قصة رمزية 


العجوز التي رأت دم المسيح
(العجوز والدم)

جاءت حفيدتي الصغيرة من مدارس الأحد بالكنيسة، وهي بَهِجَة وفَرِحة. جلست بجواري، وكانت تحبُّني كثيراً، وأنا كذلك.

وقالت الطفلة:

- ”يا جدَّتي العزيزة، لقد حكوا لنا اليوم في الكنيسة درساً جميلاً عـن الصليب“.

واستطرَدَتْ تقول:

- ”وجعلونـا نحفظ آيـة تقـول: «دم يسوع المسـيح ابنـه يُطهِّرنـا مـن كـلِّ خطيـة» (1يو 1: 7)“.

تنهدتُ بحسرة وقلتُ لها في ضعف إيمان:

- ”أنتم الأطفال خطاياكم قليلة، أما أنا العجوز فخطايـاي كثيرة لا تُعدُّ“.

قلتُ ذلك لأن الشكَّ كان يملك قلبي وخطاياي كثيرة ومتنوعة. فكم سرقتُ في الميزان من البائعين وأنا شابة! وكم من مشاكل افتعلتُها مع جيراني! وكم من مرة تذمَّرتُ على الله وعلى الظروف.

ولم أكتفِ بذلك، بل شربتُ الخمور، ومرة في يأسٍ حاولتُ الانتحار.

تنهدتُ بحسرة مرةً أخرى وأنا أذكر خطاياي كشريطٍ يمرُّ أمام عينيَّ.

وبغتةً سألتني الطفلة: ”ماذا حلَّ بكِ، يا جدَّتي العزيزة“. ولكنني لم أردَّ عليها.

غَفَوتُ قليلاً، فرأيتُ منظراً كأنه رؤيا أو حُلم. رأيتُ نفسي وكأني واقفة على جبلٍ عالٍ في أعلاه صليب عظيم، وعليه الرب يسوع المسيح مصلوباً. ورأيتُ ملاكاً بهيّاً واقفاً، وهناك قطرات دم نازلة من جنب المسيح.

ورأيتُ الملاك وقد أمسك بيدي وقادني إلى الجبل العالي الذي في أعلاه صليب المسيح. وهناك رأيتُ قطرات الدم تجمَّعت فصارت جدولاً صغيراً يتَّسع رويداً رويداً، حتى صار نهراً عظيماً ممتلئاً، ثم تحوَّل النهر إلى مُحيطٍ عظيم لا نهاية له من دم المسيح.

أوقفني الملاك، وقـال لي: ”هل خطايـاكِ كثيرة“. فأجبته: ”نعم“.

واستطرد الملاك قائلاً لي:

- ”خُذي رمالاً من على شاطئ المحيط بقدر خطاياكِ“.

فانحنيتُ وجمعتُ في ثوبي حبَّات من الرمال الكثيرة التي اعتقدتُ أنها قَدْر خطاياي.

وأمرني الملاك بطرحها في المحيط. ففعلتُ كما أمرني، فإذا بالرمال تختفي في المحيط نهائياً.

قال لي الملاك:

- ”أيهما أعظم؟ خطاياكِ أم دم المسيح؟ فلا تكوني غير مؤمنة بعد“.

استيقظتُ مـن نـومي، وفاضت الدموع في مُقلتيَّ وأنا أصرخ باكيةً:

- ”سامحني، يا رب، فدمك يُطهِّر من كل خطية“.

أغنسطس/ أسامة سمير

(من الإنترنت)

(+(+(

+ «إنْ كانت خطاياكم كالقرمز تَبْيَضُّ كالثلج. إن كـانت حمـراء كـالدودي تصـير كالصوف» (إش 1: 18).

+ «أنا أنا هـو الماحي ذنوبك لأجل نفسي، وخطاياك لا أذكرها» (إش 43: 25).

+ «قـد مَحَوتُ كغيم ذنوبـك، وكسحابـة خطاياك» (إش 44: 22).

+ «مُتبرِّريـن مجانـاً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الـذي قدَّمـه الله كفَّارةً بالإيمان بدمـه، لإظهار برِّه مـن أجـل الصَّفْح عن الخطايا السالفة بإمهال الله. لإظهار برِّه في الزمـان الحاضر، ليكون بارّاً ويُبرِّر مَن هـو من الإيمان بيسوع» (رو 3: 24-26).

+ «الـذي فيه لنا الفـداء بدمـه، غفـران الخطايا، حسب غِنَى نعمته» (أف 1: 7).

+ «دم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا مـن كلِّ خطية» (1يو 1: 7).

+ «ومِـن يسوع المسيح الشاهـد الأمين، البِكْـر مـن الأمـوات، ورئيس ملـوك الأرض. الـذي أحبَّنا، وقـد غَسَّلَنا مـن خطايانا بدمـه، وجعلنا ملوكاً وكهنةً لله أبيه» (رؤ 1: 6،5).

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis