قصة آبائية


المتوحِّد والغَني

كان لأحد المتوحِّدين في البرية خديمٌ علماني يبيع له عمل يديه، ويُحضِر له ما يحتاجه. وكان في المدينة بالقرب منه، رجلٌ غنيٌّ جداً، ولكنه كان مذمومَ الطريق، قليلَ الرحمة.
وفي أحد الأيام، سار العلماني إلى المدينة كعادته ليبيع شُغل المتوحِّد، فوجد جنازةً عظيمةً، والأسقف يتقدَّمها، وجماعةُ الكهنة وكلُّ أهل المدينة. فاستخبر عن ميت تلك الجنازة، فقيل له إنه فلان الغَني كبيرُ المدينة. فمشى مع الجنازة إلى القبر، وكـان معهم شموعٌ وبخورٌ بكمياتٍ كبيرة، فعجب لذلك.

وبعد أن رجع، أَخَذَ حاجة المتوحِّد ومضى إليه، فوجده مُلقىً على وجهه ميتاً، وضبعة تجرُّه من رجليه.

فبكى بكاءً مُرّاً، وألقى بنفسه على الأرض وقال لله:

- ”إني لن أقوم حتى تُعرِّفني هذا الحُكْم. فذلك الغَني القليل الرحمة، كان له كلُّ ذلك المجد والكرامة في موته؛ وهذا المتوحِّد الذي لم يَزَل مُتعبِّداً لك ليلاً ونهاراً، تُخرجه هذه الضبعة هكذا وتجرُّه من رجليه؟!“.

وفيما هو يقول ذلك، ظهر له ملاكٌ قائلاً:

- ”ومَن أنت حتى تُعارِض الربَّ وتُعِيبَ حُكْمَه! ولكن لأجل تعبك مع هذا المتوحِّد القديس، وخدمتك له، ها أنا أُعرِّفك السبب:

? إنَّ ذلك الغَني مع قلة خيره، وقلة رحمته، فقد عَمِلَ في عمره كلِّه حسنة واحدة مع الأسقف، والربُّ ليس بظالم، فأراد أن يُعوِّضه عنها في هذه الدنيا، حتى لا يكون له عنده شيءٌ.

أما هذا المتوحِّد القديس، فقد كانت له زلَّةٌ صغيرةٌ، صنعها في كلِّ عمره، فجُوزي عنها ههنا بهذه الميتة، حتى يكون قدَّام الله نقيّاً“.

فنهض الرجل شاكراً الله، قائلاً: «عادلة هي أحكامك يا رب».

(عن بستان الرهبان)

+ + +

+ «الإنسان ينظر إلى العينين، وأما الرب فإنه ينظر إلى القلب» (1صم 16: 7).

+ «لأن أفكاري ليست أفكاركم ولا طُرُقكم طرقي، يقول الرب. لأنـه كما عَلَت السموات عن الأرض، هكذا عَلَت طُرُقي عـن طُرُقكم وأفكاري عـن أفكاركم» (إش 55: 9،8).

+ «لا تحكموا حسب الظاهر بل احكموا حكماً عادلاً» (يو 7: 24).

+ «إنْ عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إنْ كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فسَتحْيَونَ. لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله» (رو 8: 14،13).

+ «يا لعمق غِنَى الله وحكمته وعِلمه! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطُرُقه عن الاستقصاء! لأن مَن عرف فكر الرب، أو مَـن صار له مُشيراً؟ أو مَن سبق فأعطاه فيُكَافَأ؟ لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد، آمين» (رو 11: 33-36).

+ «إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب الذي سيُنير خفايا الظلام ويُظهِر آراء القلوب. وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله» (1كو 4: 5).

+ «لأن الله ليس بظالمٍ حتى ينسى عملكم وتعب المحبـة التي أظهرتموهـا نحـو اسمـه، إذ قـد خـدمـتُم القدِّيسـين وتخدمونهم» (عب 6: 10).

**************************************************************************************************

استمع إلى عظات الأب متى المسكين بمناسبة صوم يونان
74/ 3 يونان النبي وصومه
77/ 15 حديث روحي مع بعض الخُدَّام (1) صوم نينوى
77/ 16 حديث روحي مع بعض الخُدَّام (2)
78/ 6 التوبة والقداسة - 82/ 2 توبة نينوى
تُطلب من:
دار مجلة مرقس
القاهرة:
28 شارع شبرا - تليفون 25770614
الإسكندرية:
8 شارع جرين - محرم بك - تليفون 4952740
أو من مكتبة الدير
أو عن طريق موقع الدير على الإنترنت:www.stmacariusmonastery.org

**************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis