طعام الأقوياء
- 66 -



الاستشهاد والحب الإلهي

+ «وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يُحبُّوا حياتهم حتى الموت» (رؤ 12: 11).

محبة الله هي مصدر كل عمل صالح:

إنَّ أُنشودة المحبة التي كتبها بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (الأصحاح 13)، تُبيِّن لنا أنه بدون محبة الله لا يُحسَب لنا أي عمل أنه صالح. فلا التكلُّم بألسنة الناس والملائكة، ولا التنبُّؤ ومعرفة جميع الأسرار وكل عِلْم، ولا الإيمان الذي ينقل الجبال، ولا إطعام الجياع بكل ما لدينا مـن مال، ولا تسليم الجسد حتى يحترق، ولا أي بَذْل من أيِّ نوع، ما دام بلا محبة فليس شيئاً!!

والرب يسوع قال لتلاميذه نفس هذا الكلام مُبيِّناً لهم أنَّ محبة الله هي التي تجعلنا نحفظ وصايـاه قائـلاً: «إنْ كنتم تُحِبُّونني فاحفظوا وصايـاي، وأنا أطلب مـن الآب فيُعطيكم مُعزِّياً آخـر ليمكُث معكم إلى الأبـد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله، لأنه لا يراه ولا يعرفه، وأمَّا أنتم فتعرفونه لأنه ماكثٌ معكم ويكون فيكم... إني أنـا حيٌّ فأنتم ستَحْيَوْنَ. في ذلك اليوم تعلمون أني أنـا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم. الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحِبُّني، والذي يُحِبُّني يُحِبُّه أبي، وأنا أُحِبُّه، وأُظْهِرُ له ذاتي... إنْ أحبَّني أحدٌ يحفظ كـلامي، ويُحِبُّه أبي، وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلاً» (يو 14: 16-17، 19-21، 23).

هنا نُلاحِظ أنَّ الرب يسوع - بعد أن أكَّد أنَّ محبته هي التي تجعلنا نحفظ وصاياه - يكشف عـن عنصرٍ آخر وَعَدَنا به، وهو المعزِّي الروح القدس الذي هـو ماكثٌ معنا ويكون فينا، وهو الذي بواسطته نَعْلَم أنَّ الرب يسوع في أبيه وأننا فيه وهو فينا، وأنَّ الذي يحبه ويحفظ وصاياه يحبه الآب والابـن والروح القدس الإله الواحد المثلث الأقانيم، ويُظهِر له ذاته، وإليه يأتي وعنده يصنع منزلاً.

الروح القدس ومحبة الله:

ويؤكِّـد الرسول بولس هـذه الحقيقة الهامة بقوله: «لأنَّ محبة الله قـد انسكبتْ في قلوبنـا بالروح القدس المُعطَى لنا» (رو 5: 5).

ويشرح القديس يوحنا ذهبي الفم هذه الآية المملوءة أسراراً بقوله:

[«لأن محبة الله قـد انسكبتْ في قلوبنا». لم يَقُـل: ”أُعطِيَتْ“، بـل قـال: «انسكبتْ في قلوبنـا»، مُبيِّناً بـذلك غـزارة العطية. لأنَّ العطية العُظمى، بصفة مُطلقة، هذه قد أعطاها لنـا، ومـا هي؟ لم يُعطِنـا السماء والأرض والبحر، بل عطية أكرم من هذه جميعها، بها حوَّلنا من بشر إلى ملائكة؛ بل إلى أبناء الله وإخوة المسيح! فما هي هذه العطية؟ إنه الروح القدس! فلولا أنَّ الله نوى أن يمنحنا الأكاليل الفائقة بعد الأتعاب، لَما كان يُعطينا من قبل هذه الأتعاب مثل هذه الخيرات.

وأما الآن فحرارة محبته ظهرت في هذا: إنه لم يُكرِّمنا تكريماً بسيطاً أو قليلاً، بل سَكَبَ علينا بغزارة ينبوع الخيرات، وذلك من قَبل أن نُقدِّم أية جهادات](1).

كما يقول يوحنا الرسول أيضاً: «أيها الأحبَّاء، لنُحِبَّ بعضُنا بعضاً، لأن المحبة هي من الله، وكلُّ مَن يُحِبُّ فقد وُلِدَ من الله ويعرف الله. ومَن لا يُحِبُّ لم يعرف الله، لأن الله محبة. بهذا أُظْهِرَتْ محبة الله فينا: أنَّ الله قـد أَرسَل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هـذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأَرسَل ابنه كفَّارةً لخطايانا» (1يو 4: 7-10).

من هذا يتضح أنَّ المحبة ليست منَّا بل نابعة من الله، وأنَّ كل مَن يحب لابد أن يكون قد عرف الله ووُلِدَ من الله. إذن، فالمحبة هي من الخليقة الجديدة، من «الذين وُلِدوا ليس من دمٍ، ولا من مشيئة جسدٍ، ولا من مشيئة رَجُلٍ، بل من الله» (يو 1: 13)، لأن «المولود من الجسد جسدٌ هو، والمولود من الروح هو روح» (يو 3: 6).

كما أنَّ محبة الله لم تكن معروفة لنا إلاَّ حينما أرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به: «لأنه هكذا أحبَّ اللهُ العالمَ حتى بَذَل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كلُّ مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديـة» (يو 3: 16). لذلك يُضيف يوحنا الرسول أيضاً قائلاً في رسالته: «الله محبة، ومَن يثبُتْ في المحبـة، يثبُت في الله والله فيـه... لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج. لأن الخوف له عذاب، وأمَّا مَن خاف فلم يتكمَّل في المحبة. نحن نُحِبُّه لأنه هو أحبَّنا أولاً» (يو 4: 19،18،16).

إذن، فإن كان الله هو المحبة، فليس هناك مـا هـو أعظم وأسمى وأكمل من المحبة. لذلك يقـول بـولس الرسول عـن المحبة: «المحبة لا تسقط أبداً. وأمَّا النبوَّات فسَتُبطَلُ، والألسنة فستنتهي، والعِلْم فسَيُبطَلُ... أمَّـا الآن فيثبُت الإيمان والرجـاء والمحبة، هـذه الثلاثـة ولكن أعظمهُنَّ المحبة» (1كو 13: 13،8).

ويُعلِّق القديس إيرينيئوس على ذلك قائلاً:

[إنَّ موهبة الحب الفائق أثمن من المعرفة، وأكثر مجداً من النبوَّة، وهي تتفوَّق على كافة المواهب. ولذلك فإنَّ الكنيسة بسبب محبتها لله، تُرسِل نحو الآب في كلِّ مكان وكل زمان جماهير مـن الشهداء... فـالكنيسة وحدهـا تحتمل بنقاوة عار المطرودين من أجل البرِّ، والمفديين بكل نوع حتى الموت، من أجل محبتهم لله واعترافهم بابنه](2).

الاستشهاد والحب الإلهي:

حينما أرسل الرب يسوع تلاميذه ليكرزوا، أعلمهم بما سوف يُقابلونه من ضيقات وآلام حتى الموت! ولم يُخْفِ عنهم شيئاً مِمَّا سيُلاقونه، وذلك بقوله: «هـا أنـا أُرسلكم كغنمٍ في وسط ذئاب، فكونوا حُكماء كالحيَّات وبُسطاء كالحمام. ولكن احذروا من الناس، لأنهم سيُسْلِمُونكم إلى مجالس، وفي مجامعهم يجلدونكم. وتُساقون أمام ولاة وملوك مـن أجلي شـهادةً لهم وللأُمم. فمتى أَسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلَّمون، لأنكم تُعْطَوْنَ في تلك الساعة ما تتكلَّمون به، لأنْ لستم أنتم المُتكلِّمين بل روح أبيكم الذي يتكلَّم فيكم. وسَيُسْلِمُ الأخُ أخاه إلى الموت، والأبُ ولدَهُ، ويقوم الأولادُ على والديهم ويقتلونهم، وتكونون مُبغَضِين من الجميع من أجل اسمي. ولكن الذي يصبر إلى المُنتَهَى فهذا يَخْلُصُ» (مت 10: 16-22).

ثم أردف أيضاً قائلاً لهم: «ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكـن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، بـل خافوا بالحَريِّ مـن الذي يقدر أن يُهلك النفس والجسد كليهما في جهنم... وأمَّـا أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها مُحْصَاةٌ. فلا تخافوا، أنتم أفضل من عصافير كثيرة. فكلُّ مَن يعترف بي قُدَّام الناس أَعتَرِفُ أنا أيضاً به قُدَّام أبي الذي في السموات، ولكن مَن يُنكرني قُدَّام الناس أُنْكِرُه أنـا أيضاً قُـدَّام أبي الذي في السموات» (مت 10: 28-32).

ماذا تستطيع الغنم أن تفعل وسط الذئاب؟ ولكن الرب الذي أرسلهم هو المُتكفِّل بهم، لذلك يقـول لهم الـرب مُطمئِناً وضامناً لخـلاصهم: «فَضَعُوا في قلوبكم أنْ لا تهتمُّوا مِن قَبْلُ لكي تَحْتَجُّوا، لأني أنا أُعطيكم فماً وحكمةً لا يقدر جميع مُعانديكم أن يُقاوموها أو يُناقضوها» (لو 21: 15،14). كما أنَّ الرب قد ملأ قلوبهم بقوةٍ فائقة نابعة من محبتهم النارية لـه، تلك التي انسكبتْ في قلوبهم بـالروح القدس المُعطَى لهم، والناطـق فيهم بكـل حكمـة وفطنة؛ مِمَّا جعلهم لا يهابون التعذيب مهما كانت أشكاله، ولا الموت مهما تعدَّدت أساليبه.

وفي هذا يقول القديس كليمندس الإسكندري:

[إنَّ الشهيد بسبب حبه للرب، يُفارِق الحياة بكـل سرور... ولذلك نحن ندعو الاستشهاد ”كمالاً“، ليس لأنَّ الإنسان به يصل إلى نهاية حياته مثل الباقين، بل لأنه به يُظهِر كمال فِعْل المحبة... ثم إن كان الاعتراف من أجل الله يُعتَبَر شهادة، فإنَّ كل نفس تسلك بالنقاوة وبمعرفـة الله وتحفظ وصاياه، فإنها تكون شاهـدة (أو شهيدة) بسيرتها وبكلامها، حتى أنها مهما كـانت الطريقة التي تُفارِق بهـا جسدها، فهي تسكب إيمانها عِوَض الدم طوال حياتها وحتى إلى وقت خروجها (من الجسد). ولذلك قـال الرب في الإنجيل: «إنَّ كل مَن ترك أباً أو أُمّاً أو إخوة... مـن أجل الإنجيل ومـن أجـل اسمي» (مر 10: 29 – حسب النص) يكون مُغبوطاً؛ وهو بذلك لا يُشير إلى الاستشهاد العادي، بل إلى الاستشهاد بحسب المعرفة، بالسلوك حسب منهج الإنجيل من أجل محبة الرب!](3).

وهكذا يتضح لنا أنَّ الاستشهاد ليس مجرَّد شجاعـة مُفرطة واستهانـة بالموت، أو التقدُّم للسيف والتعذيب بلا خوف ولا وَجَل؛ ولكنه نعمة خاصة من الروح القدس لمَن كملوا في المحبة بحِفظ وصايـا الرب وأنكروا ذواتـهم وحملوا صليب جحدهم للذات، فانطبق عليهم قول الرب: «إنْ أراد أحدٌ أن يأتي ورائي فليُنكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني. فإنَّ مَن أراد أن يُخلِّص نفسه يُهلِكها، ومَن يُهلِك نفسه من أجلي يجدها» (مت 16: 25،24). هـؤلاء هم الذيـن ينطبق عليهم ما جاء في سِفْر الرؤيا: «وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم، ولم يحبُّوا حياتهم حتى الموت» (رؤ 12: 11).

«مِن أجلك نُمات كل النهار

قد حُسِبنا مثل غَنَم للذبح» (رو 8: 36):

هذه الآية قالها بولس الرسول واصفاً حياته اليومية التي يبذلها كل يوم باستعداد الموت حُبّاً في المسيح الذي حَسِبَ نفسه من أجله مثل غنم للذبح. وقد اقتبس هذه الآية من المزمور (44: 22)، إذ وجدهـا تُعبِّر عـن حياته في المسيح أحسن تعبير. وقـد كرَّر هـذا التعبير مرتين في رسائله، حيث قـال في (1كو 15: 31): «إني بافتخاركم الذي لي في يسوع المسيح ربنا أموت كل يوم». وكذلك في (2كو 4: 11): «لأننا نحن الأحياء نُسَلَّم دائماً للموت من أجل يسوع، لكي تَظْهَر حياةُ يسوع أيضاً في جسدنا المائت».

ولقد طبَّق آباء الرهبنة الأوائل هذا المبدأ في حياتهم، وكان أولهم هو القديس أنطونيوس أب الرهبان.

ويقول عنه القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه ”حياة القديس أنطونيوس“:

[بعدما حلَّ بالكنيسة الاضطهاد الذي حدث أيام مكسيمينوس، وعندما اقتيد الشهداء القدِّيسون إلى الإسكندرية تبعهم (أنبا أنطونيوس) أيضاً، تاركاً صومعته، وقائلاً: ”لنذهب نحن أيضاً حتى نجاهـد إذا مـا دُعينا لذلك، أو ننظر المجاهدين“. وقد تاق إلى الاستشهاد، ولكنه إذ لم يشأ تسليم نفسه، خدم المعترفين في المناجم والسجون...

لأنـه، كما قلتُ سابقاً، كـان يُصلِّي أن يصير هو نفسه شهيداً. ولذلك فقد كان يبدو عليه كأنه حزين لأنه لم يستشهد، ولكن الرب كان يحفظه مـن أجل منفعتنا ومنفعة غيرنا، لكي يصير مُعلِّماً للكثيرين عن النُّسك الذي تعلَّمه من الكُتُب المقدَّسة.

وعندما كَفَّ الاضطهاد أخيراً، واستشهد المغبوط الأسقف بطرس (خـاتم الشهداء)، انصرف (أنبا أنطونيوس) واعتزل ثـانيةً في صومعته، وكـان هناك كـل يـوم يستشهد بضميره، ويُجاهد جهاد الإيمان](4).

وقـد حَـذَا الآبـاء الرهبان المُخْلِصون في رهبنتهم حذو القديس أنطونيوس، ومارسوا وصية ”إنكار الذات“ في حياتهم وعاشوها بجدِّيَّة وأمانة. فلقد عرفوا بالاختبار أنَّ الحرية والعلاقة الحميمية مع الله التي ينشدونها، يمكن إدراكها فقط عـن طريق جَحْد الذات، وتَرْك الإرادة الشخصية.

ويرى الأنبا بيمن أنَّ إنكار الذات هو الطريق الوحيد إلى الوصول لله، فيقول:

[إنَّ إرادة الإنسان هي سور مـن نحاس بينه وبين الله، وحَجَرَ عثرة أمامه. وعندما يُنكرها الإنسان، فإنـه بذلك يقول لنفسه: «لأني بك (يـا ربُّ) اقتحمتُ جيشاً، وبإلهي تسوَّرتُ أسواراً» (مز 18: 29). ومـاذا يعني هـذا عمليّاً لغالبية الرهبان؟ يعني: وَضْع أنفسهم تحـت إرشاد شيخ مُحنَّك، وأن يتعلَّموا منه الطريق المُثلى للطاعة.

- ويروي الأنبا يوسف الطيبي، أنه من بين ثلاثة أعمال مُفضَّلة في عينَي الله، فإنَّ أكثرها تفضيلاً هـو حينما يظل الراهب تحت إرشاد أب روحي في إنكـارٍ تـام لإرادتـه الذاتية.

- فإنكار الذات، مـن جهةٍ أخرى، تجعل صاحبها في مستوى الشهداء.

- ويُحكَى أن أربعـة رهبان ذهبوا ذات يوم لملاقاة الأنبا بموا، وكَشَفَ كل واحد منهم فضيلة رفيقه. فكان واحد منهم صوَّاماً، وكان الآخر فقيراً، وكان الثالث عظيماً في مودَّته الأخويَّة للجميع. أما الرابع فكان يعيش منذ اثنتين وعشرين سنة تحت الطاعة لأحد الآباء الشيوخ.

- ولمَّا سمع الأنبا بموا ذلك، قال: ”أقول لكم: إنَّ فضيلة هذا الأخير هي الأعظم. فكل واحد من الثلاثة الآخرين حصل على الفضيلة التي رغب فيها، أمَّا هذا الأخير فقد كَبَحَ إرادته الخاصة عاملاً إرادة أبيه، مثل هذا هو الذي صار مساوياً للشهداء“](5).

(يتبع)

**** الذين انتقلوا، قد سبقونا إلى الحياة الأبدية ***************************************

[لا ينبغي علينا أن نبكي إخوتنا الذين قد اجتذبتهم دعوة الربِّ من هذا العالم، لأننا نَعْلَم أنهم لم يَفْنَوْا؛ بل إنهم قد سبقونا في الارتحال.

إنهم قـد تركونـا - كمسافرين مُرتحلين - وأسرعوا في الإبحار قَبلنا. فلا ينبغي، إذن، أن نبكيهم؛ بـل أن نحسدهم ونَغِِير منهم، ولا أن نلبس هنا مـلابس الحداد الدَّاكنـة، بينما هـم - هناك - قد لَبسوا ثياب الفرح البيضاء.

لا يليق بنا أن نُعطي فرصة لغير المؤمنين أن يُعيِّرونا، بسبب أننا نحزن على أولئك الذين نُصرِّح بأنهم أحياءٌ عند الله، كما لو أنهم تلاشوا وفَنَوْا. نحن نخون رجاءنـا وإيماننا، فيبدو أنَّ ما نقوله ونُنادي به وكأنـه خيالٌ واختلاقٌ وخداعٌ. إنه لا يجدينا شيء إنْ تشبَّثنا بالشجاعة بالكلام، ونقضنا الحقيقة بالأعمال...

إن كُنَّا نؤمن بالمسيح، وإن كان لنا ثقة في كلامه وفي مواعيده، وإن كان لا يمكن أن نموت أبداً؛ فلنتقدَّم بفرح واثق نحو المسيح، الذي معه سنحيا ونملك إلى الأبد.

********************************************** [القديس كبريانوس الشهيد أسقف قرطاجنَّة (205-258م)]

(1) Homily 9 on Romans 5: 5 (PG 60,470).
(2) Against Heresies IV,33,8-9; ANF, I, 508.
(3) Stromata IV,4; ANF, II, 411-412.
(4) Life of Antony, 46-47; NPNF, 2nd Ser., Vol. IV, p. 208-209.
(5) Douglas Burton-Christie, The Word in the Desert, 219.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis