مفاهيم كتابية



عن جسد قيامته وجسد قيامتنا
أولاً: عن جسد قيامة الرب

ردّاً على تسـاؤل العذراء مـريم للملاك جبرائيل، وهو يُبشِّرها بالحَبَل البتولي والميلاد الإلهي، عن كيف يكون لها هذا وهي لا تعرف رجلاً، يقول لها: «الروح القدس يحلُّ عليكِ، وقوة العَليِّ تُظلِّلُكِ، فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يُدعَى ابن الله» (لو 1: 35،34). فميلاد الرب من عذراء هو أمرٌ معجزي غير مسبوق ولم يتكرر، وتنبَّأ عنه إشعياء (إش 7: 14). وهكذا ينصُّ قانون الإيمان المسيحي أنَّ الرب يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور: ”نزل من السماء، وتجسَّد من الروح القدس ومن مريم العذراء“.

فالرب اتَّخذ جسد الإنسان الذي سبق فأعطاه له عندما خلقه، ولكن ابن الله المتجسِّد كان «نسل المـرأة» (تـك 3: 15)، وليس مـن ”زرع رجل“(1). فهو وإن شابهنا في كلِّ شيء، لكنه كان «بـلا خطية» (2كو 5: 21؛ عب 4: 15؛ 1بط 2: 22؛ 1يو 3: 5)، «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عـن الخطاة وصار أعلى من السموات» (عب 7: 26).

+ عن طبيعة جسد الرب:

الرب يسوع كما كان إلهاً كاملاً، كان إنساناً كاملاً؛ أي ليس مجرَّد إنسان فقط، وإنما كان جسداً ونفساً وروحاً، وهـو مـا يُطلَق عليـه ”الناسوت“ الذي كان متَّحداً اتحاداً كاملاً (بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير) بـ ”اللاهوت“ الذي لم يُفارقه لحظةً واحدة حتى في القبر. فبينما انفصلت النفس عن الجسد بالموت، إذ أسلَم الروح الإنسانية (مت 27: 50؛ مر 15: 37؛ لو 23: 46؛ يو 19: 30)؛ فإنَّ اللاهوت ظل متَّحداً بالجسد الهامد في القبر (وحَفِظَه سليماً لم يَعتَرِه فساد(2) - مز 16: 10؛ أع 2: 31،27؛ 13: 35-37)، ومتَّحداً بالنفس(3) التي ذهبت إلى الجحيم («أقسام الأرض السُّفْلَى» - أف 4: 9)، حيث دخل ملك المجد (مز 24: 7-11) و«كَرَزَ للأرواح التي في السجن» (1بط 3: 19)، وأَصعد أرواح الأبرار إلى الفردوس (لو 23: 43؛ 2كو 12: 4) مكان انتظار نفوس المؤمنين بعد موت المسيح. وفي القيامة أتت نفسه واتَّحدت بجسده، فقام حيّاً.

+ عن طبيعة جسد قيامة الرب:

لا شكَّ أنَّ الرب قام بنفس الجسد الذي أخذه من العذراء مريم، والذي عاش به على الأرض، والذي احتمل الآلام بأنواعها ورُفِعَ على الصليب، وبعد موته أُنزِلَ إلى قبرٍ جديد ليوسف الرامي، ولُفَّ بالأكفان ووُضِعَ عليه أطياب وحنوط، وبَقِيَ في القبر من بعد عصر الجمعة حتى فجر الأحد.

ووجود الأكفان فارغة شاهدٌ أنَّ الجسد الذي قام هو الذي كان في القبر، حتى أن يوحنا، الذي جـاء إلى القـبر أولاً وانحنى فنظر الأكفـان موضوعة كالقالب المتماسِك بغير جسد، لم يَحْتَج إلى أكثر من ذلك «فرأى وآمن» أنَّ الرب قام (لو 24: 12؛ يو 20: 3-8).

وإن لم يكن جسد الرب الذي قام هو هو جسده الذي مات، فلا تكون هذه قيامة. فالقيامة تقتضي أنَّ الجسد الذي مات هو الذي قام. أما إن كان جسد القيامة جسداً جديداً، فهذه لا تكون قيامة، ولا يكون قد غُلِبَ الموت ولا تمَّ خلاص.

والأحـداث التي صـاحَبَت قيامـة الرب وظهوراتـه تُلقي ضوءاً أكثر على طبيعة جسد الرب القائم من الموت، وفيما اختلف عمَّا يعرفه المُحيطون به قبل الصليب والموت، وأيضاً عمَّا طرأ على علاقة الرب بتلاميذه بعد القيامة.

فالمُلاحَظ أنَّ الرب لم يَقُم متداعياً خائر القُوَى بعد محنة يـوم الجمعة بما فيها خيانة مَن أحبهم، واللطمـات والبَصْـق والتعـييرات والمُحاكمات الظالمة، والجلدات وإكليل الشوك وحَمْل الصليب في الطريق الصاعد إلى الجلجثة، ثم تثبيت الجسد المكدود إلى الصليب بالمسامير، ونَزْف الدم خـلال معانـاة الساعات الثلاث على الصليب، إضافـةً إلى الأثقال النفسية الهائلة بتحمُّل خطايا البشر وهـو البار مـن أجل الأَثَمَة، حتى أَسْلَم الروح. فـالرب وصل إلى القـبر جثةً مُشوَّهة مُثخنة بالجراح «لا صورة له ولا جمال».

بعد القيامة، كان الفارق ساطعاً. كان الرب بهيّاً نَضِراً يشـعُّ بـالنور والمهابـة والجلال والقوة(4). وبينما بَقِيَت له سماته الإنسانية، لكن مجده أَضفى عليه بهاءً فائقاً عمَّا كان له بصورةٍ عامة. كما أن تغييراً نفسيّاً جرى لتلاميذه وتابعيه الذين حطَّمهم الحزن («ينوحون ويبكون» - مر 16: 10) وسادهم إحساس أقرب إلى اليقين أنَّ موتـه هـو النهايـة مع استبعاد رؤيته حيّاً مرة أخرى. فالمريمات لما رأَيْنَ القبر الفارغ «خرجْنَ سريعاً وهربْنَ، لأن الرِّعْدة والحَيْرَة أخذتاهُنَّ... لأَنهُنَّ كُنَّ خائفات» (مر 16: 7)، والتلاميذ لا يُصدِّقون الذين نظروه قد قام حتى أنَّ الرب لمَّا التقاهُم «وبَّخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم» (مر 16: 14). فهُم يَرَوْنَه بعيونهم أمامهم، ولكن الذهن لا يُصدِّق:

+ فمريم المجدلية رأته بشراً، ورغم أنه تكلَّم معها يسألها عن سبب بُكائها، فهي ظنَّت أنه البستاني وتكلَّمت معه، ولم تعلم أنه يسوع إلاَّ عندما قال لها: «يا مريم»، فتنبَّهت إلى صوته وندائه الذي تعرفه (يو 20: 14-16). فهي جاءت تبحث عن ”جثة“ وتسأل: «إنْ كنتَ قد حملته فقُلْ لي أين وضعته، وأنا آخُذُه». فلما ناداها، أخرجها من مجال الموت الذي انحصرت فيه، وأقـامها لترى واهـب الحياة الذي غلب الموت.

+ مع هذا فإنَّ لقاء الرب بالمريمتَيْن أكَّد أيضاً أن جسده لم يتغيَّر ظاهرياً، إذ لمَّا قال: «سلامٌ لكما»، «تقدَّمتا وأَمسكتا بقدميه وسجدتا له» (مت 28: 9).

+ وتلميذا عمواس بدورهما رأياه شخصاً عادياً يقترب منهما ويمشي معهما رفيقَ طريقٍ. ولكـن الكتاب يُشير أيضاً إلى أنـه «أُمسِكَت أعينهمـا عـن معرفتـه» (لو 24: 16). ومن البداية تعامَل الرب معهما كمُعلِّم أمام تلاميذه، بل إنه بدأ كلامه بتوبيخهما: «أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلَّم به الأنبياء»، وأَخَذَ يسرد ويُفسِّر لهما ما جاء عنه في الكُتُب من النبوَّات (لو 24: 25-27). ولا شكَّ أنهما هنا انتبها إليه. فمَن هو هذا الذي يتكلَّم بسلطان، والذي يعرف كل هذه المعرفة، لا شكَّ أنه المُعلِّم وأنه حقّاً قام. وانفتحت عيون قلبيهما حتى أنهما قالا فيما بعد: «أَلم يكُن قلبنا مُلتهباً فينا، إذ كان يُكلِّمنا في الطريق ويُوضِّح لنا الكُتُب» (لو 24: 32). ولكنهمـا لم يتجاسـرا أن يسـألاه. كـل مـا استطاعـا أن يفعـلاه أن يدعواه إلى البيت خاصةً والنهار كان يميل. والرب كشف لهما عن نفسه أكثر عندمـا كَسَرَ الخبز وناولهما، وهنا عرفاه: هل لأنه وهو الضيف يصير هو المُضيف صاحب البيت، أو لأنهما شاهدا آثار المسامير في يديه، أو لأنه سمح أن تنفتح أعينهما ليعرفاه كما سبق وجعل أعينهما تُمسَكَان عن معرفته. وكما ظهر لهما فجأةً، اختفى عنهما (لو 24: 31).

+ أما في لقاء الرب بتلاميذه في العلِّيَّة، وهم قد عرفوا بقيامته من المريمات (مر 16: 10؛ لو 24: 8؛ يو 20: 18) ومن تلميذَي عمواس (مر 16: 13؛ لو 24: 35)، فمكتوبٌ عنهم: «جزعوا وخافوا وظنُّوا أنهم نظروا روحاً» (لو 24: 37)، ذلك أنَّ الرب فاجأهم بالوجود وسطهم في العليَّة بينما الأبواب كانت مُغلَّقة بالأرتاج أي بالأقفال: «بسبب الخوف من اليهود» (يو 20: 19). في هذا اللقاء بدا أنَّ لجسد الربِّ المُقام قدرات أخرى. فهـو جسدٌ روحاني أو مُمجَّد يتجاوز إمكانات الجسد الطبيعي، فهو يكشف عن بهاء اللاهـوت الذي لم يظهر في ملئه على الأرض، وأَبَان عـن جانب منه في مرَّاتٍ قليلة فقط من قبل: كاختفائه من وسط الجمع لمَّا أرادوا أن يـرجموه (يو 8: 59)، وبعد حديثه إلى اليونـانيين بعد دخوله الأخير إلى أورشليم (يو 12: 36)، وفي سيره على الماء (مت 14: 25؛ مر 6: 48؛ يو 6: 19)، وفي تجلِّيه على جبل تابور أمام ثلاثة من تلاميذه في حضور النبيَّيْن موسى وإيليا، حيث أضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء جدّاً كالثلج والنور، وهي الصورة الكاملة للجسد المُمجَّد (مت 17: 1-9؛ مر 9: 1-8؛ لو 9: 28-31). وهذه القدرات هي في صميم طبيعة المسيح الإله المتجسِّد، وهو كان يحجبها بإرادته أيام حياته على الأرض، كي يُيَسِّر للناس معرفته، ويُتمِّم خدمته بغير عائق أو تخوُّف من الاقتراب منه والتعامُل معه.

+ على أنَّ الرب أكَّد لتلاميذه على حقيقة جسده، وأنه ليس روحاً مُجرَّداً أو طيفاً أو خيالاً. ففي لقائه الأول بتلاميذه أراهم يديه وجنبه ورجليه وفيها آثار وجراح الصليب(5)، وقال لهم: «جُسُّوني وانظُروا، فإنَّ الروح ليس له لحم وعظام كما تَرَوْنَ لي» (لو 24: 39). كما أنه طلب من توما عند لقائه التالي بالتلاميذ أن يضع إصبعه في يديه ويضع يده في جنبه، ليتيقَّن أنه هو هو الذي صُلِبَ ومات وقام. بل إنه سأل تلاميذه إنْ كان عندهم طعام، «فأَخَذَ وأكل قدَّامهم» (لو 24: 43).

+ نُلاحِظ أيضاً أنه عند لقاء الرب بتلاميذه السبعة وقـد توقَّفوا عن الصيد في بحر طبرية، أنه نادَى مـن بعيد وهـو على الشاطئ قائلاً: «يا غلمان ألعلَّ عندكم إدَاماً؟» (يو 21: 5) (بما يُشير إلى أنه كان ينوي الأَكْل معهم)، فردُّوا بالنفي دون أن يعرفوه. فلما اصطادوا السمك الكثير، بعد أن وجَّههم للصيد من الجانب الأيمن، وعرفوا أنه الرب، وجاءوا إلى البَرِّ، «نظروا جَمْراً موضوعاً وسمكاً موضوعاً عليه وخُبزاً» (يو 21: 9) أعدَّه الرب بصورةٍ معجزية. وهو طلب أن يضعوا على الجمر من السمك الذي أمسكوه، وقال لهم: «هَلُمُّوا تَغَدَّوْا»، «ثم جاء يسوع وأَخَذَ الخُبز وأعطاهم وكذلك السمك» (يو 21: 13،12) (كما جرى من قبل عند إشباع الجموع – مت 14: 19؛ 15ك 36؛ مر 6: 41؛ 8: 6؛ لو 9: 16؛ يو 6: 11). وحتى وإنْ لم يُفصِح الكتاب عن أنَّ الرب أَكَلَ معهم، فإنَّ مُلابسات الحدث تشي أنه شاركهم الطعام.

هذا لا يعني بالطبع حاجة جسد قيامته إلى الطعام(6)، ولكنه كي يؤكِّد أنه هو هو مُعلِّمهم بجسده الذي مات به وقام به(7)، وأنه بالفعل غلب الموت ولم يُغلَب منه. وهو جسدٌ يمكن أن يظهر أو يختفي فجأة، أو يجعل الآخر لا يراه أو لا يعرفه، ويمكن أن يُكثِّف جسده فيصير مادياً(8) بصورةٍ كاملة به لحم وعظام ويأكل ويشرب، أو يجعله روحيّاً شفَّافاً لا يَبين للعين البشرية، ولا يقف أمامه حائلٌ فيخترق الأبواب ويخرج كما دخل. وهو ما سبق أن مارسه الرب عندما انسحب من الأكفان دون أن يحلَّها، ونفذ جسده مخترقاً الحجر المختوم الذي على فم القبر، ولم يَحْتَج لمَن يُزحزحه له، وهو ما تمَّ بواسطة الملاك بعد خروجه من القبر.

(+(+(

واقع الأمر، أنَّ الرب يتهيَّأ للخروج من الأرض إلى السماء، عائداً إلى المجد الذي له «قبل كَوْن العالم» (يو 17: 5). وها هو يتخفَّف من كثافة الجسد الأرضي الخاضع لظروف الحياة والبيئة الأرضية لكي يتحـوَّل شيئاً فشيئاً إلى جسد المجد السماوي، ومن صورة العبد إلى موقعه الأزلي كملك الملوك، ولكنه لا يأخذ جسداً جديـداً غير الأول الذي أَخَـذَه مـن العذراء بالروح القدس.

وهو يُهيِّئ تلاميذه لغيابه عنهم بالجسد بأنْ يُرسِل لهم الروح القدس الذي يُعزِّيهم ويُرافقهم في خدمتهم شاهداً له، لكي يستعدوا للقيام بالمهمة التي أعدَّهم لها خلال سنوات خدمته الثلاث. فهو لا يُقيم معهم، وليس معروفاً أين كان يُقيم! وهو لا يراهم كل يوم، ويلقاهم بغير موعدٍ. وهو الذي يُظهِر نفسه لهم (لو 21: 1؛ أع 1: 3). وهو لا يظهر إلاَّ لخاصته، فلم يُشاهَد في طُرقات أورشليم أو الجليل، وهو ما أشار إليه القديس بطرس في بيت كرنيليوس: «(يسوع) هذا أقامه الله في اليوم الثالث، وأَعْطَى أن يصير ظاهراً، ليس لجميع الشعب، بل لشهودٍ سبق الله فانتخبهم، لنا نحن الذيـن أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات» (أع 10: 41،40).

والمُلاحَظ أنَّ هناك تحفُّظاً في علاقة الرب مع تلاميذه، وتهيُّباً في علاقتهم معه. هو الذي يأتي إليهم، وهو الذي يلمسهم أو يسمح لهم أن يلمسوه، أو يدعوهم أن يجسُّوه، أو يمسكوا بقدميه، لا أن يلمسه أحدٌ بإرادته. والتلاميذ عند البحيرة، وبعد أن عرفوه، لم يجسر أحدٌ منهم أن يسأله مَن أنت! وحتى يوحنا التلميذ ذو الدالة عند الرب، يتحفَّظ ويهمس «هو الرب»، وبطرس يتَّزر بثوبه ويُلقي بنفسه في الماء، تحرُّجاً وتوقيراً، لأنه كان عرياناً (يو 21: 7،5).

وكلمات المسيح عن مهامهم القادمة مُركَّزة وقاطعة. والعبارات التي قالها لبطرس، ليُعيد إليه رُتبته كاملة، قصيرة ولكن موحية؛ ويسهُل على بطرس، الذي أنكره قبل ثلاثة أيام، أن يَسْبُر غورها. وهـو يتكلَّم بصورة موارِبة عن كيف ستنتهي حياة بطرس بما يُمجِّد الله، وبطرس يستوعب؛ ولمَّا يتساءل عن مصير يوحنا، كانت الإجابة: «فماذا لك؟» (يو 21: 18-22).

(بقية المقال في العدد القادم)

دكتور جميل نجيب سليمان

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis
(1) إضافة إلى معجزة ميلاد الرب من عذراء بغير زرع بشر، فهناك معجزة أخرى هي أن تكون ثمرة هذا الميلاد ذكراً. ذلك أنه حتى إنْ قيل إنَّ هناك حالات حَمْلٍ نادرة لعذارى بدون رجل، وكلها مشكوكٌ فيها بالنسبة للبشر (وإنْ وُجِدَت في بعض اللافقاريات بما يُعرف بالتناسُل البِكْري أو العُذري Parthenogenesis)، فكلها حالات حَمْل في إناث وليس ذكوراً. فميلاد الذَّكَر البشري يتطلَّب تلقيح بويضة الأُنثى بحيوان منوي لرجلٍ يحمل كروموسوم = = الذكورة Y، الذي لا يوجد في بويضات الأُنثى. فلا يمكن الادِّعاء بميلاد ذَكَر بغير رجل.
(2) لأنه لم يُخطئ أبـداً (يو 8: 46)، ولكنه حَمَلَ خطايانا نحن في جسده (1بط 2: 24)، وموته كان من أجل خلاص الإنسان. ومكتوبٌ أنه: «أُسْلِم لأجل خطايانا، وأُقيم لأجل تبريرنا» (رو 4: 25)، «عالمين أنَّ إنساننا العتيق قد صُلِبَ معه ليُبطَل جسدُ الخطية، كي لا نعود نُستَعبَد أيضاً للخطية» (رو 6: 6). فجسدنا الذي أخطأ هو الذي يتحلَّل ويعود إلى التراب كما بدأ.
(3) ”إذ لاهوته لم ينفصل قط، لا من نفسه، ولا من جسده“ (القسمة السريانية).
(4) فلم يَقُم ضعيفاً يحتاج طعاماً كابنة يايرس، أو كمَن يُحَلُّ أكفانه كلعازر، اللذين أقامهما الرب ثم ماتا بعد حين.
(5) وهو استبقى آثار الجراح في يديه وقدميه وجنبه، والتي اندملت سريعاً لكي تبقى ندوباً ظاهرة تُميِّز جسد المصلوب الذي قام. والقديس يوحنا، في رؤياه، شاهَدَ المسيح في وسط العرش: ”خروفاً قائماً (حيّاً) كأنه مذبوحٌ (أي عليه آثار دماء كأنه ذُبِحَ وقام)“ (رؤ 5: 6).
(6) لا ننسى أنَّ الرب في بداية خدمته ظلَّ أربعين يوماً لا يأكل ولا يشرب؛ فليس غريباً، وهو في ثياب القوة، أن يبقى أربعين يوماً أخرى حتى الصعود دون طعام أو شراب (أو نوم).
(7) وهو كرَّر معجزة صيد السمك الكثير عند لقائه بالتلاميذ السبعة على بحر طبرية، لكي يروه أنه هو نفسه الذي بَدَأَت معرفتهم به بمعجزةٍ مُشابهة.
(8) وهذا، بصورةٍ ما، ما كان عليه قبل التجسُّد في ظهوراته في العهد القديم، حيث كان يتَّخذ هيئة مؤقتة كرجلٍ أو ملاكٍ، ثم يعود إلى طبيعته الروحية. وهو ما يجري للملائكة عند ظهورهم للبشر.