في التجربة على الجبل

للقديس كيرلس الكبير

عمود الدين(1)

??(??

? «أما يسوع فرجع من الأُردن مُمتلئاً من الروح القدس، وكان يُقتاد بالروح في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من إبليس. ولم يأكل شيئاً في تلك الأيام. ولَمَّا تمَّت جاع أخيراً» (لو 4: 2،1).

كان ينبغي لذاك الذي أهبط نفسه إلى الإخلاء الإرادي، أن يتصدَّى عنَّا ويتجرَّد من أجلنا للحرب مع الشيطان الذي كان غالباً لنا في القديم، حتى يُظهِر بذلك أننا نلنا نصيباً من امتلائه الخاص، ويكشف لنا أننا نحن الذين مرضنا في آدم، قد نلنا عافية روحية في المسيح، لأنَّ فيه بطلت عوامل السُّقْم سواء الجسدية منها أو النفسية، تلك التي أصابت الطبيعة البشرية بالإنسان الأول (آدم).

فكما أننا بإطاعته (أي بإطاعة المسيح) قد جُعلنا نحن الكثيرين أبراراً، رغم الحُكْم الذي أصابنا بسبب عصيان ذاك (آدم)؛ هكذا أيضاً تماماً بواسطة الصحة الروحية التي أدركناها في المسيح، قد تخلَّصنا من الضرر الناتج من الضعفات الأولى.

فنحن، إذن، الذين غُلبنا في آدم، قد انتصرنا في المسيح. فقد انتصب للقتال من أجلنا كإنسان، وغلب كإله، وتجرَّب، وكواحد منَّا وثب عليه الشيطان متخيِّلاً أنَّ ضعف الجسد حافزٌ له لكي يُحاربه مُجرِّباً إيَّاه. غير أنه (أي الشيطان) انصرف مخزيّاً بعد أن اقتنت طبيعة الإنسان في المسيح ناموساً جديداً عِوَض ناموس الخطية الذي كان قبلاً هائجاً في الجسد، ثم صار مُماتاً فيه، حيث أنه بَطُل في المسيح.

فبعد أن صام الرب مدة كافية، وبقوة إلهية، حفظ جسده بلا فناء، بدون طعام ولا شراب؛ بالكاد أخيراً سمح للجسد أن يحسَّ بما يخصُّه. فقد قيل عنه إنه جاع. ولأي سبب؟ لكي بكِلا الاثنين (أي بالصوم وحفظ الجسد بلا فناء) يُستعلَن بـإبداع أنه - في نفس الوقت - إله وإنسان، وهـو واحد بعينه المُستعلَن إلهياً من أجلنا وبشرياً مثلنا.

فقد انصرف إلى البرية، وقدَّم الجهاد، ليس على مستوى جسدي. فإنه امتنع عن الشراب وعن الطعام اللازمَيْن للجسد، واستمر في الصوم بقوة الروح إلى درجة تفوق طبيعتنا.

? ثم تأمَّل أيضاً ما يلي، لأنَّ قوة هذا التأمُّل من أنفع ما يمكن لنا:

إنه لم يُجرَّب قبل المعمودية المقدسة، بل ولم يُقتاد أيضاً بالروح إلى البرية قبلها، وبذلك وضع لنا المثال.

فالذين لم يعتمدوا، ليس لهم قدرة على أن يحتملوا بصمود هجمات الشيطان المُجرِّب، إذ أنها تكون عسرة الفهم.

وبمعنى آخر ليس لهم قدرة على أن يُقتادوا روحياً. فإنَّ الزمن المناسب لمثل هذا السلوك القويم المستنير، إنما هو الزمن الآتي بعد المعمودية المقدسة.

فإننا نحن حينما نتشدَّد هكذا بشركة الروح القدس، ونُختَم بالنعمة التي من فوق؛ نستعيد عافيتنا الروحية، ونصير صامدين أمام الشيطان، ونقضي حياتنا بقوة الروح، معتزلين عن كل اهتمام عالمي، وكأننا خارجون إلى البرية.

وبينما كان قليلاً لدى ”الكلمة“ القادر على كل شيء أن يغلب الشيطان، فإنه لنا أمرٌ عظيم أن نحصل على هذه الغلبة بفعل تجسُّده، ونتجدَّد إلى عدم الفساد.

فكما أننا بقيامته من بين الأموات قد صرنا غالبين الفساد؛ هكذا أيضاً بنصرته في التجربة قد صرنا في حال الانتصار.

**************************************************************************************************

اقرأ بمناسبة الصوم الأربعيني المقدس للأب متى المسكين

الصوم الأربعيني المقدس 8 جنيهات

التوبة جنيهان

التوبة والنسك في الإنجيل 4 جنيهات

الصوم الأربعيني - تاريخ الطقس جنيه واحد

صوم جماعي وتوبة جماعية جنيهان

الصوم المقدس وثماره المشتهاة جنيه واحد

رسالة إلى الرهبان جنيه واحد

هجرة المسيحي إلى الله 10 جنيهات

تُطلب من:

دار مجلة مرقس

القاهرة: 28 شارع شبرا - تليفون 25770614

الإسكندرية: 8 شارع جرين - محرم بك - تليفون 4952740

أو من مكتبة الدير

أو عن طريق موقع الدير على الإنترنت:

www.stmacariusmonastery.org

**************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis
(1) عن كتابه: ”الإيمان القويم“ 36. وهذه الأقوال مُترجمة عن النص اليوناني في مجموعة ”الباترولوجيا جريكا“ - المجلد 76 - عمود 1384،1381. ?? ?? ?? ?? 22 - مجلة مرقس مارس 2013 مجلة مرقس مارس 2013 - 21 2 - مجلة مرقس مارس 2013 مجلة مرقس مارس 2013 - 23 14 - مجلة مرقس مارس 2008 مجلة مرقس مارس 2008 - 15