من تاريخ كنيستنا
- 56 -


الكنيسة القبطية في القرن العاشر
شخصيات قبطية رائدة
الأسقف ساويرس بن المقفَّع مؤرخ البطاركة
ومساعدوه الأربعة


«وأبواب الجحيم لن تقوى عليها»
(مت 16: 18)

مَن منَّا لم يسمع عن ابن المقفَّع(1) المؤرخ القبطي الشهير وكتابه المعروف: ”تاريخ البطاركة“؟
إن العمل العلمي الفريد قد تمَّ في فترة حالكة من تاريخ كنيستنا، فلم تكن هناك معاهد كنسية علمية، ولم يكن الأقباط في ذلك الحين (في أواخر القرن العاشر) يعيشون في سلام تام؛ لكن عزيمة الأنبا ساويرس بن المقفَّع أسقف الأشمونين ونشاط مساعديه الأربعة قد أتمَّت هذا العمل الفريد الذي مدحه وقدَّره المؤرخون والمستشرقون الذين بحثوا في التاريخ الكنسي القبطي فيما بعد.

وقصة تأليف هذا التاريخ تُبيِّن لنا جانباً رائعاً من جوانب التعاون العلمي المثمر بين علماء القبط في ذلك التاريخ. فساويرس بن المقفَّع لا يَنسِب هذا العمل كله لنفسه، فالحقيقة أن أربعة من باحثي التاريخ في ذلك الوقت قدَّموا له معاونة فعَّالة في إتمام هذا العمل. وعلى هذا نرى هذا المؤرخ الجليل يذكر في مقدمة تاريخه هذه الكلمات التي تنم عمَّا كان يتَّشح به هذا العالِم من تواضع جم، إذ يقول:

[وأنا مِمَّن لا يجب له أن يكتب بخط يده البائسة الفانية شيئاً من أخبارهم، فاستعنت بمَن أعلم استحقاقهم من الإخوة المسيحيين، وسألتهم مساعدتي على نقل ما وجدنا منها بالقلم (أي باللغة) القبطي واليوناني إلى القلم العربي، الذي هو اليوم معروف عند أهل هذا الزمان بإقليم ديار مصر، لانعدام اللسان القبطي واللسان اليوناني من أكثرهم].

أما هؤلاء الإخوة الأربعة فهم: الشماس ميخائيل بن بدير الدمنهوري (صار فيما بعد أسقفاً لمدينة تنِّيس)، الشماس بقيرة صاحب الصليب، الأخ تادرس الأمين، والقس يؤانس (المعروف بابن زكير).

صحبة مُباركة، وشركة في العمل العلمي:

ولقد كان ابن المقفَّع يُرسل مساعديه إلى أديرة وادي النطرون ودير نهيا (في غرب القاهرة) ودير تاودروس (بالفيوم) والدير الأبيض بسوهاج وغيرها من الأديرة، حيث تقبع هناك المخطوطات القبطية واليونانية، فيتولون نقل ما فيها من سِيَر وترجمتها إلى اللغة العربية، ثم يجتمعون معاً عند الأنبا ساويرس ويقومون بمراجعة المراجع والنصوص التي نقلوها بعضها على بعض ويتحققون من صحتها، ثم يُسجِّلونها في الكتاب ويختمون كل فصل بملاحظة قصيرة يُفهَم منها خُلاصة العمل العلمي الذي أتموه هم الخمسة متعاونين معاً.

ويذكر لنا تاريخ هذه الصحبة المباركة مثالاً لمثابرتهم على العمل الذي كُلِّفوا به في الأديرة لنقل سِيَر الآباء البطاركة من بين المخطوطات القديمة الموجودة هناك. فقد حدثت في تلك الآونة ظروف قاسية اضطرتهم للالتجاء إلى أحد الأديرة في برية شيهيت. وفي دير القديس يؤانس كاما بشيهيت اجتمع الأصدقاء الأربعة عند القديس إبسوس الراهب - وكان يُشجِّعهم على إتمام هذا العمل الجليل - وقضوا خمسة عشر يوماً في نسخ سِيَر البطاركة، فكانوا يسهرون حتى منتصف الليل ينسخون الكتب ويراجعونها بعضها على بعض.

وبالرغم من أنه في ذلك الوقت كان من الصعوبة بمكان تعلُّم اللغة العربية والاطِّلاع على أسرارها ومكنوناتها؛ إلاَّ أن لغة ساويرس بن المقفَّع كانت واضحة وعصرية وسليمة جداً. ويرجع هذا ولاشك إلى القديس الشيخ وضَّاح بن رجاء الذي كان يُلازم الأنبا ساويرس بن المقفَّع (وذلك بعد تنصُّره وتلقيبه باسم بولس بن رجاء) حيث كانا يتذاكران معاً ويفتشان في كتب الله ويُفسِّرانها. ومنه استطاع الأنبا ساويرس بن المقفَّع أن يستلم لغة عربية واضحة سليمة.

سر نجاح هذه الصحبة المباركة:

ولا شكَّ أن العامل الأول الذي كان له الأثر في نجاح هذا العمل المبارك هو تلك الصلة القوية التي ارتبط بها كل واحد، مِمَّن قاموا به، بالكنيسة مصدر حياتهم ومنبع إلهامهم. إن الإلهام الأصيل الذي يُعَد الخطوة الأولى لتكوين العلم بالمعنى الصحيح، لا ينبع إلاَّ في نفس قبطية أصيلة تريد أن تنفُذ إلى الأساس الحقيقي لتاريخها وحضارتها، وتحاول الكشف عـن سرِّها والوصول إلى حقيقة ذاتها. وهكذا نجح هذا العمل الرائع لأنه نبع من نفوس قبطية أصيلة بدأت حياتها وكوَّنت شخصياتها المميزة من أمام المذبح وبين جدران الكنيسة.

وهذا الطابع المميز لشخصية المؤرخ القبطي ابن المقفَّع ولشخصيات زملائه الأربعة هو ما نريد أن نستوضحه من عرضنا لسيرهم وتواريخ حياتهم فيما بعد:

1. الأسقف ساويرس بن المقفَّع

اسمه الكامل ”أبو بشر ساويرس بن المقفَّع“ الكاتب المصري القبطي وأسقف الأشمونين.

مدينة الأشمونين لها ذِكر في التاريخ القديم:

والمدينة التي عاش فيها ساويرس لها ماضٍ كنسي مجيد. لقد زارتها العائلة المقدسة في أثناء إقامتها بمصر كما جاء في سنكسار 24 بشنس. وكان لها أسقف عالِم جليل هو أندراوس الأشموني، كان من بين الأساقفة الذين حضروا مجمع أفسس سنة 431م. ولقد ظلَّت الأشمونين زمناً طويلاً مركزاً للأسقفية. هذه هي البيئة التي عاش فيها ساويرس الجزء الأكبر من حياته، أرض تقدَّست بعبور رب المجد عليها وأبروشية رعاها من قبل أسقف ساهم بقسط وافر في قرارات مجمع مسكوني عظيم، كما أنها كانت مركزاً رئيسياً للرعاية والتعليم في الكنيسة.

شخصية الأسقف ساويرس ابن المقفَّع:

ولقد كان ساويرس متضلعاً في علوم الكنيسة ومعتقداتها وطقوسها. وكان إلى جانب ذلك رجلاً فاضلاً تقياً. درس التاريخ الكنسي دراسة وافية، وكان من بين العلماء العاملين الذين خلَّفوا وراءهم ثروة ثقافية كنسية لا تُقدَّر. لقد ألَّف كتباً عديدة في الدين والعقائد الأرثوذكسية ولم يألُ جهداً في الدفاع المستميت عنها ضد أكاذيب خصمَي الكنيسة العنيدَين في ذلك الوقت: أفتيخوس بطريـرك الملكيين بمصر، ويعقوب ابن كلس الوزير اليهودي للخليفة المعز لدين الله. ولقد عدَّد أحد المؤرخين الحديثين (المتنيح الأستاذ كامل صالح نخلة) عدد مؤلَّفات هذا الرجل فبلغت 38 كتاباً غير تلك التي فُقدت.

ولقد كان ساويرس راسخ القدم في اللغتين القبطية واليونانية، ولطالما أظهر للأقباط المعاصرين له شدة أسفه لتفريطهم في لغتهم الأصلية وانصرافهم عنها إلى اللغة العربية بحكم وظائفهم في الدواوين.

أما صفات ساويرس فيقولون عنه إنه كان سريع البديهة، طلق اللسان، قوي الحجة. كانت له وقفات مشهورة للدفاع عن المسيحيين ولإثبات أنهم ليسوا على ما كان يفتري به عليهم الوزير اليهودي يعقوب بن كلس.

2. الراهب الشماس ميخائيل بن بدير الدمنهوري

كان في طفولته ابناً لأحد النجَّارين الأقباط المتدينين. وتعلَّم ميخائيل صناعة النجارة من أبيه، لكنه حين ترعرع وكبر اشتاق إلى حياة الرهبنة، فتوجَّه إلى دير أنبا مقار وترهب هناك.

وقد سيم أسقفاً في عهد البابا خرسطوذولوس على مدينة تنيس، واختير ليكون كاتباً للبطريرك ولسينوديقا الكرسي المرقسي في آنٍ واحد. وكاتب السينوديقا كان يعمل كسكرتير لجلسات المجمع الإكليريكي، وحين رسامة بطريرك جديد كان يتولَّى كتابة وتسجيل اعتراف البطريرك بالأمانة الأرثوذكسية وحملها إلى بطريرك الكرسي الأنطاكي كمظهر للوحدة الإيمانية التي تربط الكنيستين الإسكندرية والأنطاكية.

لقد كان الأنبا ميخائيل كاتباً للسينوديقا، وقد حمل وثيقة الأمانة الأرثوذكسية التي كتبها البابا خرسطوذولوس إلى البطريرك يوحنا الأنطاكي، وسار بها مع أنبا غبريال أسقف صا إلى كرسي أنطاكية. وحين عاد من هناك كان قد حمل معه بعض أخبار الكرسي الأنطاكي فدوَّنها في كتاب تاريخ البطاركة مع سيرة البابا زخارياس.

وفي سيرة البابا فيلوثاوس البطريرك الثالث والستين نُطالِع قصة ممتعة غريبة عن رجل اسمه الشيخ وضَّاح كان يضطهد المسيحيين، لكنه بمعجزة تنصَّر وترهب وجاهد الجهاد الحسن وصار اسمه فيما بعد بولس. ولقد دوَّن الأنبا ميخائيل هذه القصة من أولها إلى آخرها نقلاً عن الشماس تادرس بن مينا المنوفي الذي كان صديقاً للشماس ميخائيل.

لقد كان الأسقف ميخائيل دائم النشاط والعمل، وبحكم عمله في الكنيسة ككاتب لسينوديقا الكرسي البطريركي كان دائم الاتصال بأبناء الكنيسة ورجال المعرفة منهم، آخذاً من هذا خبراً ومن ذاك سيرة عطرة، مُسجِّلاً كل هذا عنده لحين اجتماعه مع زملائه الثلاثة ورائدهم ابن المقفَّع لتسجيله في كتاب ”تاريخ البطاركة“.

وقد كتب ميخائيل سيرة عشرة بطاركة (من البابا خائيل السادس والخمسين في عداد البطاركة إلى البابا سانوتيوس الخامس والستين). وجاء على لسانه في سيرة البابا سانوتيوس الثاني هذه العبارة: ”وتنيح (أي البابا سانوتيوس) وأنا عنده جالسٌ وغمَّضتُ عينيه بيدي. واجتمعنا للصلاة، ودفنَّاه في الكنيسة الكبرى بدمروا“، إلى أن قال: ”وكمل استحقاق هذه السيرة في اليوم الخامس والعشرين من بشنس سنة 767 للشهداء الأبرار، بقدر ما وصلت معرفتي إليه لتكون تذكاراً لي عند مَن يقرأه، وهذه السيرة كُتِبَت بعد وفاة ساويرس“.

3. الشماس بقيرة الملقب بصاحب الصليب

ولهذا اللقب قصة: لقد كان ذا حماس زائد، وكان كاتباً بالديوان، لكنه ترك العمل الحكومي وحمل صليباً ومضى إلى قصر الحاكم بأمر الله وصاح أمام باب القصر منادياً بأن المسيح ابن الله، فأمر الحاكم بأمر الله بطرحه في الحبس حيث شُدَّ إلى وتدٍ كبير مضروب على الأرض.

وفي الحبس زاره مهندس قبطي اسمه مينا كان رئيساً على النشَّارين، وكان قريباً للشماس ميخائيل، وبحكم مركزه استطاع أن يزور بقيرة. وحين دخل عليه، وجده قائماً يُصلِّي وبيده كراسة صغيرة ووجهه إلى الشرق، بينما هو مربوطٌ في الوتد. فابتهج بقيرة برؤيته وأنبأ المهندس مينا بأن الحاكم سيُفرج عنه، وكلَّفه بإبلاغ هذا الخبر إلى أسرته. وخرج بقيرة فعلاً من الحبس.

كانت موهبة الشماس بقيرة خدمة ”إخوة المسيح الأصاغر“، وكان بدافع من محبته للآخرين يبتكر كل وسيلة لخدمتهم خدمة نافعة مُجدية.

كان يفتقد المحبوسين ويواسيهم، ويحمل إليهم ما يحتاجون إليه. أما المحجوزون على ذمة الأموال فكان يضمنهم ويُخرجهم من الاعتقال، ويجمع من الأغنياء ما يقوم بسدِّ هذه الديون. وكان يقوم بتقديم القوت الكافي للإخوة المعوزين كل يوم. ومع كل ذلك، كان يُلازم الأصوام والصلوات طوال لياليه.

وكان عمله الذي اختاره لنفسه بعد تركه الديوان، دكاناً للقمح والأطعمة. وكان يوزِّع منها على الفقراء. وإحسانه وصدقته لم يقتصرا على خدمة الأفراد فحسب، بل خدم الكنيسة أيضاً بها. لقد ذكر أسقف فوه في تاريخه لسيرة البابا زخارياس أن أحد الأمراء أخذ رأس مار مرقس الرسول وأتى بها إلى مصر، فأخذها منه بقيرة وأعطاه عنها 300 دينار، وأرسلها إلى البطريرك زخارياس بدير أبي مقار.

وقد كانت الصداقة متينة بين بقيرة وميخائيل. وكان السبب في تعرُّفهما هو المهندس القبطي مينا رئيس النشَّارين في الدولة، الذي كان خال الشماس ميخائيل؛ ومن ناحية أخرى، كان صديقاً للشماس بقيرة. وكان ميخائيل يُشاهد بقيرة كثيراً عند خاله مينا، وكان يلحظه وهو قائمٌ يُصلِّي حتى الصباح بينما جميع مَن في المنزل نيام. لهذا أحب ميخائيل بقيرة وصار صديقاً حميماً له.

ولقد كرَّس بقيرة حياته لِمَا فيه خلاص نفسه وخلاص إخوته بالأعمال الصالحة، تلك التي تعذَّر على الشماس ميخائيل تعدادها، فاقتصر على ذِكر اليسير منها.

4. القس زكير

اسمه بالكامل ”القس يؤانس“ المعروف ”بابن زكير“ رئيس دير نهيا وصديق القديس إبسوس الراهب الذي كان يحتضن الإخوة المؤرخين ويُحمِّسهم لإتمـام العمل. ولم يُعثر في كُتب سـِيَر البطاركة عـن هـذا القس الشيء الكثير خلاف هذا.

5. الأخ تادرس الأمين

هو رابع هذه الصحبة المباركة (التي لازمت الأنبا ساويرس). وقد لقَّبوه ”الأمين“ لأمانته ودقَّته فيما عُهِدَ إليه من الأعمال، خصوصاً حينما كان كاتباً للسينوديقا (قبل تولِّي الشماس ميخائيل هذا المنصب).

وقد كان الأخ تادرس الأمين موجوداً بكنيسة الشهيد بصدفا، وهي التي أقام فيها القديس بولس ابن رجاء في آخر أيام حياته بعد حياة مليئة بالجهاد والآلام من أجل المسيح. وهناك كان القديس بولس يقُص على الشماس تادرس الأمين تاريخ حياته واهتدائه وجهاده.

وتنيح القديس بولس هناك في هذه الكنيسة وقام تادرس بدفنه في الكنيسة. ثم سرد قصة هذا القديس للشماس ميخائيل الذي قام بتسجيلها مع سيرة البابا فيلوثاوس البطريرك الـ 63.

? هؤلاء شموع احترقت لتُنير لنا خبايا تاريخ مجيد لكنيسة مجيدة ذات تراث روحي ثمين. والتأريخ ليس بالعمل الهيِّن البسيط، ليس هو مجرد سرد قصص ووقائع وأحداث، لكنه عمل فني بحت به يُظهِر المؤرخ أن الحاضر الذي يكتنفنا، ونراه جيداً، إنما هو صادرٌ عن ماضٍ بعيد لا نراه، وأن الوقائع والأحداث البسيطة التي يُسجِّلها إنما تُكوِّن سلسلة متصلة يتعذَّر فصل حلقاتها عنها.

ونرى أن ابن المقفَّع قد أرَّخ الكنيسة هكذا. وسِيَر البطاركة التي سجَّلها صارت تُمثِّل صورة واحدة متكاملة لكنيسة المسيح المجاهدة التي عبرت في كل عصورها منذ القديس مرقس الرسول حتى عصر البابا سانوتيوس الثاني البطريرك الـ 65، عبرت على أزمنة ضيق واضطهاد وآلام، لكنها قاومت ورسخت، ثابتة على إيمانها مرتكزة على صخرة الدهور يسوع المسيح ربنا.

إن تاريخ البطاركة لابن المقفَّع ينبغي أن يُنشر كاملاً بكل أجزائه، حتى يطَّلع كل قبطي على هذا العمل التاريخي العظيم، ويتأثر بالفكرة الروحية التي أبرزها هذا الكتاب عن الكنيسة القبطية.

وتأريخ الكنيسة القبطية منذ عصر القديس مرقس البشير حتى يومنا هذا، عملٌ ينبغي أن يقوم به مؤرخ قبطي معاصر يربط فيه بين أحداث الكنيسة التي مرَّت بها في القرن التاسع عشر والقرن العشرين وحتى بدايات القرن الحادي والعشرين، وبين حلقات تاريخ الكنيسة العام قبل هذه القرون. ?

(يتبع)


اقرأ في مناسبة الصوم المقدس
للأب متى المسكين

الصوم الأربعيني المقدس 4 جنيهات

التوبة جنيه واحد

التوبة والنسك في الإنجيل 150 قرشاً

النعمة في العقيدة والحياة النسكية جنيه واحد

الصوم الأربعيني - تاريخ الطقس 50 قرشاً

صوم جماعي وتوبة جماعية 50 قرشاً

الصوم المقدس وثماره المشتهاة 50 قرشاً

رسالة إلى الرهبان 50 قرشاً


(1) أُطلِقَ عليه هذا اللقب لأنه شابه ابن المقفَّع الكاتب العربي (724-759م) الذي نقل تراث الهند إلى العربية؛ كذلك الأنبا ساويروس نقل التراث القبطي إلى اللغة العربية.
This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis