للقديس أثناسيوس الرسولي

سيُقرُّون في النهاية بأنها آلهة كاذبة زائفة

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف)

[- لأنهم إن كانوا ينظرون إلى الخليقة بمهابة، فعبدوها عن خوف؛ فإنهم بالرغم من ذلك، يَرَوْنَ أنها تعترف بالمسيح ربّاً. - وحتى إنْ اتَّجه ذهنهم نحـو البشر في خوف منهـم، فعبدوهم كآلهة؛ فإنهم بالمقارنة مع أعمال المُخلِّص، يظلُّ المُخلِّص ظاهراً من بين البشر أنه هو ابن الله، إذ لم توجد مثل هذه الأعمال، وقد صُنِعَتْ من البشر، مثلما صُنِعَتْ بواسطة كلمة الله. - أو إنْ انجرفوا وراء الموتى، فعبدوا أبطالهم كما ورد في الأساطير، وعبدوا الآلهة التي تحدَّث عنها شعراؤهم؛ إلاَّ أنهم إذ رأوا قيامة المُخلِّص، فلابد أنهم سيُقرُّون في النهاية أنها آلهة كاذبة زائفة، وأنَّ الرب هو وحده الإله الحقيقي، كلمة الآب، وأنه هو وحده السيِّد حتى على الموت.

- ولأجل هذا السبب، كان هو وحده، في نفس الوقت: المولود الظاهر إنساناً، وقد مات، وقام من الموت، حتى أنه جعل أعمال الذين سبقوه من البشر باهتة مرذولة في الظلال، حتى أنه مهما كان اتِّجاه انحراف البشر؛ فمِن ذلك الوقت فصاعداً، سوف يُعيدهم إلى الحياة، ويُعلِّمهم عن أبيه الحقيقي، حسبما قال هو نفسه: «فابن الإنسان جاء ليجد الضالين ويُخلِّصهم» (لو 19: 10)].

(عن كتاب: ”تجسُّد الكلمة“ - 15: 7،6،4)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis