دعوة لتجديد العهد مع الله
|
|
|
مثلما رأينا في المقال السابق (عدد فبراير 2011، ص16) أن التعفُّف وضبط النفس يحتاج إلى الصبر لكي يُثمر ويتكلَّل؛ نتعلَّم هنا من نفس الآية التي قالها بطرس الرسول، إنَّ الصبر يلزم أن تحرسه التقوى لكي يبقى مُثمراً إلى النهاية، لذلك أضاف قائلاً: «وفي الصبر تقوى».
ولكن، ما هو المقصود بالتقوى؟
+ مفهوم التقوى في العهد القديم هو مخافة الله. والمقصود بمخافة الله أن لا تنسى علاقتك بالله الذي خلقك على صورته، وأحبَّك، وخلَّصك برحمته؛ وهو يغار عليك غيرة شديدة بسبب حبِّه لك، ولا يطيق أن تتعبَّد أو تُستعبَد لإله غيره: «لأن الرب إلهك هو نارٌ آكلة، إله غيور» (تث 4: 24). وقد أقام الله مع شعبه عهداً أن يكون له ويحفظ وصاياه، وذلك لخيره. لذلك يقول موسى النبي: «ماذا يطلب منك الرب إلهك؟ إلاَّ أن تتَّقي الرب إلهك، لتسلك في جميع طرقه، وتحبَّه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك، وتحفظ وصايا الرب وفرائضه التي أنا أُوصيك بها اليوم لخيرك» (تث 10: 13،12).
إذن، مخافة الله هي توقير واعٍ لله وتقدير لمحبته الفائقة، وذلك بالسلوك في كل طرقه وحِفظ وصاياه، والإخلاص في عبادته، والولاء الكامل غير المنقسم له ولعهده الذي قطعه الله مع شعبه. وهكذا يتضح أن تقوى الإنسان لله في العهد القديم هي مزيج متجانس من مخافته وحبِّه معاً، فبدون مخافته والإخلاص له وحِفظ وصاياه لا يمكن محبته. ويـؤكِّد ذلك قوله لهم أيضاً: «فأحبب الرب إلهك، واحفظ حقوقه وفرائضه وأحكامه ووصاياه كل الأيام» (تث 11: 1).
لذلك يُكرر موسى النبي توصيته لشعب الله في سفر التثنية أيضاً قائلاً: «الرب إلهك تتَّقي، إيَّاه تعبُد، وبه تلتصق، وباسمه تحلف. هو فخرك، وهو إلهك الذي صنع معك تلك العظائم والمخاوف التي أبصرتها عيناك» (تث 10: 21،20). وأيضاً قوله: «وراء الرب إلهكم تسيرون، وإيَّاه تتَّقون، ووصاياه تحفظون، وصوته تسمعون، وإيَّاه تعبدون، وبه تلتصقون» (تث 13: 4).
+ أما مفهوم التقوى في العهد الجديد، فيتضح من قول بولس الرسول: «وبالإجماع، عظيمٌ هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد، تبرَّر في الروح، تراءى لملائكة، كُرِز به بين الأُمم، أومِن به في العالم، رُفِعَ في المجد» (1تي 3: 16). وهكذا رفع بولس الرسول التقوى إلى مقام السرِّ، وربطها بسرِّ تجسُّد الله الكلمة، الذي أخذ الذي لنا لكي يُعطينا الذي له، والذي بتنازُله إلينا رفعنا إلى علوِّ مجده. فأصبحت التقوى في مفهومها الجديد هي الحرص على تحقيق حضور الله في داخل الإنسان: «ليحلَّ المسيح بالإيمان في قلوبكم» (أف 3: 17)، «أنتم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم» (1كو 3: 16).
وفي هذا يقول أيضاً بطرس الرسول: «كما أنَّ قدرته الإلهية قد وَهَبتْ لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وَهَبَ لنا المواعيد العُظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية، هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بط 1: 4،3). فالله بقدرته الإلهية قد وَهَبَ لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الرب يسوع المسيح، الذي «اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قدِّيسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبنِّي بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرَّة مشيئته» (أف 1: 5،4).
وللقديس إيرينيئوس (130-200م) قولٌ يشرح فيه كيف تدرَّجت التقوى في العهد القديم إلى مفهومها الجديد في عهد النعمة، فيقول:
[«فالآن، يا إسرائيل، ماذا يطلب منك الرب إلهك إلاَّ أن تتَّقي الربَّ إلهك، لتسلك في كل طرقه، وتحبه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك» (تث 10: 12). فالآن، هذه هي الأمور التي تجعل الإنسان بالحقيقة مُمجَّداً، بحصوله على ما هو في احتياجٍ إليه، أعني محبة الله والالتصاق به. وأما الله نفسه فلن ينتفع منها شيئاً، لأن الله ليس في حاجة إطلاقاً إلى محبة الإنسان. إنما مجد الله هو الذي يحتاجه الإنسان، ولا يقدر أن يناله بطريق آخر سوى خدمة الله وعبادته. لذلك يقول لهم موسى أيضاً: «فاخْتَر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك؛ إذ تحب الرب إلهك، وتسمع لصوته، وتلتصق به، لأنه هو حياتك، والذي يُطيل أيامك» (تث 30: 20،19). ولكي يعدَّ الرب الإنسان لهذه الحياة، تكلَّم هو بنفسه وبصوته لكل الجمع معاً بكلمات الوصايا العشر، التي ظلَّت هكذا بنصِّها مستمرة وباقية معنا، إذ تقبلناها منه بواسطة مجيئه بالجسد في سموِّها واكتمالها، وليس بنقضها وإبطالها.
ومع ذلك، فإن قوانين العبودية، قد زيدت واحدة فواحدة للشعب بواسطة موسى، إذ كانت مناسبة لتعليمهم وتأديبهم، كما أعلن موسى نفسه: «وإيَّاي أَمَرَ الرب في ذلك الوقت أن أُعلِّمكم فرائض وأحكاماً» (تث 4: 14). هذه الأمور، إذن، التي أُعطيت لهم لضبطهم، ولكي تكون علامةً لهم، أبطلها الرب بالعهد الجديد الذي للحرية. ولكنه أضاف ووسَّع تلك القوانين، التي هي كائنة أصلاً بالطبيعة، وذات قصد نبيل، وهي عامة للجميع، مانحاً إيَّاها للبشر بسخاء وبلا أي عائق، وذلك بواسطة التبنِّي، لكي يعرفوا الله الآب، ويحبوه من كل القلب، ويتبعوا كلمته بلا انحراف؛ وذلك بامتناعهم، ليس فقط عن الأعمال الشريرة، وإنما عن الشهوات التي تؤدِّي إليها...](1).
ويقول أيضاً القديس فيلوكسينوس (منتصف القرن الخامس وأوائل القرن السادس) في هذا الصدد:
[خوف الله (= تقواه) يولد من الإيمان، ويكون بعد ذلك حافظاً له. لأن الذي يؤمن بالله يحلُّ فيه خوف الله، ويكون متيقظاً وحافظاً لجميع الوصايا. وإذا لم يوجد الحب، فالخوف يحفظ الوصايا. وكل وصية تُحْفَظ بثلاثة طرق: إما عن خوف، أو لأجل مكافأة، أو عن حبٍّ. فالأول: الخوف، والثاني: الوعد بالعطايا، والثالث: الحب الحقيقي. الأول أعني الخوف هو للعبيد، والثاني للأُجراء، والثالث للروحانيين الصدِّيقين...
إلى أن ظهر المسيح على الأرض وأتى بالحب للعالم، كانت الناس تتدبَّر بالخوف؛ هكذا إلى أن يظهر المسيح للإنسان في نفسه ينبغي أن يتدبَّر بالخوف. وإن كان ربنا بنعمته قد دعانا بنين، لكن باتضاعٍ ينبغي لنا نحن أن نثبُت في خوف الله. وكما يأخذ الإنسان العامل أُجرته بعد العمل، هكذا يُذيقنا ربنا حلاوة حبِّه بعد العمل بالخوف. ومن هذا المذاق يكون الفرح (كقول المزمور: «ليفرح قلبي عند خوفه من اسمك» - مز 86: 11 سبعينية)، وعند ذلك نقوم بثقة البنين. والقيام في الحب التام هو النقاء من جميع الشرور. وكمال كل صلاح، الذي هو ربنا يسوع المسيح، لا يُعطي غِنَى الحب إلاَّ إذا عرف أنَّ الإنسان يستحقه، لأن الحب يلد الثقة...](2).
كما يقول الأب متى المسكين في كلمةٍ له عن مخافة الله(3)، نُلخِّصها كالآتي:
[... كل محبة بدون مخافة، لا تعيش ولا تقوم... الله في العهد القديم أراد أن يُرسِّخ في ذهن البشرية أن أهم ما يربطه بالإنسان وما يربط الإنسان به هو ”المخافة“...
وفي العهد الجديد كلَّل المخافة بالمحبة. جاء المسيح وأعلن لنا عن حُبِّ الآب، الحب الباذل الذي رأيناه على الصليب. هذه المحبة التي أعلنها الآب في العهد الجديد في شخص يسوع، لا يمكن أن تُبنَى إلاَّ على المخافة... وعلاقة المخافة تظهر في الإحساس بالخطية... وبقدر الحساسية بالخطيئة في القلب، بقدر وجود خوف الله فيه...
مخافة الله تُرسِّخ فيَّ توقير صورة الله في الآخر أيّاً كان دينه أو معتقده... فإذا كنتُ أخاف الله حقّاً، فإني أخاف أن أُسيء إلى صورة الله في أيِّ إنسان مهما اختلف عني في مبادئه واعتقاده. الخطايا الصغيرة تُبدِّد مخافة الله من القلب، لكن مخافة الله يستحيل أن تغادر القلب نهائياً... لذلك فالمطلوب منا أن نستعيد القدرة على مواجهة الخطايا الصغيرة، وذلك بالخشوع والاعتراف المباشر الفوري أمام الله عن كل هفوة صغيرة وكبيرة، حتى يستعيد القلب والضمير حساسيته للخطية، حتى تعود مخافة الله لتأخذ مجالها في القلب، ولكن ليس بدون إضرام الحب الإلهي في القلب... لأن المحبة تتشكَّل على المخافة، والنفس عندما تُبنَى على المخافة، فإنَّ محبة الله تملأ الهيكل. وعندما تكون العلاقة بيننا وبين الله، كخالق، حيَّة وصحيحة، فإن المحبة تأخذ مجراها الصحيح مثل الفخَّاري الذي يضع ملامحه فينا...
فالرب، كخالق، يخلقنا على صورته في البر وقداسة الحق... ولكن هذه الصورة البهيَّة تحتاج إلى تعب كثير... لا تتعجَّل الله أبداً، لأننا وضعنا أنفسنا تحت يد الحبيب المصلوب، فلا تنتظر أن يضع صورة مجده وآلامه في وقت بسيط... فمن المستحيل أن نأخذ صورة المسيح الابن، إن لم نكن طيِّعين تحت يد الآب...].
ترويض النفس على التقوى ومخافة الله:
يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: «روِّض نفسك للتقوى. لأن الرياضة الجسدية نافعة لقليل، ولكن التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة» (1تي 4: 8،7).
إذن، فالتقوى تحتاج إلى ترويض وفحص للنفس، ومراجعة مستمرة لضمائرنا. فلابد أن نراجع أنفسنا كل يوم، ونكشف خطايانا وهفواتنا في نور كلمة الله وفي حضرته، ونصرخ أمامه من كل قلوبنا قائلين: «من أجل اسمك يارب اغفر لي خطيئتي، لأنها كثيرة» (مز 25: 11)، وأيضاً قول المزمور: «الهفوات مَن يشعر بها، من الخطايا المستترة يا رب طهِّرني» (مز 19: 12)، وأيضاً قوله: «سمِّر خوفك في لحمي، لأني من أحكامك جزعتُ» (مز 119: 120)، وأيضاً قوله: «ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، حسب كثرة رأفتك امحُ معاصيَّ. اغسلني كثيراً من إثمي، ومن خطيتي طهِّرني. لأني عارف بإثمي، وخطيتي أمامي كل حين. لك وحدك أخطأتُ، والشر قدَّامك صنعتُ» (مز 51: 1-4).
إن لم نصرخ هكذا أمام الله بقلوب موجوعة نادمة على خطايانا الخفية والظاهرة، التي عملناها بإرادتنا والتي عملناها بغير إرادتنا، التي عملناها بمعرفة والتي عملناها بغير معرفة، ونكرِّر طلباتنا وتوسُّلاتنا إلى الله كل يوم؛ فإننا لن نحظى بهذا الاختبار العجيب الذي تكلَّم عنه بولس الرسول بخصوص ترويض النفس للتقوى، التي يقول عنها إنها نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة. أي أنه سينال النصرة والفرح الكامل هنا في الحياة الحاضرة، ويحظى بأكاليل الغلبة والمجد في الحياة الأبدية.
كما أن بولس الرسول يُخبرنا أيضاً عن اختبارٍ آخر عن التحام التقوى مع القناعة، فيقول: «وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة... فإن كان لنا قوتٌ وكسوةٌ فلنكتفِ بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربةٍ وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرَّة، تُغرِّق الناس في العَطَب والهلاك» (1تي 6: 6-9). ثم يُحذِّر تلميذه تيموثاوس عن تعظُّم المعيشة التي لا تتفق مع التقوى قائلاً: «وأما أنت يا إنسان الله، فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة» (1تي 6: 11).
ثم يُحذِّرنا مرة أخرى من هؤلاء الذين «لهم صورة التقوى، ولكنهم مُنكرون قوتها» (2تي 3: 5)، الذين يتظاهرون بالتقوى ولكنهم «يكونون مُحبِّين لأنفسهم، مُحبِّين للمال، مُتعظِّمين، مُستكبرين، مُجدِّفين، غير طائعين لوالديهم، غير شاكرين، دنسين، بلا حُنُوٍّ، بلا رِضى، ثالبين، عديمي النزاهة، شرسين، غير مُحبِّين للصلاح، خائنين، مُقتحِمين، مُتصلِّفين، مُحبِّين لِلَّذَّات دون محبة الله» (2تي 3: 1-4). فهو ينصح تلميذه تيموثاوس أن يعرِض عن هؤلاء، ويتمسَّك بـ «التعليم الذي هو حسب التقوى» (1تي 6: 3).
هذا وقد أكَّد الآباء على أهمية التقوى والسلوك بمخافة الله في الحياة الروحية. فيقول القديس أنبا أنطونيوس الكبير:
[«رأس الحكمة مخافة الله» (مز 111: 10؛ أم 1: 7). كما أن الضوء إذا دخل إلى بيت مُظلم طرد ظلمته وأناره؛ هكذا مخافة الله إذا دخلت قلب الإنسان طردت عنه الجهل، وعلَّمته كل الفضائل والحِكََم] (بستان الرهبان: فقرة 1).
[ليكن خوف الله بين أعينكم دائماً. واذكروا مَن يُميت ويُحيي، وابغضوا العالم وكل ما فيه من نياح الجسد، ولا تهتموا بهذه الحياة الفانية لتحبُّوا الله. واذكروا ما وعدتم به الله فإنه سوف يُطالبكم به في يوم الدينونة] (المرجع السابق: فقرة 14).
أما القديس مار إسحق السرياني، فيقول:
[كما أنه لا يمكن عبور النهر بلا سفينة، كذلك لا يمكن لأحد أن يعبُر إلى حبِّ الله بغير خوف الله. لأن التوبة هي السفينة، والمخافة هي مُدبِّرها (قبطانها)، والمحبة هي ميناء السلامة والكرامة، حيث يلقى المتعبون راحتهم، والعمَّالون المجاهدون نياحهم، والتجَّار ربحهم، حيث هناك الآب والابن والروح القدس الإله الواحد له المجد] (المرجع السابق: فقرة 132).
ونختم بقول للقديس مقاريوس الكبير:
[وإن كان الأمر يبدو لنا عسيراً بسبب صعوبة ممارسة الفضيلة، بل الأحرى بسبب مشورات العدو الماكرة، فها هو الرب يتحنَّن علينا ويطيل أناته مُترقِّباً رجوعنا. حتى وإن أخطأنا، فإنه يحتمل وينتظر توبتنا.
فإن كنا نحن نسقط، فهو من جانبه لا يستحي من أن يقبلنا إليه مرة أخرى. كما يقول النبي: «هل يسقط أحدٌ ولا يقوم، أو يرتد ولا يرجع؟» (إر 8: 4). فقط فلْنصحُ مقتنين نيةً صالحة، ولنرجع إليه بسرعة واستقامة، طالبين المعونة منه، وهو مستعدٌّ أن يُخلِّصنا، لأنه يرقب انحياز إرادتنا الحارة نحوه بأقصى قدرتنا، وكذلك أمانتنا وشوقنا اللذين بغرضٍ صالح، (وهذه هي التقوى ومخافة الله)، حتى يُحقِّق فينا كل نجاح.
فلنجتهد، إذن، أيها الأحباء، كأولاد الله، ولنخلع عنا كل هوى وكل كسل ورخاوة، ولنتشجَّع ونستعد لأن نتبعه، ولا نُسوِّف أيامنا يوماً بعد يوم مخدوعين من الشر، لأننا لا نعرف متى يكون خروجنا من الجسد](4).
(يتبع)
(1) St. Irenaeus, A.H., ANF, Vol. I, Book IV, Chap. XVI: 4,5.
(2) ”الآباء الحاذقون في العبادة“، الطبعة الأولى، ص 18-20.
(3) كلمة أُلقيت على الرهبان سنة 1976، وصدرت في كُتيب سنة 2009.
(4) العظات الروحية لأبينا القديس مقاريوس المصري، العظة الرابعة 6: 4 (مُترجمة عن اليونانية).