سفر التثنية
سفر توصيات موسى الوداعية لبني إسرائيل
- 72 -



ثالثاً: الحديث الثالث :
ما سيفعله الله لإسرائيل
(27: 1-34: 12)
نهاية حياة موسى ودفنه
ويشوع بن نون يتسلَّم القيادة بعده

(تابع) الأصحاح الرابع والثلاثون

يشوع بن نون يتسلَّم قيادة الشعب:
بموت موسى تسلَّم يشوع بن نون قيادة الشعب، إذ كان موسى قد وضع عليه يديه حسب أَمْر الرب له (عد 27: 23،22)؛ وامتلأ يشوع من روح الحكمة، «فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما أوصى موسى» (34: 9). ويُعلِّق على ذلك القديس كيرلس الأورشليمي قائلاً: [والآن ”يشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمةٍ، إذ وضع موسى عليه يديه“. لاحِظ أنها نفس الشعائر في كِلا العهدَيْن القديم والجديد. ففي أيام موسى حلَّ الروح (القدس) بوضع الأيدي؛ وبطرس (أيضاً) أعطى الروح بوضع الأيدي. وعليكم أنتم أيضاً المعدُّون لنوال المعمودية، ستحلُّ عليكم هذه النعمة كذلك (بوضع الأيدي)](1).

ولكن، فلنلاحظ أن موسى، هذا النبي العظيم الذي شهد له الكتاب أنه لم يَقُم نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفـه الرب وجهاً لوجه، لم يسمح لنفسه أن يُعيِّن خليفته، بل توسَّل إلى الرب أن «يُوكِّل الرب إله أرواح جميع البشر رجلاً على الجماعة، يخرج أمامهم ويدخل أمامهم، ويُخرجهم ويُدخلهم، لكيلا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها» (عد 27: 15-17). وهكذا، بناءً على كلام الرب لموسى واختياره ليشوع قائلاً: «خُذْ يشوع بن نون، رجلاً فيه روح (الله)، وضَعْ يدك عليه، وأوقفه قدَّام ألعازر الكاهن، وأوصِه قدَّام كل الجماعة، واجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كل جماعة إسرائيل» (عد 27: 18-20)؛ فبناءً على أَمْر الرب لموسى، وضع يديه على يشوع، ولم يفعل ذلك من نفسه، كما أوقف يشوع قدَّام ألعازر الكاهن وقدَّام كلِّ الجماعة، وأوصاه قدَّام أعينهم حسب أَمر الرب له. فهنا يتجلَّى دور الكاهن والشعب في تنصيب رئيس وقائد للشعب، كما أَمَرَ الرب موسى أن يجعل من هيبته على يشوع مُقدِّماً إيَّاه للشعب كمساوٍ له في الكرامة والتكريم والطاعة والخضوع.

ومع أن موسى كان يُدعَى رئيس الأنبياء، وكان عظيماً في خدمته، ودُعِيَ أيضاً كليم الله، وهو الذي استؤمِن على تسليم الناموس وشريعة العهد القديم لبني إسرائيل، وقال عنه بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين: إنه «كان أميناً في كل بيته كخادمٍ شهادة للعتيد أن يُتكلَّم به» (عب 3: 5)؛ إلاَّ أنه رغم كل هذا، فقد انتهت رسالته عند حدِّ الوصول إلى تخوم أرض الميعاد، أما الذي استُؤمِن على تمليك الشعب للأرض التي تفيض لبناً وعسلاً، فهو يشوع بن نون، الذي كان رمزاً للرب يسوع له المجد. وفي هذا يقول القديس إيرينيئوس أسقف ليون (القرن الثاني): [لأنه كان مناسباً أن موسى يقود الشعب إلى خارج مصر؛ أما يشوع فيقودهم إلى أرض الميراث. وكان مُناسباً أيضاً لموسى، كما هو الحال مع الناموس، أن يتوقَّف عن الوجود؛ أما يشوع، بصفته الرمز المُطابق للكلمة الذي صار جسداً، فكان لائقاً به أن يصير هو كارزاً للشعب، كما هو الحال مع الكلمة. وأيضاً فقد كان لائقاً أن موسى يُعطي المنَّ طعاماً للآباء (في البرية)؛ وأما يشوع فيُعطيهم الحنطة، كأول ثمار الحياة (في أرض الموعد)، كرمزٍ لجسد المسيح، كما أعلنت الأسفار أيضاً أن المنَّ الذي من عند الرب توقَّف عن الن‍زول عندما أَكَلَ الشعب الحنطة من الأرض (التي ورثوها في كنعان)](2).

موسى ”رجل الله“ (تث 33: 1) و”عبد الرب“ (تث 34: 5):

ذُكِرَ لقبان لموسى في سفر التثنية، وهما: ”رجل الله“ في (33: 1)، وذلك في قول الكتاب: «وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته»؛ و”عبد الرب“ في (34: 5)، وذلك في قول الكتاب: «فمات موسى عبد الرب في أرض موآب حسب قول الرب (أي بأمر الرب)». والواقع أن هذين اللقبين قد جاءا في أغلب الأحيان في أسفار: التثنية، وأخبار الأيام، والمزامير، وفي الجزء الثاني من سفر إشعياء؛ وقد استُخدم ليس فقط لموسى، ولكن أيضاً لكلٍّ من إبراهيم وداود ويعقوب ويشوع وللأنبياء عامةً، ولكنه جاء كذلك في مواضع كثيرة لموسى النبي.

أما الآيات الأخيرة الثلاث من سفر التثنية، فتُمثِّل الخاتمة اللائقة لسيمفونية حياة هذا النبي العظيم، والتي خُتِمَت بها أسفار موسى الخمسة، التي تُعتبر الأسفار الأربعة الأخيرة منها وصفاً تفصيلياً لحياة موسى وأعماله المجيدة في إسرائيل، التي لخَّصها الوحي في تلك الكلمات القليلة قائلاً:

+ «ولم يَقُمْ بعدُ نبيٌّ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الربُّ وجهاً لوجه، في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الربُّ ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه. وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل» (34: 10-12).

فقد شهد الوحي، وشهادته حق، أنه «لم يَقُمْ بعد نبي في إسرائيل مثل موسى». فالله هو الذي اختاره وعيَّنه لمُهمةٍ خطيرة، حاول موسى أن يتملَّص منها لإحساسه الصادق بعدم أهليَّته لتحمُّل أعبائها. ولكن الله الذي عرفه أكثر من نفسه هو الذي رأى فيه الصفات التي تؤهِّله للقيام بها. ولما تعلَّل موسى بأنه ثقيل الفم واللسان، قال له الرب: «اذهب وأنا أكون مع فمك وأُعلمك ما تتكلَّم به» (خر 4: 12،11،10). فقد ركَّزت هذه الكلمات القليلة التي اختُتم بها السِّفْر على معرفة الله لموسى أكثر من معرفة موسى عن نفسه. وهذا هو مبدأ الله دائماً في الاختيار، فهوذا نجده يقول لتلاميذه: «ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم» (يو 15: 16). وعلى أساس معرفة الله للذين يختارهم لخدمته، فهو الذي يُعدُّهم ليكونوا آنيةً صالحة لخدمته، متى سلَّموا ذواتهم له وتبعوه بكل خضوع. وعلى مدى السنين، توطَّدت علاقة الله بموسى وازدادت معرفة الله لموسى ومعرفة موسى لله، حتى صارت واضحة لدى بني إسرائيل، حتى طلبوا من موسى أن يتكلَّم هو معهم فيسمعوا ما يطلبه الرب منهم، ولا يتكلَّم الله معهم مباشرة لئلا يموتوا، وهكذا «وقف الشعب من بعيد، وأما موسى فاقترب إلى الضباب حيث كان الله» (خر 20: 21). وهكذا صار معروفاً لدى كل بني إسرائيل بأنَّ موسى كان يحظى بأسمى شركة له مع الله. وقد تأكَّد ذلك أمامهم مراراً، حتى أنَّ «جميع الشعب إذا خرج موسى إلى الخيمة (خيمة الاجتماع) يقومون ويقفون كلُّ واحد في باب خيمته وينظرون وراء موسى حتى يدخل الخيمة. وكان عمود السحاب إذا دخل موسى الخيمة ين‍زل ويقف عند باب الخيمة، ويتكلَّم الرب مع موسى. فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب الخيمة، ويقوم كل الشعب ويسجدون كل واحد في باب خيمته. ويُكلِّم الربُّ موسى وجهاً لوجه كما يُكلِّم الرجل صاحبه. وإذا رجع موسى إلى المحلَّة كان خادمه يشوع بن نون الغلامُ لا يبرح من داخل الخيمة» (خر 33: 8-11).

وقد ازدادت دالة موسى مع الله حتى أنه كان يتحاجج معه قائلاً: «أنت قائلٌ لي: أَصْعِدَ هذا الشعب. أنت لم تُعرِّفني مَن تُرسِل معي. وأنتَ قد قلتَ عرفتُك باسمك. ووجدتَ أيضاً نعمةً في عينيَّ. فالآن إنْ كنتُ قد وجدتُ نعمةً في عينيك، فعلِّمني طريقك حتى أعرفك لكي أجد نعمةً في عينيك. وانظُرْ أنَّ هذه الأُمَّة شعبُك. فقال: وجهي يسير فأُريحك. فقال له: إنْ لم يَسِرْ وجهُك فلا تُصعِدنا من ههنا. فإنه بماذا يُعْلَم أني وجدتُ نعمةً في عينيك أنا وشعبك. أليس بمسيرك معنا. فنمتاز، أنا وشعبك، عن جميع الشعوب الذين على وجه الأرض؟! فقال الربُّ لموسى: هذا الأمر أيضاً الذي تكلَّمتَ عنه أفعله، لأنك وجدتَ نعمةً في عينيَّ وعرفتُك باسمك» (خر 33: 12-17)!

فانظروا مقدار الدالة التي كانت لموسى لدى الله. ويُعلِّق القديس كيرلس الكبير على هذه الدالة القوية التي كانت لموسى عند الله، والتي فاز بواسطتها بكل ما طلب من الله، حتى أنه جعل الرب يُغلب من تحنُّنه ويُغيِّر قراره من نحو إسرائيل ويقبل أن يصعد معهم، ويُقارنها بشفاعة المسيح الوسيط الأوحد الذي بتجسُّده صرنا فيه متَّحدين وكسبنا معيَّته الأبدية، إذ ”أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له“، فيقول: [كان موسى للقدماء الأعظم بين القديسين كربٍّ ووسيط، لأنه سمع الله قائلاً له: «عرفتك باسمك، ووجدتَ نعمةً في عينيَّ». ولكن الناموس في عجزه لا يقدر أن يجلب الأُلفة والمحبة بالتمام مع الله. فالأُلفة والمحبة مع الله هي بالمسيح وسيطنا الذي قبلناه (في العهد الجديد). فهو بالحقيقة ”سلامنا“ (أف 2: 14)، وفيه وحده توجد المعرفة الكاملة... كان موسى وسيطاً مثل ظلٍّ ورمز. أما المسيح فهو الوسيط الحقيقي، الذي صرنا نحن فيه متَّحدين، لأنه حقّاً قد تنازَل إلينا وصار إنساناً، لكي يجعلنا شركاء في ألوهيته](3).

لذلك فقد كانت خُلاصة حياة موسى التي سُجِّلت في ختام أسفاره تخليداً لذكراه، هي أنَّ معرفة الله الحميمة لموسى كانت هي التذكار المُبهر لهذا الرجل عند انتقاله. لذا فقد أكَّدت على هذا التميُّز الفريد لنبوة موسى هذه الشهادة الإلهية القائلة: «ولم يَقُمْ بعدُ نبيٌّ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الربُّ وجهاً لوجه». ومغزى هذه الكلمات لا يكمن في صفات موسى وفيما أنجزه من أعمال فحسب، ولكنه يتضح بالحري في طبيعة إنجازه لِمَا كُلِّف به معتمداً على قوة الله التي كانت معه. ويبدو مجال هذه المقارنة بينه وبين باقي الأنبياء في الآيتين التاليتين:

آية 11: «في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الربُّ ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه»: وهو الدور المتميِّز الذي قام به موسى في تحرير إسرائيل من العبودية بيد قوية وذراع رفيعة، والذي كان له الأثر الذي لا يُنسى في تاريخ إسرائيل وتكوين الأُمة اليهودية. ثم الحدث العجيب المتمثِّل في عبور البحر الأحمر حتى تأسيس عهد سيناء، ونشأة المملكة التي يحكمها الله وهي أمة إسرائيل الثيئوقراطية حيث كان الرب هو ملك إسرائيل (خر 15: 18؛ تث 33: 5)، وقد بدأ هذا الحدث الجلل بتحريرهم من عبودية مصر وذَبْح خروف الفصح ليفديهم من الملاك المُهلك، واختُتِمَ بتأسيس عهد سيناء.

آية 12: «وفي كل اليد الشديدة وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل»: ويُقصد باليد الشديدة يد الله، وقد جاءت كثيراً بهذا المعنى في تسبحة موسى وبني إسرائيل بعد عبورهم البحر الأحمر مثل قوله: «يمينك يا رب معتزَّة بالقدرة. يمينك يا رب تُحطِّم العدو» (خر 15: 6). وأيضاً في المزامير: «قُم يا رب، يا الله ارفع يدك. لا تنسَ المساكين» (مز 10: 12)، «تصيب يدك جميع أعدائك. يمينك تصيب كل مُبغضيك» (مز 21: 8)، «لك ذراع القدرة، قوية يدك، مرتفعة يمينك» (مز 89: 13)، «... تمد يدك وتُخلِّصني يمينك» (مز 138: 3).

أما قوله: «وكل المخاوف العظيمة التي صنعها موسى أمام أعين جميع إسرائيل»، فيقصد بها تلك الأعمال الإلهية العظيمة التي عملها الله على يد موسى مثل: انشقاق البحر الأحمر، وعمود السحاب والنار ليهديهم نهاراً وليلاً، وتحويل الماء المُر إلى ماءٍ حلو، وإخراج الماء من الصخرة الصمَّاء، ونزول المنِّ والسلوى، وظهور الله بمجده فوق جبل سيناء وسط رعود وبروق ودخان وبوق عظيم الصوت، وحديث الرب لهم من وسط النار والدخان؛ ثم ضرب العمالقة وهزيمة عوج وسيحون، إلى آخر المعجزات العظيمة التي تمَّت أمام عيونهم حتى وصولهم مقابل أرض كنعان.

أما أهم ما ذكره موسى في سفر التثنية بالنسبة للقارئ المسيحي، فهو تنبُّؤه عن ظهور نبيٍّ مثله يُقيمه لهم الرب من وسط إخوتهم، «حسب كل ما طلبوا من الرب إلههم في حوريب يوم الاجتماع (وهو اليوم الذي كلَّمهم فيه الرب في الجبل من وسط النار في يوم الاجتماع - تث 9: 10) قائلين: لا نعود نسمع صوت الرب إلهنا ولا نرى هذه النار العظيمة أيضاً لئلا نموت» (تث 18: 16،15). فكان تعليق الرب على طلبهم هذا قوله لموسى: «قد أحسنوا في ما تكلَّموا. أُقيم لهم نبيّاً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيُكلِّمهم بكل ما أُوصيه به. ويكون أنَّ الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلَّم به باسمي أنا أُطالبه» (تث 18: 17-19). وهكذا أشار موسى في سفر التثنية إلى المسيح، ذلك الإنسان الذي يجعل الله كلامه في فمه ويُكلِّمهم بكل ما يُوصيه الآب به، حتى أنَّ الإنسان الذي لا يسمع لكلام الله الذي يتكلَّم به المسيح باسم الله، فإن الله يُطالبه. وهذا هو ما قاله الرب يسوع لليهود لمَن لم يؤمن به: «مَن رذلني ولم يَقبل كلامي فله مَن يدينه. الكلام الذي تكلَّمتُ به هو يدينه في اليوم الأخير. لأني لم أتكلَّم من نفسي، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصيةً: ماذا أقول؟ وبماذا أتكلَّم؟ وأنا أعلم أنَّ وصيته هي حياة أبدية. فما أتكلَّم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلَّم» (يو 12: 48-50).

أما الدولة التي أنشأها موسى لبني إسرائيل، فقد كانت نهايتها، كدولة مستقلة، مُبكِّراً جداً في القرن السادس قبل الميلاد. والأنبياء الذين جاءوا بعد موسى في تاريخ متأخِّر، فقد بدأوا يُشيرون إلى عهدٍ جديد آتٍ بدأ بإشارة موسى العابرة في (تث 18: 15-22) التي دلَّتْ على نشأة العهد الجديد بظهور نبي مثل موسى، قادر أن يكون وسيطاً بين الله والناس، فهو سيعمل ما لم يستطع موسى أن يعمله. فبينما موسى «كان أميناً في كل بيته كخادمٍ شهادةً للعتيد أن يُتكلَّم به»، فالنبي القادم هو المسيح «كابنٍ على بيته» (عب 3: 1-6)، الذي أحضر معه الحرية لخروجٍ جديدٍ مؤسَّسٍ على عهدٍ جديد، لحياةٍ أفضل: «لأن الناموس بموسى أُعطِيَ، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يَرَه أحدٌ قط (ولا موسى كليم الله)، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» (يو 1: 18،17).

وبهذا ننتهي، بعون الله، من دراسة أسفار موسى الخمسة.

(1) Catechetical Lecture 16.26 (FC 64: 92).
(2) Fragments XIX,1184.
(3) PG 69,497.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis