للقديس يوحنا ذهبي الفم

”هوذا حَمَل الله الذي يرفع خطايا العالم“

(ترجمة النص اليوناني الآبائي المنشور في باطن الغلاف)

[لقد شهد يوحنا المعمدان، ليس بالقول فقط، بل وأيضاً بالرؤيا، شهد عن المسيح، واندهش؛ ولأنه ابتهج برؤية المسيح، لذلك مجَّده. ولم يُقدِّم أيـة كلمة وعظ لتابعيه، بـل فقط تعجَّب، وانذهل برؤية المسيح حينما حضر، وأعلن للجمع الواقف العطيةَ التي أتى المسيح ليَهَبها لهم، ونوع التطهير. لأن ”الحَمَل“ أتى ليُعلِن نوع التطهير. ولم يَقُل يوحنا عن المسيح: إنه ”سوف يرفع“، ولا ”قـد رَفَعَ“؛ بل: إنه ”رافع“ خطايـا العالم، بقوله: ”الذي يرفع خطايا العالم“. ”يرفع خطايا العالم“، أي أنَّ هذا العمل هو الذي يُداوم عمله. لقد رَفَعَ خطايا العالم، ليس فقط حينذاك حينما تألَّم، بل منذ ذلك الوقت وحتى الآن هو ”يرفع“ خطايا العالم؛ ليس بتكرار صَلْبه، بل «بدم نفسه، دخل مرةً واحدة إلى الأقداس، فوَجَدَ فداءً أبدياً» (عب 9: 12). ومنذ ذاك الوقت، والكلمـة يُظهِر لنا تفوُّقـه، والابن أَظهَرَ امتيازه بالمقارنة مع الآخرين].

( عن: ”شرح إنجيل يوحنا“ - العظة 2،18 )

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis