنَّ الله ”افتدانا كلنا، أو بالحري (افتدى) كل جنس البشر من الموت، وأخرجهم إلى أعلى، من القبور“(5).
النفس البشرية الخاصة بالمسيح هي التي نزلت
إلى الجحيم، بينما الجسد كان في القبر:
وفي وثيقة منسوبة للقديس أثناسيوس موجَّهة إلى تعاليم أبوليناريوس، الذي كان يُنكر وجود النفس في جسد المسيح، يقول: ”إنَّ لاهوت المسيح، لا هو فارَق جسد المسيح وهو في القبر، ولا انفصل عن نفسه وهي في الجحيم... مملكة الموت تحطَّمت، والقيامة من الجحيم تحقَّقت، وبُشِّرت النفوس بواسطة النفس الخاصة بابن الله المتجسِّد؛ بينما الفساد تبدَّد، وعدم الفساد ظهر من القبر الذي دُفِنَ فيه المسيح“(6).
+ وفي عظة بـاسم: ”النفس، والجسد، وآلام ربنـا“(7) منسوبـة للقديس أثناسيوس (بـالقبطية والسريانية)، يُقدِّم موضوع نزول المسيح إلى ”شيئول“ (أي ”الجحيم“ باللغة العبرانية) مُعطَّرة بعِطْر التراتيل الليتورجية من الكنيسة القديمة، يقول فيها:
[نور اليوم يُشِعُّ، بينما العالم يلفُّه الظلام، ظلام الليل الحالك السواد؛ كل هذه حدثت قبل أن يُغْمِض المسيح عينيه. لكن نوره عجَّل بقيامتـه داخـل الـ ”آمنتي Amen;“ (أي ”الجحيم“ باللغة القبطية). والـ ”آمنتي“ (أي الجحيم) اضطرب حينما نزل إليه الرب، ليس بالجسد بل بالنفس، لأن له السلطان على كل خليقة. فـاستطاع أن يُبيده قبل أن تأتي ساعته المحتومـة. لقد رشَّ دمـه على الأرض، فحَفِظَ الأرضَ ومَن عليها.
وظلَّ جسده مُعلَّقاً على الصليب من أجل حِفظ عناصره، أمَّا روحه (نفسه البشرية) فقد نزلت إلى أسفل، إلى الـ ”آمنتي“ (الجحيم)؛ وهناك فكَّت أَسْر الذيـن هناك. لقد أفنى المسيح الـ ”آمنتي“ (الجحيم)، وصار بنفسه هو سيِّد كل ما فيه.
وجسده أقام الأموات الذين على الأرض، وروحه (نفسه البشرية) أطلقت سراح الذين كانوا في الـ ”آمنتي“ (الجحيم). لأنه في هذه الساعة التي مات فيها الرب وهو مُعلَّقٌ على الصليب، في نفس هذه الساعة، انفتح القبر، ورآه حُـرَّاس الـ ”آمـنتي“ (الجحيم)، وانذهلوا بالخوف وفرُّوا هاربين. وانـدفع المسيح فاتحـاً الأبـواب النُّحاسية، وكسَّر مزاليج الحديـد، وأَخَـذَ النفوس التي كانت في الـ ”آمنتي“ ونقلهم إلى الله أبيـه. وحينمـا كسَّر الـرب الـ ”آمنتي“، ظفر بـالنصرة فـوق الموت، ووضـع العـدو رَهن الاعتقال؛ والنفوس أَطلق سراحها مـن الـ ”آمـنتي“، أمـا الأجسـاد (أجسـاد القدِّيسين) فقد أقامها مـن القبور التي على الأرض](8).
(يتبع)
(1) Irenaeus of Lyons, Against Heresies 3,30,3.
(2) ارجع إلى النص العلمي المُدقِّق critical للقديس ميليتون أسقف ساردس، تحت اسم: Sur la Pàque et fragments, Sources Chrétiens, 123 المنشور في باريس عام 1966م.
(3) عن عظة القيامة، المرجع السابق، ص 120،123.
(4) Against the Arians 3,54-56; Discourses on the Incarnation of the Word 20,4-5.
وهذه مجرد أمثلة.
(5) Festal le Hers 10,10 (PG 26: 441a).
(6) On the Incarnation of our Lord Jesus Christ, Against Apollinarius 1,14-15 (PG 26: 1156-1157a)
(7) The Coptic text and the English translation is found in the Coptic Homilies in the dialect of Upper Egypt, edited from the Papyrus Codex Oriental 5001 in the British Museum by E. A. Budge (London, 1910).
(8) Coptic Homilies in the Dialect of Upper Egypt, pp. 271-272.