تأملات روحية



«هوذا أعظم من يونان ههنا»
(لو 11: 32)

الإله القدير هو الذي يُحرِّك الأمور:

عندما نقرأ سِفْر يونان، نشعر أنَّ هناك ترابُطاً ووحدةً يربطان قصة يونان النبي مع أهل نينوى. فنجد أنَّ مدينة نينوى (وهي على الضَّفَّة الشرقية من نهر دجلة، وقبالة الموصل، بالعراق) تَظهر في بداية السِّفْر (1: 2)، وفي وسطه (3: 2)، وفي نهايته (4: 11). وأنَّ يونان النبي كُلِّف من قِبَل الله القدير أن يذهب إلى مدينة نينوى: «قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي» (1: 2).

وبالتالي فإنَّ الله الكلِّي القدرة والضابط الكل، حاضرٌ من أول السِّفر حتى نهايته. فهو الذي يقود الأمر ويُدبِّره منذ بدايته. وهو الذي يُرسل يونان إلى مدينة نينوى (1: 1)؛ ويُطلق ريحاً شديدة وراء يونان الهارب (1: 4)؛ ويُجنِّد الحوت الضخم ليبتلع يونان وينقله إلى شاطئ مدينة نينوى (1: 17؛ 2: 10)؛ وهو الذي يُعيد ويقود يونان الهارب إلى طريق نينوى (3: 2). وهو الذي يعفو ويصفح عن إثم أهل نينوى بعد توبتهم الصادقة: «فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمْ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ» (3: 10). وهو الذي، بعد أن اغتاظ يونان حتى الموت، عندما سامح الرب أهل نينوى، وذهب خارج المدينة وصنع لنفسه هناك مظلَّة؛ «أَعَدَّ الرَّبُّ الإِلهُ يَقْطِينَةً فَارْتَفَعَتْ فَوْقَ يُونَانَ لِتَكُونَ ظِلاًّ عَلَى رَأْسِهِ» (4: 6). ثم عندما فرح يونان باليقطينة فرحاً عظيماً، «أَعَدَّ اللهُ دُودَةً عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِي الْغَدِ، فَضَرَبَتِ الْيَقْطِينَةَ فَيَبِسَتْ» (4: 7).

ثم جرى حوار العتاب مـن قِبَل الله القدير مـع يونان النبي: «فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: ”هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟“». فقال يونان: «اغْتَظْتُ بِالصَّوَابِ حَتَّى الْمَوْتِ». فكان هذا العتاب اللطيف من الله ضابط الكل ليونان: «أَنْتَ شَفِقْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِيهَا وَلاَ رَبَّيْتَهَا، الَّتِي بِنْتَ لَيْلَةٍ كَانَتْ وَبِنْتَ لَيْلَةٍ هَلَكَتْ. أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟» (4: 9-11).

إرسالية يونان إلى شعبٍ غريب:

تكاد تكون إرسالية يونان النبي، هي أول إرسالية، في العهد القديم، إلى شعبٍ وثني وغريب. فالأنبياء كانوا يُرسَلون إلى شعب إسرائيل فقط، للتحذير من التمادي في عصيان الله وارتكاب المعاصي، وبالتالي ما ينتظر العُصاة من عقابٍ شديد إنْ لم يتوبوا ويرجعوا عن طُُرُقهم الرديئة؛ أو تبشيرهم بالخلاص من أعدائهم إذا استقامت حياتهم وأطاعوا وصية الله.

وحتى عندما خاطَب الأنبياءُ الشعوبَ الغريبة، فقد فعلوا ذلك من خلال علاقة هذه الشعوب بإسرائيل؛ أو في الغالب، إنذارهم بالعقاب الذي سيحلُّ عليهم. فنينوى، بالذات، تركت ذكريات مؤلمة في ذاكرة شعب إسرائيل، فهي كانت دائماً رمزاً للخطيئة والعداوة مع شعب الله. ولذلك نقرأ في بداية سِفْر يونان: «أَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي (أمام الله)» (1: 2).

ونَعْلَم أنَّ هناك أنبياءَ قد استعفَوْا من الرسالة التي انتدبهم الله لتنفيذها: مثل موسى النبي (خر 4: 10-17)، وكذلك إرميا النبي (إر 1: 6-10). أمَّا يونان فقـد استصعب الأمر جدّاً، وبالتالي - في بداية الأمر - رَفَضَ هذه المهمَّة التي كلَّفه بها الله، وابتعد بعيداً عن وجه الرب، كما كان يَظُنُّ: أولاً: لأنه لا يريد أن يكون نذيراً لشعبٍ غريب مُعادٍ لشعبه؛ ثانياً: لأنه لا يُريد أن يُبشِّر الآخرين بالخراب والدمار. ومع هذا، فإنَّ يونان، الذي هو من شعب إسرائيل، يرفض هذه المهمَّة الإلهية، غير مُدرِكٍ لعواقب هذا الرفض، وما سيدفعه من ثمنٍ باهظ نتيجة هذه المُخالفة. أمَّا الرب، فهو ليس فقط إله إسرائيل، بـل هـو إله الكل، ويريد خلاص الجميع؛ لذلك فهو يهتمُّ بأمر أهل نينوى!

مقارنة بين يونان النبي والرب يسوع:

+ إذا عقدنا مقارنة بين يونان النبي وشخص الرب يسوع، نجد بعض أوجه التشابُه، مثل:

+ كان يونان من مدينة ”جت حافر“، وهذه البلدة لا تبعد كثيراً عن مدينة الناصرة. معنى هذا أنَّ يونان كان جليليّاً مثل الرب يسوع.

+ لقد هاج البحر على يونان النبي عندما هرب من وجه الرب؛ وقد قامت ثورة اليهود وهيجان رؤساء الكهنة والكهنة وشيوخ الشعب على الرب يسوع وعلى رسالته. ولكن الرب يسوع استمرَّ في رسالته حتى النهاية، ولم يهرب من الموت!

+ عندما هاج البحر وكادت السفينة التي تُقِلُّ يونان أن تغرق، واجه رجال السفينة يونان وسألوه: «أَخْبِرْنَا بِسَبَبِ مَنْ هذِهِ الْمُصِيبَةُ عَلَيْنَا؟ مَا هُوَ عَمَلُكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتَ؟ مَا هِيَ أَرْضُكَ؟ وَمِنْ أَيِّ شَعْبٍ أَنْتَ؟» (1: 8). وهكذا واجه بيلاطسُ الربَّ يسوع، قائلاً: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟» (يو 19: 9).

+ لقد حاول رجال السفينة محاولاتٍ دؤوبة لإنقاذ يونان، ولكن كلها باءت بالفشل! وهكذا حاول بيلاطس أن يُقنع رؤساء اليهود بإطلاق الرب يسوع، ولكنه لم ينجح.

+ لقد صرخ رجال السفينة إلى الرب الإله، قائلين «آهِ يَا رَبُّ، لاَ نَهْلِكْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِ هذَا الرَّجُلِ، وَلاَ تَجْعَلْ عَلَيْنَا دَماً بَرِيئاً، لأَنَّكَ يَا رَبُّ فَعَلْتَ كَمَا شِئْتَ» (1: 14). وهكذا فعل بيلاطس عندما فشل في إقناع اليهود بإطلاق الرب يسوع، إذ به يغسل يديه مُعلناً براءة المسيح من كل تهمة، قائلاً: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ» (مت 27: 24).

+ لقد ابتلع الحوتُ يونانَ، وصرخ يونان وهو في جوف الحوت: «دَعَوْتُ مِنْ ضِيقِي الرَّبَّ، فَاسْتَجَابَنِي. صَرَخْتُ مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ، فَسَمِعْتَ صَوْتِي. لأَنَّكَ طَرَحْتَنِي فِي الْعُمْقِ فِي قَلْبِ الْبِحَارِ... نَزَلْتُ إِلَى أَسَافِلِ الْجِبَالِ. مَغَالِيقُ الأَرْضِ عَلَيَّ إِلَى الأَبَدِ. ثُمَّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْوَهْدَةِ حَيَاتِي، أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي. حِينَ أَعْيَتْ فِيَّ نَفْسِي ذَكَرْتُ الرَّبَّ، فَجَاءَتْ إِلَيْكَ صَلاَتِي إِلَى هَيْكَلِ قُدْسِكَ»، وقد استمع الرب لصلاة نبيِّه: «وَأَمَرَ الرَّبُّ الْحُوتَ فَقَذَفَ يُونَانَ إِلَى الْبَرِّ» (2: 2-10). وفي المقابل، نرى الرب يسوع، عندما مات على خشبة الصليب، نزلت نفسه البشرية المتَّحدة بلاهوته إلى أعماق الجحيم، و«كَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ (الجحيم)» (1بط 3: 19)، وبشَّر الموتى (1بط 4: 6). وكما قال بولس الرسول: «وَأَمَّا أَنَّهُ ”صَعِدَ“، فَمَا هُـوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضاً أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ الْسُفْلَى» (اف 4: 9).

+ كان يونان، كما قال الرب يسوع، آية لأهل نينوى. فهو كان رمزاً للمسيح، كما قال المسيح لليهود الذين كانوا يلتمسون آية منه: «جِيلٌ شِرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ» (مت 16: 4). وقد أوضح الرب التشابُه بين يونان وبينه قائلاً لليهود: «لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيـَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (مت 12: 40).

+ لقد كَرَزَ يونان لمدينة أُمميَّة ووثنيَّة؛ وهكذا امتدَّت الكرازة باسم الرب يسوع إلى جميع الأُمم، كما قال لتلاميذه: «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ» (مت 28: 20،19).

+ ولكن هناك أوجه اختلاف بين يونان النبي وبين المسيح، وهي على سبيل المثال:

+ لقد كان يونان يُكِنُّ في قلبه عدم محبة لأهل نينوى، باعتبارهم أعداء لشعبه؛ بينما كان الرب يسوع يحب أعداءه ويغفر لصالبيه.

+ يونان النبي خالَفَ أَمْر الله له بالذهاب إلى نينوى، وهرب من وجه الرب؛ أمَّا الرب يسوع، فقد أطاع حتى الموت، موت الصليب (في 2: 8).

+ لقد خرج يونان من جوف الحوت حيّاً، وإن كان ضمناً في عداد الأموات، ولكنه - أخيراً - مات مثل باقي البشر. أمَّا الرب يسوع فقد مات على الصليب، ليس من أجل نفسه، ولكن من أجل خلاصنا؛ ولكنه - أخيراً - قام من بين الأموات ناقضاً أوجاع الموت، إذ لا يمكن أن يسود عليه الموت مرَّةً أخرى، فهو حيٌّ إلى أبد الآبدين.

«هُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا» (لو 11: 32):

+ يقول القديس يوحنا ذهبي الفم في مَعرَض حديثه عن المقارنة بين يونان النبي والمسيح، وذلك بلسان الرب يسوع:

[فإنه هـو (أي يونان النبي) كان مجرَّد عبد؛ وأمَّا أنا فإني السيِّد. هو خرج من بطن الحوت؛ وأمَّا أنا فقمتُ من بعد الموت. هو كَرَز بالهلاك؛ وأمَّا أنا فجئتُ مُبشِّراً بالملكوت. إنهم (أي أهل نينوى) آمنوا به دون أن يصنع آيةً؛ وأمَّا أنا فأظْهَرتُ آياتٍ بلا عدد. إنهم لم يسمعوا منه أكثر من ذلك الكلام (التهديد والوعيد بالهلاك)؛ وأمَّا أنا فحرَّكتُ فيكم جميع المُثُل العُليا. إنه جاء كمجرَّد خادم؛ أمَّا أنا فأتيتُ كربٍّ وسيِّد الجميع، ليس لأُهدِّد أو أُحاسب مـن جهة الاستقامة، بل لأُقدِّم لكم الصَّفْح… (هو) لم يتنبَّأ أحدٌ عنه؛ وأمَّا عني فالجميع تنبَّأوا، ثم جاءت الأحداث مُطابقة للنبوَّات. هـو عند ذهابه إليهم، هرب لئلا يسخروا به؛ وأمَّا أنا فجئتُ عالماً أني سأُصلَب ويُستَهزَأ بي. هو لم يحتمل مجرَّد التعيير من أجل الذين سيخلصون؛ وأمَّا أنا فاحتملتُ الموت، بل وأشنع موت لأجلكم!](1).

+ ويتحدَّث القديس كيرلس الكبير عن آية يونان النبي، وكيف كانت رمزاً لآية المسيح العُظمى في موته وقيامته من أجل خلاصنا، قائلاً:

[قد قال (الرب يسوع لليهود)، إنه ستُعطَى لهم آية يونان فقط، والتي يَقصُد بها الآلام على الصليب والقيامة من بين الأموات، لأنه يقول: «لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيـَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ» (مت 12: 40). ولكن لو أنه كان مُمكناً أنَّ المسيح لا يُريد أن يُقاسي الموت بالجسد على الصليب، لَما كانت قد أُعطِيَت هذه الآية لليهود. ولكن حيث إنَّ الآلام التي احتملها لأجل خلاص العالم كانت لابد منها؛ فقد أُعطِيَت هذه الآية لأولئك العديمي الإيمان لأجل دينونتهم… وكما أتصوَّره، فإنَّ إبطال المـوت ومُلاشاة الفساد بالقيامة مـن الموت - التي هي آية عظيمة جدّاً تدلُّ على قوَّة الكلمة المُتجسِّد وسُلطانه الإلهي - يتمُّ البرهنة عليها بشكلٍ كافٍ بالنسبة للناس الجادِّين، بواسطة جنود بيلاطس الذين عُيِّنوا لحراسة القبر… (مت 28: 13). فهي، إذن، آية ليست بدون منفعة، بل هي كافية لإقناع كل سُكَّان الأرض أنَّ المسيح هو الله، وأنه قاسَى الموت في الجسد بإرادته وحده؛ إذ أنه أَمَرَ رباطات الموت أن ترحل، وأباد الفساد. أمَّا اليهود، فلم يؤمنوا أيضاً بالقيامة…

ويُضيف الرب على ذلك، قـائلاً: «رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ» (لو 11: 32)؛ (وذلك) لأنهم (أي أهل نينوى) كانوا شرسين وأُمميين، ولا يعرفون الرب، الذي هو الله بالطبيعة وبالحق، ولم يسمعوا قط أيَّة نبوَّات من موسى، وكانوا يجهلون عظمة أخبار النبوَّة؛ ومع أنَّ هذه كانت هي حالتهم الذهنية، إلاَّ انهم تابوا بمُناداة يونان، كما يقول الرب. إذن، فقد كان هؤلاء الرجال أفضل جدّاً من الإسرائيليين، وسوف يدينونهم. ولكن أنصتوا إلى الكلمات نفسها: «رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا!» (لو 11: 32)](2).

+ ويُعلِّق الأب متى المسكين، قائلاً:

[قد استرعى انتباه المسيح، كيف أنَّ شعباً أُمميّاً يدخله نبيٌّ لا يعرفونه، فيسمعون له ويُطيعون بتوبةٍ صادقة، بالجلوس في التراب والرماد حتى إلى مستوى الملك نفسه. وهكذا تُعتَق (نينوى) مـن الخراب الآتي عليها، لأنهم سمعوا مُناداة يونان وهو غريبٌ عنهم. وإسرائيل ترفض مَن جاءهـا بمقتضى مئات النبوَّات... وهكذا يرفضون، فتخرب البلاد برُمَّتها: «هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَاباً!» (لو 13: 35)](3).

(1) ”شرح إنجيل متى“، 12: 41.
(2) ”تفسير إنجيل لوقا“، عظة 82، لو 11: 32.
(3) ”الإنجيل بحسب القديس لوقا - دراسة وتفسير وشرح“، الطبعة الأولى: 1998، ص 495.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis