المسيح
- 13 -

سر التجسُّد الإلهي (2)
(في خلقة الإنسان وفي التجسُّد)
+ «لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك»

(سمعان الشيخ وهو يحمل الطفل يسوع في الهيكل – لو 2: 30).

+ متى خلَّص الله العالم؟ الإجابة العادية هي: ”على الصليب“ وفي القيامة. ولكن أين التجسُّد؟ فحدوث التجسُّد، أكثر من أيِّ حَدَثٍ آخر، هو الذي وضع شخص ابن الله المتجسِّد في مركز الخلاص، لأن العِبْرة هنا ليس فقط بما عمله المسيح، بل أولاً بمَن هو المسيح؟

+ فمنذ لحظة ولادة المسيح في المذود، وتغيير العالم قد بدأ. فظهور جوقة من الملائكة للرعاة ومعهم البشارة بولادة الطفل يسوع: «وُلِدَ لكم اليوم في مدينة داود مخلِّص هو المسيح الرب... وهذه لكم العلامة: تجدون طفلاً مُقمَّطاً مُضجعاً في مذود» (لو 2: 12،11). ثم البشارة للأُمم بميلاد المخلِّص: «مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أُورشليم قائلين: ”أين هو المولود ملك اليهود؟“» (مت 2: 2،1) ما أزعج هيرودس الملك وكل أورشليم معه، فسأل رؤساء الكهنة: «أين يولَد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية» (مت 2: 5،4). وهكذا انزعج الملك وكل المحيطين به، لأنهم يعرفون أنَّ الملك المخلِّص المُدبِّر لشعب إسرائيل قد أتى فعلاً مولوداً في بيت لحم، فمنذ ذلك الوقت ولحظة الخلاص قد بدأت.

+ وبهذا تكون مجرد ولادة المسيح بدء الخلاص. وقد عبَّر القديس بولس عن هذه الحقيقة في عدة مواضع: «... النعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أُظْهِرَت الآن بظهور مخلِّصنا يسوع المسيح» (2تي 1: 10،9)، ويُكرِّر القديس بولس كلمة ”أُظهِرَت“ و”ظهور“ بقوله مرة أخرى: «لأنه قد ظهرت نعمة الله المُخلِّصة» (تيطس 2: 11) حاملة الخلاص للجميع، وكرَّرها في نفس الرسالة: «ظَهَرَ لُطف مُخلِّصنا الله وإحسانه» (3: 4).

+ فمجرد ظهور ابن الله المتجسِّد مولوداً في مذود، كان بداية لخلاص العالم، حيث اكتمل الميلاد بالصليب والقيامة والصعود وحلول الروح القدس. وهذا ما أزعج ملك اليهودية، بينما أبهج المساكين والمنتظرين خلاص العالم.

”الله مُخلِّصنا“ و”المسيح يسوع“ مُخلِّصنا:

إن كلمة ”الله مخلِّصنا“ هي وصف قديم قِدَم أسفار العهد القديم، ويعود نفس الوصف في أسفار العهد الجديد: «الله الآب والرب يسوع المسيح مخلِّصنا» (تي 1: 4). ولا ننسى ما نطقت به القديسة العذراء مريم معترفة: «تبتهج روحي بالله مخلِّصي» (لو 1: 47).

مشاركة البشرية في بشرية ابن الله المتجسِّد:

+ فبتجسُّد ابن الله وأَخْذه جسداً، أصبحت البشرية شريكة في بشرية ابن الله. وبظهوره وحلوله وسط البشر، لم يَعُدْ العالم فيما بعد هو العالم. فهناك حَدَث مُفاجئ وحاسم قد حدث بمجيئه وسط العالم، والقديس بولس يؤكِّد المرة تلو الأخرى بأنه بالنسبة لهذا الحضور الإلهي: «جُعِلْتُ أنا لها كارزاً ورسولاً» (1تي 2: 7؛ 2تي 1: 11). القديس بولس يؤكِّد أن يوم استعلان ملكوت الله قد أشرق بميلاد المسيح بقوله: «لأنه قد ظهرت نعمة الله المُخلِّصة لجميع الناس» (تي 2: 11).

ماذا حدث حينما خلق الله الإنسان؟

واضح من تعليم القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه ”تجسُّد الكلمة“ بأنَّ الكلمة الخالق حينما خلق الإنسان على صورة الله، كان هذا يعني: ”انتقال قوة كلمة الله“ للإنسان(1). هذه النعمة ذُكِرَت في كتابه ”ضد الآريوسيين“، بأنها عطية الروح القدس، تلك العطية التي استرجعها الرب يسوع للإنسان: أولاً داخلياً في عمله الخلاصي كإنسان، وخارجياً فينا كبشر مخلوقين فيه. الإنسان مخلوق على صورة الله، وهكذا صار آدم مخلوقاً في كلمة الله. وأصبحت هناك للإنسان الأول آدم علاقة متينة بكلمة الله(2)، يُسمِّيه البعض ”إنسانٌ مُتَكَلْمِنٌ“ نسبة إلى كلمة الله الخالق الذي خُلق الإنسان على صورته.

كيف تصرَّف الله مع الإنسان بعد السقوط؟

الإنسان لم يَفْنَ بالموت بعد السقوط،

لأنه في حوزة الكلمة الخالق:

إن مشكلة خطية الإنسان الأول ظهرت في زعزعة هذه العلاقة الحيَّة المتميِّزة بين الإنسان وكلمة الله الخالق. وهكذا كانت النتيجة، ظهور حالة ساكنة متحجِّرة من الموت أصابت آدم ونسله. فبينما الجسد يتحلَّل ويفسد بالموت، لكن ”الإنسان“ نفسه لم يفنَ (كما يحدث للحيوان حينما يموت)؛ لسبب بسيط، وهو أن الإنسان ليس قائماً بذاته، بل بحِفظ كلمة الله الخالق له الذي هو مالك نفس الإنسان، والذي ظل كلمة الله الخالق يُسانده ويسنده ويدعمه. فعلاقة الإنسان بكلمة الله لم تنقطع من جانب كلمة الله بسقوط الإنسان، ولهذا ظل الكلمة يُسانده ويدعمه؛ أما بالنسبة للإنسان فقد تحوَّل من إنسان ”مُتَكَلْمِن“ أي متَّصل بكلمة الله إلى إنسان منقطع الصلة مع الكلمة، يصفها القديس أثناسيوس بأنه ¥logon أي بلا اتصال بكلمة الله (الحرف ¥ في أول الكلمة يُفيد النفي).

أما مساندة ”الكلمة الخالق“ للإنسان الذي أخطأ، فهذا يرجع إلى صلاح الله ومحبته اللذين صارا يُتابعان الإنسان الساقط لكي يُخلِّصه. وكان هذا الخلاص بأن ”ينزل“ الكلمة ويأخذ صورة الإنسان، ما وصفه القديس بولس: «لُطف مخلِّصنا الله» (تي 3: 4). وتُعبِّر مناجاة قدَّاس القديس غريغوريوس اللاهوتي عن هذه المحبة واللُّطف من جانب كلمة الله تجاه الإنسان الذي سقط وعن عدم تخلِّيه عنه هكذا:

[أنت يا سيِّدي حوَّ لتَ لي العقوبة (أي النتيجة الحتمية للانفصال عن الله) خلاصاً، كراعٍ صالح سَعَيتَ في طلب الضال، كأبٍ حقيقي تَعِبْتَ معي أنا الذي سقط، ربَطْتَني بكل الأدوية المؤدية إلى الحياة. أنت الذي أرسلتَ لي الأنبياء من أجلي أنا المريض، أعطيتني الناموس عوناً. أنت الذي خَدَمتَ لي الخلاص لمَّا خالفتُ ناموسك. كنورٍ حقيقي أشرقتَ للضالين وغير العارفينٍ].

لقد خلَّص الكلمة الأزلي الإنسانَ بتنازُله ولُطْفه وصيرورته إنساناً: الكلمة المتأنِّس، باعتباره إنساناً يحوي كل البشر، حَمَل على عاتقه دينونتهم وخلَّصهم، وذلك بتحريرهم من أغلال وقيود الموت، وأعاد خلقة أجسادهم بدون التحلُّل والفساد، وذلك بقيامتهم بعد الموت بأجساد لا تَبْلَى.

الله بعد سقوط الإنسان لم يقف موقف القاضي، بل الآب الذي أعدَّ الخلاص

من الموت الذي أصاب البشرية جمعاء:

مَن يتأمل بدقة كلمات الوحي الإلهي في سفر التكوين - الأصحاح الثالث، يجد أنَّ الله سلك مع آدم وحواء بغير ما سَلَكَ مع الحية التي أغْوَتْ المرأة. فالله قال للحية؛ «ملعونة أنتِ»، بينما لم يَقُل لآدم ولا للمرأة هذه الكلمة الصعبة. ثم إنَّ الله حينما كان ماشياً في الجنة ولم يجد آدم وحواء (وكأنه كان يلتقي بهما يومياً)، نادَى آدم: «آدم، أين أنت؟»، أي أنَّ الله، بالرغم من أنه يعرف طبعاً ما فعله آدم من أَكْله من الشجرة المُحرمة؛ لكنه تعامَل معه وكأنه يبحث عنه: «آدم، أين أنت؟». ولكن لم يَبدُ من الله أي غضب أو انفعال مما فعله آدم، بل كانت إجابة آدم: «سمعتُ صوتك في الجنة فخشيتُ (أي خجلتُ) لأني عريان، فاختبأتُ». كانت هذه الإجابة هي المُحرِّك لله لأن يسأل آدم: «مَن أَعْلَمك أنك عريان؟ هل أكلتَ من الشجرة التي أوصيتُك أن لا تأكل منها؟».

هذا الحوار ليس حوار قاضٍ مع متهم عاصٍ، بل كأبٍ لآدم، كما ورد في صلوات قدَّاس القديس غريغوريوس اللاهوتي: ”كأب حقيقي سَعَيْتَ في طلب الضال“. هذا التحليل نابع مما ذكرناه سابقاً أنَّ الله الكلمة خالق آدم لم يفصم من جانبه العلاقة الأبوية بينه وبين آدم حين سقط، وإنْ كان الإنسان قد فَصَمها بنفسه بعد السقوط كنتيجة طبيعية لانحيازه لمشورة الحية (الشيطان) دون الله. ومن هذه المحبة واللُّطف جاء تدبير التجسُّد من أجل الخلاص.

في تعليم القديس أثناسيوس الرسولي (القرن الرابع)، ومن بعده باقي آباء الكنيسة أعمدة الإيمان، وعلى الأخص القديس كيرلس الكبير عمود الإيمان؛ يوضِّح القديس أثناسيوس مبدأَيْن اثنين في تدبير الله لخلاص الإنسان:

أولاً: إن الله وحده هو الذي يمكنه أن يُخلِّص الإنسان؛

ثانياً: إن هذا الخلاص يتطلَّب اشتراك العمل البشري مع عمل الله.

ويُعطي القديس أثناسيوس أسباباً متعددة: لماذا الله وحده هو الذي يمكنه أن يُخلِّص الإنسان؟ ومنها أنَّ الله الكلمة ابن الله الأزلي كانت له الرئاسة كرأس للخليقة بوجه عام، وعلى البشر بوجه خاص؛ وأنَّ وجود وقيام البشر ليس من ذات أنفسهم، بل إنَّ الله خلقهم معتمدين على الكلمة الأزلي باعتباره صورة الله(3).

أما سبب ضرورة اشتراك العمل البشري في الخلاص، فهو المركز المتميِّز للإنسان في الخليقة: فالإنسان يعتمد كليَّة على مشيئة وعمل خالقه، وهذا الاعتماد على الخالق محكوم بقانون الحرية الشخصية المعطاة للإنسان، أي قدرة الإنسان على الاعتراف الحُر والإيجابي بمشيئة الله وعمله. فالإنسان مخلوق على أن يكون قادراً على أن يعترف ويؤمن بالله، وأن يشترك في حياته الأبدية(4). وهذه القدرة الخاصة الحُرَّة في الإنسان تجاه الخالق هي إضافية وقاصرة على الإنسان من دون باقي الخليقة.

ويشرح القديس أثناسيوس هذه السمة الإضافية الخاصة بحياة الإنسان الأبدية بطريقتين:

الأولى: في إمكانية الإنسان – من خلال الابن/ كلمة الله الخالق والروح القدس – في التأمُّل في الله والشركة مع الآب. فمِن خلال ابن الله والروح القدس يصير الإنسان واعياً بالأبوَّة الأزلية لله، والإيمان بشخصه؛

والثانية: يتكلَّم القديس أثناسيوس الرسولي بما يُشير إلى إمكانية اشتراك الإنسان في الحياة الأبدية التي لله وخلوده، بسبب خلقته على حسب صورة الله ومثاله (الذي هو الابن/ كلمة الله).

وتُمثِّل معرفة الله الثالوث، والمشاركة في الأبدية والخلود اللتين في الله، المبدأين الأساسيَّيْن اللذين يستوفيان أركان الحرية المُعطاة للإنسان لمعرفة الله، وذلك بسبب خلقة الإنسان «على حسب صورة الله ومثاله» (التي هي الابن/ كلمة الله).

+ وعلى أساس هذه الحرية المُعطاة للإنسان يمكن أن يحدث التفاعُل الحُر والشركة بين الإنسان والله. فبالحرية المطلقة الكاملة التي في الله، وبالحرية النسبية التي للإنسان، صار يتركَّز عمل الخلاص كلِّيةً على الله، بينما يكون نسبياً من جهة الإنسان.

لماذا تجسَّد ابن الله الكلمة؟

إن كان آدم أخطأ فسقط في الموت وورَّثه لنسله، فإنَّ نَسْله أخطأ، كما يقول القديس بولس الرسول: «وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع» (رو 5: 12). فكما كانت هناك خطية الإنسان ”الواحد“ (آدم) فسقط؛ كذلك اجتاز الموت إلى ”جميع الناس“ إذ أخطأ الجميع. فهناك مفهوم ”الإنسان“ الذي أخطأ (بالمفرد)، ومفهوم ”الإنسان“ بالجمع أي البشرية كلها التي أخطأت. ولكن دون لجوئنا إلى فكرة ”الخطيئة الأصلية“ كأنها تورَّثت لنسل آدم (التي قامت بين علماء اللاهوت الغربي في القرون الوسطى)، ولا إلى فكرة ”الفساد الكُلِّي“ الذي أصاب البشرية جميعاً، ما دخل أيضاً في أوساط اللاهوت الغربي في نفس الفترة.

بل أصبح أمام الله ”خطية الواحد“ (آدم)، وخطايا البشرية جمعاء «إذ أخطأ الجميع». ولم يكن ممكناً للتوبة أن تلغي حُكْم الموت، لأن الموت صار كالمرض المتوارث في نسل آدم والذي لا يمكن إيقافه إلاَّ بخلقة جديدة للإنسان بدون موت. وهكذا صار ابن الله/ الكلمة الأزلي إنساناً، وأَخَذَ جسداً من أحشاء القديسة مريم العذراء، جسداً وارثاً ”الموت“ (ولكن ليس وارثاً خطية آدم لأن الخطية لا تُورَّث، بل مرض الموت فقط هو الذي تورَّث للبشرية).

+ وكان لابد من حضور الروح القدس الرب المُحيي في عملية التجسُّد ليَهبَ الجسد المأخوذ من العذراء خلقة النفس البشرية التي تُعطي الحياة للجسد، تماماً كما نفخ الله قديماً في الجسد الترابي روحه القدوس ليخلق النفس داخل هذا الجسد الترابي (تك 2: 7). وهكذا صار الجسد المأخوذ من العذراء جسداً بشرياً ذا نفسٍ عاقلة، خليقة جديدة بكل المعايير، ولكن جسداً قابلاً للموت ليكون مُشابهاً للبشر في كل شيء، ولكي يُميت ويُبيد الموت بموته في هذا الجسد ويخلق نسلاً جديداً مُحصَّناً ضد الحُكْم القديم: «أنت تراب، وإلى التراب تعود» (تك 3: 19). حيث تلبس النفس الجديدة التي خلقها الروح القدس في الجسد الجديد قوة القيامة من الموت بجسد جديد لا يموت على شِبه جسد قيامة المسيح من الموت حسب الوعد: «وكما لبسنا صورة الترابي، سنلبس صورة السماوي (أي جسد المسيح القائم من بين الأموات)» (1كو 15: 49)؛ وكذلك: «لأنه كما في آدم يموت الجميع، هكذا في المسيح سيُحيا الجميع» (1كو 15: 22)، وذلك بالروح القدس الشريك في تجسُّد المسيح وفي معموديتنا نحن المؤمنين: «وإن كان روح الذي أقام يسوع من الأموات ساكناً فيكم، فالذي أقام المسيح من الأموات سيُحيي أجسادكم المائتة أيضاً بروحه الساكن فيكم» (رو 8: 11).

+ فآلام وموت ابن الله المتجسِّد كانت هي أساس خلاصنا. فبشريَّته هي جامعة وحاضنة للبشرية كلها. فبشرية المسيح بشرية تُمثِّل إجمالي البشر وكل الطبيعة البشرية، وهي ليست بأي حال عثرة ولا عثرة شك، بل إنَّ آلام المسيح وموته هما أساس الخليقة الجديدة التي خلقها الله جديداً في بشرية المسيح التي تجسَّدها ابن الله الكلمة، وهي التي ألغت الخطية وأبادت الموت، وتحوَّلت إلى البرِّ والحياة الأبدية، فبجراحاته شُفينا، وبدمه الزكي تبرَّرنا أمام الله، وبموته صار الموت هو الباب إلى القيامة والحياة الأبدية لكل بشر يؤمن. هذه هي المُبادَلة العجيبة الرابحة التي أكملها الله لأجلنا نحن البشر، كل البشر، وبذلك صار هو مسيح العالم كله، والذي سلك بيننا كالله وكإنسان في جسده الجامع معاً اللاهوت والناسوت متَّحدَين معاً، غير منفصلَيْن أبداً، بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير.

+ وهكذا يصير المؤمنون بالمسيح حقّاً هم الشعب الذي يستطيع أن يتألم، يتألم في ابن الله كلمة الله المتجسِّد، فيصير مفتدياً الأيام الحاضرة الشريرة، مُحيياً تاريخ البشرية إلى البشرية الحية إلى الأبد، لكنه الشعب المَحمِي المستتر مع المسيح في الله. فهو ينمو ويتقدَّم من خلال الآلام والصليب والموت أيضاً من أجل تكميل تقديس البشرية وتجلِّيها وقيامها إلى ملكوت الله، الله الذي وهو الإله المتجسِّد سيكون هو المستَقَرَّ النهائي والحضنَ الأخير المنفتح والراحة الأبدية لكل البشر، كل مَن يؤمن؛ بل ولكل الكون والخليقة معاً. آمين.

(1) Duname/wj toà l+gou, Inc., 3.
(2) Contr. Ar. 3,23; cf. Inc. 3,6,II,13.
(3) Contra Arianos, 2,24.
(4) Contra Arianos, I,4.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis