خواطر روحية


مقتطفات حول السيرة الذاتية
للمتنيِّح الأب متى المسكين



بقلم الدكتور راجي حليم إبراهيم(1)

الأب متى المسكين يقتفى آثار آباء البرية:

عندما كُنَّا أطفالاً، كانت تُبهرنا القصص التي كان يقصُّها علينا مُدرِّس مدارس الأحد عن آباء البرية، عن: أسلوب حياتهم، وسلطانهم على وحوش البرية، صلواتهم ونسكياتهم وأصوامهم، عشقهم للعلوم الكنسية مـع العمل والصـلاة المتواصلة، اختباراتهم المتقدِّمة في الحُب الإلهي والوجود في حضرة الله، ارتباطهم الشديد بالكنيسة بالرغم من توحُّدهم وعزلتهم وسماعهم للصوت الإلهي - بشكل محسوس أحياناً - أثناء الصلاة أو خارجها.

بهرتنا سِيَر الآباء هذه، حتى رأيناها حيَّة مُعاشة في حياة وكتابات ذلك الراهب القديس ”الأب“ متى المسكين (1919-2006م). لقد ظلمه الكثيرون، فلم يفتح فاه. أزعجوه، فترك العالم كله ليعيش ناسكاً. لم نَرَ مثله منذ القرن الرابع الميلادي، في وادي الريَّان قرب الفيوم، منذ عام 1961 إلى عام 1969م، ومعه اثنا عشر راهباً، هم من أرفع القامات الروحية في عصرنا الحديث.

+ يقول أحد أولئك الرهبان، وهو الأب كيرلس المقاري الذي رحل في هدوء إلى حضن المسيح فجر يوم الاثنين الموافق 13 فبراير عام 2012م، واصفاً طبيعة حياتهم في كهوف الريان، قائلاً: ”كانت عادتنا في الصوم الكبير أن نعتكف تماماً، لا نجتمع معاً إلاَّ في يوم سبت لعازر. وأحياناً كُنَّا نُقيم قدَّاساً يوم الأحد لكي نتناول“.

كان الأب متى المسكين يجمع الرهبان من وقتٍ إلى آخر للقيام بعملٍ مُشترك يحتاجون إليه للضرورة، وكان يُكلِّمهم أثناء العمل في أمورٍ روحية. أَوَ ليس هـذا هـو منهج القديس الأنبا أنطونيوس نفسه، أي ربط العمل بالعبادة في حياة الراهب!

الأب متى المسكين: متصوِّفٌ، لاهوتيٌّ،

روحانيٌّ، ناسكٌ:

+ وكما يقول المهندس ”فؤاد فريد قلته“ (وهو أحد خُدَّام الكنيسة الأرثوذكسية المُكرَّسين): ”كان الأب متى متصوِّفاً لاهوتياً روحانياً ناسكاً. وقلَّما تجتمع هذه العناصر الأربعة في شخصٍ واحد“!

+ والواقع أنَّ الوصف المذكور أعلاه جامعٌ مانعٌ، ويمكن أن نفرد له تحليلاً مُفصَّلاً في مقالٍ آخر. على أنني سأُعطي هنا مثالاً لتلك الروحانية المُحَمَّلة بجوهر المحبة، والتي مكَّنَت الأب متى المسكين من تحويل الضيقات إلى بنيان، والأذى إلى إعلانٍ للحق. فلنقرأ جزءاً يُعبِّر عـن ذلك مـن إحدى رسائله للرهبان، كما جـاءت في كُتيب: ”رجل الصلاة“ - ص 64،63، وهو يصف فيها موقفه من الذين أساءوا إليه في فترة من حياته:

[لقد وضعوا خطةً مُحكمةً لكي يُسكِتوا فمي، ولكن لا أظن أنهم سيقدرون، لأن الذي يتكلَّم فيَّ هو الآن يتكلَّم فيكم وفي كثيرين. أنا لم أُسيء إلى أحدٍ منهم، والله شاهدٌ. ولذلك فكل إساءة منهم نحوي ستُحسَب لي نعمة، فليتهم يزيدون! في وحدتي وعزلتي عن العالم والناس والخدمة والآباء والإخوة، سوف أمضي في خدمة كنيستي حتى آخر نسمة من حياتي! لا ترتاعوا إذا أحاط بكم الشر من كل جانب، لأن الحق في داخلكم, و«الذي فيكم أعظم من الذي في العالم» (1يو 4: 4). ولكن الذي لا يُعلِن الحق في وقته، يطغى عليه الشر، ويضيع منه الحق. لـذلك، فـإنَّ هذا الزمان هو زمان الحق، ولزمان الضيق ادَّخرنا المعرفة والحق والصلاة].

+ وكما نلمح من الفقرة السابقة روح اعتزال العالم، نراه يُسلِّم هـذا التدبير لرهبان الريـان. ودعونا نقرأ ما قاله الأب كيرلس المقاري: ”كانت السيارة الجيب تأتي إلينا كـل شهر أو شهريـن لأجل الاحتياجات الضرورية. ولم يكن يأتي مع السائق أحدٌ إلاَّ شخص يعرفه أبونا شخصياً، وكان أبونا هو الذي يُحدِّده بالاسم. فالذين كُنَّا نراهم كانوا يُعَدُّون على الأصابع“.

عجبي على هذا الأب القائد الروحي الرصين، والذي عاش حياته كلها مؤمناً أنَّ الراهب يجب أن يعيش راهباً ويموت راهباً. لقد خرج إلى البرية، لا لكي ”يتنقَّل“ من دير إلى دير، أو ”يتحجَّج“ بأيَّة حجة للتجوال في العالم ورؤية الأهل. لقد استطاع الأب متى المسكين أن يُعيد للرهبنة القبطية روحها الأصيلة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهدوء الصحراء.

النهج الذي انتهجه الأب متى المسكين:

+ انظر ماذا يقول الأب كيرلس المقاري عن حياتهم في كهوف الريان: ”الذين كنَّا نراهم كانوا يُعَدُّون على الأصابع، لأن أبانا أراد أن يوفِّر لنا هدوء البرية الحقيقي لكي تنطلق الروح بلا عائق، ونتفرَّغ لكشف أخطائنا وضعفاتنا، فنعمل على إصلاحها. وبعد ذلك يتمُّ نمونـا الروحي، ونختبر عناية الله بنا“.

هذا هو النهج نفسه الذي انتهجه الأب متى المسكين بعدما دعاه قداسة البابا كيرلس السادس عام 1969م مع جماعته الرهبانية (12 راهباً)، للانتقال من الريان إلى دير القديس أنبا مقار لتعميره. فجميعنا يعرف مدى صعوبة زيارة هذا الدير، إذ لا يُسمَح إلاَّ للقليلين جداً بزيارة الدير خارج أوقات الصوم؛ أما في الصوم الكبير، فالزيارة شبه مستحيلة. نقول ذلك في الوقت الذي نرى فيه أديرة تتحوَّل إلى مزارات ومحطَّات لرحلات وأتوبيسات تحمل العشرات والعثرات لرهبانٍ من المفترض أنهم تركوا العالم ليتفرَّغوا للعبادة لا لمقابلة الناس والتسامُر معهم.

شفافية وإفراز الأب متى المسكين:

+ منذ ما يقرب من أربعة عشر عاماً، حكي لي أحد شيوخ دير أنبا مقار، والذي كان أحد الاثني عشر راهباً في فترة وادي الريان، واصفاً كيف عاشوا في الريان: ”كنَّا نعيش في الملكوت، بالرغم من بدائية حياتنا، ومرارة وملوحة المياه الآسنة التي نشربها، فقد تشقَّقت شفاهنا، وكان أكثرنا تأثُّراً بملوحة المياه هو أبونا متى نفسه، والذي كان وجهه يتورَّم بشكل مؤلم وكذلك شفتاه بسبب نوعية المياه. وكنَّا عندما نحتاج شيئاً، نجده بشكل فائق الوصف، مثل: ورق للكتابة، أو قلم، وأشياء أخرى صغيرة لا يتخيل إنسان وجودها في قلب الصحراء، ولكن الله يوفِّر لنا ما نحتاجه وقت الحاجة. كنَّا نحيا في منتهى السلام، بالرغم من تعرُّضنا لمحاولة قتل مرتين. في إحدى المرات: كنَّا نُصلِّي في المغارة الكبيرة (ليلة عيد الغطاس)، والتي صارت كنيستنا، وأثناء الصلاة سمعنا صوتاً من أحد البدو يُنادي، فخرج أحد الرهبان، ولكن فجأةً وجدنا أبونا متى يُسرع خارجاً تاركاً الصلاة ليجذب الراهب خلفه، ويُخاطب ذاك البدوي الذي كان يُصوِّب بندقيته نحو الراهب، وكان على وشك إطلاق النار. فانتهره أبونا متى وقال له: "ارمي السلاح الذي في يدك، وتعالَ هنا". فإذا بالبندقية تسقط من يده بشكلٍ تلقائي، ثم اقترب من أبونا متى في شيء من الخضوع. أما أبونا متى فقد لاطفه بدعابة قائلاً له: "لماذا أصفر وجهك هكذا"؟ ثم قـام باستضافة البدوي وأعطاه طعاماً، وحَقَنَه بحقنة فيتامينات. وصار هـذا البدوي "محمد العابـد" صديقاً صدوقاً لأبينا متى، حتى أنه زارنا في دير أنبا مقار بعد أن رحلنا من الريان بسنين“.

انظر، صديقي القارئ، كيف عرف الأب متى المسكين أنَّ أحد أولاده مُهدَّدٌ بالموت، وهو داخل الكنيسة. كيف جذب الراهب خلفه، مُعرِّضاً نفسه لتلقِّي الرصاص نيابةً عنه. انظر أيضاً لهذا السلطان الذي حوَّل به مُجرماً إلى صديق، هذا هو سلطان محبة الله التي ملأت كيان الأب متى المسكين.

هـذه الشفافيـة التي تمتَّع بهـا الأب متى المسكين، لم تكن تُستَعلَن فقط في المواقف الصعبة، كما في الحالـة السالفـة؛ بـل وأثناء الصلاة، وبينما يسأل الله: ”أُريد أن أعرفك! أُريد أن أُدركك! هل يمكن للإنسان أن يُدركك يا إلهي؟“. فإذا به يسمع صوتاً يقول: ”الله مُدرَكٌ كاملٌ، ولكن لا يُدْرَك كماله“. أَوَ ليس هذا أوغسطينوس القرن العشرين. فقد كان القديس أوغسطينوس يسمع أصواتاً إلهية، سواء في شكل موسيقى ترانيم، أو في رسائل مفهومة. وهو اختبار مُكرَّر فقط عند الآباء المختبرين في الحياة الروحية، والسالكين في حياة القداسة!

+ فلنقرأ هذه القصة المذكورة في كتيب: ”رجل الصلاة“ – ص 53، لنتأكَّد من شفافية هذا القديس، مقارنة بما نقرأه في ”بستان الرهبان“:

[حدث مرَّةً وهو (أي الأب متى المسكين) في مغارته بجوار دير السريان، أن عَلِمَ بانتقال الأرشيدياكون حبيب جرجس، دون أن يذكر له أحدٌ ذلك، وكان يحبُّه ويُقدِّره جداً. وكان قبل توجُّهه للرهبنة قد ذهب مع الدكتور وهـيب عطا الله (المتنيِّـح نيافـة أنبـا غريغوريـوس) إلى الأرشيديـاكـون حبيب جرجس لأَخذ بركته ونصائحه قبل الرهبنة. فلما تنيَّح الأرشيدياكون، رأى أبونا روحه تحفُّ بها ملائكة وقدِّيسون وهم يزفُّونها إلى السماء. ثم عَلِمَ بعد ذلك بالخبر، وعرف أنَّ هذه الرؤيا حدثت في اليوم الثالث من نياحته].

سلام الله الذي يملأ قلب

الأب متى المسكين في مواجهة المخاطر:

+ لقد نبَّه الأب متى المسكين رهبانه، في بداية انتقالهم من دير السريان إلى وادي الريان، قائلاً: ”إذا حدث أن قَابَلَك وحشٌ من وحوش البرية، فلا تجري! وإنما قِفْ في مكانك، وارشم علامة صليب كبيرة عليه“.

وحدث ذات يوم أنَّ أحد الآباء رأى ضبعاً من على بُعْد، وهو يجري بسرعة متَّجهاً نحوه. وبعد برهة من الوقت، تذكَّر الراهب قول أبيه الروحي، فتشجَّع ووقف مكانه، وواجَه ذلك الضبع الشرس راشماً عليه علامة الصليب؛ وإذا بالوحش يستدير ويُعطي ظهره للراهب، ويُطلق أقدامه للرياح، مُغيِّراً اتجاهه ليُسرع في الاتجاه المضاد.

هـا نحن نعود إلى عصر آبـاء البريـة الروحيين، والذين صادقوا حيوانات البرية. وفي هذا الصدد تحضرني الصورة الشهيرة للأب سيرافيم ساروفسكي (القديس الروسي في القرن التاسع عشر) وهو يربت على رأس دب ضخم كأنه حيوان أليف.

+ وأنا أنقل في هذا المقال بالنص بعض ذكريات الأب متى المسكين، كما رواها لتلاميذه الأخصَّاء، بخصوص مُصالحة الإنسان الروحاني مـع الوحوش، كما جـاءت في كُتيب: ”رجـل الصلاة“، ص 51-53:

[كنتُ معتكفاً في المغارة، ولسببٍ ما كان باب المغارة مفتوحاً، فدخل عليَّ ثعبانٌ كبير، فارتعبتُ في البداية واضطربتُ وارتبكتُ جداً. ولكن في هذه اللحظة الحرجة ألهمني الرب سريعاً بهذا الشعور، أَلا يُعتَبَر هذا الوحش أحد خليقة الله؟ فليس له سلطانٌ عليَّ إلاَّ بسماح من الله؛ وإنْ كانت إرادة الله تسمح له أن يؤذيني، فلتكن إرادته! وبهذا الفكر هدأتُ جداً ودخلني سلامٌ ولم يَعُدْ عندي خوف قط من هذا الثعبان. وهو بدوره بدأ ينظر إليَّ ويحني رأسه. فقلتُ: أُجرِّب وأُعطيه قليلاً من الطعام. ومددتُ له يدي ببعض الطعام الذي كان في المغارة، فمدَّ رأسه وأَخَذَ الطعام بهدوء. ومكث في المغارة مدةً ما، وعندما كنتُ أُريد أن أُصلِّي كنتُ أقول له: ”اذهب“، فيفهم ويذهب!

فكنتُ أتعجَّب جداً، كيف أنَّ هذا الثعبان الذي كنتُ أرهبه منذ قليل، هو نفسه يخضع لي ويتصالح معي هكذا!؟ فمجَّدتُ الله. ذكرتُ لكم هذا الأمر، ليس على سبيل الافتخار، لكن لكي أُبرهن لكم حقيقة أنَّ الذي يتصالح مع الله والناس، يستطيع أن يتصالح حتى مع الوحوش].

ما يعنيني في هذه القصة، هي تلك البساطة التي يتعامل بها الأب متى المسكين مع وحش قادر على إيذائه وقتله، وهو يستحضر الله في كل لحظة مـن حياتـه مواجهاً الوحش بإرادة الله: ”... إنْ كانت إرادة الله تسمح له أن يؤذيني، فلتكن إرادته!“. لم يتصنَّع الشجاعة الزائفة، بل يعترف بضعفه البشري بكل وضوح: ”ارتعبتُ في البداية واضطربتُ وارتبكتُ جداً. ولكن في هذه اللحظة الحرجة ألهمني الرب سريعاً بهذا الشعور...“.

أيها الأحبَّاء، نحن أمام أب من عيِّنة آباء القرن الرابع الميلادي، منفتحٌ - بشكل فائق واستثنائي - على الروح القدس، حتى أنَّ الخوف لا يستطيع أن يتسلَّل لجهازه العصبي، إزاء الوحوش الضارية، أكثر من ثوانٍ معدودة فقط، لأن الإلهام الإلهي لا يأخذ أكثر من ذلك لكي يتعامل مع الخوف من خلال الفكر.

الأب متى المسكين يستلم أصول النُّسك

من آباء مختبرين:

+ وسعياً وراء استلام أصول النسك من آباء مختبرين، بحسب توصية أبيه الروحي القمص مينا البراموسي المتوحِّد (قداسة المتنيِّح البابا كيرلس السادس)، زار دير البراموس وقت أن كان هناك نحو 12 أو 15 شيخاً فقط بالدير، وقد تعدَّى عمر نصفهم المائة عام.

وقد حاول وقتئذ الأب متى المسكين زيارة أحد شيوخ الدير، وهو الأب ميخائيل الزرباوي، والمعروف عنه شفافيته الروحية ورفضه لزيارة أي شخص له، حتى أنه إذا اقترب منه أي زائر يُلقيه بالحجارة حتى يبتعد:

[... ذهبتُ إليه، ولما رآني من النافذة، سلَّط نظره عليَّ مدة طويلة، ثم أشار لي بالدخول. وقال لي: ”مَن أنتَ؟ متى المسكين“! قال ذلك من نفسه، هكذا يعلم المسيح (لأن الأب متى لم يكن قد أَخَذَ بعد اسم ”متى المسكين“). فقلتُ له: ”نعم“. فأدخلني وأصرَّ أن يعمل لي شاياً على وابور الجاز. وبعد أن شربنا الشاي، جلس بجانبي وقال لي: ”كيف حالك“؟ فقلتُ له: ”أنـا كـان نِفْسي أراك“. فقـال: ”يا مرحباً“. وقلتُ له: ”نِفْسي، يا أبانا، تحكي لي عـن أيامك وعـن الشيوخ الذين استلمتَ منهم“. فقال لي: ”يا بُنيَّ، دير البراموس طول عمره عَمْران بالشيوخ، فماذا أحكي لك؟ كُنَّا نهتم بالصلاة باستمرار، فنحضر الكنيسة بتخشُّع وانسحاق. ولما كان أحد الشيوخ يكرُّ المزمور بسرعة، كان الشيخ الذي بجانبه ينخسه بالعُكَّاز لكي يُصلِّي على مهله، وكان الكـلُّ يُسبِّحون بهـدوء وسكينة، ودموعـهم لا تكفُّ طول الصلاة وتسبحة نصف الليل“! كما قال لي: ”كُنَّا، يا ابني، نسمع الشيطان وهو يصرخ على سور الدير عندما نضرب جرس نصف الليل، ويقول: "يا ويلي من الرهبان، حرقوني بصلواتهم"“]!

فالإيمان المسيحي والطريق الروحي، هو تسليمٌ من أب إلى ابن، ومن جيل إلى جيل، وهكذا هو الطريق الرهباني...

يا ليت رهبان هذا الزمان يعيشون كما عاش الأب متى المسكين... يعودون إلى أبراج الصلاة، ويَحْمُون الكنيسة بالدعـاء، ويُخلِّصون نفوساً بالدموع، ويجلبون السلام إلى مصر، بل والعالم.

(1) هو كاتب صحفي حُر سابق بجريدة الأهرام ويكلي. له العديد من التحقيقات في مجال البيئة والتراث الطبيعي والثقافي بمصر. يعمل الآن مُحاضراً للُّغة العربية وآدابها بجامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأمريكية. وقد تربَّى على الفكر الروحي واللاهوتي للأب متى المسكين. ويرى - كما يرى الكثيرون - أنَّ الأب متى المسكين لديه منهج ناجح ومؤكَّد للوصول إلى طريق القداسة.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis