للقديس أثناسيوس الرسولي

تجسُّد كلمة الله من أجل خلاصنا

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف)

[لأن تجسُّده كان بسببنا نحن، إذ كُنَّا نحن الغاية. إذ بسبب محبته للبشر، ومـن أجـل خلاصنا، شاء أن يصير إنساناً ويتراءى في الجسد البشري. لأن الله كان قد خلق الإنسان، وشاء له أن يدوم في الحياة (أي حالة عدم الموت)؛ لكن البشر استهانوا بالتأمُّل في الله، ورفضوه، وفكَّروا في الشرِّ وابتدعوه، كما أشرنا في الرسالة السابقة (ضد الوثنيين، فصل 6). وبذلك أنزلوا على أنفسهم حُكْم الموت الذي سبق تحذيرهم منه (تك 2: 17). ومـن ذلك الحين لم يستمرُّوا بعد في الصورة التي خُلِقوا عليها. وهكذا، بالضرورة، دخـل إليهم الفساد الأخلاقي( ) حسبما أرادوا لأنفسهم، الأمر الذي جعل الموت يسود عليهم؛ لأن تعدِّيهم على الوصية (تك 3: 6) أعادهم إلى حالتهم البدائيـة، حتى أنهم كما خُلِقوا من العدم، هكذا أيضاً لحقهم الفساد، الأمر الذي أدَّى إلى الموت بمرور الزمن]. (عن كتاب: ”تجسُّد الكلمة“ - فصل 4، فقرة 2-4)

( عن كتاب: ”تاريخ الكنيسة“ 5،4،9،8 )
NPNF, 2nd Series, Vol. I, p. 330

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis