|
|
|
«وأمَّا كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه، الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله» (يو 1: 13،12).
لا تتعجَّب من هذا أننا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه، فنحن مولودون من الله ولادة روحية تفوق كل تصوُّرٍ! فلما قال الرب يسوع لنيقوديموس الذي جاء للرب ليلاً، ليُشبع فضوله في اكتشاف شخص الرب يسوع الذي بهرته آياته، فاجأه الرب بقوله: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحدٌ لا يولَد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله» (يو 3: 3). ولما أبدى نيقوديموس تعجُّبه من ذلك بقوله: «كيف يمكن الإنسان أن يولَد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أُمِّه ثانية ويولد؟!». أجابه الرب يسوع مؤكِّداً ما قاله مُجدَّداً: «الحق الحق أقول لك: إن كان أحدٌ لا يُولَد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح هو روح» (يو 3: 4-6). ثم أردف الرب قوله مُوضِّحاً له ذلك بمثلٍ قائلاً: «لا تتعجَّب إني قلتُ لك ينبغي أن تُولدوا من فوق. الريح تهبُّ حيث تشاء وتسمع صوتها، لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب! هكذا كلُّ مَن وُلد من الروح» (يو 3: 8،7).
هنا يشرح الرب لنيقوديموس هذه الولادة التي من فوق، بأنها ولادة روحية وليست جسدية البتَّة. فهو ميلاد من فوق، ميلاد روحاني للنفس، ولا دخل للجسد والدم ولا مشيئة الرجل فيه شيئاً البتة. فهي ولادة من الله، ولادة من الروح القدس. وحيث إنَّ هذه الولادة تتم لنا ونحن في الجسد، لذلك صار الماء هو الواسطة المنظورة لحلول الروح القدس عليها، لكي نولد من الماء والروح. ولكنها تظل ولادة روحية من فوق، يحسُّ الإنسان بمفاعيلها في كل كيانه، وتسري قوَّتها في كل أعضائه، ولكنه لا يعلم كيف! كهبوب الريح التي لا يعلم الإنسان من أين تأتي ولا إلى أين تذهب!
وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير:
[لأنه بما أنَّ الإنسان مكوَّن من جسد ونفس عاقلة، فإنه يحتاج إلى عمليَّتَي شفاء ليصير له ميلاد جديد، لأنه بالروح القدس يتقدَّس روح الإنسان، وبالماء الذي تقدَّس يتقدَّس الجسد. لأن الماء بعمل الروح يتحوَّل معدنه إلى مؤثِّر إلهي غير منطوق به، ويُقدِّس كل مَن يحلُّ فوقهم](1).
اسأل الذين نالوا نعمة المعمودية وهم كبار، وكيف أحسُّوا بمفاعيلها في كل كيانهم، وغمرهم فرح لا يُنطق به، وطفقت ألسنتهم تُسبِّح الله وتُمجِّده، إذ لم يقدروا أن يكتموا فرحتهم.
تبنِّي الله للإنسان منذ خلقته على صورته:
هذا الميلاد الفوقاني له جذوره منذ خلقة الإنسان على صورة الله ومثاله. فصورة الله في الإنسان تعني أمراً عظيماً للغاية! أي أنه بيننا وبين الله نقطة اتصال، «لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد»، وكما قال شعراء أثينا، على حدِّ قول بولس الرسول: «... أننا أيضاً ذُريَّتُه» (أع 17: 28). وحيث إننا صورة الله، فنحن مُهيَّأون للاتحاد به، ولا يمكن أن نستريح إلاَّ فيه حينما تنطبق الصورة على الأصل ونثبت في الله والله فينا، كما عبَّر عن ذلك القديس مقاريوس الكبير قائلاً:
[النفس، إذن، هي صنيع إلهي عظيم مملوء عجباً... والحاصل أنـه خلقها من نوعٍ يُصيِّرها عروساً ورفيقة حتى يقترن بها فتصير معه روحاً واحداً (كقول الرسول في 1كو 6: 17)](2).
بل إنَّ الله، بسبب خلقته لنا على صورته وشبهه، لم يقطع قط صلته بالإنسان الذي أبدعه على مثاله، حتى بعد سقوطه، فهيَّأ له سبيل الخلاص من البداية. وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير:
[... من جهة أنه آب الكل لكونه أوجدنا عن طريق خلقتنا وبعث إلى الوجود ما لم يكن موجوداً، بل ولأننا نلنا كرامة الخلقة على صورته منذ البدء، وكرامة السيادة على الكائنات التي على الأرض... إلاَّ أنَّ الشيطان لم يشأ أن نبقى في مثل هذا الحال، فبعثَرنا وأضلَّ الإنسان بطرقٍ شتَّى عن قُربه لله. وأمَّا المسيح فقد جمعنا كلنا من جديد، وضمَّنا معاً بالإيمان إلى حظيرة الكنيسة الواحدة، ووضعنا تحت نير واحد، فصار الجميع واحداً، يهوداً أم يونانيين، برابرة أم سكيثيين، مخلوقين من جديد ”إلى إنسان واحد جديد“ (أف 2: 15)، وعابدين إلهاً واحداً](3).
بنوَّة إسرائيل لله:
وهكذا نرى أن الله لم يكفَّ عن علاقته بالإنسان بالرغم من سقوطه، ويظهر ذلك بجلاء في اختيار الرب لإبراهيم ودعوته لترك أهله وعشيرته ليتغرَّب في أرض كنعان، كحلقة من حلقات تدبيره لخطة خلاص البشرية، ثم تغرُّب ذريته بنو إسرائيل في أرض مصر، ووقوعهم تحت عبودية فرعون. ثم إرسال الرب لموسى إلى فرعون ليُخرج شعب إسرائيل من مصر، حيث طلب الرب من موسى أن يقول لفرعون: «هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، فقلتُ لك أطلق ابني ليعبدني، فأبيتَ أن تُطلقه، ها أنا أقتل ابنك البكر» (خر 4: 23،22).
هنا نلاحظ أنَّ الله يدعو شعب إسرائيل ابنه البكر! ويتبنَّى قضية إخراجه وإنقاذه من عبودية فرعون. فإن أَبَى فرعون أن يُطلقه، فهوذا الرب يقتصُّ من فرعون فيقتل ابنه البكر!
لقد ميَّز الرب إسرائيل عن جميع الشعوب، ليس لكونهم أفضل من سائر الشعوب، ولكن لأنه اختارهم لكي يُكمِّل بهم خطة خلاصه لكل الشعوب بتجسُّد ابن الله من نسلهم، لكي يُنعِم على كل مَن يؤمن به بروح التبنِّي «الذي به نصرخ: يا أَبَا الآب» (رو 8: 15). فإسرائيل كان قد عُهِدَ إليه بنشر رسالة خدمة حضرة الله واستعلان وجوده وقدرته بين جميع الشعوب، وانتشار ملكوته في كل الأرض. وكان دوره أن يعمل وسيطاً بين الله وسائر الشعوب من أجل مجيء المسيح إلى العالم وتجسُّده من نسلهم في ملء الزمان. إلاَّ أنهم لما رفضوه وصلبوه، سقط كل امتياز لهم: «إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله» (يو 1: 11).
بنوتنا لله:
لذلك أعطى الرب كل استحقاقات شعبه الخاص، الذي دعاه قبلاً ”ابني البكر“ و”شعبه المختار“، للذين قبلوه «الذين أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه، الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، لكن من الله وُلدوا». وأما إسرائيل، عندما لم يقبله، فقد نقل نعمة البنوَّة منه إلى الأمم الذين آمنوا به. وفي ذلك يقول القديس كيرلس الكبير:
[هذه هي دينونة الله العادلة، إسرائيل البكر طُرد خارجاً، لأنه لم يثبت مع الله كخاصته، ولم يقبل الابن الذي جاء وسط خاصته، بل رفض مانح الكرامة وواهب النعمة، أما الأمم فقبلوه بالإيمان... إذ حيث إنهم قبلوا الابن فقد نالوا السلطان أن يُعَدُّوا من أولاد الله. فالابن وحده هو الذي يُعطي ما يخص طبيعته، ليصير خاصاً بهم جاعلاً ما يخصُّه مشتَرَكاً وعامّاً بينهم، لتكون هذه هي صورة طبيعة محبته للإنسان والعالم... بدعوتنا إلى البنوَّة، لأننا نشترك فيه بالروح القدس، نُختم لنكون مثله ونرتفع إلى الصورة الأولى التي أخبرتْنا الكتب المقدسة أننا خُلقنا عليها (تك 1: 27)، وبذلك نكون قد استعدنا جمال طبيعتنا الأولى وخُلقنا من جديد لنكون على مثال الطبيعة الإلهية... إذن، نحن نرتفع إلى كرامة أسمى من طبيعتنا بسبب المسيح لأننا سنكون أيضاً ”أبناء الله“، ليس مثله تماماً، بل بالنعمة وبالتشبُّه به. فهو الابن الحقيقي الكائن مع الآب منذ الأزل، أما نحن فبالتبنِّي بسبب تعطُّفه...
إذن هو الابن بالحق وبالطبيعة، ونحن صرنا به أبناء أيضاً، وننال الخيرات بالنعمة دون أن تكون هذه الخيرات من طبيعتنا... لقد قال إنهم أخذوا السلطان من الابن لكي يكونوا ”أولاد الله“، فنالوا ما لم يكن من قبل بواسطة نعمة التبنِّي، وبدون أي تشكُّكٍ يُضيف: ”وُلدوا من الله“، لكي يُوضِّح عِظَم النعمة التي أُعطيت لهم، ويجمع ذلك الذي كان غريباً عن الله الآب ليُدخله في قرابة الطبيعة معه، ويرفع العبد إلى كرامة سيِّده بواسطة محبة الرب القوية للإنسان](4).
ولكي يُوضِّح القديس يوحنا الرسول الفرق بين بنوتنا لله وبنوَّة الرب يسوع الفريدة للآب، يُخصِّص كلمة ”الابن“ للرب يسوع فقط، بينما يستخدم لفظ ”أولاد الله“ للذين قبلوا المسيح ويؤمنون به، ويذكرها بالجمع دائماً. ويتَّضح ذلك بالأكثر عند قوله: «الذين وُلدوا من الله»، لكي يُبيِّن أننا وُلدنا من الله كشركة مع الكنيسة كلها في الطبيعة الإلهية. فنحن كلُّنا معاً ”أولاد الله“، وكلنا معاً ”جسد المسيح“، وكلنا معاً ”هيكل الله“ وروح الله ساكن فينا. وهذا ما يؤكِّده أيضاً القديس بطرس الرسول في قوله: «كما أنَّ قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى، بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، اللذين بهما قد وَهَبَ لنا المواعيد العُظمى والثمينة، لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية» (2بط 1: 4،3).
معمودية المسيح ومعموديتنا:
حينما اعتمد المسيح في الأردن، لم يكن يعتمد لذاته بل لنا. فهو لم يكن محتاجاً لأن يعتمد، لأنَّ معمودية يوحنا كانت للتوبة ومغفرة الخطايا، تمهيداً وإعداداً لمجيء الرب الآتي بعده، «كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيِّئ طريقك قدَّامك. صوتُ صارخٍ في البرية، أَعدُّوا طريق الرب، اصنعوا سُبله مستقيمة» (مر 1: 3،2). حتى أنَّ يوحنا نفسه قال: «يأتي بعدي مَن هو أقوى مني، الذي لستُ أهلاً أن أنحني وأحلَّ سيور حذائه. أنا عمَّدتكم بالماء، وأما هو فسيُعمِّدكم بالروح القدس» (مر 1: 8،7).
أمَّا المسيح فقد اعتمد لأجلنا، لكي يرسم لنا طريق خلاصنا، وكان حلول الروح القدس عليه حينما صعد من الماء في الأردن، إنما هو حلول علينا نحن، بسبب أنه كان لابساً جسدنا. ولمَّا اغتسل في الأردن بصفته ”ابن الإنسان“، كنا نحن المغتسلين فيه وبواسطته. ولما قَبِلَ الروح القدس، كنا نحن الذين نقبله بواسطته، على حدِّ قول القديس أثناسيوس الرسولي(5).
وفي هذا يقول القديس كيرلس الأورشليمي:
[كل شيء قد تمَّ فيكم على صورة ما حدث للمسيح، لأنكم صرتم صوراً للمسيح... أما هو فلما اغتسل في الأردن، ووهب المياه رائحة لاهوته، صعد منها وظهر الروح القدس حالاًّ عليه بجوهره، إذ أنَّ المثيل يستريح على المثيل. وأنتم أيضاً بشبه ذلك لما صعدتم من جرن الماء المقدس، قد نلتم مسحة هي صورة لتلك التي مُسح بها المسيح، وهذا هو الروح القدس...](6).
ويقول الكتاب أيضاً إنه عندما صعد المسيح من الماء: «وإذا السموات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه، وصوتٌ من السموات قائلاً: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ» (مت 3: 17،16).
إن انفتاح السموات عند عماد المسيح هو انفتاح على البشرية كلها، وقد أكَّد ذلك الرب يسوع فيما بعد عندما تقابَل مع نثنائيل، وأعلن هذه الحقيقة التي تمَّت بمجيء المسيح إلى العالم وعودة العلاقة بين السماء والأرض، وتهليل الملائكة قائلين: «المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة»، إذ قال المسيح لتلاميذه: «الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون على ابن الإنسان» (يو 1: 51).
كما أن صوت الآب المتكلِّم من السماء والشاهد للمسيح بأنه هو ابنه الحبيب الذي به مسرَّته، هو بمثابة قبول للبشرية في شخص المسيح الفادي والمخلِّص الذي جاء ليُصالح السمائيين مع الأرضيين، وهو فرح السماء والملائكة بكل مَن يتوب ويعتمد على اسم المسيح ويصير واحداً من أبناء الله المتحدين في جسد المسيح الواحد. وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير:
[لقد جاء صوت الله الآب قائلاً من نحو المسيح أثناء عماده المقدس: «هذا هو ابني الحبيب»، وكأنما بذلك كان يقبل فيه وبواسطته الإنسان الأرضي. فإنَّ ابن الله الوحيد الحق بحسب الطبيعة لما صار مثلنا، قد تعيَّن ابن الله (رو 1: 4)، ليس كأنه ينال ذلك لنفسه هو - إذ أنه في ذاته كان ولم يَزَل كما قلتُ إلهاً حقّاً - بل لكي يوصِّل إلينا هذا المجد. فإنه قد صار لنا باكورة وبكراً وآدم ثانياً. لأجل ذلك قيل: ”إن كل شيء فيه يصير جديداً“ (2كو 5: 17)، ونحن إذ قد خلعنا عِتق آدم، اغتنينا بالجدَّة التي في المسيح](7).
المعمودية عهد مع المسيح وجحد للشيطان:
نوال نعمة المعمودية كأول سرٍّ يُجرَى للمؤمن لكي يصير مسيحياً، هو هبة عُظمى نحصل عليها من الله لكي يُعطينا سلطاناً أن نُدعَى أولاد الله، إلاَّ أنه يُنشئ في الحال مسئولية عُظمى على الإنسان المعتمد. فالمعمودية عهد مع المسيح شمس البر ووعد طاعة كاملة له، فهي تتضمن في طقوسها التي تثبتت منذ أيام الرسل ثلاثة أمور مطلوبة من المُتقدِّم للمعمودية: 1. النُّطق بصيغة رسمية لجحد الشيطان؛ 2. الاعتراف بالإيمان بحسب قانون الإيمان الرسولي؛ 3. التعهُّد بأن يحيا المعتمد في طاعة المسيح وحفظ وصاياه.
لذلك فنحن بالمعمودية ننتقل من تبعيتنا للشيطان إلى تبعيتنا للمسيح ابن الله، فيسقط عن كاهلنا نير عبوديتنا للشيطان، ونتحرَّر ونتطهَّر من خطايانا السالفة، ونخلع إنساننا العتيق ونُولد ولادة جديدة؛ إذ نلبس المسيح، ونصير خليقة جديدة، ونستنير بنور برِّ المسيح. وفي هذا يقول القديس أمبروسيوس مُخاطباً المُعمَّدين الجُدُد:
[عندما دخلتم بيت المعمودية وواجهتم عدوَّكم الشيطان الذي جحدتموه، اتجهتم مرة أخرى نحو الشرق، لأن الذي يجحد الشيطان يصير له الحق أن يتَّجه ناحية المسيح](8).
وهكذا فإننا في الحال ندخل في صراع مع العدو، كما دخل المسيح بعد معموديته مباشرة في مواجهة مع إبليس، كما يقول الكتاب: «ثم أُصعِدَ يسوع إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس» (مت 4: 1).
(يتبع)
(1) St. Cyril the Great, On St. John 3.5.
(2) عظة 46،44.
(3) St. Cyril the Great, on John 11.49.52 LFC 2,134.
(4) القديس كيرلس الكبير، شرح إنجيل يوحنا، الأصحاح الأول، (ترجمة مؤسسة القديس أنطونيوس)، ص 127-129.
(5) ضد الأريوسيين 1: 47.
(6) العظة الثالثة عن الأسرار.
(7) تفسير لو 3: 21-23 (PG 72,524).
(8) On the Mysteries 7; NPNF, 2nd sereis, Vol. X, p. 318.