دراسة الكتاب المقدس
سفر التثنية
سفر توصيات موسى الوداعية
لبني إسرائيل
- 40 -


(تابع) تفاصيل العهد وشروطه
(12: 1 - 26: 19)
ثانياً: أحكام متعلقة بالأمور المدنية
وعلاقتها بالعبادة
(16: 18-20: 22)

(تابع) الأصحاح الثامن عشر

التحذير من الأنبياء الكَذَبَة:
والآن - بعد أن أعطى موسى لشعب إسرائيل مواصفات النبي الذي سيُقيمه الله لهم من وسطهم، من إخوتهم، مثله، والذي ينبغي أن يسمعوا له ويُطيعوه، لأنه لا يتكلَّم من نفسه، بل بكلام الله الذي يضعه الله في فمه، وقد أشار بقوله هذا إلى الرب يسوع الذي جاء وسيطاً لعهدٍ جديد - يعود ويُحذِّرهم بعد ذلك مباشرة، من الأنبياء الكَذَبَة الذين يتكلَّمون باسم الله بكلام لم يُوصِهم الرب به:

+ «وأما النبي الذي يُطغي فيتكلَّم باسمي كلاماً لم أُوصِه أن يتكلَّم به، أو الذي يتكلَّم باسم آلهة أخرى، فيموت ذلك النبي. وإن قلتَ في قلبك كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلَّم به الرب. فما تكلَّم به النبي باسم الرب، ولم يحدث ولم يَصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلَّم به الرب، بل بطُغيان تكلَّم به النبي، فلا تَخَف منه» (18: 20-22).

وهكذا يتضح الفرق بين النبي الحقيقي والنبي المُزيَّف:

+ فالنبي الحقيقي ينبغي أن يكون من بني إسرائيل وليس من أُمَّةٍ أخرى. وقد أكَّد المسيح ذلك بقوله للسامرية: «لأن الخلاص هو من اليهود» (يو 4: 22).

+ لا يتكلَّم من نفسه شيئاً، بل يتكلَّم بالكلام الذي يُوصيه به الرب، أو بالكلام الذي يضعه الرب على فمه. أما النبي الكاذب فإنه يطْغَى، أي يتجاسر فيتكلَّم باسم الرب كلاماً لم يُوصِه به الرب، أي أنه يدَّعي أن الرب قد كلَّمه؛ أو أنه يتكلَّم باسم آلهة أخرى مُزيَّفة، لكي يجذب الناس إلى عبادتها. مثل ذلك الإنسان الكاذب المُدَّعي يجب أن يموت، لأنه يعمل على تضليل الشعب.

ولكن قد يسأل سائل: كيف نعرف إن كان هذا النبي يتكلَّم بكلام الرب، أو أنه يدَّعي بذلك كَذِباً؟ فقد أعطاهم موسى علامةً للتمييز بينهما بقوله: «فما تكلَّم به النبي باسم الرب، ولم يحدث ولم يَصِر، فهو الكلام الذي لم يتكلَّم به الرب» (18: 22). وفي هذا يقول الرب يسوع: «احترزوا من الأنبياء الكَذَبَة الذين يأتونكم بثياب الحملان، ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة. مِن ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً، أو من الحَسَك تيناً؟» (مت 7: 16،15).

كما حذَّر الرب من الأنبياء الكَذَبَة الذين يدَّعون النبوَّة في نهاية الأيام قائلاً: «ويقوم أنبياء كَذَبَة كثيرون، ويُضِلُّون كثيرين» (مت 24: 11)، «لأنه سيقوم مُسحاء كَذَبَة وأنبياء كَذَبَة، ويُعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يُضلوا لو أمكن المختارين أيضاً. ها أنا قد سبقتُ فأخبرتكم. فإنْ قالوا لكم: ها هو في البرية، فلا تخرجوا؛ ها هو في المخادع، فلا تُصدِّقوا» (مت 24: 24-26).

وقد سبق موسى وحذَّرهم من قبل، من الأنبياء الكَذَبَة قائلاً: «إذا قام في وسطك نبيٌّ أو حالمٌ حلماً وأعطاك آيةً أو أُعجوبةً، ولو حدثت الآية أو الأُعجوبة التي كلَّمك عنها قائلاً: لنذهب وراء آلهة أخرى لم تعرفها وتعبدها، فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم، لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يَعْلَم هل تُحبُّون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم» (تث 13: 1-3). ويُعطينا القديس يوحنا الرسول هذه الوصية للتمييز بين الحق والباطل بقوله: «أيها الأحباء، لا تُصدِّقوا كل روح، بل امتحنوا الأرواح: هل هي من الله؟ لأن أنبياء كَذَبة كثيرون قد خرجوا إلى العالم. بهذا تعرفون روح الله. كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله» (1يو 4: 1-3).

الأصحاح التاسع عشر

تخصيص مدنٍ للملجأ:

جاء ذِكْر مدن الملجأ من قبل في الأصحاح الرابع من نفس السِّفْر (4: 41-43)(1). وكان الرب قد أوصى موسى، قبل ذلك أيضاً، أن يُعيِّن للشعب ستِّ مدنٍ للملجأ: ثلاث منها شرقي الأردن، لسبطَي رأوبين وجاد ونصف سبط منسَّى، الذين استحسنوا السُّكْنَى هناك لكثرة مراعيها؛ وثلاثٌ غربي النهر، في أرض الموعد، أي بعد أن يعبروا نهر الأردن ويستقروا في الأرض التي سيرثونها من الأُمم الذين سيطردهم الرب من أمامهم. وقد جاء ذِكْر ذلك في (عد 35: 9-34). وبناءً على ذلك، فقد عيَّن موسى ثلاث مدن شرقي الأردن، ذُكِرَت أسماؤها في ختام خطابه الأول في سفر التثنية: «باصِر للرأوبينيين، وراموت للجادِّيين، وجولان للمنَسِّيين» (4: 43).

أما هنا في هذا الأصحاح التاسع عشر، فيُوصيهم موسى بأن يفرزوا لهم ثلاث مدن أخرى في وسط الأرض التي يُعطيها لهم الرب الإله، لكي تكون ملجأً للقاتل الذي قتل صديقه عن غير عَمْد:

+ «متى قرض الرب إلهك الأُممَ الذين الرب إلهك يُعطيك أرضهم وورثتهم وسَكَنتَ مدنهم وبيوتهم، تفرز لنفسك ثلاث مدن في وسط أرضك التي يُعطيك الرب إلهك لتمتلكها. تُصْلِح الطريق وتُثلِّث تُخوم أرضك التي يَقسِم لك الرب إلهك، فتكون لكي يهرب إليها كل قاتل. وهذا هو حُكْم القاتل الذي يهرب إلى هناك فيحيا: مَن ضرب صاحبه بغير عِلْم، وهو غير مُبغِض له منذ أمس وما قبله. ومَن ذهب مع صاحبه في الوعر ليحتطب حطباً فمات، فاندفعت يده بالفأس ليقطع الحطب، وأفلتَ الحديد من الخشب وأصاب صاحبه فمات، فهو يهرب إلى إحدى تلك المدن فيحيا، لئلا يسعى وَلِيُّ الدم وراء القاتل حين يَحْمَى قلبه ويُدركه إذا طال الطريق ويقتله وليس عليه حُكْم الموت، لأنه غير مُبغض له منذ أمس وما قبله. لأجل ذلك أنا آمُرك قائلاً: ثلاث مدن تَفْرز لنفسك» (19: 1-7).

نلاحِظ هنا - في بداية حديث موسى عن مدن الملجأ - مضادةً واضحةً تُبيِّن مدى صرامة الله وحُكْمه العادل من جهة الأُمم الذين امتلأ مكيال شرِّهم، وأَمْر الرب بإبادتهم من أرض كنعان، إذ يقول عنهم: «متى قرض الرب إلهك الأُممَ الذين الرب إلهك يُعطيك أرضهم وورثتهم وسَكَنتَ مدنهم وبيوتهم»؛ إلاَّ أنه يعود فيُظهِر مدى اهتمامه ولُطفه الفائق على القاتل من بني إسرائيل الذي قتل قريبه عن غير عَمْد، لكي تُهيَّأ له مدنٌ للملجأ يهرب إليها ويحتمي فيها. وقد سبق أن تكلَّم الله عن مكانٍ يلتجئ إليه القاتل عن غير عَمْد، في سفر الخروج، إذ يقول: «مَن ضرب إنساناً فمات، يُقتل قتلاً. ولكن الذي لم يتعمَّد (القتل) بل أوقع الله في يده، فأنا أجعل لك مكاناً يهرب إليه» (خر 21: 12). «فهوذا لُطف الله وصرامته» (رو 11: 22).

فالله الذي حَكَمَ على الأُمم الذين كانوا يسكنون أرض كنعان بالفناء والانقراض، وذلك بسبب شرِّهم الذي استفحل، إذ تمادوا في إثمهم حتى امتلأ كيل غضب الله عليهم، فلابد أن يقطع الله ويستأصل الشرَّ ويبيده، ولابد أن يأتي يوم قضاء الله الرهيب في ساعة لا نعرفها ليدين كل واحد حسب أعماله؛ ولكن صرامته هذه لا تمنع لُطفه وعنايته العجيبة في إيجاد مدن للملجأ، وتمهيد طُرقٍ سهلة إليها، يسلكها كل قاتل نفس سهواً. فقد كان عليهم أن يختاروا هذه المدن الثلاث بكل دقة، لكي تتوسط كل واحدة منها المنطقة التي توجد فيها، وذلك بأن يُثلِّثوا تخوم أرضهم، أي يقسموا الأرض إلى ثلاثة أقسام متساوية، ويجعلوا كل مدينة في الوسط. كما كان عليهم أيضاً أن يُصلِحوا الطرق المؤدية إليها ويُعبِّدوها ويُمهِّدوها لكي تُسهِّل هروب اللاجئ إلى تلك المدن. فكانوا يزيلون منها كل العوائق ويردمون الحُفَر، ويُقيمون المعابر فوق الأنهار ومجاري المياه.

ولكن ليس كل قاتلٍ يمكن أن يهرب إلى تلك المدن فيحيا وتنجو نفسه من الانتقام. وإنما هناك شروط يلزم أن تتوفر فيه، وهي: أن يكون قد ضرب صاحبه بغير أن يقصد قتله، ودون أن يكون مُبغِضاً له، وليس في قلبه حقد من نحوه منذ أمس أو من قبله.

وقد ضرب موسى مثلاً لذلك: وهو أنه إذا ذهب اثنان معاً إلى غابة ليقطعا حطباً من الأشجار، وبينما أحدهما يضرب الخشب بفأسه، أفلت رأس الفأس الحديد من اليد الخشبية وأصابت صاحبه في مقتلٍ، فليس أمام هذا القاتل عن غير عَمْد إلاَّ أن يهرب لحياته إلى أقرب مدينة من مدن الملجأ، «لئلا يسعى وَلِيُّ الدم (الذي هو أقرب أقرباء القتيل) وراء القاتل حين يَحْمَى قلبه ويُدركه إذا طال الطريق ويقتله وليس عليه حُكْم الموت، لأنه غير مُبغضٍ له منذ أمس وما قبله» (19: 6).

ويُعلِّق القديس جيروم على ذلك بأن القتل عن سهو فيه شيء من الإهمال، ولذلك فهو يقول:

[تُبيِّن نفس كلمات الأسفار المقدسة أنه حتى الجهل يُعتبر خطية. وهذا هو السبب الذي حَدَا بأيوب أن يُقدِّم الذبائح من أجل أولاده لئلا يكونوا قد أخطأوا عن غير قصد في أفكارهم (انظر أي 1: 5). وكذلك فإنه إذا قُتل شخصٌ بواسطة حديد الفأس الذي أفلت من اليد (الخشبية) بينما كان المحتطِب يقطع حطباً؛ فعَلَى هذا المحتطِب أن يهرب إلى مدينة الملجأ ويبقى هناك في ذلك المكان إلى أن يموت رئيس الكهنة (يش 20: 6). وهذا يعني أنه يبقى هناك حتى يُفتدى بدم المخلِّص سواء كان ذلك بالمعمودية، أو بالتوبة التي تمدُّ المعتمِد بفاعلية النعمة التي (حصل عليها) بالمعمودية من خلال رحمة المخلِّص التي تفوق الوصف. فهو لا يشاء أن يهلك أُناس، ولا يجد مسرَّته في موت الخاطئ، بل بأن يرجع عن طُرقه (ويتوب) فيحيا (انظر حز 18: 23؛ 2بط 3: 9)](2).

ويُوافق القديس جيروم في رأيه هذا البابا غريغوريوس الكبير (540-604م) بقوله:

[والآن، فلنفرض أننا ذاهبون إلى غابةٍ مع صديق، ومثلما يحدث كثيراً أن ينقلب انتباهنا إلى خطايا تابعينا (من الرعية)؛ وكمثل الذي يشقُّ الخشب (في الغابة)، فإننا بسذاجة وبغير قصد نعمل على اقتلاع أخطاء الخطاة بنيَّة صادقة في المحبة، إلاَّ أن الفأس تفلت من اليد عندما يتجاوز التوبيخ حدوده وينقلب إلى عنف وتعنيف. وهكذا ينفلت الحديد من اليد عندما تكون كلمات التوبيخ أشد خشونة مما يُحتَمَل، فتصدم الصديقَ وتصيبه في مقتل. وهكذا فإنَّ التفوُّه بالكلمات القاسية تقتل روح المحبة عند السامع](3).

كذلك أيضاً، فإنه يلزم للواعظ والخادم أن يُحكِّم ضميره ويُراعي ضمائر سامعيه، ولا ينسى ذلك التطبيق الرهيب للآية القائلة: «نجِّني من الدماء يا الله إله خلاصي» (مز 51: 14)، حتى لا يقع تحت طائلته إذا أهمل في إنذار سامعيه ولم يُحذِّر الخطاة من دينونة الله الرهيبة؛ أو إذا أخفى عنهم أية مشورة إلهية سواء كانت عملية أو عقيدية ولم يُعلنها لهم؛ أو أغفل في تعليمه أهمية التوبة إلى الله التي هي بداية الإنجيل؛ أو ضرورة الإيمان بالرب يسوع المسيح الذي هو قوام الكرازة وجوهرها.

ومن الضروري أن نُقرِّر أن الملجأ الروحي الوحيد للخاطئ هو الرب يسوع المسيح، الذي هو رئيس الكهنة الأعظم الممسوح مُخلِّصاً وفادياً للعالم أجمع. فهو ”الطريق والحق والحياة“، ولا خلاص بدونه. وأول ما يجب علينا أن نعلمه كخطاة هو أن نهرب إلى المسيح من أجل حياتنا، مثلما يهرب الإنسان لحياته من بيتٍ آيل للسقوط، أو من مدينة مُعرضة للهلاك، ومثلما هرب لوط من سَدوم وأَخذَه الملاكان وشدُّوه بيده لينجو من الهلاك ليلجأ إلى مدن السهل.

وكما أُزيلت كل العوائق من طريق القاتل الهارب إلى مدينة الملجأ، وأُصلِحت ومُهِّدَت السُّبُل المؤدِّية إليها، وصارت سهلة وواضحة كل الوضوح؛ كذلك صار المجيء إلى المسيح والإيمان به سهلاً ومتاحاً للجميع، وأصبح الهروب إليه مُهيَّأً لأي خاطئ بصورة مُذهلة تُحيِّرنا، ولا تجعل لأيِّ إنسانٍ مهما كانت خطيته عُذراً يمنعه من الالتجاء إليه. فهو القائل: «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثَّقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم» (مت 11: 28). وكذلك قوله: «لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب بل المرضى... لأني لم آتِ لأدعو أبراراً بل خطاةً إلى التوبة» (مت 9: 13،12).

وكما كان على القاتل اللاجئ إلى مدينة الملجأ أن يبقى فيها ولا يبرحها قط إلى حين موت رئيس الكهنة، وإن تركها يُعرِّض نفسه لملاحقة وليِّ الدم؛ فإنَّ الخاطئ أيضاً الذي يأتي إلى المسيح عليه أن يبقى ثابتاً فيه حتى يظل في أمان، لأنه إن تركه فهو يُعرِّض نفسه للموت. لذلك يقول المسيح: «أنا الكرمة وأنتم الأغصان. الذي يثبت فيَّ وأنا فيه، هذا يأتي بثمرٍ كثير. لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً. إن كان أحدٌ لا يثبت فيَّ يُطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق» (يو 15: 6،5).

إلاَّ أنه يجب أن نُلاحظ هذا الفرق بين مدن الملجأ والرب يسوع ملجأنا الروحي في نقطتين هما:

1. مدينة الملجأ متاحة فقط لأيِّ قاتل عن غير عَمْد. أما «إذا كان إنسانٌ مُبغِضاً لصاحبه فكَمَنَ له وقام عليه وضربه ضربةً قاتلة فمات، ثم هرب إلى إحدى تلك المدن، يُرسل شيوخ مدينته ويأخذونه من هناك، ويدفعونه إلى يد وَليِّ الدم فيموت» (تث 19: 12،11). أما مسيحنا ومدينة ملجأنا الرب يسوع، فهو قادرٌ أن يُخلِّصنا كل حين وعلى أيِّ حال وإلى التمام، شريطة أن نندم ونتوب ونعترف بخطايانا ونلجأ إليه، كما فعل اللص اليمين الذي اعترف قائلاً: «أمَّا نحن فبعدلٍ (حُكِمَ علينا بالموت)، لأننا ننال استحقاق ما فعلنا؛ وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محلِّه. ثم قال ليسوع: اذكرني يا رب متى جئتَ في ملكوتك. فقال له يسوع: الحقَّ أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لو 23: 41-43).

2. كما أنه على القاتل عن غير عَمْدٍ أنْ يبقى في مدينة الملجأ إلى حين موت رئيس الكهنة؛ أمَّا رئيس كهنتنا الأعظم فهو حيٌّ وقائمٌ كل حين يشفع فينا، لأنه «بعدما قُدِّم مرَّةً لكي يحمل خطايا كثيرين، سيظهر ثانيةً بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه» (عب 9: 28).

(يتبع)

(1) دراسة الكتاب المقدس، سفر التثنية، عدد يونية 2008، ص 29.

(2) Jerome, Against the Pelagians 1.33, FC 53: 279.

(3) Gregory the Great, Pastoral Care 2.10, ACW 11: 86.