طعام الأقوياء
- 63 -



المسيح الكاهن والذبيحة
«وأما هذا فبعدما قدَّم عن الخطايا
ذبيحةً واحدة، جلس إلى الأبد
عن يمين الله» (عب 10: 12)

خطية آدم وموقف الله منه:

لما أخطأ آدم وأَكَلَ من الشجرة المُحرَّمة، كان حُكْم الله الحزيـن عليه: «... ملعونـة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكاً وحَسَكاً تُنبِت لك، وتأكل عشب الحقل. بعَرَق وجهك تأكل خبزاً، حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذتَ منها، لأنك تُرابٌ وإلى تُرابٍ تعود» (تك 3: 19،18). ولكن لم يكن مُمكناً أن يترك اللهُ الإنسانَ الذي خلقه على صورته يسقط من النعمة دون أن يُدبِّر له سبيلاً للخلاص!

هـذا مـا يراه القديس أثناسيوس الرسولي، مؤكِّداً استحالة تَرْك الله للإنسان الساقط بقوله:

[... كان غير لائق أنَّ الخليقة التي خُلِقَت عاقلة والتي شارَكَت ”الكلمة“ (في الصورة والشَّبَه)، أن يصبح مصيرها الهلاك، وترجع إلى عدم الوجود والفساد. لأنه مِمَّا لا يتفق مع صلاح الله أن تَفْنَى خليقته بسبب الغواية التي أدخلها الشيطان على البشر... لهذا أصبح أمراً مُحتَّماً أن لا يُترَك الإنسان لتيار الفساد، لأن ذلك يُعتَبَر عملاً غير لائق، ولا يتفق مع صلاح الله](1).

لذلك، فقد كان تدبيرُ الله الأزلى لخلاص الإنسان مخفيّاً في حُكْم الله على آدم بطرده من الجنَّة. فالله لم يلعن الإنسان، بل لَعَنَ الحيَّة التي تقمَّصها إبليس، ولَعَنَ الأرض التي أَكَلَ آدم من ثمرها بعد أن أغوته الحيَّة بخُبثها، مُدَّعيةً أن الأَكْل منها يجعلهما (آدم وامرأته) يصيران كالله عارفَيْن الخير والشر!!

وكانت لعنة الرب للأرض هي بسبب آدم الذي صدَّق الحيَّة، واشتهى ثمر شجرة معرفة الخير والشر التي أَمَرَه الله أن لا يأكل منها، إذ كان الموت مُخبَّأً فيها، لأن عصيانه لله هو نفسه الذي أوجد الشر في حياة الإنسان؛ إذ أصبح فكره مُنقسماً بين الله أصل كل الخير الذي لم يكن يعرف آدم سواه مصدراً لحياته ووجوده، وبين إبليس أصل كل الشر الذي أطاعه آدم مُخالِفاً وصية الله فأَكَلَ من الشجرة المُحرَّمة وفضَّلها على شجرة الحياة التي أعدَّها الله للإنسان ليأكل منها ويحيا إلى الأبد: «أنا هو القيامة والحياة» (يو 11: 25).

فالله الـذي عاقَبَ آدم بأن يأكل مـن ثمار الأرض وعُشب الحقل بعَرَق جبينه، كان قد دبَّر أن يأكل منها يوماً ما سرَّ الخلاص مُودَعاً في ثمر الحنطة، ويشرب سـرَّ الخلود مُودَعاً في عصير الكرمة! وذلك حينما يتجسَّد ابن الله في ملء الزمان ليُخلِّص آدم ونسله من حُكْم الموت ويُعطينا جسده ودمه مُودَعاً في سرِّ الإفخارستيا «لكي يأكـل منه الإنسان ولا يمـوت» (يو 6: 50). هذا هو الذي قال عنه الرب يسوع لليهود عندما طلبوا منه آية ليؤمنوا به مثل آية المَنِّ: «كما هو مكتوبٌ: أنه أعطاهم خُبزاً من السماء ليأكلوا. فقال لهم يسوع: ”الحقَّ الحقَّ أقول لكم: ليس موسى أعطاكم الخبز مـن السماء، بل أبي يُعطيكم الخـبز الحقيقي مـن السماء“» (يو 6: 32،31). ثم عاد وقال لهم: «أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إنْ أَكَلَ أحدٌ من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أُعطي هو جسدي الذي أَبذله من أجل حياة العالم» (يو 6: 51).

ويُعلِّق على ذلك القديس كيرلس الكبير قائلاً:

[... لا يظنُّ أحدٌ أن ذلك المن َّ كان بالحق هو الخبز من السماء، بل إنه بالحري يُشير إلى هـذا الخبز، القـادر فعلاً أن يُطعِم الأرض كلها، ويمنح العالم ملء الحياة. لهذا فإنَّ الرب يتَّهم اليهود بالتصاقهم بالفرائض الرمزية، رافضين أن يفحصوا جمال الحق. لأنه تبعاً لواقع الأمر، لم يكن ذاك هو المن، بل المن الحقيقي هو كلمة الله الوحيد نفسه. الذي هو من جوهر الآب، إذ هو بالطبيعة الحياة، ويُحيي كل الأشياء، لأنه إذ قد صَدَرَ من الآب الحيِّ، فإنه هو أيضاً بالطبيعة الحياة. وحيث إنَّ عمل ذاك الـذي هـو بالطبيعة الحياة أن يُحيي، فالمسيح يُحيي كـل شيء. فكما أنَّ خبزنا الأرضي الذي يخرج من الأرض، لا يَدَع طبيعة الجسد الضعيفة أن تهزل؛ فإنه هو أيضاً من خلال فعل الروح يُحيي أرواحنا، وليس ذلك فقط، بل هو يحفظ جسده ذاته أيضاً في عدم فساد](2).

كما يستطرد أيضاً القديس كيرلس الكبير قائلاً في نفس هذا الصدد:

[يقول (الرب) أيضاً: إن هؤلاء الذين أكلوا المنَّ قد ماتوا، إذ لم ينالوا أية شركة في الحياة آنذاك (لأن الطعام لم يكن في الحقيقة واهباً الحياة، بل بالحري تمَّ أَكْله كمُعين على الجوع الجسداني وكرمز للخبز الحقيقي). لكن الذين يقبلون في أنفسهم خبز الحياة، سوف ينالون الخلود مكافأة لهم، فلا يحلُّ بهم فساد بعد، ولا شـروره الناجمـة عنه، وسوف يرتفعون إلى الحياة التي لا نهايـة لها أي الحياة في المسيح. ولن يضرَّ بكلماتنا هذه أبداً حول هذا الموضوع أنَّ أولئك الذين قد صاروا شركاء المسيح، يذوقون الموت الجسدي بحسب الطبيعة البشرية، لأنهم رغم أنه يقع عليهم ما يُصيب البشرية كلها، إلاَّ أنهم كما يقول بولس، فـإنهم سيحيون أي يحيون للرب (انظر رو 14: 8)](3).

فالرب يسوع المسيح، الذي قدَّم ذاته ذبيحة على الصليب، وصار هو الكاهن والذبيحة، وذاق الموت بالجسد من أجلنا نحن الخطاة، ودُفِنَ في القبر، وقام في اليوم الثالث وصار باكورة الراقدين؛ قد وَعَدَ أنَّ كل مَن يأكل جسده ويشرب دمه، يقوم معه في عدم فساد، ويحيا معه إلى الأبـد، متَّحداً بجسده المُحيي الجالس عـن يمين الآب، والذي يملأ السماء والأرض، لأنه هو رأس الجسد «الكنيسة، ملء الذي يملأ الكلَّ في الكلِّ» (أف 1: 23).

كهنوت المسيح:

في الرسالـة إلى العبرانيين، أشـار بولس الرسول إلى أنَّ ربنا قد طلع من سبط يهوذا الذي لم يتكلَّم عنه موسى شيئاً من جهة الكهنوت، لكي يستبعد عـن المسيح أيَّة علاقـة بخدمة المذبح اليهودي الذي كـانت خدمته تقتصر على ذبائح دمويـة لحيوانـات عجماوات: ”ثيران وتيوس وحملان“، لكي ينأى بكهنوت المسيح عن خدمة الأرضيـات والزمانيـات، ويفصله تمامـاً عـن الكهنوت اللاوي بكل طقوسه وفرائضه وأحكامه، التي يقول عنها بولس الرسول: «وهي قائمةٌ بأطعمةٍ وأَشربة وغسلاتٍ مختلفة وفرائضَ جسدية فقط، موضوعـة إلى وقت الإصلاح» (عب 9: 10). فقد كان الكهنة اللاويون «يخدمون شِبْه السماويَّات وظِلَّها، كما أُوحِيَ إلى موسى وهـو مُزمِعٌ أن يصنع المسكن (خيمة الاجتماع)، لأنه قال: ”انظُر أن تصنع كلَّ شيء حسب المثال الذي أُظْهِرَ لك في الجبل“» (عب 8: 5).

أما كهنوت المسيح فقد ألمحت كلمة الله عن مصدره الإلهي منذ أيام إبراهيم. فقد قابله ملكي صادق ملك ساليم وكاهن الله العَليّ. والواقع أنَّ ما قيل عن ملكي صادق وما فعله مع إبراهيم، يجعلنا نقف مشدوهين أمام هذه الشخصية الفريدة. فرغم أنَّ إبراهيم هو أبو الآباء، الرجل المبارَك والمختار من الرب ليكون بركة لجميع الأُمم، إلاَّ أنَّ ملكي صادق بارَك إبراهيم باسم الله العَليِّ، وقدَّم عنه قرباناً من الخبز والخمر، فأعطاه إبراهيم عُشْراً من كلِّ شيء. مِن هذا يتضح أنه فـاق إبراهيم في الكرامـة، حسب قول بولس الرسول: «ولا خلاف في أنَّ الأكبر هو الذي يُبارِكُ الأصغر» (عب 7: 7 - الترجمة العربية الجديدة). فمَن يكون هذا الرجل العجيب الذي جاء ذِكْره فجأةً بلا أية مقدِّمات ثم اختفى من مشهد الأحداث دون أي تعليق؟

لقد صمتت الكُتُب المقدَّسة عن ذِكْر أي شيء يُميط اللثام عن هذه الشخصية الفريدة إلى قرونٍ طويلة، إلى أن جاء ذِكْره في مزامير داود قائلاً: «أَقسم الرب ولن يندم: أنت كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق» (مز 110: 4). أوضح ذلك لنا القديس بولس الرسول مُفسِّراً عن اسمه بقوله: «المُترجَم أولاً ”ملك البِرِّ“ ثم أيضاً ”ملك ساليم“ أي ملك السلام. بلا أبٍ بلا أُمٍّ بلا نَسَبٍ. لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة. بل هو مُشبَّهٌ بابن الله. هذا يبقى كاهناً إلى الأبد» (عب 7: 3،2).

ويُعلِّق على ذلك القديس كيرلس الإسكندري قائلاً:

[... لقـد نَسَبَ القديس بـولس الرسول هـذه الألقاب للمسيح بسبب التشابُه الدقيق والواضح لملكي صادق معه، وقَبِلَ أنه رمزٌ للكهنوت الذي هو فوق الناموس، إذ أدركه وقدَّم خبزاً وخمراً. لأننا لا نتبارَك من المسيح بأيَّة طريقة أخرى، فالمسيح هو الكاهن العظيم والحقيقي. ونتبارَك على مثال إبراهيم طالما حاربنا رؤساء هذا العالم بكلِّ قوَّتنا، وأظهرنا أننا أسمى من أن نقع في يد الأعداء، ولم نَخَفْ من أيِّ شيء من الأمور العالية معتبرين عطايا الله بالحري أنها الغِنَى الروحي، والمجـد والنصيب المذَّخر للمواهب السماوية.

... إذن، أوضح بولس (الرسول) بواسطة ملكي صادق، أنَّ رُتبة الكهنوت سوف تنتقل من السِّبط الذي كُلِّف بالقيام بالخدمة الكهنوتية وفق الناموس، وسوف تظهر طريقة أخرى ونظام آخـر لتتميم الكهنوت. لأنه كـان من الضروري أن يُنقَل ويُبطَل الناموس نفسه مع خدمته الكهنوتية. لذلك يقول بولس الرسول بحكمة: «فلو كـان بالكهنوت اللاوي كمال، إذ الشعب أَخَذَ الناموس عليه، ماذا كـانت الحاجـة بعد إلى أن يقوم كـاهنٌ آخـر على رُتبة ملكي صادق، ولا يُقـال ”على رُتبـة هـارون“؟ لأنـه إنْ تغيَّر الكهنوت، فبالضرورة يصير تغيُّر للنامـوس أيضاً» (عـب 7: 12،11). وأيضاً يقول: «وذلك أكثر وضوحاً أيضاً إنْ كـان على شِبْه ملكي صادق يقوم كاهنٌ آخر، قد صار ليس بحسب ناموس وصية جسدية، بل بحسب قوَّة حياة لا تزول. لأنه يشهد أنـك ”كاهن إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق“» (عب 7: 15-17)](4).

وهكذا يتضح لنا المفارقة الصارخة بين كهنوت المسيح رئيس الكهنة الأعظم وكهنوت هارون:

أولاً: إرسالية الآب لابنه الوحيد إلى العالم لكي يُخلِّص به العالم: «كذلك المسيح أيضاً لم يُمجِّد نفسه ليصير رئيس كهنة، بل الذي قال له: ”أنت ابني أنا اليوم ولدتُك“» (عب 5: 5).

ثانياً: كما يقول أيضاً في موضعٍ آخر: «”أنت كاهنٌ إلى الأبد على رُتبة ملكي صادق“. الذي، في أيام جسده، إذ قدَّم بصُراخٍ شديد ودموعٍ طلباتٍ وتضرُّعاتٍ للقادر أن يُخلِّصه من الموت، وسُمِعَ له من أجل تقواه، مع كونه ابناً تعلَّم الطاعة مِمَّا تألم به. وإذ كُمِّلَ صار لجميع الذين يُطيعونه، سببَ خلاصٍ أبديٍّ، مَدْعُوّاً من الله رئيسَ كهنةٍ على رُتبة ملكي صادق» (عب 5: 6-10).

فالمسيح صار رئيس كهنة بأَمرين عديمي التغيير هما الوعد والقَسَم: الوعد بالبركة، والقَسَم بأنه رئيس كهنة إلى الأبد. وهو الآن قائمٌ وجالسٌ عن يمين العظمة في الأعالي خادماً للأقداس الحقيقية في السموات (عب 9،8). وقد دخل بدم نفسه مرةً واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبدياً؛ كما أنه بروحٍ أزلي قدَّم نفسه لله بلا عيب لكي يقدر أن يُطهِّر ضمائرنا من أعمالٍ ميِّتة لنخدم الله الحي (عب 9).

ذبيحة المسيح:

«هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16). فالله من فرط محبته للبشرية، التي خلقها على صورته، دبَّر لها منذ الأزل سبيلاً للخلاص.

وفي هذا يقول القديس أثناسيوس الرسولي:

[لأنه لو لم يكن (الله) قد خَلَق الإنسان، لما تجرَّأ أحدٌ أن ينسب إليه الضعف. أما وقد خلقه وأتى به من العدم إلى الوجود، فقد كان سيصبح من غير اللائق بالمرَّة أن تَفْنَى المخلوقات أمام عينَي الخالق... هكذا وبالأكثر جداً، فإنَّ كلمة الآب كلِّي الصلاح، لم يتخلَّ عن الجنس البشري الذي خُلِقَ بواسطته، ولم يتركه ينحدر إلى الفناء؛ بل أبطل الموت الذي حدث نتيجة التعدِّي، بتقديم جسده الخاص... وبعد ذلك يوضِّح السبب الذي من أجله كان ضرورياً أنَّ الله الكلمة نفسه وليس آخر سواه، هو الذي يتجسَّد، فيقول: «لأنه لاقَ بـذاك الذي مـن أجله الكلُّ وبه الكلُّ، وهـو آتٍ بـأبناءٍ كثيرين إلى المجد، أن يُكَمِّلَ رئيسَ خلاصهم بالآلام» (عب 2: 10)](5).

وفي هذا يقول القديس يوحنا الرسول أيضاً: «بهذا أُظهِرَت محبة الله فينا: أنَّ الله قد أرسل ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به. في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبَّنا، وأرسل ابنه كفَّارةً لخطايانا» (يو 4: 10،9). فالمسيح هو: ”الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب مـن أجل خلاص جنسنا. فـاشتمَّه أبـوه الصالـح وقـت المسـاء على الجلجثة“(6).

فهو الكاهن وهو الذبيحة الحقيقية الذي شاء أن يرتفع على خشبة الصليب، ويحتمل الآلام، ويذوق الموت عنَّا، ويقوم في اليوم الثالث ناقضاً أوجاع الموت: ”لأنه بإرادته ومسرَّة أبيه والروح القدس، أتى وخلَّصنا“(7). وهو الراعي الصالح الذي يضع نفسه ويبذلها عن الخراف.

وفي هذا يقول القديس كيرلس الكبير:

[هو الراعي الحقيقي الصالح حقّاً قد مات من أجلنا، لكي يُخرجنا من ظلال الموت المُعتمة، ويُهيِّئنا لشركة الخوارس السمائية، بل يُنعم علينا بالمنازل العُليا في حضرة الآب نفسه... ولكـن مـن الأمور الجديرة بالملاحظة أنَّ المسيح لم يحتمل الموت مـن أجـلنا بغير رضاه، بـل إننا نـراه يتقدَّم نحوه بكامل إرادته... لذلك فإننا نرى في قبوله الآلام بإرادته لأجلنا سموَّ محبته من نحونا، وعطفه الفائق الطبيعة نحونا](8).

ويبدو بكـل وضوح مـدى تقبُّل المسيح واستعداده لبذل ذاته من أجلنا من قوله في حديثه عن الراعي الصالح: «وأنـا أضع نفسي عـن الخراف... لهذا يحبُّني الآب، لأني أضع نفسي لآخُذها أيضاً...» (يو 10: 15-18).

هنا يُعلِن المسيح سلطانه المُطلق على الموت والحياة معاً، ثم يضع هذا السلطان في توافق تام مع إرادة الآب. فالابن مساوٍ للآب في الجوهر، لأن الآب والابن واحـدٌ في هـذا الجوهر الإلهي. فكل ما هو للآب هـو للابن، وما هـو للابن هو للآب، على أساس الوحدة المُطلقة للثالوث في الجوهر.

(يتبع)

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis
(1) ”تجسُّد الكلمة“ - 5: 10،5،4. (2) ”شرح إنجيل يوحنا“، الجزء الأول، ص 359، (مؤسَّسة القديس أنطونيوس). (3) نفس المرجع السابق، ص 406. (4) جلافيـرا - سِـفْر التكويـن، مؤسَّسة القديس أنطونيوس، ص 207،204. (5) ”تجسُّد الكلمة“ - 6: 9؛ 10: 3،1. (6) دورة رفع بخور عشية وباكر والبولس، تُقال سرّاً؛ وعلناً في ثيئوتوكية الأحد، القطعة 15. (7) ثيئوتوكية الثلاثاء، القرار. (8) ”تفسـير إنجيـل يـوحنا“ - 10: 12-15. (PG 73,1037,1049). --------------- ------------------------------------------------------------ --------------- ------------------------------------------------------------ 16 - مجلة مرقس أبريل 2016 مجلة مرقس أبريل 2016 - 17 22 - مجلة مرقس أبريل 2016 مجلة مرقس أبريل 2016 - 21 18 - مجلة مرقس أبريل 2016 مجلة مرقس أبريل 2016 - 17