ناموس المسيح



الأخلاق المسيحية

وهل للمسيحية أخلاقها؟ وهل تتميَّز أخلاق المسيحي عن غيره؟

نعم، فللمسيحية أخلاقها، ولها توجُّهاتها التي تختلف عـن غيرها. والأخـلاق المسيحية تُشكِّل جانباً مـن السلوك المسيحي، الـذي يعكس حياة الإيمان المسيحي، وترتبط به ارتباطاً عضوياً.

فـإذا كانت علامات حياة الجسد، هي الحركة والتنفُّس والنمو وغيرها مِمَّا هـو معروف؛ فإنَّ حياة الإيمان بالمسيح وسُكنى الروح لها ثمارها (غل 5: 23،22). وهذه وإنْ كانت في أساسها باطنية، لكن لا تبقى خافية أو ساكنة، وإنما تُفْصِح عن نفسها في السلوك والأخلاق والمعاملات في المجتمع والعالم.

والرب، وهو يُقدِّم شريعة العهد الجديد، أشار إلى الدور الطبيعي للمؤمن كملح للأرض، يُغيِّر من طعمها المُرِّ أو المائع، فيُضفي عليها من مبادئه وأخلاقه المسيحية جمالاً كانت تفتقده، ويُصلِح العالم من فساده، كما يحفظ الملحُ الطعامَ فلا يتلف. ولكن يَبقى المؤمن ملجأً جيداً يلزم أن يظل على اتِّحاده الدائم بمخلِّصه لتتواصل مهمته، وإلاَّ فَقَدَ قيمته، كالملح الفاسد الذي يُلقَى خارجاً وتدوسه الناس (مت 5: 13).

كما جعل الربُّ المؤمنَ نوراً للعالم، يُبشِّر الهائمين في تيه العالم الحاضر بالمسيح، ويُبكِّت ويفضح المنحرفين المتسترين بالظلام. وهو يلزم أن يُضيء علناً أمـام الكل كمدينة مُشيَّدة على جبلٍ لا يمكن إخفاؤهـا؛ وكسراجٍ يُضيء لأهل البيت، لا يوضع تحت مكيال، وإنما على المنارة. وانتهى الرب إلى ما يقصده بقوله: «فليُضئ نوركم (الذي يستمدُّ أصله من المسيح النور الحقيقي للعالم - يو 1: 9؛ 8: 12؛ 9: 5 - كما يستمدُّ القمر ضياءه من الشمس) هكذا قـدَّام الناس، لكي يَرَوْا أعمالكم الحسنة (أي سلوككم وأخلاقكم)، ويُمجِّدوا أباكم الذي في السموات» (مت 5: 14-16).

وفي رسالته إلى تيطس، يؤكِّد الرسول بولس على أهمية سلوك المؤمنين وتأثيره في الآخرين: «وأُريـد أن تُقرِّر هـذه الأمور، لكي يهتمَّ الذين آمنوا بـالله أنْ يُمارِسوا أعمالاً حسنة. فـإنَّ هـذه الأمور هـي الحسنـة والنافعـة للناس» (تي 3: 8).

فإذا لم تكن سمات الرب يسوع (غل 6: 17) ظاهرة في حياة المؤمن (بغير رياء أو تزييف)، فهذا يُنبئ عن انفصاله عن ينبوع حياته، والموات الذي يتهدَّده، فنتذكَّر قول الرب الذي كتبه القديس يوحنا إلى ملاك كنيسة سارْدِس: «أنا عارفٌ أعمالك، أنَّ لك اسماً أنك حيٌّ وأنت ميتٌ. كُن ساهراً وشدِّد ما بَقِيَ، الذي هو عتيدٌ أن يموت» (رؤ 3: 2،1).

+ سمات الأخلاق المسيحية:

ربما يحتجُّ البعض أنَّ الأخلاق الجيِّدة ليست وقفاً على المسيحيين، فلا تخلو الأديان الأخرى من وصايا تحضُّ على الخير والفضيلة. كما لا ننسى أنه في بلاد الغرب، التي أزاحت الدِّين جانباً في القرون الأخيرة، بَقِيَ من المسيحية فيها بعضٌ من أخلاقها كأثرٍ لِمَا عاشته مجتمعاتها من قبل، وأكثر الناس يُظهِرون خُلقاً رشيداً يتَّسم بالأمانة والأدب، وهم يدينون الكذب، ويُقدِّمون بعضهم بعضاً، ولا يتداخلون في شئون غيرهم، ويُقدِّمون المساعدة لمَن يحتاجها، وبعضهم يتبرع بالكثير.

ولكن مـا يختلف فيه السلوك الأخلاقي لغير المؤمنين عمَّا نُسمِّيه ”الأخـلاق المسيحية“، هـو سطحيته ومحدوديته. فهو قاصرٌ على الخارج، ولا يمتدُّ إلى تغيير الفكر والقلب، ففيه يختلط الخير بالشرِّ؛ وبينما يبدو الظاهر طيِّباً، تستقرُّ في الأغوار محبة العالم والكبرياء والخبث والشهوات والميل إلى الفساد(1). والواحد منهم قد يحبُّ ويُصادِق، لكن يظل في نفس الوقت يكره ويحسد وينتقم، أو قد يسقط في التعصُّب فيُقصِر مودَّته وتعامُله على خاصته(2).

يُضاف إلى ذلك، أنَّ هناك موقفاً مُخالفاً من العفة وحياة الطهارة. فالمجتمعات الغربية تؤمن بالحريـة الجنسية ولا تعتدُّ بـالعفة، والعلاقـات الجنسية تحرَّرت من قيود الزواج؛ كما أنـه في بعض مجتمعات الشرق التي تُحرِّم الزنا، تسود أنماطٌ مـن الزواج هي أقرب إلى الزنـا الذي يكتسِب غطاءً شرعياً.

أمـا الأخلاق المسيحية فتتميَّز أنهـا، في أساسها، ثمار التمتُّع بالخلاص الذي صار لنا بفـداء المسيح الذي أتمَّـه على الصليب، فغسَّلنا بدمه وأقامنا من موت الخطية. وهذا الخلاص نلناه كنعمةٍ مجانية نقبلها بالإيمان: «لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله (بغير مُقابل). ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ»(3) (أف 2: 9،8).

فما أن يذوق المؤمن نعمة الخلاص، ويصير خليقة جديدة في المسيح يسوع (2كو 5: 17)؛ حتى يُمارس أعمال الإيمان النابعة من الروح القدس الساكن فيه، والتي يقول عنها بولس الرسول: «مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة، قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها» (أف 2: 10).

مـن هنا فكمال الأخلاق المسيحية وفرادتها نابعٌ من أنها ليست اجتهاداً ذاتياً أو جسدياً (يو 15: 4)، وإنما هي إنعامٌ إلهي مجاني وعطية «من فوق» (يو 3: 3؛ أف 2: 8). فالمؤمنون قبل أن يؤمنوا ويعتمدوا، كانوا مثل غيرهم، ولكنهم تغيَّروا كليّاً لمَّا افتقدتهم نعمة الله.

هكـذا يكتب القديس بـولس عـن معجزة الخلاص والتبرير: «لأننا كُنَّا نحن أيضاً قبلاً أغبياء، غير طـائعين، ضـالِّين، مُستَعبَدين لشهواتٍ ولـذَّاتٍ مختلفة، عـائشين في الخبث والحسد، ممقُوتين، مُبغِضين بعضُنا بعضاً. ولكن حين ظهر لُطف مُخلِّصنا الله وإحسانه، لا بأعمالٍ في بـرٍّ عملناها نحن، بـل بمقتضى رحمته، خلَّصنا بغُسْل الميـلاد الثاني وتجديـد الروح القدس، الـذي سكبه بغِنًى علينا بيسوع المسيح مُخلِّصنا، حتى إذا تبرَّرنا بنعمته، نصير ورثـةً حسب رجاء الحياة الأبدية» (تي 3: 3-7).

فالحياة تتغيَّر بكاملها - باطناً وظاهراً - والمؤمن يتقدَّس - نفساً وجسداً - ويصير هيكلاً للـروح القـدس (1كـو 3: 16؛ 6: 19؛ 2كو 6: 16)، والنور يُبـدِّد الظلمة: «لأنكم كنتم قبلاً ظُلمة، وأما الآن فنورٌ في الرب» (أف 5: 8)، «أيَّة خلطة للبرِّ والإثم؟ وأيَّة شركة للنور مع الظلمـة؟» (2كـو 6: 14)، والجسـد تنضبط غرائـزه، وحواسـه - نظراً وسمعاً وكلاماً - تحكمها الطهارة: «لأن الله لم يدعُنا للنجاسة، بل في القداسة» (1تس 4: 7)، وأعضاء الجسد تصير للمسيح، ولا يعود المؤمن حُرّاً أن يُلوِّثها: «أفآخُذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاءَ زانيةٍ؟ حاشا!» (1كو 6: 15)؛ ولا تعود توجد في النفس مناطق خفية يتسلَّل إليها المؤمن سرّاً كعالمه الخاص القبيح، فهو يُدرك أنَّ الله «ليست خليقةٌ غير ظاهرة قدَّامه، بل كلُّ شيء عُريانٌ ومكشوفٌ لعينَيْ ذلك الذي معه أَمْرُنا» (عب 4: 13)؛ والمؤمـن لا يعـود ينحصر في ذاتـه(4) وخاصته، وإنما هـو لله والقريب، ويصير الكل عائلتـه، فـلا يعرف التعصُّب والانحيـاز أو الكراهية، وقلبه يتَّسع بالحبِّ للعالم كلِّه.

بالطبع، فإنَّ المؤمن لا يُجاهد وحده، وإنما تسانده النعمة بـالروح القدس الذي يسكنه، والقـوة التي يستمدها من اتصاله بالكرمة الحقيقية يسوع المسيح (يو 14: 1). فإذا فعل صالحاً يملأه الروح بالفرح، وإنْ حاصرته الآلام يُعزِّيه؛ أما إن انحرف وأخطأ، فإنه يخضع للتبكيت والتأنيب، فلا يبقى في خطيته ويستعذبها، وإنما يسعى للرجوع والتوبة. فهو تحت حراسة الروح ورقابته لحماية خلاصه وميراثه الأبدي: «لأنكـم لستم تحت الناموس بـل تحت النعمة» (رو 6: 14).

أما غير المؤمن، فلا تتوفر له هذه الرعاية والمحاسبة الداخلية إلاَّ على مستوى الضمير الذي يمكن التحايُل عليه. ومع دوام انحراف القلب ومحبـة الخطيـة، يخفُت صوت الضمير إلى أن يموت، ويتخبَّط صاحبه في ظلامٍ كامل.

ويمكن القول إنه رغم أنَّ الأديان تتضمن وصايـا أخلاقية، إلاَّ أنَّ تنفيذها يصبح ضربـاً من المستحيل في غياب النعمة. فالإنسان بذاته لا يمكن أن يصير بارّاً.

من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ الحياة الأبدية، التي هي الهدف النهائي للمؤمن، تعكس ذاتها على الأخلاق المسيحية. فأعمال المؤمن يذكرها له الرب في مجيئه الأخير كشهادةٍ على صدق إيمانه؛ وجسده الذي شارَك المؤمن في عبادته وجهاده وخدمته، وبعد أن يطويه الموت، يقوم ويتمجَّد في الملكوت الأبدي (1كو 15: 44،43).

هذا يسند المؤمن في جهاده في العالم، إذ يوقِن أن أعمال إيمانه لا تنحصر في الأرض، ولكنها ترتبط أساساً بالمصير الأبدي. وهذا ليس أكلاً وشُربا، وإنما هـو «بـرٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروح القدس» (رو 14: 17).

في المقابل، فـإنَّ جانباً مـن غير المؤمنين، المتغرِّبين عن روح الله، يُمارسون الخير كما لقومٍ عادة لحساب العالم الحاضر، ولا رجاء لهم في أكثر من هذا، والموت بالنسبة لهم هو نهاية كل شيء. وهؤلاء ينطبق عليهم ما كتبه بولس الرسول عـن ”الإنسان الطبيعي“ الذي «لا يقبل ما لروح الله، لأنـه عنده جهالـة، ولا يقدر أن يعرفه» (1كو 2: 14). وهناك جانب آخر من غير المؤمنين يفعلون الخير إرضاءً لذواتهم، كما ينالون مديح الناس، وفي إيمانهم أن حسناتهم تمحو سيِّئاتهم، وسيُجازون عنها خيراً بعد الموت في حياةٍ أخرى هي أيضاً في الجسد.

+ المسيح هو مثالنا:

المسيح هـو النموذج الكامـل للأخـلاق المسيحية. وهو، بموته وقيامته، وهبنا الحياة الأبدية بعمل الروح القدس، وقدَّم لنا نفسه المثال الذي ينبغي أن نقتدي به فعلاً وقولاً: «تعلَّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم» (مت 11: 29). ومُعلِّمنا القديس بولس يكتب للمؤمنين: «فكما قبلتم المسيح يسوع الرب اسلكوا فيه» (كو 2: 6)، «كونوا متمثِّلين بي، كما أنا أيضاً بالمسيح» (1كو 11: 1).

+ فالمسيح هو مثالنا في المحبة الباذلة حتى الموت، والتي قال عنها: «ليس لأحدٍ حُبٌّ أعظم من هذا أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبَّائه» (يو 14: 13). وهو لم يكتفِ بالقول، بل مضى إلى الصليب والمـوت: «كمـا أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة وأَسْلَم نفسه لأجلها» (أف 5: 25).

وهو أحب كل البشر، خاصةً الخطاة (مت 11: 19؛ لو 7: 34)، وجاء يطلب خلاصهم (لو 19: 10؛ 1تي 1: 5) داعياً إيَّاهم إلى التوبة (مت 6: 13؛ 12: 7؛ مر 2: 17؛ لو 5: 32)، وأوصانا أن نحبَّ بعضنا بعضاً كما أحبنا (يو 15: 12). وكما كان الرب يجول يصنع خيراً باحثاً عن الخطاة لإنقاذهم، فنحن الذين صرنا تلاميذه، مُطالَبون أن نهتم بكل واحد من البعيدين لكي نهديه إلى خلاصه مُكمِّلين خدمة الرب.

+ والمسيح هو مثالنا في الاتضاع والتجرُّد، فقد «أخلى نفسه، آخِذاً صورة عبد، صائراً في شِبْه الناس. وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب» (في 2: 8،7). وفي تجسُّده، اختار فتاة فقيرة من عامة الناس، ومـن مدينة كانت دائماً في الظل. وعند ميلاده، لم يكن له مكان في المنزل، فوُلِدَ في مذود (لو 2: 7). ولما بـدأ خـدمته في الثلاثين، لم يكن له بيته الخاص الذي يُسند فيه رأسه، كأنه أدنى من الثعالب وطيور السماء (مت 8: 20؛ لو 9: 58)؛ ولا كان يحمل كيساً، كما أوصى بـذلك تـلاميذه (مـت 10: 9؛ 17: 24-27؛ لو 10: 4).

وقد انحنى، وهو السيِّد والمعلِّم، وغَسَلَ أرجل تـلاميذه، وقـال إنـه أعطاهم مثالاً حتى كما صنع هو يصنعون هم أيضاً (يو 13: 4-15). لا مجال، إذن، لأتباع المخلِّص أن يتعالوا على الآخريـن، أو يتفاخـروا بما يملكون ويحتقرون غيرهم، أو ينغلبوا مـن محبة المال، أو يسعَوْا للمكان الأول، طالما أنهم يقتفون خُطَى سيِّدهم.

+ والمسيح هو مثالنا في احتمال الآلام. فهو من أجل خلاصنا، ارتضى بالموت الأليم. وهو سبق فأنبأنا عمَّا سوف يُصادفنا من اضطهاداتٍ وآلام (يو 15: 20). فمرأى يسوع المصلوب هو سند وتعزيـة للمؤمنين الذيـن يُحـاصرهم الاضطهاد، العائد إلينا بقوةٍ هـذه الأيام. ولنا هذه الوصية من رسالة العبرانيين: «لنُحاضِر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومُكمِّله يسوع، الذي من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مُستهيناً بالخِزي» (عب 12: 2،1).

+ والمسيح هو مثالنا في الوداعة والتسامُح مـع المسيئين. فلم يكـن يُخاصـم أو يصيح (مـت 12: 9)، «وإذ شُتِم لم يكـن يشتم عِوَضاً» (1بط 2: 3)؛ بل إنه طلب الغفران لصالبيه (لو 23: 34). وصَفَحَ عن تلاميذه الذين تركـوه في محنته وهربـوا (مت 26: 56؛ مر 14: 50-52). وغفر لتلميذه الذي أنكره أمام أدنى الناس (مت 26: 7-74؛ مر 14: 68-71؛ لو 22: 57-60؛ يو 18: 17، 25-27).

والرب أوصانا أن نغفر للآخرين بغير حدٍّ (مت 18: 22؛ لو 17: 4). والكتاب يوصينا أن نُسامح وأن نغفر كما غفر الرب لنا: «كونوا لُطفاء بعضُكم نحو بعضٍ، شفوقين مُتسامحين كمـا سـامحكم الله أيضاً في المسيح» (أف 4: 32)، «محتمـلين بعضكم بعضاً، ومُسامحـين بعضكم بعضاً إنْ كان لأحدٍ على أحدٍ شكوى. كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضاً» (كو 3: 13). فـأنْ نتصلَّف ونترفَّع عـن التسامُـح واحتمال أضعاف الضعفاء، يعني أننا نُنكر المسيح.

+ والمسيح هو مثالنا في التحنُّن على الضعفاء والمرضى والمتألِّمين، فخدمته اليومية كانت أن يلتقي بهؤلاء الذين يتزاحمون عليه، وينثر عليهم رحمته وتحنُّنه؛ يلمسهم أو يلمسون ولو هُدْب ثوبه. وسيظل إخوة يسوع هؤلاء أمامنا كل حين، لكي نستكمل معهم رحمته، ولنا وعده: «طوبى للرحماء لأنهم يُرحَمون» (مت 5: 7).

(بقية المقال العدد القادم)

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) ليس غريباً ما يُذاع في الشرق والغرب حتى عن الرؤساء وكبار القوم ذوي الوقار والتديُّن الظاهر، وهم ينغلبون من شهواتهم مع أدنى الناس، أو يمدُّون أيديهم إلى المال الحرام رغم غناهم، وغيره من جوانب السقوط.
(2) بل إنَّ بعض الأديان تستحلُّ قتل غير المؤمنين بعقيدتهم خدمة لله (يو 16: 2).
(3) فالمسيحي، إذن، لا يقدر أن يتفاخر على الآخرين بأخلاقياته، لأنه لا فضل له فيها. هو فقط يُبشِّر بمَن خلَّصه ووهبه الحياة الجديدة.
(4) بمعنى ألاَّ يكون أنانياً، ولكن يدين أخطاءه هو؛ كما أنَّ اهتمامه بالغير يعني أن يحبهم ويخدمهم دون أن يتدخَّل في شئونهم أو يدين أخطاءهم، فهذا تجاوز لوصية عدم الإدانة (مت 7: 1؛ لو 6: 37).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis