في الذكرى السنوية
العاشرة لنياحة
القمص متى المسكين


مؤتمر دولي عن:
روحانية
الأب القمص متى المسكين
أب البرية المعاصر



+ بيان من دير ”Bose بوزيه“ بإيطاليا.

في الذكـرى السنويـة العاشـرة لنياحـة الإيغومانس متى المسكين وانتقاله من الموت إلى الحياة، نظَّم دير ”بوزيه Bose“ بإيطاليا، بالتعاون مع دير القديس أنبا مقار في مصر، مؤتمراً دولياً عن: ”الروحانية“، مُخصَّصاً لواحدٍ من أكثر الشخصيات أهمية في الرهبنة القبطية المعاصرة.

+ الأب متى المسكين (1919-2006م) كان راهباً إيغومانساً لدير القديس أنبا مقار في برية شيهيت، مُعتَبَراً من كثيرين أنه شخصية تحمل مواهبَ إنسانية وروحية غير عادية. وكان واحداً مـن أعظم مُعلِّمي الحـق المسيحيين المصريين استنارةً، وكـان أب حركـة التجديد الروحي، والرهباني، والثقافي، داخـل الكنيسـة القبطيـة الأرثوذكسية.

وإنه وإنْ كانت محبة الله هي التي دفعته لأن يترك العالم من أجل الحياة في ديرٍ فقير جداً يقع في أعلى الصعيد، هو دير القديس صموئيل المعترف؛ إلاَّ أنه لم يَسْلَم من تجاهُل وعَزْل رؤساء الكنيسة له.

+ إلاَّ أنه في عصر قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإنَّ المسيحيين في مصر بـدأوا يحصدون ثمـار الروحانية العميقة للأب متى المسكين، واستمر عمله وتأثيره في الانتشار.

+ إنَّ الاشتياق الشديد لدى الأب متى المسكين للحياة الرهبانية، كان أن يعيش دائماً الحياة العميقة بحسب الإنجيل، مع البقاء في انفصالٍ جسدي عن العالم، وإنْ كان في اتحادٍ روحي مع كل الناس من خلال: الصلاة، والمحبة، وحُسْن الضيافة (والبذل والعطاء وخدمة المعوزين)، مع الكتابات الروحية واللاهوتية.

+ لقد جمع الأب متى المسكين حوله مدرسة لاهوتية وروحية حقّاً وحقيقةً. واليوم ينتشر تلاميذه، ليس فقط في مصر، ولكن أيضاً في العالم كله. وقد انتشرت كتاباته بواسطة ترجمتها إلى 15 لغة.

+ والأب متى المسكين مؤهَّـلٌ كفؤٌ للتحدُّث للإنسان المعاصر، أينما كـان، مـع قوة اللغة والروحانية التي لآباء البرية القدامى؛ حيث من خلال كتابات هذا الراهب، يسري عَقْد يجمعهم معاً في اتحادٍ وأُلفة: النعمة ومحبة الله الفائقة الوصف. ففي المسيح تحقَّقت المصالحة بين الأرض والسماء، والتي هي دائماً أكثر إثماراً من ضعفنا نحن ومن صغرنا، والتي هي دائماً قادرة على تجديدنا.

+ إنَّ عمل الإنسان هو أولاً مُشاركة مع الروح القدس، الذي يتأنَّى علينا باتضاعٍ ويُشجِّعنا.

+ إنَّ علم الأب متى المسكين اللاهوتي قد وُصِفَ بأنه ”استناري epiphanic“ و”اختباري“.

+ إنَّ الفكرة المُهيمنة التي نجدها في كل كتاباته، هي أنَّ الله سِـرٌّ مُسْتَعلَـنٌ في يسوع المسيح؛ ولكنـه سيظـل وحتى المجيء الثاني للمسيح، سرّاً مكتوماً جزئياً.

+ وبالتالي، فالخلاص الذي أنجزه وأتمَّه المسيح، يصير معروفاً مـن خلال الاستعلان الشخصي بواسطة الخبرة الواقعيـة واليوميـة للشركة بين الإنسان والله. وهذا يصير مُمكناً فقط بواسطة الروح القدس.

+ والأسـفار الإلهيـة نفسها، لكي نفهمها روحياً، يجب أن يُصاحبها جانب مكشوف من جهة الله لمحتواها العميق، وليس بطريقةٍ سطحية ملموسة، ويجب أن تُختَبَر في الحياة اليومية.

+ وبهذا يمكننا أن نعرف الروحانية التي يشرحهـا الأب متى المسكين، بأنها الحياة السرِّية mystical والمحبة التي تتأمَّل وتُختَبَر في الأسفار المقدسة وكتابات الآباء، وهذا يعني البُعْد عن كونها مجـرَّد وصايـا أخلاقية سهلة وتأكيدات عقائدية نظرية.

+ إنَّ الرهبنة، كما فهمها وعاشها الأب متى المسكين، هي مُحدَّدة في إطار النظرة الشاملة للرهبنة القبطية المعاصرة: النُّسك الصارم القائم على روحانية آباء البرية؛ ولكنها في نفس الوقت، مُثقَّفة ومُنفتحة على العالم المعاصر. ففي دير القديس أنبا مقار، أحيا أبونا متى المسكين انبعاثاً هاماً، مُجدِّداً حياة الشركة؛ إذ شرع في أعمال ترميم وتجديد وتوسيع مساحة الدير، ما استمرَّ إلى عدَّة سنوات، مُكلِّفاً عُمَّالاً كثيرين لتتميم ذلك.

+ وخلال 10 سنوات، نما عدد رهبان الدير من 10 رهبان (وقت مجيء الأب متى المسكين إلى الدير سنة 1969م) إلى حوالي 80 راهباً، والآن هناك حوالي 140 راهباً.

+ وقد استصلح الأب متى المسكين بضع ألوف مـن الأفدنة مـن الأرض الصحراوية، بـإصلاحها وزراعتها، وتحويـلها إلى حقولٍ مزروعة، وحدائق، وبساتين، ومراعي حيوانات؛ ما وفَّر للعمل حوالي 700 عامل يعيشون في شِبْه قرية صغيرة أقامها الدير بعيداً عن مساكن الرهبان، ولكن داخل أسوار الدير. وهكذا صار دير القديس أنبا مقار وكأنه ”جنَّة عدن“ صغيرة، ما صار فيما بعد نموذجاً لأديرة أخرى كثيرة.

+ والأب متى المسكين هـو نصير للوحدة المسيحية لا يكلُّ، ومؤلِّف لكتابات بلغت إلى حوالي المائة، مع مجموعة ضخمة من العظات المُسجَّلة، وربما قليلون هم الذين يعرفون عنها.

+ والأسقف نيافة أنبا إبيفانيوس رئيس دير القديس أنبـا مقار، والـذي خَلَفَ الأب متى المسكين، هو مع أفضل الخبراء في العالم القبطي والرهبنة المصرية، سوف يُلقون الأضواء على الجوانب العديدة لهذا الرمز الروحاني والنبوي العظيم، والذي لم يُكتَشَف تماماً بعد.

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis