دير القديس العظيم أنبا مقار
الصفحة الرئيسية  مجلة مرقس الشهرية - محتويات العدد

من الكتابات الأرثوذكسية المسكونية

علم آباء الكنيسة
مدخل إلى الفكر التأملي
لآباء الكنيسة( 1)


إن الكثير من المجتمعات في عالمنا المعاصر يمكن أن نطلق عليها "مجتمعات انفصالية"، وذلك لأنها مجتمعات "بدون آباء"، وهي على النقيض من شعب إسرائيل الذي كان يعرف الله على أنه "إله إبراهيم وإسحق ويعقوب". فالله هو إله الرسل والإنجيليين، هو إله ذهبي الفم وأثناسيوس وغريغوريوس، هو إله باسيليوس وكيرلس وديوسقوروس؛ هو، إذن، إله آبائنا.

والكنيسة ليست مجتمعاً بدون آباء. فهي تجد في علاقتها بـ "الأب" وبـ "الآباء" أساس قوتها وسموها، أساس محبتها وفرحها. وبالنظر إلى طبيعة الله ومقارنتها بطبيعتنا، نجد أنه ليس لنا من "أب" سوى الله، وهذا ما أكَّده المسيح نفسه لنا: "وأما أنتم فلا تُدْعَوا سيدي، لأن معلِّمكم واحدٌ المسيح، وأنتم جميعاً إخوة. ولا تَدْعُوا لكم أباً على الأرض، لأن أباكم واحدٌ الذي في السموات. ولا تُدْعَوْا مُعلِّمين، لأن معلِّمكم واحدٌ المسيح." (مت 23: 8-10)

لذلك فالله خالقنا وواهب الحياة هو وحده جدير بالأُبوَّة. وعلى هذا الأساس، فالأبوَّة الروحية والجسدية لا تأخذ شرعيتها إلاَّ من هذا المنطلق. فمحبتنا، إذن، لآبائنا يجب أن تكون محبة ناضجة نابعة من محبتنا للآب الحقيقي حتى لا تنحرف بنا إلى تأليه كاذب للإنسان. والقديس بولس الرسول كان واضحاً جداً في هذا الموضوع، إذ يقول: "أحني رُكبتيَّ لدى أبي ربنا يسوع المسيح، الذي منه تُسمَّى كل عشيرة في السموات وعلى الأرض" (أف 3: 14و15). فهو يؤكِّد جلال عظمة الله وقدرته ومحبته؛ إلاَّ أنه لا ينفي دور الإنسان في التبشير بالخلاص، والذي هو دور الكنيسة أيضاً، إذ يقول: "ليس لكي أُخَجِّلَكُم أكتب بهذا، بل كأولادي الأحبَّاء أُنذركم. لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون. لأني أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل." (1كو 4: 14و15)

فالله وحده هو "الآب"، ولكن أُبوّته الفريدة هذه تصل إلينا عن طريق التعليم والصبر والحب من أولئك الذين يلدوننا على طريق الحياة. وعلى هذا المفهوم يوضِّح لنا بول إفدوكيموف Paul Evdokimov أنَّ: "الأب الروحي ليس أبداً هو القَيِّم على الضمير، فهو لا يلد أولاداً روحيين له هو، وإنما هو يلدهم لله، يلدهم أحراراً ناضجين...".

مَن هم آباؤنا؟

الآن، وقبل أن نسأل عن معنى تعبير "إله آبائنا"، يجب أن نعرف أولاً: مَن هم آباؤنا هؤلاء؟

إنهم هم الذين أوصلونا بزمن المسيح؛ وهم الذين نقلوا إلينا تراث الرسل الإيماني؛ هم سبَّحوا الله، وتركوا لنا خبراتهم في التسبيح؛ هم الذين وضعوا الأعياد والمناسبات التي تنعشنا روحياً؛ وهم في النهاية الذين أرسوا قواعد الحياة الأرثوذكسية وعرَّفونا بالأسرار، فانتقلوا بنا من الحياة المادية إلى الحياة الأخرى روحياً وفكرياً.

الآباء الأساقفة:

ونستطيع أن نقول إنه في القرون الأولى من عمر الكنيسة كانت مسئولية التعليم تقع على عاتق الأساقفة الذين خلفوا الرسل. لذلك فهؤلاء الأساقفة هم أول مَن انطبق عليهم صفة الأُبوَّة الروحية (بعد الرسل والإنجيليين)، وذلك لأن الأسقف هو الرئيس والرأس لجماعة الكنيسة، وذلك على غرار رؤساء أسباط إسرائيل الذين كان كل واحد منهم "أباً" للسبط كله. والأسقف كرئيس كهنة هو الذي يرأس المحفل الليتورجي كما كان الأب في الطقس اليهودي هو الذي يرأس وليمة العُرس، هذا من ناحية التقليد؛ أما حياتياً، فالأسقف هو الذي ينقل تعاليم الآباء الرسل وتعاليم الإنجيليين إلى كل فرد حتى ينمو إلى "ملء قامة" الابن، لذلك فهو جدير بالأبوَّة. وفي النهاية، فالأسقف هو "أب" لأنه يتمتع بالحق مع الرحمة اللتين هما هبة الله له وبهما يجمع أولاد الله المشتَّتين إلى وحدة حقيقية.

وقد حدث في القرن الرابع مجادلات عقائدية ظهر على أثرها اللاهوتيون كمدافعين عن العقيدة. لذلك وجب أن يمتد مفهوم الأبوَّة ليشمل اللاهوتيين من غير الأساقفة، وذلك إن كانت تعاليمهم حاملة للبذار الإلهية، أي تعاليم مثمرة تلد صاحبها لله ابناً. ومن هذا المنطلق يُصرِّح القديس إيرينيئوس أسقف ليون (130-200م) في كتابه ضد الهراطقة: "مَن علَّمني حرفاً، كنت له ابناً وكان لي أباً". كما يقول العلاَّمة كليمندس الإسكندري: "إن الألفاظ هي ذرية النفس، ولذلك ندعو الذين علَّمونا آباء، وكل إنسان يتلقَّى العلم يكون ابناً لمعلِّمه".

"ولكن ليس معنى هذا أن كل الكُتَّاب الكنسيين معتبرون داخل الكنيسة "آباء". فمثلاً ترتليانوس (تنيح عام 220م)، وهو أب علوم اللاهوت في كنيسة روما، إذ له تأثير كبير في اللاهوت اللاتيني وهو من أكثر الكُتَّاب دقة في انتقاء الألفاظ والمصطلحات اللاهوتية، وقد كتب باللاتينية بالأكثر، إلاَّ أنه سقط في بدعة المونتانية. لذلك فهو يُعتبر كاتباً كنسياً بالدرجة الأولى، ولكنه ليس أباً في الكنيسة.

وأيضاً أوريجانوس (تنيح عام 253م) فهو واحد من أعظم العقليات في تاريخ الكنيسة ومن أشهر علمائها، وقد حمل في قلبه غيرة روحية وفي جسده نسكاً شديداً ومحبة كبيرة للمسيح يسوع، كما اعترف بالإيمان في فترة الاضطهاد؛ ولكنه كان يفتقر إلى اتِّباع الآباء واتزان الفكر اللاهوتي، فسقط في عدة بدع فكرية ولاهوتية منعته من أن يصبح أباً بين الآباء الكنسيين."(1)

آباء الكنيسة:

أما مَن يريد أن يتعرَّف على الآباء ويتخذهم مرشدين له، فليس عليه إلاَّ أن يرجع إلى التراث الأرثوذكسي، ويقرأ لهؤلاء الآباء بروح البنوَّة وليس بعقل متشكك؛ وحينئذ سيعرف مَن هم: كليمندس الروماني، وإغناطيوس الأنطاكي، وبابياس، ويوستينوس الشهيد، وكيرلس، وباسيليوس، وديوسقوروس، وأنطونيوس، وباخوميوس، ومقاريوس... إلخ. وغير أولئك الكثيرون مِمَّن حفظوا لنا وديعة الإيمان بصبرهم وجهادهم ومحبتهم. فمَن يريد إيماناً نقياً، ومَن يريد تسابيحَ عذبة، ومَن ينشد تفسيراً للكلمة؛ عليه الرجوع إلى الآباء، ولذلك يقول فنسنت من الليرين Vincent de Lerins (450م):

[إذا اعترضنا عارض جديد ولم نستطع أن نفصل فيه، فعلينا أن نرجع إلى الآباء القديسين، وذلك على الأقل لأنهم كانوا يعيشون في "وحدة الشركة والإيمان"، وكانوا معلِّمين فضلاء. فكل ما وصلوا إليه يجب أن ننظر إليه على أنه المنهج الصحيح للكنيسة دون شك أو ريبة].

فالآباء، إذن، هم خُدَّام الوديعة الإلهية، هم الذين حباهم الله التمييز لكي يُفسِّروا الإنجيل ليس فقط من خلال توضيح وشرح آياته، ولكن أيضاً من خلال حياتهم الإنجيلية.

المسيح أجلى القديم، والآباء ربطونا بالمسيح:

إن العهد القديم قد شرحه المسيح باقتدار حينما أتمَّ رسالته، إذ أتى إلينا وقدَّم نفسه ذبيحة عنا، وقَبـِلَ الموت في جسده على الصليب، وحينما نطق وقال: "قد أُكْمِل"، كان قد كشف بهذا سر الفداء المخفي في طيَّات العهد القديم. فبتقديم المسيح ذاته على الصليب، توحَّد العهدان في عقيدة واحدة تجمع في انسجام إلهي وصايا القديم ونعمة الحديث. فأسد يهوذا هو الخروف المذبوح الذي أعاد لنا الغلبة ثانية، وفكَّ سبعة ختوم السِّفْر (راجع سفر الرؤيا - الأصحاح الخامس). وكذلك طعنة الحربة في جنب المخلِّص قد أكملت بالحقيقة ما فعلته عصا موسى التي ضرب بها الصخرة، إذ أن جنب الرب يسوع المفتوح تفجَّرت منه ينابيع العهد الجديد، ولذلك يقول العلاَّمة أوريجانوس: "لو لم يكن المسيح قد ضُرب، لو لم يكن قد خرج من جنبه الماء والدم، لكُنَّا سنُعاني حتى الآن من العطش لكلمة الله". ولكي يخرج المسيح من القبر كان لابد أن يُدحرج الحجر عن بابه، هذا الحجر الذي هو من الأرض، هذا الحجر المادي هو هو الذي يمنع عنَّا نعمة الانطلاق إلى الحياة الجديدة مع المسيح.

إذن، فالمسيح قد غطَّى كل القديم، أما الآباء فهم الذين قد وضعونا على طريق الحياة (أي المسيح). والقديس كيرلس الإسكندري يوضِّح ذلك قائلاً:

[اختبروا أنفسكم، هل لا تزالون في الإيمان! لأن حب الذات يمكن أن يُخرِج الإنسان عن الطريق القويم ويُبعده عن الإيمان النقي... فروح الإنسان لا تقبع في الخطأ، وإنما تُصحِّح من وضعها إن عكف الإنسان على قراءة أعمال الآباء الأُوَل الذين عرفتهم الكنيسة الأرثوذكسية... فكل الأنفس المستقيمة الغرض تجتهد في اتِّباع أقوال الآباء (لكي تصل إلى المسيح)، لأنه بعد أن يمتلئ الإنسان من المبادئ الإنجيلية والرسولية، وبعد أن يغترف من كتابات الآباء إيماناً نقياً سيصبح هو نفسه "نوراً في العالم"].

الآباء هم أصولنا الأولى:

فالتأمل في الكتب المقدسة بناءً على أصول آبائية يوقظ فينا الروح، ويقودنا إلى سبيل الإيمان القويم، ويُنير طريقنا بكلام الحياة. على أن الرجوع إلى الآباء كمصدر روحي عملي لنمونا وتفاعلنا مع المجتمع لا يعني بأيـَّة صورة أننا رجعيون، وإنما يعني أننا كنيسة ذات مرجعية، كنيسة ذات أصول قوية تمتد إلى المسيح نفسه. ولذلك كان القديس إغناطيوس الأنطاكي يقول لمحدِّثيه بأنه لا يثق إلاَّ في سِجلاَّته (أي الإنجيل والآباء)، لأنها لا يمكن أن تُسرَق. فصَلْب المسيح وموته وقيامته، هو كل ما كان يريده.

لذلك فالمعرفة الحقيقية بالآباء تقودنا إلى معرفة أكثر عمقاً بالمسيح، وبالتالي بأسراره المحيية التي من خلال ممارستها تتعمَّق علاقتنا بالآب أكثر فأكثر.

الفكر التأملي عند الآباء:

إن آباء الكنيسة لم يتفوَّهوا بشيء من فكرهم الخاص، وإنما كان فكرهم فكراً تأمليًّا أساسه هو الكتاب المقدس. لذلك جديرٌ بنا أن نُطلق على فكرهم: "الفكر التأمُّلي"، وذلك تمييزاً له عن الفكر الفاحص الجامد.

ولقد كان الآباء يعيشون حياة روحية صحيحة يتأملون فيها في كلام الله ويبحثون عن هويتهم من خلال علاقتهم بأقانيم الآب والابن والروح القدس. وهم في تأملاتهم هذه لم تسْتَهوِهم الكلمات في حدِّ ذاتها، وإنما هم كانوا يتأملون كلام الله في محضره، وهذا كان يُعطي حياةً للحروف والكلمات، ويهبهم القدرة على استيعاب هذه الحياة، وبالتالي يقودهم إلى محبة الله. وفي جوٍّ مثل هذا، كانت الصلاة بالنسبة لهم هي المدخل الحقيقي للتعرُّف على أسرار اللاهوت، وفي ذلك يقول أحد الكُتَّاب الروحيين: "إذا كنت لاهوتياً فأنت تصلي بالحق، وإذا كنت تصلي بالحق فأنت لاهوتي". فحياة الصلاة لم تُعِقْ الآباء عن دراسة الكلمة، بل كانت تساعدهم على كشف الجزء السرِّي فيها (أي في كلمة الله).

موسوعية فكر الآباء:

لقد فُرض على عصرنا هذا أن يكون عصر التخصُّص في جميع المجالات، وهذا نتيجة التراكم الهائل للمعلومات على مدى آلاف السنين. وبالرغم من فوائد التخصص العديدة إلاَّ أن الاستغراق الشديد في التخصص له بعض الجوانب السلبية، منها أنه يمنع عن صاحبه الخبرات الموجودة في المجالات التي لم يتخصص فيها. وهذا ينطبق على المجالات الروحية كما على المادية. ومن هنا تأتي أهمية دراسة الآباء التي تعطي للمؤمن نوعاً من المعرفة الموسوعية تمكِّنه من أن يعي بحسٍّ روحي سليم كل ما يدور في الكنيسة. فالإنسان الروحي المُطَّلِع على فكر الآباء هو شخص مقتدر في الفكر، ومقتدر أيضاً في الصلاة وممارسة الفضيلة. لذلك فالوضع المثالي بل والطبيعي، هو أن الشخص صاحب المعرفة الصحيحة يكون في الوقت نفسه هو الشخص الروحاني، وروحانيته تكون نتاج علاقته الصحيحة بالله الكلمة.

فاليوم - كما أمس - نحن في حاجة ماسَّة إلى "قديسين ذوي ذهن نقي". وهذه المثالية كان يتمتع بها آباء الكنيسة، فأقوالهم وحياتهم لا زلنا نتمتَّع بها ونتعلَّم منها حتى الآن، فهم كانوا أصحاب كلمة لأن "الكلمة" كان ساكناً فيهم.

خبرة آباء الكنيسة وخبرة النُّسَّاك:

إن أقوال آباء الكنيسة يجب أن ننظر إليها على أنها "تسابيح"، لأنه إن كنا نتكلَّم عن الله فإن كلامنا هذا يجدر به أن يكون تسبيحاً وليس مجرد وجهات نظر. فالكلام عن الله يُعدُّ تسبيحاً لأنه يحمل، من جانب، إجلالاً وتكريماً لعظمته ومحبته؛ ومن جانبٍ آخر، شرحاً لفداء الله الذي أتمَّه من أجلنا. وهاتان الخبرتان هما اللتان يصل إليهما المنقطعون للعبادة في البراري، والذي تمنحه هاتان الخبرتان هو تثبيت الاتضاع والإيمان في حياة الشخص. فمَن يفكِّر ويسعى لإدراك عظمة الله ومحبته ويُعطي له الإجلال والتكريم اللازم لابد أن يحظى بالاتضاع. ومَن يشعر بأن الله أتى ليفتديه ويُقيمه من الموت، فهذا سوف يقوَى إيمانه ويتثبَّت.

"فتِّشوا الكتب":

ولقد تناول الآباء في الواقع أصعب المسائل، الكتابية منها والمجتمعية، وذلك بصورة بسيطة يستطيع أن يستوعبها مَن له حس روحي وهدف روحي سليم.

لذلك فلا غضاضة في أن نرجع إلى كل ما كتبوه، إذ أن هذا ليس فقط يُعطينا إجابة على أسئلتنا، وإنما سيفتح آفاق قلوبنا على منهجية الآباء الفريدة التي كانوا يستخدمونها في تناول الأمور، روحية كانت أم غير ذلك، والتي تمكَّنوا من خلالها من النمو في الروحانية والعلم الكتابي جنباً إلى جنب؛ أو - إذا شئنا - نقول إن طريقة الآباء قد مكَّنتهم من الوصول إلى قمة العلم الروحاني.

لذلك فعلينا أن نرجع إلى الآباء لنعيش ونتأمل في عمق معرفتهم، وهذا لا يتطلَّب بالضرورة البحث والتنقيب عن المخطوطات التي تحوي أقوالهم أو عمل المقارنات والدراسات العميقة في ذلك لأن هذا في الواقع غير مُتاح إلاَّ لفئة قليلة. وإنما كل ما علينا هو أن ندخل إلى الباترولوجي (علم آباء الكنيسة) ونتبحَّر فيه عن طريق قراءاتنا التأملية في كتاباتهم، وأن نسعى لأن تكون لنا الكلمة مرشداً وهادياً كما كانت لهم.

فالمسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد، ونحن مدعوُّون في كل وقت لأن نشترك في العمل معه. والروح القدس الذي أنار الطريق أمام الآباء هو هو الروح الساكن فينا اليوم. فبالروح القدس وبواسطة الابن الوحيد نستطيع أن نتأمل في الله الآب. لذلك فلنبدأ الآن، أو كما يقول القديس غريغوريوس النيسي:

[من بداية إلى بداية، وإلى بدايات ليس لها نهاية].

(1) اقتباس من كتاب: "دراسات في آباء الكنيسة"، ص 17و18، وضعه المترجم للتعقيب.