للقديس غريغوريوس اللاهوتي

الله إله اللحظة الحاضرة
-3-

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف)

[الفصل الرابع عشر: اغرس في الموسم المناسب، احصد في وقت الحصاد، افتح مخازنك عندما يحلُّ الزمان المناسب؛ وانطلق في الوقت المناسب، واقطع عناقيد العنب عندما تكون قد نضجت، انطلق بسفينتك في البحر بجرأة وقت الربيع، ثم اسحب سفينتك واحفظها على الشاطئ مرة أخرى في بدء الشتاء، عندما تبدأ الأمواج في الهياج.

أنت تجعل لنفسك وقتاً للحرب ووقتاً للسلام؛ وقتاً للزواج، ووقتاً للامتناع؛ وقتاً للصداقة، ووقتاً للخصام حسب الحاجة. وباختصار، وقتاً لكل شيء. هذا إذا كنتَ تتبع نصيحة سليمان الحكيم (سفر الجامعة 3). وإنه من الأفضل أن تفعل ذلك، لأن هذه النصيحة مُربحة.

وأما عمل خلاصك فهو الذي يجب عليك أن تنخرط فيه كل الأوقات. فاجعل كل وقت هو الوقت المناسب لمعموديتك (كان بعض الناس قديماً يؤجِّلون معموديتهم كهروب من الالتزام بالوصايا).

أما إذا كنتَ دائماً تتجاوز عن يومك وتؤجِّله للغد، بتسويفك؛ فسوف تنخدع ودون أن تدري أن ذلك الغش هو من الشرير، وطريقته هي أن يقول لك: ”أعطِني وقتك الحاضر، ولله مستقبلك. أعطِني شبابك، ولله شيخوختك. أعطِني ملذَّاتك، وله (ضمير الغائب غالباً يعود على الشرير) انعدام مسيحيَّتك“!].

(عن: ”حديث عن المعمودية المقدسة“ - 14،13)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis