طعام الأقوياء
- 101 -



«في العالم سيكون لكم ضيق، ولكن ثقوا: أنا قد غلبتُ العالم»
(يو 16: 33)

«فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ»:

يؤكِّد الرب يسوع هذه الحقيقة مراراً وتكراراً، كنوعٍ من الفاكسين المُضاد لكي يُحصِّنَّا ضد هذا الضيق، ويؤكِّد لنا أننا معه غالبون، فيقول هنا لتلاميذه:

+ «لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ، بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ، لِذلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ... إِنْ كَانُوا قَدِ اضْطَهَدُونِي فِسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلاَمِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلاَمَكُمْ. لكِنَّهُمْ إِنَّمَا يَفْعَلُونَ بِكُمْ هذَا كُلَّهُ مِنْ أَجْلِ اسْمِي، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ الَّذِي أَرْسَلَنِي... اَلَّذِي يُبْغِضُنِي يُبْغِضُ أَبِي أَيْضاً» (يو 15: 19-23).

لم يُخْفِ المسيح عنَّا عداء الناس لنا، لأننا لسنا من العالم، ولأننا وُلِدنا من الله ولادة جديدة من الماء والروح، وأَخَذنا طبيعةً جديدة روحية وصرنا أبناء الله، وصار لنا شكلٌ آخر غير شكل الذين وُلِدوا من الجسد ويعيشون حسب الجسد، فـ «اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ» (يو 3: 6).

المسيح جاء إلى العالم ليُصالِح العالم، بذبيحة نفسه، مع الآب الذي أرسله:

+ «لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ. اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ السَّيِّآتِ يُبْغِضُ النُّورَ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى النُّورِ لِئَلاَّ تُوَبَّخَ أَعْمَالُهُ. وَأَمَّا مَنْ يَفْعَلُ الْحَقَّ فَيُقْبِلُ إِلَى النُّورِ، لِكَيْ تَظْهَرَ أَعْمَالُهُ أَنَّهَا بِاللهِ مَعْمُولَةٌ» (يو 3: 17-21).

«نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ» (1يو 5: 19)، «لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ» (1يو 3: 8).

من أجل هذا، فإنَّ الذين اختارهم المسيح وصاروا تلاميذه وأبناءه وأحبَّاءه، وصارت لهم صورةٌ مُتميِّزةٌ عن أهل العالم؛ لا يحتملهم العالم، لأنهم خرجوا عن طوعه، وصاروا جنوداً وأبناءً لربِّ المجد. لذلك يُبغضهم العالم ويُناصبهم العداء ويضطهدهم، كما اضطهدوا رب المجد وحكموا عليه بالموت بأشنع ميتة.

المسيح كَشَفَ لنا سرّ العداء والاضطهاد الواقع علينا، لأننا تابعون للربِّ يسوع. وهو قد أَنبأنا سابقاً من البداية بقوله:

+ «طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُـلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمُ فِي السَّمَوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ» (مت 5: 10-12).

كما قال أيضاً:

+ «لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. فَإِنِّي جِئْتُ لأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ، وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا، وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا. وَأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوْ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضِيعُهَا، وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا» (مت 10: 34-39).

ولقد حَذَا تلاميذ المسيح حذو ربِّهم ومُعلِّمهم. فهوذا الرسولان برنابا وبولس «يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُـلَ مَلَكُوتَ اللهِ» (أع 14: 22).

«وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ»:

المسيح إلهنا القدير الذي أَعلن لنا أنه قد غَلَب العالم قبل أن تُسْتَعلَن غلبته عليه بقيامته المجيدة وإبادته الموت؛ يُبيِّن أنه قد كان واثقاً من انتصاره على الموت وعلى كل قُوَى العالم. لذلك قال لتلاميذه بكلِّ يقين سُلطانه الإلهي: «قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» (يو 16: 33).

فثقتنا وإيماننا بكلام الرب، والسلام الذي سَكَبَه في قلوبنا، بقوله لنا: «لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ»؛ كافٍ بأن يملأ قلوبنا بسلامه الكامل الذي لن يُنزع منَّا. فسلام المسيح هو القوَّة المُذَّخرة لنا، لنجد فيه دائماً سلامنا: «لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا». فالذين هُم في المسيح، ولهم فيه سلام؛ قد غلبوا العالم، كقول القديس يوحنا الرسول: «وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا» (1يو 5: 4).

+ وفي هذا يقول الأب متى المسكين:

[والآن يلزمنا أن ندخل قليلاً في اختبار الإيمان والسلام في المسيح، لنُدرك حقيقة غَلَبة العالم، لأن هذه الحقيقة هي الميراث المسيحي العملي، الذي استلمناه من الإنجيل ومن القدِّيسين الأوائل والشهداء والأتقياء، الذين اختبروا المسيح وعاشوه، وغلبوا العالم وعبروا. فالإيمان العملي بالمسيح هو الثقة الكاملة والمُطلقة بكلِّ الكلام الذي قاله...](1).

وهوذا القديس بولس الرسول يشهد بإيمانه قائلاً:

+ «وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْراً، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا» (رو 5: 3-5).

+ «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَن مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: ”إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ. قَدْ حُسِبْنَا مِثْلَ غَنَمٍ لِلْذَّبْحِ“. وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا» (رو 8: 35-37).

+ «وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: ”تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ“. فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ. لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاِضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ. لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌ» (2كو 12: 7-10).

+ «لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا» (2كو 4: 17).

كيف صارت لنا الغَلَبة في المسيح

الذي غَلَب العالم؟

+ أمَّا القديس كيرلس الكبير فيشرح لنا: كيف صارت لنا الغَلَبة في المسيح الذي غَلَب العالم؟ فيقول:

[لقد أَظهَر المسيح نفسه أسمى وأقوى من كلِّ خطية وكل الظروف العالمية. وحيث إنه قد غَلَبها جميعاً، فقد أَعطى الغَلَبة عليها أيضاً للمُجرَّبين لأجله...

فقد انتقلت إلينا نحن أيضاً بالتمام قوَّة ما فعل، من حيث إنَّ الذي غَلَب هو منَّا، بسبب ظهوره كإنسان. وكما أننا نغلب الخطية بسبب أنها أُميتت بالتمام في المسيح كبدءٍ لنا، وبسبب أنه أفاض علينا نحن أيضاً هذا الخير بصفتنا جنسه الخاص؛ هكذا ينبغي أن نثق أننا سنغلب العالم أيضاً.

فإنَّ المسيح قد غَلَب كإنسانٍ من أجلنا، صائراً للطبيعة البشرية بدايةً وباباً وطريقاً لهذه الغَلَبة عينها. فنحن الذين سقطنا وانغلبنا في القديم، قد قوينا وغلبنا بسبب ذاك الذي غَلَب من أجلنا، وبصفته أيضاً واحداً منَّا. فإنه لو كان قد غَلَب كإله (غير مُتجسِّد) لَما ربحنا شيئاً من ذلك؛ وأمَّا وهو قد غَلَب كإنسانٍ، فنحن فيه الغالبون](2).

+ كما يقول القديس كيرلس الكبير أيضاً: كيف أَخَذ المسيح آلامنا لكي يُخلِّصنا منها؟

[كما أنَّ الموت لم يكن مُمكناً أن يَبطُل إلاَّ بموت المُخلِّص؛ هكذا أيضاً بالنسبة لكلِّ واحدٍ من آلام وانفعالات الجسد. لأنه لو لم يكن قد انزعج، لَمَا تحرَّرت طبيعتنا من الانزعاج؛ ولو لم يكن قد حزن، لَما انعتَقَتْ أبداً من الحزن؛ ولو لم يكن قد اضطرب وجَزَع، لَما انفكَّتْ أبداً من هذه الانفعالات.

وهكذا بالنسبة لجميع الأمور البشرية الحادثة للمسيح، يمكنك أن تجد نفس المبدأ مُطبَّقاً تماماً: أي أنَّ الآلام والانفعالات الجسدية كانت تتحرَّك فيه، ليس لكي تكون سائدة كما يحدث فينا، بل لكيما إذا تحرَّكت، تبطُل بقدرة اللوغُس الساكن في الجسد؛ وبذلك تتغيَّر طبيعتنا إلى ما هو أفضل. فإنَّ كلمة الله قد وحَّد بنفسه طبيعة الإنسان بشمولها لكي يُخلِّص الإنسان بكُلِّيته. فإنَّ ما لا يأخذه منَّا، لا يمكن أن يُخلِّصه](3).

+ كما يقول القديس أثناسيوس الرسولي في نفس الصدد:

[مع أنه (الكلمة) غير ملموس بطبيعته (الإلهية)، لكنه يقول: «بذلتُ ظهري للسياط، ولم أرُدَّ وجهي عن خِزي البُصاق» (إش 5: 6). لأن ما كان يتألَّم به جسده البشري، كان الكلمة الكائن في هذا الجسد ينسبه لنفسه، حتى نستطيع نحن أن نُشارِك لاهوتية الكلمة.

والعجيب أنه هو نفسه كان يتألَّم ولا يتألَّم: فقد كان يتألَّم بسبب أنَّ جسده الخاص كان يتألَّم، وكان هو في هذا الجسد المتألِّم؛ وكان لا يتألَّم، لأن الكلمة لكونه إلهاً فهو بطبعه غير متألِّم. فبينما كان هو غير الجسدي في الجسد المتألِّم، كان الجسد حاملاً في ذاته الكلمة غير المتألِّم، الذي كان يُبطِل ضعفات الجسد.

وقد فعل (الرب يسوع) ذلك، وهكذا صارت الأمور، لكي يأخذ الذي لنا، ويرفعه عنَّا ذبيحةً فيُبطله عنَّا، ثم لكي يُعطينا الذي له، فيجعل الرسول (بولس) يقول: «لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسَ عَدَمَ مَوْتٍ» (1كو 15: 53)](4).

+ كما يقول القديس أثناسيوس الرسولي أيضاً في نفس الصدد:

[منذ أن لَبِس الكلمة جسداً، بَدَأَت تنطفئ من الجسد تماماً كل عضَّة الحيَّة، وجميع الشرور الناتجة من الانفعالات الجسدية، وصارت تُستأصَل منه...

كما كَتَب يوحنا (الرسول): «لأَجْلِ هذَا أُظْهِرَ ابْنُ اللهِ لِكَيْ يَنْقُضَ أَعْمَالَ إِبْلِيسَ» (1يو 3: 8). فمنذ أن أُبيدت هذه من الجسد، فقد تحرَّرنا جميعاً بسبب انتسابنا لجسده؛ بل وصرنا نحن أيضاً مُرتبطين بالكلمة.

ثم لكوننا صرنا مُرتبطين بالله، لا نعود بعد نبقى على الأرض؛ بل كما يقول هو نفسه: «حَيْثُ أَكُـونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يو 14: 3).

وبالتالي لن نخاف فيما بعد من الحيَّة، لأنها أُبطِلَت في الجسد لمَّا طردها المُخلِّص وسمعتْه قائـلاً: «اذهب خلفي يا شيطان» (مت 4: 10)](5).

(يتبع)

(1) ”شرح إنجيل القديس يوحنا“، الجزء الثاني، الطبعة الأولى: 1990، ص 996.
(2) On John 16: 33; LFC 2, 476-477.
(3) On John 12: 27; LFC 2, 151-152.
(4) Letter to Epictetus 6; NPNF 2nd Ser., Vol. VI, p. 572.
(5) Against the Arians 2,69; NPNF 2nd Ser., Vol. IV, p. 386.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis