تأملات في شخص المسيح الحي
- 38 -



المسيح



عمل الخلاص الذي أتى المسيح ليُتمِّمه (6)

أولاً: المسيح كمعلِّم ونبي (5)

طريقته وأسلوبه في: الحياة، التعليم، والمعجزات

أولاً: طريقته وأسلوبه في الحياة

إنَّ سمات طريقة المسيح وأسلوبه في الحياة، كانت هي انسجامها مع خدمته، وتناغُمها مع صلواته ونشاطه، ومع فقره الاختياري، مع شفقته وحنوِّه الشخصي على البشر.

حياته تتطابق مع رسالته التي جاء من أجلها: إنَّ حياته اليومية باعتباره الوسيط وابن الله المتجسِّد، أظهرت عياناً بياناً مدى صلاح المسيح وطيبته، ومحبته، وعدله، وقداسته، ما يُعبِّر عن صفات الله الآب غير المنظور للبشـر؛ حيث رأينـاه يُجسِّد ويُصوِّر رسالته بما يُعبِّر عن صلاح الله ومحبة الله وقداسة الله في الزمن، وبالثقافة السائدة، وفي الإطار التاريخي الذي يعيش فيه. لذلك، فإنَّ المسيح ليس فقط علَّم الناس طريق الحياة، بل عاشه فعلاً ووَهَب نفسه للبشرية على أنه: «الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6).

إنَّ أسلوب وحياة الرب يسوع وأحاديثه مع العالم كـان متطابقاً تماماً مع غايـات وأهداف تجسُّده كإنسان. هذه الغايات والأهداف كانت لابد أن تُعلِّم ”الحق“، ليس فقط بالكلام، بل باعتباره هـو في شخصه ”الحق“، بـأن يبحث عـن الضالين، وأن يُحرِّر البشرية من الخطية، وأن يُمكِّن الخطاة من الوصول إلى الله، وأن يُشخِّص محبة الله المُطلقة بجعلها في متناول كل إنسان، وذلك بـأن يُجسِّم هذه المحبة للبشر لتكون في متنـاول البشر وسط ظـروف الحياة اليوميـة العادية.

إيقاع الصلاة والعمل الروحي للمسيح ما بين الانسحاب مؤقتاً وبين الانغماس في الخدمة: إنَّ نشاط ابن الله المتجسِّد كان يتراوح ما بين الانغماس في الخدمة، وبين الانسحاب للصلاة، أي ما بين العمل، وبين الاعتكاف للصلاة. فلا يجب أن نُهمل التأمُّل في حياة المسيح ونشاطه: ما بين العمل الكرازي، وبين الاعتكاف للصلاة مـن أجل ممارسة شَرِكَته كابـن الله مع أبيه السماوي؛ بينما في أوقات الخدمة كان لا يستنكف من أن يجلس مع الخطاة (مت 9: 10)، دون أن يأبه لانتقاد المتزمِّتين لهذا الوضع، ذلك لأنه قد أتى خصيصاً لكي يُقابـل ويُجالس هـؤلاء حتى يُخلِّصهم.

+ وأسلوب الحياة هذا الذي انتهجه المسيح مـع الخطاة، كـان يختلف عن أسلوب يوحنا المعمدان الـذي أتى ليصوم ويعتزل الجمع. أمَّا الرب يسوع فقد كُتِبَ عنه أنه أتى ليأكل ويشرب مع العشَّارين والخطاة (مر 2: 16).

+ ولكن حينما صام المسيح قبل أن يتعرَّض لتجارب الشيطان، فلم يكن هذا من أجل توبته هو لأنه كان بلا خطية، بل من أجل الآخرين حتى لا يَعْصوا وصايا الله. وهذا هو السبب، والذي بنفس الطريقة: «كان يأكل ويشرب مع العشَّارين والخطاة»، لأنه «لا يحتاج الأصحَّاء إلى طبيب، بل المرضى. لم آتِ لأدعو أبراراً، بل خطاة إلى التوبة» (مر 2: 17). لهذا السبب جلس مع الخطاة ليجذبهم إلى الإيمان.

فقره الاختياري: كان لابد أن يُمارس المسيح حيـاة الفقر الاختياري وهـو في العالـم، لكي يُظهِرَ - بالعمل وليس بالوعظ فقط - أنَّ الحياة الفُضْلَى لا تقوم على اكتناز الثروة. لقد صار الرب يسوع فقيراً من أجلنا لكي بفقره نغتني نحن (2كو 8: 9). وقد بدأ فقره بأُمِّه القديسة العذراء مريم التي كانت فقيرة حتى أنها لم تجد مكاناً تلده فيه إلاَّ في ”مذود للبهائم“!

لقد تجنَّب كِـلا الغِنَى الفاحش وأيضاً الفقر المُدقع، فكلاهما مرذول. وفقره كـان اختياريـاً، وبقدرته على الصوم أربعين يوماً، أَظْهَر أنه كان قـادراً على كَبْح غرائزه الجسدية بقدرة إعجازية إلهية.

شفقته على الجَوْعَى: ومقابل ذلك، أعلن الرب يسوع أسلوب صومـه ونُسكه مـع تعاطُفه العميق والدائم مع الطبقات الدُّنيا، والمحتاجين، والمرضى. وكان يتسامح مع سيِّئي السُّمْعَة الذين يعيشون الحياة الزَّريَّة، مثل المرأة السامرية ذات الخمسة الأزواج (يو 4: 15-30)، أو يهتم بأطفال بالرغم من مَنْع تلاميذه لهم، وبارك هؤلاء الأطفال الصغار (مر 10: 13-16). كما قدَّم طعاماً لمُرتاديه حينما كانوا جائعين (يو 6: 1-15)، وخمراً جيِّداً (أي غير مختمر وغير مُسْكِر) في عُرْس قانا الجليل حينما نَفَدَ الخمر الجيِّد من عندهم (يو 2: 1-11). لقد انبلج نـور الرجـاء للمجذومين المنبوذيـن، والعميان، والمصروعين، وللفقراء والمفلوجين المطرودين من المجتمع. ويذكر القديس مرقس البشير أنه بعد شفاء الأصمِّ: «إنه عمل كل شيء حسناً» (مر 7: 37).

ثانياً: تعاليمه

+ كانت تعاليم المسيح تُوجَّه للناس بالعظة والقدوة معاً. كان يُعلِّم بالأمثال لينفذ إلى داخل أفهام السامعين البسطاء، وأيضاً ليحفظ الحق من التشويه من الذين ينتقصون من الحقِّ ويُشوِّهون صورته في أذهان البسطاء.

+ كـان ينطـق بتعاليمه مؤيَّـدةً بالآيـات والمعجزات الفائقـة التي تشهد للقوَّة الاستثنائية لرسالته. كـان يدعو كـل السامعين إلى التوبة كمطلبٍ أوَّليٍّ للشركة في ملكوت الله القادم حالاً.

كيف دعـا تـلاميذه الاثني عشـر، وكيف علَّمهم؟ من واقع وصف الأناجيل لأعمال المسيح، يظهـر لنا أنَّ الـرب يسوع كـان يُضمِر منـذ البدايـة رسالته بعد موتـه وقيامته (مت 28: 20؛ يو 20: 21). هذه الجماعة كان عليها أن تواصل تعليمه النبويَّ، وتُمارس ذبيحته الكهنوتية، وتشترك في بدايـة ملكوت الله، تحت قوَّة الروح القدس التي وعدهم بامتلائهم منه، ليقودهم إلى كل الحقِّ (يو 16: 13،12؛ 14: 26).

وبحسب تعليمه وكرازته، صار الرب يسوع واضحاً جداً أنه في سبيله لتكوين جماعة الإيمان هـذه التي لـن تكـون خادمـة للتعليم بتقاليد ومؤسَّسات الديانـة اليهوديـة التي كانت قائمة آنذاك.

لقد أنشأ جماعة العهد الجديد التي سوف تُجدِّد الروح اليهودية.

+ إنَّ تدريب الاثني عشر تلميذاً ظهر عن طريق التعليم والاختبار من خلال المرافقة الدائمة مع المسيح. لقد سمعوه وهو يُعلِّم، ولاحظوه وهو يتجاوب مع احتياجات الناس، وكيف كان يتعامل مع الذين يُقاومونه. لقد شاهدوا وعاينوا حنوَّه وشفقته اللتين لم تتزعزع أبداً. لقد شاركوه في حياته وهو يُصلِّي، وهو يخدم الجوعى، وهو يشفي المرضى والمُتسلِّط عليهم إبليس. لقد سمعوا شهاداته الثمينة (يو 6: 27،12؛ أع 10: 38).

لقد كان يُعلِّم كمَن له سلطان: كان أسلوب تعليمه بسيطاً، عميقاً، صريحاً. وحتى حُرَّاس الهيكل الذين أرسلهم رؤساء الكهنة ليقبضوا عليه، أجابوا رؤساءهم: «لم يتكلَّم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يو 7: 46)، وكذلك: «بُهتت الجموع من تعليمه، لأنه كان يُعلِّمهم كمَن له سلطان وليس كالكَتَبَة» (مت 7: 29،28؛ لو 4: 32)، كما تعجَّب اليهود قائلين: «كيف هذا يعرف الكُتب وهو لم يتعلَّم!» (يو 7: 15).

+ نيقوديموس أحـد رؤساء اليهود كـان يُخاطب المسيح داعياً إيَّاه ”رابِّي“ (أي مُعلِّم رسمي في المجتمع اليهودي): «يا مُعلِّم، نعلم أنك قد أتيتَ من الله مُعلِّماً، لأنْ ليس أحدٌ يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إنْ لم يكن الله معه» (يو 3: 2).

+ كـان الرب يُعلِّم في المجامع اليهودية، وجَمَعَ تلاميذ له، وتجادَل مع الكَتَبَة حول الأسفار المقدسة، كما يفعل الرابيُّون، لكنه كان مختلفاً معهم في أنه كان يُعلِّم الجموع في الحقول المكشوفة، وكان يهتمُّ اهتماماً خاصاً بالمرأة (التي كـانت ذات مكانة مُتدنِّية عند اليهود)، كما كان صديقاً للفقراء، وكـان يتصرَّف بطريقـة تُثير تعليقات اليهود، وكذلك مـع الخطاة والعشَّاريـن (جامعي العشور المُقرَّرة على كـلِّ يهودي)، كما كان يتعاطف مع ذوي السمعة الأخلاقية السيِّئة!

سمات تعليم المسيح:

إنَّ أسلوب التعليم الذي كان ينطق به الرب يسوع هو أسلوب مُميَّز، وكما تنبَّأ المزمور المُسمَّى بـ ”الماسيَّاني“، أي الذي كـان يتنبَّأ بمجيء المسـيَّا - المسيح المُنتَظَر: «انسكبت النعمة على شفتيك» (مز 45: 2).

+ لقد تميَّزت معظم أحاديث المسيح بسِمَات الحزن، لأنه كان يعرف ما في قلب الإنسان. لذلك كان يتعامل بحرص شديد مع مُقاوميه من الحاذقين في شريعة موسى أي ”الناموسيين“.

فقد أدرك المسيح جوهر تعليم فئة ”الرابِّيين“، ولكن دون أن يستغرق في تفاصيلها. لقد اقتحم عالم الأوهـام في زمنه، ولكن دون أن يقع فيها. حقّاً كـان يستخدم التعليم الرمزي والبرهاني إذا كـان يمكن أن يستخرج منه فائدة، إلاَّ أنه كان أيضاً يُعلِّم تعاليمه بطريقة مباشرة.

+ وحتى إن كـانت هـذه الحوارات مـع المحاورات قـد لاقـت صدوداً مـن جـانب المتحاورين معه، إلاَّ أن قارئ الإنجيل اليوم لابد أن يأخذ صورة دقيقة عن الرب يسوع كما هو، كبارعٍ في الحوار ولا يمكن أن يُهزَم.

قِلَّة كمية أحاديث المسيح:

إنَّ أمامنا مُعلِّماً يُعلِّم، لا بكثرة التعليم، وأيضاً ولا بالقليل من التعليم؛ يكفي أنـه عَرَّفنا بـالآب السماوي أنـه «الذي لم يَرَه أحـدٌ قط» (يو 1: 18). كما استعلن نفسه كابن وحيد للآب، كما أنه عرَّفنا بالروح القدس، بل ووَعَدنا أنه سيُرسله من عند الآب: ”ليكون فينا“، و”يمكث معنا إلى الأبد“ (يو 14: 16)؛ لكي يُعلِّمنا كل يوم كيف نحيا فيه وهو فينا، وكيف نموت عن شهواتنا أي شهوات العالم! كما وضع أمـام أعيننا الرجاء في مجيء ابـن الإنسـان الذي سيأتي بقـوة ومجـد عظيم (مت 24: 30).

+ إنَّ أقواله يحفظها المؤمنون عن ظهر قلب، فهي لا تُنسَى، لأنهـا مُرتبطـة بحياتـهم الأبدية. لذلك فقد أسهمت هذه الأقوال في تأكيد أصالتها من حيث توالي انتقالها شفويّاً من خلال التسليم الشفوي من شهود المسيح، الذين سلَّموها للكنائس الجديدة في أنحاء العالم، ثم تسجَّلت بعد ذلك كتابةً في الأناجيل بواسطة هؤلاء الإنجيليين الأربعة، مـا يُساعد على التأكيـد على أصالة التسليم الشفوي من الرسل للشعوب التي بشَّروها.

تعاليم المسيح تتناسب مع قدرات سامعيه: لقد كان المسيح يُكيِّف أسلوب تعاليمه على حسب قدرات الذين يُعلِّمهم. لهذا السبب فهو لم يُعلِّمهم كل شيء مرةً واحدة؛ بل كان يبدأ في تعليمهم تدريجياً، مع الوضع في الاعتبار حدود استيعابهم وخلفيات معرفتهم: «إنَّ لي أموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأمَّا متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يُرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13،12).

كـان الرب يسوع يتكلَّم بأمثال: الأمثال التي كان يُلقيها على مُستمعيه كانت تُصوِّر الأوجه المختلفة لمعرفـة ملكوت الله. لقد كـان هؤلاء المستمعون يستخدمون أشياء شائعة يمكنها أن توضِّح لهم كيفية مجيء ملكوت الله: كمَثَل نموِّ حبة الخردل الصغيرة، وكيف تنمو وتصير حبَّات قمح يملأ المخـازن (مـر 4: 30-32)؛ وكذلك مَثَل المرأة التي عثرت، وهي فَرِحَة، على العُمْلة الضائعة منها (لو 15: 8-10)؛ أو ذلك الأب الذي فرح جدّاً برجوع ابنه الذي كان قد فَقَده (لو 15: 11-32).

+ أو الأمثلة التي تُشير إلى القيامـة، حيث أوضح لهم المسيح: «قـد كلَّمتكم بهذا بـأمثال، ولكن تأتي ساعة حين لا أُكلِّمكم أيضاً بأمثال، بل أُخبركم عـن الآب علانية. في ذلك اليوم تطلبون باسمي» (يو 16: 26).

تعاليم المسيح لم تكن كلها تُكتَب على صحائف ورق، بل تُكتَب على قلوب الناس الذين يُمارسونها بالأفعال:

+ القديس يـوحنا البشير في نهاية إنجيله، يكتب: «هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا وكَتَبَ هذا. ونَعْلَم أن شهادته حقٌّ. وأشياءُ أُخَرُ كثيرة صنعها يسوع، إنْ كُتِبَت واحدة واحدة، فلستُ أظنُّ أنَّ العالم نفسه يَسَع الكُتُب المكتوبة» (يو 21: 25،24).

+ إنَّ هذا الكلام الذي خَتَمَ به القديس يوحنا إنجيله، يُظهِر أنَّ تعاليم المسيح الفائقة لا يمكن أن يُعبَّر عنها بالكتابة، بل يمكن أن تنطبع في قلوب المؤمنين. وهـذا مـا عبَّر عنـه القديس بولس الرسول: «قـد اتَّضح أنكم رسالة المسيح التي خدمناها نحن. وقـد كُتِبَت لا بمداد (حبر)، بل بروح الله الحي؛ لا في ألواحٍ مـن حجر (كما كانت تُكتَب قديماً قبل اختراع الورق)، بل بألواح هي قلوب من لحم» (2كو 3: 3 - ترجمة كنيسة الروم الأرثوذكس - لبنان).

تعاليم المسيح كانت مُوجَّهة أولاً لليهود: لقد كان مُناسباً أنَّ المسيح يُرسَل أولاً إلى «خراف بيت إسرائيل الضالة» (مت 15: 24). لقد كـان تبشيره موجَّهاً أولاً إلى شعب إسرائيل، لكي يُعلِن بـأن وعـود الله لإسرائيـل، هي الآن تُتَمَّم في شخص المسيح. لذلك بدأ المسيح، بحسب الترتيب المنطقي، أن يُعلِن بـأنَّ مجيئه هـو أولاً لليهود، ومن خلالهم يُوجَّه للأُمم (غير اليهود).

+ لقد تنبَّأ إشعياء النبي بأنَّ اليهود سوف: «يُنادون بمجدي بين الأُمم» (إش 66: 19).

+ لقد كان مُناسباً أنَّ أخبار مجيء المسيح يجب أن تُبلَّغ إلى كل الأُمم بواسطة شعب الله.

+ وقد أوضح القديس بولس الرسول: «إنَّ المسيح صار خادمَ اليهود ليُظهِر أن الله صادقٌ ويفي بما وَعَدَ به الآباء. أمَّا غير اليهود فيُمجِّدون الله على رحمته» (رو 15: 9،8 - الترجمة العربية الجديدة).

لقد كانت إرسالية الرب يسوع موجَّهة أولاً لإسرائيل بـاعتبارهم شعب الختان. وقـد قضى الرب يسـوع مُعظم وقـت تعليمه في منطقة ”زبولون ونفتالي“ (مت 4: 13).

ثم بعد ذلك يتوجَّه إلى الأُمم (غير اليهود): وإنه فقط بعد عيد الفصح اليهودي، قال المسيح لتلاميـذه: «... وتَلْمِـذوا جميع الأُمم» (مـت 28: 19). لذلك السبب، وقبل موته بوقتٍ قليل، حينما كـان الأُمميُّون يـأتون ليروا الـرب يسوع، قال: «الحقَّ الحقَّ أقول لكم: إنْ كانت الحبَّة مـن الحنطة لا تقع في الأرض وتموت، تبقى وحدهـا. وإذا مـاتت أخرجتْ حَبّاً كثيراً» (يو 12: 24 - الترجمة العربية الجديدة).

+ يقول القديس أوغسطينوس:

[لقد كـان يُسمِّي نفسه ”حبَّة حنطة“ يجب أن تمـوت وتُدفَـن في الأرض بواسطة اليهود الذين لم يؤمنوا؛ وحينئذ ستتكاثر (هذه الحبَّة) بإيمان الشعوب الأُمميين](1).

(يتبع)

(1) Augustine, Commentary on John; NPNF, 1st Ser., Vol. VII, p. 285.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis