مَن هو قريبي؟


مَثَل السامري الصالح

«ناموسي قام يُجرِّبه»:
بداية مَثَل ”السامري الصالح“(1) أنَّ ناموسيّاً - أي دارساً وعارفاً بالناموس ومُعلِّماً له - جاء ليمتحن المسيح ويُجرِّبه، مُتَّخذاً موقع المُعلِّم، وجاعلاً الرب تحت الاختبار. وكان السؤال: «ماذا أعمل (أو ماذا يعمل الإنسان) لأرث الحياة الأبدية»؟ ”كيف الطريق إلى الحياة الأبدية“؟

ولكن المسيح - ”المُعلِّم“ - بدل أن يُجيبه مباشرة، يتحوَّل إلى مساءلة مُعلِّم الناموس في اختصاصه: «ما هو مكتوب في الناموس (في هذا الأمر)، كيف تقرأ؟». فيرد الناموسي بأُولى الوصايا: «تُحِبُّ الربُّ إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قُدرتك، ومن كل فكرك؛ وقريبك مثل نفسك (لا 19: 18)».

ها هو الرب يجعله يُجيب على سؤاله، ويقول له: ”بالصواب أجبتَ. افْعلْ هذا فتحيا“! فالله هو الحياة الأبدية: «فيه كانت الحياة» (يو 1: 4)، «وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته» (يو 17: 3)؛ وفي محبة الله أكثر من الكل وحِفظ وصاياه: «كلام الحياة الأبدية عندك» (يو 6: 68)، نتمتَّع بخلاصه، وننجو من الموت، ونبدأ الحياة الأبدية الآن.

ولكن الناموسي لم يشأ أن ينتهي الأمر هكذا، على غير ما قصده في البداية، «فإذ أراد أن يُبرِّر نفسه justify himself»، وألاَّ يخرج من الحوار الذي أراد أن يبدأه مُعلِّماً وناقداً، فخرج منه تلميذاً يتعلَّم من رب الناموس، فعاد إلى السؤال: «ومَن هو قريبي؟».

وشكراً لله، أنْ تلكَّأ الناموسي ولم يشأ أن ينصرف، بل أخرج هذا السؤال من جعبته، كأنه يختبر المسيح. وكانت النتيجة أن فُزنا وفاز العالم كله بهذا المَثَل الفريد: ”مَثَل السامري الصالح“، الذي هو عنوان المسيحية العملية.

مَثـَل السامري الصالح:

يُدهشنا أنَّ الرب لم يُجِب إجابة مباشرة، وإنما انطلق يحكي مَثَلاً في قصة، أو قصة في مَثَل، وجعلها تجري في نفس البيئة المُحيطة كي يُسهِّل استيعابها، سواء بالنسبة للناموسي أو الذين يسمعون من حوله. كما أنها حافلة بالإيحاءات التي تكشف عن أبعادها الأعمق. فكأنه يقول للناموسي: هل تريد أن تعرف مَن هو قريبك؟ إذاً، استمع إلى هذه القصة.

+ الجريح:

تبدأ القصة ”المَثَل“ بإنسانٍ، يُفهَم ساعتها أنه يهودي (لكنه في النطاق الأعم يمكن أن يكون أي أحد). واختار الرب لهذا الإنسان أن يُسافر من أورشليم المرتفعة لينحدر كثيراً نحو مدينة أريحا على الضفة الغربية للأردن، حيث الطريق مهجور ووعر، وبه أماكن يختبئ فيها قُطَّاع الطُرُق. هكذا وقع الرجل بين اللصوص الذين سرقوه، وعرُّوه من ثيابه، واعتدوا عليه بالضرب حتى جرحوه، ولم يتركوه ويمضوا إلاَّ وهو بين الحياة والموت.

أليس هذا هو نصيب مَن يترك بيت أبيه، وينسلخ من حياة القداسة، ويصير لعبة في يد إبليس؛ فينحدر إلى وادي الشهوة وحياة الجسد، ويُنادم الأشرار والساقطين. وبعد اللذة والسرور الكاذب تحلُّ التعاسة والخراب، ومُعاناة الجراح والفشل والكآبة والخسائر من كل نوع؟!

+ كاهن:

الرجل يئنُّ وحيداً في القفر، يصرخ ولا مُجيب. ثم يحدث أن يمر عليه كاهن، تجمعه مع الجريح رابطتان، الأولى: الدِّين، فكلاهما يهودي؛ والثانية: خدمة كاهن الله للناس. وعن الكاهن(2) قال الرب في المَثَل: «فرآه وجاز مُقابله». فهو قد رآه وأدرك احتياجه للمساعدة، لكنه - وهو الكاهن - لم يُدرك ساعتها أنه أمام خدمته بالفعل؛ بل تصرَّف كأجير: خدمته الفقيرة مُحدَّدة بمكان وزمان ومقابل. ربما تعلَّل بموعد خدمته في الهيكل، أو موعد عودته إلى بيته. هكذا عجز أن يتدخَّل ويُعدِّل مساره، ومضى غير آسفٍ مرتاح القلب. لعلَّه صلَّى من أجل هذا الرجل، ولكنه لم يمدَّ له يد المساعدة، وهي كانت في متناوله.

+ لاوي:

لم يمضِ وقت طويل حتى مرَّ عليه لاوي(3) مُكرَّس للخدمة في هيكل الله. ولكنه هو الآخر وَجَدَ مُبرِّراً لكي يكتفي بالنظر إلى الجريح القريب مـن الموت بغير أن يتوقَّف ليُساعده، ثم - مثل الكاهن - «جاز مُقابله».

تصرُّف الكاهن واللاوي، الذي يعرضه المَثَل، هو نموذج للتديُّن الاحترافي الصارخ، أي عندما تتحوَّل خدمة الله العظيمة إلى مجرد حرفة آلية جامدة لا تتجاوز إطارها، أو ساعات عملها، فتصير جسداً بلا روح، وبدل أن يكون خادم الله بلسماً للجراح، وسبباً لتمجيد الله؛ يصبح عثرة تُلام من أجله الخدمة، ويُعاق إنجيل المسيح (1كو 9: 12).

+ سامري:

الانفراج يأتي عندما يظهر في المشهد مَن لا يُتوقَّع أن يكون بطل المَثَل. فهو سامري «غريب الجنس» (لو 17: 18) وموضع احتقار اليهودي. كان السامري مُتَّجهاً شمالاً إلى السامرة ولا يزال أمامه الطريق طويلاً، ولكنه لما رأى الجريح «تحنَّن» (لو 10: 33) ولم يتهرَّب من تقديم المعونة. وإذ أنَّت أحشاؤه فيه، نزل عن دابته وتقدَّم منه. لم يسأله عن هويَّته، ولكنه تصرَّف إنسانياً أمام مَن هو في حاجة إلى مساعدته، وعلى الفور شرع في إنقاذه:

ضمَّد جراحاته وأوقف نزيفها ولفها بمنديل، ثم صبَّ عليها خمراً(4) لتطهيرها وزيتاً(5) لالتئامها. ثم حمله على كتفه وأركبه على دابته(6)، وسار هو إلى جواره حتى أتى به إلى فندق(7) على الطريق. وبَقِيَ معه، ربما ساهراً، حتى الصباح التالي. ولمَّا اطمأن على استقرار حالته، تهيَّأ لأن يستأنف سفره دون أن يتخلَّى عن جريحه. فأعطى صاحب الفندق دينارين لإقامة رفيقه، طالباً رعايته والاعتناء به حتى رجوعه لافتقاده، وتعهَّد أنه سيُسدِّد لصاحب الفندق أيَّ إنفاق يتجاوز المبلغ الذي تركه.

فمَن هو قريبي؟

تعمَّد الرب، لكي يُقدِّم للناموسي إجابة عن سؤاله، أن تكون المقابلة صارخة بين مَن يُفترض أن يكونوا هم الأقرباء بحُكْم الاتفاق في الدين أو الوطن أو العِرْق أو الجنس، ومَن هم الغرباء بحُكْم الاختلاف والعداء التاريخي.

وبعد أن انتهى الرب من عرضه القصة ”المَثَل“، يلتفت إلى الناموسي ليجعله يُجيب بنفسه عن السؤال الذي قَصَدَ أن يُجرِّب به الرب؛ فيسأله: «فأيَّ هؤلاء الثلاثة تَرَى صار قريباً للذي وقع بين اللصوص؟». مَن الذي تهرَّب من تقديم يد العون رغم ما يُلزمه عليه واجبه كخادم الله أن يهرع للإنقاذ؟ ومَن الذي كان، بحُكْم الاختلاف، يملك المُبرِّر أن يَعْبُر دون أي التزام أدبي للمساعدة، ومع هذا نزل إليه وقام بإسعافه، وحَمَلَه على دابته إلى فندق كلَّفه برعايته وتكفَّل مُقدَّماً بالنفقة؟!

كان الأمر واضحاً. ووجد الناموسي نفسه بحسِّه الإنساني يرى أنَّ السامري كان الأقرب إلى اليهودي الجريح من الكاهن واللاوي الأقرب نظرياً، ولكنهما لم يكونا عند حُسْن الظن. فردَّ قائلاً: «الذي صنع معه الرحمة». وكما نرى فقد غلبه تعصُّبه ولم يشأ أن يذكر هويَّته كسامري، واكتفى أن يستخدم صيغة الغائب.

فالمسيح قَصَدَ بهذا المَثَل أن يوسِّع دائرة القرابة من مجرد العلاقات العائلية والانتساب لإسرائيل لتشمل كل البشر، الذين ينحدرون جميعاً من أب واحد وأُم واحدة. والمسيح «مات لأجل الجميع» (2كو 5: 15)، لأنَّ «الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَن يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد («أخطأوا وأعوزهم مجد الله»)» (رو 3: 23،12).

لمَّا جاء المسيح كان العالم مُنقسماً إلى الأمة اليهودية؛ وكل ما عداها هم الأُمم مِن كل جنس، الذين يعتبرهم اليهود خارج دائرة الله. وحتى الجماعات التي كانت تعيش حول إسرائيل من كنعانيين (فينيقيين، وسوريين) وسامريين وغيرهم، كانوا في نظر اليهود «أجنبيين عن رعوية إسرائيل، وغرباء عن عهود الموعد» (أف 2: 12).

ولكن وعد الله القديم لإبراهيم أنـه «يتبارك في نسلك جميع أُمم الأرض» (تك 22: 18؛ غل 3: 16)، يكشف أنَّ الله يريد خلاص العالم كله، يهوداً وأُمماً، وإنقاذ البشرية من الموت: «... أنَّ الأُمم شركاءُ في الميراث والجسد ونوال موعده في المسيح بالإنجيل» (أف 3: 6)، وأنَّ هذه البركة التي ستحتوي كل أُمم الأرض ستكون من خلال نسل المرأة، ونسل إبراهيم المبارك: شخص يسوع المسيح.

وبالإيمان بالمسيح وحَّدَ الربُّ الشعوبَ: «حيث ليس يونانيٌّ ويهوديٌّ، ختانٌ وغُرْلةٌ، بربريٌّ سِكِّيثيٌّ، عبدٌ حُرٌّ؛ بل المسيح الكلُّ وفي الكلِّ» (كو 3: 11). كما أنَّ الرب لمَّا أَخَذَ جسدنا، رغم أنه يهوديٌّ، حَوَت سلسلة أنسابه أُمميين (راعوث الموآبية - مت 1: 5)، بل خطاة معروفين (راحاب - مت 1: 5؛ بثشبع التي لأُوريا - مت 1: 6)، ليحتوي في جسده كل البشر.

كما أنَّ الرب في خدمته، وإن قَصَدَ أولاً «خراف بيت إسرائيل الضالة» (مت 15: 24)، إلاَّ أنَّ رحمته امتدَّت لتشمل كل هؤلاء ”الغرباء“، ومكتوب عنه: «قد أقمتك نوراً للأُمم لتكون أنت خلاصاً إلى أقصى الأرض» (أع 13: 47 - من الإبركسيس):

+ فرغم أنَّ بداية لقائه بالمرأة الكنعانية بَدَت جارحة، وكأن الرب يحطُّ من شأنها، إلاَّ أن خطة الرب نجحت في إضرام إيمانها، وانتهى الأمر بمدحها وتحقيق مطلبها: «يا امرأة، عظيمٌ إيمانك. ليكُن لكِ كما تُريدين» (مت 15: 28).

+ وهو شفى غلام قائد المائة الروماني وقال عنه: «لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا» (مت 8: 10؛ لو 7: 9).

+ كما أنه لمَّا شفى البُرص العشرة على البُعْد وعاد واحدٌ منهم فقط، الذي كان سامريّاً، وخرَّ على وجهه عند رِجلَي الرب ليشكره؛ ذَكَرَه الرب بالخير، ولكنه لام الآخرين وهو يقول: «أَلَمْ يُوجد مَن يرجع ليُعطي مجداً لله غير هذا الغريب الجنس؟» (لو 17: 18)

+ ونعرف أنَّ الرب سار ساعاتٍ ليأتي إلى بئر سوخار تحت شمس الظهيرة، لكي يلتقي بالمرأة السامرية، ذات الماضي المُشين؛ ولكنه أقالها من عثرتها وعرَّفها طريق الحياة. فانطلقتْ تُبشِّر أهلها بالمخلِّص الذي قبلوه وألزموه أن يبقى عندهم يومين، وقَبِلوا الإيمان مِن فم المُخلِّص: «إننا لسنا بعدُ بسبب كلامكِ نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونَعْلَم أنَّ هذا هو بالحقيقة المسيح مُخلِّص العالم» (يو 4: 42).

+ + +

+ المشابهة بين الرب والسامري الصالح واضحة جليَّة، حتى أنه وهو يقول المَثَل كأنما كان يتكلَّم عن نفسه ورسالته.

فهو الذي تحنَّن على الإنسان الخاطئ، فأخلى نفسه، ونزل عن مجده، وانحدر من السماء إلى الأرض، آخِذاً صورة عبد، وبَذَلَ نفسه لإنقاذ البشرية التي سقطت في حمأة الشر، ونزفت دماً حتى الموت؛ فاختطفها من يد إبليس، وأقامها من موت الخطية: «ولكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحمَّلها... وهو مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا... والرب وَضَعَ عليه إثم جميعنا» (إش 53: 4-6). وهو قدَّم جسده ودمه خبزاً للحياة، وأسَّس بالروح القدس كنيسة لرعاية مؤمنيه والعناية بهم إذا اعتازوا أو داهمتهم الضيقات، أو أصابتهم الأمراض، ونعمته تفيض عليهم إلى أن يأتي في مجيئه الثاني ليُمجِّد مَن ظلوا أمناء حتى النهاية.

+ في البداية كانت العائلة هي دائرة المحبة الأولى: الوالدين والأولاد. ومع هذا فقد قام قايين على أخيه هابيل وقتله. وإخوة يوسف حسدوه وباعوه للغرباء وسبَّبوا لأبيهم الألم السنين الطوال.

وإلى اليوم، فالقرابة الجسدية لا تضمن تبادُل المحبة، بل هي لا تعصم الأقارب من أن يقتل الآباء والأُمهات أبناءهم، أو يقتل الأبناء آباءهم وأُمهاتهم، أو يقتل الإخوة إخوتهم من أجل المال أو الأرض أو في سَوْرة (”شِدَّة أو حِدَّة“ - بحسب المُعجم العربي الأساسي) الغضب. وعلى العكس، يوجد صديق «ألزق من الأخ» (أم 18: 24)، لأن المحبة هنا صادقة ونابعة من القلب وحده.

+ الـرب كشف لنا أننـا لا نستطيع أن نحبَّ - حتى داخل إطار العائلة، وبالأكثر أن نحب الله - إلاَّ بالروح القدس (غل 5: 22)، وبالإيمان بشخص المسيح لأنه «بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه» (عب 11: 6 - من البولس). وهو اعتَبَرَ محبة مَن يحبوننا لا فضل فيها، فهي مجرد أَخْذ وعطاء. بينما المحبة المسيحية هي عطاء في اتجاه واحد لا ينتظر مُقابلاً. والمحبة، التي هي ثمر الروح القدس، هي وحدها القادرة على محبة الأعداء ومُباركة اللاعنين والإحسان إلى المُبغضين والصلاة من أجل المُسيئين والمُضطهِدين.

+ محبة الآخر هي شهادة أننا نحب الله: «إنْ قال أحدٌ: ”إني أُحِبُّ الله“، وأبغض أخاه، فهو كاذبٌ. لأن مَن لا يُحِبُّ أخاه الذي أبصره، كيف يقدر أن يُحِبَّ الله الذي لم يُبصره؟ ولنا هذه الوصية منه: أنَّ مَن يُحِبُّ الله يُحِبُّ أخاه أيضاً... بهذا نعرف أننا نُحِبُّ أولاد الله: إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه» (1يو 4: 21،20؛ 5: 2).

+ بمجيء المسيح إلينا، وبحسب شريعته، يتَّسع قلب المسيحي ليستوعب العالم كله: الفروق تتهاوَى، وحواجز العِرْق أو العقيدة أو اللون أو الجنس كلها تسقط كي يصير العالم واحداً في المسيح. والمسيحي صار كسيِّده، سامري العهد الجديد الذي يُقدِّم محبته وخدمته للجميع، والمسئول عن تحطيم أسوار العزلة والعداء وإطفاء نيران الحروب.

+ القريب لم يَعُد فقط مَن ينتسب لنفس العائلة، أو حتى الصديق، إنما هو القريب بالمعنى الحرفي، أي الذي في الجوار أو بجواري: الجار، زميل العمل، وكل مَن تضعه النعمة في طريقي، خاصةً لو كان يحتاج لمساعدتي بأيِّ نوع، وفيه أرى وأخـدم شخص المسيح: «بما أنكم فعلتم بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم» (مت 25: 40)؛ وإذا لم يكن يحتاج لمعونتي، فيكفي أن أُقدِّم له وجه المسيح الطيِّب ومحبته.

+ لقد غيَّر هذا المَثَل القصير العالمَ الذي نعيش فيه، فلم يَعُد كما كان، وصار إلهاماً لقيام مؤسَّسات لخدمة المرضى the Good Samaritan، وإغاثة الجرحى، واللاجئين، وضحايا الحروب والكوارث والتطهير العِرْقي على مستوى العالم بغير تمييز، ودون اعتبار لاختلاف الدين أو الجنسية أو العِرْق أو اللون؛ بما يُسقِط الحواجز بين البشر، فلا تجمعهم معاً إلاَّ إنسانية الإنسان.

دكتور جميل نجيب سليمان

(1) إنجيل قدَّاس الأحد الثالث من شهر بشنس (لو 10: 25-37)، وهو من فصول إنجيل القدَّاس، في الفصل الثالث من السنة الليتورجية، التي قد لا يُتاح قراءتها لسنواتٍ عديدة في حالة تأخُّر عيد القيامة (فهي ضمن القراءات المتغيِّرة)، إذ تأخذ موقعها فصول أناجيل آحاد الخمسين المقدَّسة.
(2) الكاهن واللاوي يمكن أن يُمثِّلا أيضاً ”الناموس“ و”الأنبياء“، و«الناموس مُقدَّس، والوصية مُقدَّسة وعادلة وصالحة» (رو 7: 13). ولكنهما لم يَحِلاَّ مشكلة الإنسان الخاطئ. الناموس فقط كشف الخطية وانحراف قلب الإنسان وحاجته إلى المُخلِّص، ولكنه بَقِيَ عاجزاً عن تبريره وإنقاذه من الموت الذي يترصَّده.
(3) كما ورد في هامش (2).
(4) رمز الإفخارستيا، والدم النازف المُطهِّر من الخطية.
(5) رمز الروح القدس، الواهب الحياة.
(6) رمز الإيمان والمحبة.
(7) رمز الكنيسة وصاحبها الروح القدس.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis