ثالثاً: إعداد الجيل الجديد لميراث أرض الموعد (26: 1-36: 13) 5 - مدن اللاويين ومدن الملجأ (35: 1-34) كان موسى في أيامه الأخيرة على الأرض، وقد أوشك أن يُفارق هذا العالم. ولكونه كان راعياً أميناً ومستأمناً من الرب، لذلك كان مُكلَّفاً من قِبَل الرب أن يرتِّب للشعب كل أمور إقامتهم في أرض الموعد قبل أن يرحل، رغم أنه لم يكن سيدخل هذه الأرض. فما أعظم هذا النبي الذي يَعدُّ العُرس لبني العُرس وهو يعلم أنه ليس له نصيب فيه، بل اكتفى بأن يفرح بفرح أولاده وسعادتهم في أرض ميراثهم. وبعد أن أعلمهم بحدود الأرض، وحدَّد لهم أسماء مَن سوف يقسمونها لهم، حسب كل ما أوصاه الرب به، نجده الآن يتقبَّل من الرب توجيهاته بخصوص وضع اللاويين بينهم، حيث إن الرب كان قد أوصى أن لا يُعطَى لسبط لاوي نصيب في الأرض بين بني إسرائيل (انظر عد 26: 62)، لأن «الرب هو نصيبه» (تث 10: 9). ولكن كان للرب تدبير خاص لهم بخصوص إقامتهم في الأرض بين إخوتهم: + «ثم كلَّم الربُّ موسى في عربات موآب على أُردن أريحا قائلاً: أَوْصِ بني إسرائيل أن يُعطوا اللاويين من نصيب مُلْكِهم مُدناً للسكن ومسارح للمدن حواليها تُعطون اللاويين، فتكون المدن لهم للسكن ومسارحها تكون لبهائمهم وأموالهم ولسائر حيواناتهم. ومسارح المدن التي تُعطون اللاويين تكون من سور المدينة إلى جهة الخارج ألف ذراع حواليها... والمدن التي تُعطون اللاويين تكون سِتٌّ منها مُدناً للملجإ، تعطونها لكي يهرب إليها القاتل، وفوقها تُعطون اثنتين وأربعين مدينة. جميع المدن التي تُعطون من مُلْك بني إسرائيل، من الكثير تُكثـِّرون ومن القليل تُقلِّلون. كل واحد حسب نصيبه الذي مَلَكَه يُعطي من مدنه للاَّويين» (عد 35: 1-8). يتضح لنا هنا أن الرب أفرز سبط لاوي ليحملوا تابوت عهد الرب، ولكي يقفوا أمام الرب ليخدموه ويباركوا اسمه، لأجل ذلك لم يكن للاوي قسم ولا نصيب مع إخوته في الأرض (انظر تث 10: 9،8)، لكي يكون كل همهم وفكرهم في خدمته وعبادته؛ إلاَّ أن الرب لم يتجاهل احتياجاتهم الأرضية، لأن الذي قال: «اطلبوا أولاً ملكوت الله وبرَّه» أضاف قائلاً: «وهذه كلها تُزاد لكم» (مت 6: 33). فهو إن كان يُطالب خدَّامه بأن لا يهتموا لحياتهم بما يأكلون وبما يشربون ولا لأجسادهم بما يلبسون، فهو أيضاً الذي أكَّد لنا أن أبانا السماوي يعلم أننا نحتاج إلى هذه كلها (انظر مت 6: 32،25). لذلك فقد رتَّب لهم الرب مع المدن التي يسكنونها ويعيشون داخلها، مسارح أي ضواحي حولها لكي تكون لبهائمهم وحيواناتهم ومخازن لأموالهم وغلات أرضهم. وهكذا فإن الله الذي لم يرضَ أن يشترك خدَّامه من بني لاوي مع باقي الشعب في ميراث أرضي، لم يتركهم بلا مدن يعيشون فيها، بل حدد لهم 48 مدينة في وسط مُلْك بني إسرائيل، بحيث ينتشرون بين كل الأسباط حسب تعدادهم. وهكذا يكونون مثل الملح المنتشر في الطعام، والنور المتواجد في كل مكان، تطبيقاً لقول الرب لتلاميذه: «أنتم ملح الأرض... أنتم نور العالم» (مت 5: 14،13). ذلك لأن مسئوليتهم في تعليم الشعب وتقديم الذبائح والمحرقات والنذور نيابة عن الشعب لله تستلزم انتشارهم في وسط الشعب، وإن كانت لهم مدنهم الخاصة التي تعني عدم اختلاطهم في حياتهم الخاصة مع بقية الشعب؛ فإنما ذلك لكي يحتفظوا بتكريسهم وتدقيقهم في حفظ وصايا الرب مترفعين عن كل ما يُدنِّس سيرتهم من شئون العالم وشهواته. لأن خادم الله إذا ما تلوَّثت حياته في الأخذ والعطاء مع أهل العالم، فكيف يمكنه أن يُعلِّم ويرشد ويصير قدوة للآخرين؟ وكما طلب الله من اللاويين أن يتخصَّصوا لخدمته ويتركوا ميراث الأرض، ولا يكون لهم نصيب فيها بين إخوتهم من الأسباط الأخرى، فقد طلب أيضاً من بقية الأسباط أن يعطوا اللاويين من ممتلكاتهم التي أخذوها بالقرعة من يد الرب، مدناً للكهنة واللاويين، وهكذا نجد كيف أن الرب كان يُعلِّم شعبه أن يعطوا من نصيبهم للذين تكرَّسوا لخدمة الرب. وكما كان قد أوصاهم سابقاً أن يعطوا العُشر من كل إنتاجهم للاَّويين (عد 18: 21-24)، فهو هنا يطلب منهم أن يفرزوا للاَّويين مدناً تتناسب مع نصيب كل سبط. ويحضرنا هنا قول للعلاَّمة أوريجانوس عن اللاويين الذين اتخذهم الرب خاصة له، ولم يُعطَوا ميراثاً في الأرض الموعودة مثل إخوتهم، لأن الرب هو نصيبهم، إذ يُعلِّق قائلاً: [إنه بينما أعطت القرعة لكل واحد نصيبه (في الأرض) وُجد أُناس لم ينالوا، هؤلاء هم اللاويون، الذين كانوا بلا توقُّف يخدمون الرب ساهرين الليل في الاهتمام بخدمتهم. كل هؤلاء لا ينالون قرعتهم مع الآخرين، لأن نصيبهم ليس على الأرض، بل إنهم يحسبون أن الرب نفسه هو نصيبهم وميراثهم... وإذ ليس لهم ميراث على الأرض يرتفعون إلى فوق نحو السماء. هناك يكونون مع الرب إلى الأبد في كلمته وحكمته ومعرفته، يشبعون ويتلذَّذون بحلاوته، ويكون هو غذاؤهم ومأواهم وغناهم ومملكتهم. هذا هو نصيبهم، وهذه هي ممتلكاتهم التي يعرفونها لأن الله هو ميراثهم الوحيد](1). مدن الملجأ: كانت المدن التي يُعطيها أسباط إسرائيل للاَّويين ثماني وأربعون مدينة مع مسارحها، إلاَّ أن الرب قد طلب أن يُخصَّص منها ست مدن للملجأ، لكي يهرب إليها القاتل. فما هو القصد من هذه المدن؟ هكذا يقول الرب: + «وكلَّم الربُّ موسى قائلاً: كلِّم بني إسرائيل وقُل لهم إنكم عابرون الأُردن إلى أرض كنعان. فتُعيِّنون لأنفسكم مدناً تكون مدنَ ملجإ لكم ليهرب إليها القاتل الذي قتل نفساً سهواً. فتكون لكم المدن ملجأً من الوَليِّ لكيلا يموت القاتل حتى يقف أمام الجماعة للقضاء. والمدن التي تُعطون تكون سِتَّ مدن ملجإ لكم. ثلاثاً من المدن تُعطون في عَبْر الأُردن، وثلاثاً من المدن تُعطون في أرض كنعان. مدن ملجإ تكون، لبني إسرائيل وللغريب وللمستوطن في وسطهم، تكون هذه السِّتُّ المدن للملجإ، لكي يهرب إليها كل مَـن قتل نفساً سهواً» (عد 35: 9-15). دُعِيَت هذه المدن ”مدن الملجأ“، لأنها جُعِلَت ليلجأ إليها القاتل سهواً حتى يُنظَر في أمره، والمقصود بالقتل السهو هو القتل بدون سبق إصرار أو تعمُّد، كما سيشرح لنا الوحي فيما بعد. وإذ يلتجئ القاتل إلى إحدى هذه المدن يكون في مأمن من وليِّ المقتول الذي قد ينتقم منه ويقتله، إلى أن يقف أمام القضاء ليفصل في أمره إن كان قد قتله عمداً أو سهواً. أما ”الوليُّ“ فهو أقرب شخص للمتوفي أو المقتول، مثل الأخ أو الأب أو العم أو ابن العم، وهكذا. وكان الوليُّ يُعتَبَر الوارث الذي له حق فكاك الأرض والممتلكات المُباعة أو المرهونة التي لقريبه الذي مات. كما كان من حقِّه أن يتزوج بامرأة قريبة المتوفي لكي يُقيم له نسلاً. وقد حدد الرب عدد مدن الملجأ ستّاً، منها ثلاث في عَبْر الأردن، أي في الضفة الشرقية من الأردن، في الأرض التي صارت ميراثاً لأسباط رأوبين وجاد ونصف سبط منسَّى. والثلاث مدن الأخرى في أرض كنعان، غرب الأردن، التي صارت ميراثاً لباقي الأسباط. وكانت حكمة الرب من ذلك أن تكون المدن موزَّعة توزيعاً منظَّماً في الأراضي، حتى يتسنَّى للقاتل أن يهرب إلى أقرب مدينة إليه. وقد نفَّذ يشوع أمر الرب بعد استقرارهم في أرض كنعان، فكانت المدن التي اختيرت للملجأ في غربي الأردن هي: قادش وشكيم وحبرون؛ أما المدن التي اختيرت للملجأ شرقي الأردن فكانت هي: باصر وراموت جلعاد وجولان (يش 20: 8،7). وقد توخوا في اختيارها أن يكون الوصول إليها سهلاً. فقد كان البُعد بين مدينة الملجأ وبين أي مكان قد يحدث فيه القتل لا يزيد عن ثلاثين ميلاً، بحيث يمكن للقاتل أن يقطعها في نصف يوم. وكانوا يضعون على مفارق الطرق المؤدية إلى مدينة الملجأ لافتات كُتِبَ عليها بالعبرية (مقلات مقلات) أي ”الملجأ، الملجأ“. كما أنهم أقاموا معابر أي كباري على كل نهر أو مجرى ماء يؤدي إلى هذه المدن. وقد شرح الوحي أيضاً سُبُل العناية بالطرق المؤدية إلى هذه المدن قائلاً: «تفرز لنفسك ثلاث مدن في وسط أرضك (أرض كنعان) التي يُعطيك الرب إلهك لتمتلكها، تصلح الطريق وتثلِّث تخوم أرضك التي يقسم لك الرب إلهك فتكون لكي يهرب إليها كل قاتل» (تث 19: 3،2). وقد خُصِّصت هذه المدن لحماية كل قاتل سهواً، سواء كان من اليهود أو الغرباء أو المستوطنين الساكنين في وسطهم. وهكذا يؤكِّد الوحي على ضرورة المساواة في تطبيق حقوق الإنسان، وإقامة العدل بين مختلف الشعوب والأجناس بلا تفرقة بسبب الجنس أو الدين. فمكانة النفس البشرية عند الله واحدة «لأن الله على صورته عمل الإنسان» (تك 9: 6). التفرقة بين القتل العمد والقتل السهو: + «إن ضربه بأداة حديد فمات فهو قاتلٌ، إن القاتل يُقتل. وإن ضربه بحجرِ يدٍ مِمَّا يُقتَل به فمات فهو قاتلٌ، إن القاتل يُقتل. أو ضربه بأداةِ يدٍ من خشب مِمَّا يُقتَل به فهو قاتلٌ، إن القاتل يُقتل. وليُّ الدم يَقتل القاتل، حين يُصادفه يَقتله. وإن دفعه ببُغضة أو ألقى عليه شيئاً بتعمُّدٍ فمات، أو ضربه بيده بعداوة فمات، فإنه يُقتل الضاربُ لأنه قاتلٌ. وليُّ الدم يَقتل القاتل حين يُصادفه. ولكن إن دفعه بغتةً بلا عداوة أو ألقى عليه أداةً ما بلا تعمُّد، أو حجراً ما مِمَّا يُقتَل به بلا رؤية، أسقطه عليه فمات وهو ليس عدوّاً له ولا طالباً أذيَّته، تقضي الجماعة بين القاتل وبين وليِّ الدم حسب هذه الأحكام. وتُنقِذ الجماعة القاتل من يد وليِّ الدم، وتردُّه الجماعة إلى مدينة ملجئه التي هرب إليها فيُقيم هناك إلى موت الكاهن العظيم الذي مُسِحَ بالدُّهن المقدس. ولكن إن خرج القاتل من حدود مدينة ملجئه التي هرب إليها، ووجده وليُّ الدم خارج حدود مدينة ملجئه، وقتل وليُّ الدم القاتلَ، فليس له دمٌ. لأنه في مدينة ملجئه يُقيم إلى موت الكاهن العظيم. وأما بعد موت الكاهن العظيم، فيرجع القاتل إلى أرض مُلْكه» (عد 35: 16-28). تقول الوصية السادسة من الوصايا العشر «لا تقتل» (خر 20: 13). وفي الأحكام التي تبعت الوصايا العشر قال الله: «مَن ضرب إنساناً فمات، يُقتل قتلاً. ولكن الذي لم يتعمَّد بل أوقع الله في يده، فأنا أجعل لك مكاناً يهرب إليه (مدن الملجأ). وإذا بغى إنسان على صاحبه ليقتله بغدر، فمِن عند مذبحي تأخذه للموت» (خر 21: 12-14). واضح هنا أن القتل العمد جزاؤه القتل بلا رحمة، فهذا هو القانون الإلهي منذ البدء، إذ جاء في سفر التكوين منذ أيام نوح: «سافك دم الإنسان بالإنسان يُسفك دمه، لأن الله على صورته عمل الإنسان» (تك 9: 6). أما إذا كان القاتل غير متعمِّد للقتل فقد دبر له الله وسيلة للنجاة، هي مدينة الملجأ، التي يمكنه أن يهرب إليها إلى حين موت رئيس الكهنة، ثم يعود إلى بلده. أما إذا وجده وليُّ الدم خارج مدينة الملجأ، فكان يجوز له أن يقتله، ولا يُحسَب ذلك عليه قتل. ويذكر الوحي أمثلة للقتل المتعمِّد، حيث يظهر فيها بوضوح دافع البغضة والعداوة التي هي الأصل والعلة الأساسية لخطية القتل. لذلك قال لنا المسيح عندما أعطانا وصايا العهد الجديد: «قد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تقتل، ومَن قتل يكون مستوجب الحُكْم. وأما أنا فأقول لكم: إن كل مَن يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحُكْم» (مت 5: 22،21). فالرب هنا يجتث أصل الداء من جذوره قبل أن يستفحل فيصير بلا دواء. ويزيد القديس يوحنا الرسول الأمر وضوحاً فيقول: «مَن لا يحب أخاه يبقَ في الموت. كل مَن يبغض أخاه فهو قاتل نفس. وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه» (1يو 3: 15،14). أما مدن الملجأ فكانت لأجل القاتل سهواً، وليس عن بغضة أو عداوة، ومع ذلك فسفك الدم كان أمراً يتسبَّب في تدنيس الأرض التي خصَّصها الرب ليسكن معهم في وسطها. لذلك يضيف الله قائلاً لهم: + «فتكون هذه لكم فريضة حُكْم إلى أجيالكم في جميع مساكنكم. كل مَن قتل نفساً فعلى فم شهود يُقتَل القاتلُ. وشاهدٌ واحدٌ لا يشهد على نفسٍ للموت. ولا تأخذوا فِدْية عن نفس القاتل المُذنب للموت بل إنه يُقتَل. ولا تأخذوا فِدْية ليهرب إلى مدينة ملجئه فيرجع ويسكن في الأرض بعد موت الكاهن. لا تُدنِّسوا الأرض التي أنتم فيها لأن الدم يُدنِّس الأرض. وعن الأرض لا يُكفَّر لأجل الدم الذي سُفِك فيها إلاَّ بدم سافكه. ولا تنجِّسوا الأرض التي أنتم مقيمون فيها التي أنا ساكنٌ في وسطها. إني أنا الربُّ ساكنٌ في وسط بني إسرائيل» (عد 35: 29-34). أعطى الربُّ لهم هذه الفريضة لكي يحفظوها في جميع مساكنهم وفي كل أجيالهم لأنها هي التي ستحفظهم في أرض الموعد التي هم مزمعون أن يدخلوها. فأرض كنعان ليست مجرد الأرض التي وعدهم بها، أرض تفيض لبناً وعسلاً، ولكنها الأرض التي تقدَّست بحضور الله الساكن فيها في وسط شعبه (35: 34). لذلك فهو أمر بالغ الأهمية أن يحفظوا هذه الأرض نقية طاهرة، وبالأخص من أبشع خطية وهي سفك دم الإنسان، تلك التي لَمَّا حدثت أولاً عندما قتل قايين أخاه هابيل، قال له الرب: «ماذا فعلتَ؟ صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض. فالآن ملعونٌ أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك» (تك 4: 11،10). فسفك الدم يُدنِّس الأرض (35: 33). لذلك فقد أمر الله أنه لابد أن يُقتل القاتل الذي قتل بدافع من البغضة والكراهية. ولكن يلزم أن يكون هناك أكثر من شاهد على جرمه. ولا تُقبَل فدية عن نفس القاتل المذنب، لأن نفس الإنسان لا تُثمَّن بثمن مادي. كما لا ينفع أبداً أن يهرب إلى مدينة ملجأ ويسكن فيها حتى موت الكاهن الأعظم، لأن الأرض تدنَّست بالدم الذي سُفِكَ فيها، فـ «لا يُكفَّر لأجل الدم الذي سُفِكَ فيها إلاَّ بدم سافكه» (35: 33). فهذا التشريع يُثبت بصورة قطعية قدسية الحياة الإنسانية. وسواء كان القتل عمداً أو سهواً فكلاهما فيه سفك دم، وكلاهما يُدنِّس الأرض، وكلاهما يحتاج إلى كفَّارة: ففي حالة القتل العمد يتم بقتل القاتل ذاته؛ أما في حالة القتل السهو فيتم بموت الكاهن الأعظم. والكاهن الأعظم هنا يشير إلى المسيح رئيس الكهنة الأعظم الذي مات على الصليب، مُقدِّماً نفسه كفَّارة عن خطايانا لكي نحيا بموته ونخلص بحياته. (يتبع)
|
(1) Homélies sur les Nombers, Hom. XXI,1,3.