قصة من واقع الحياة


الصبي الكارز

هذه قصة صبي ذي الاثني عشر عاماً يُدعى ”جيمي“. إنه شاب مسيحي.
كان جيمي يحب الذهاب إلى الكنيسة مع أُمه وأبيه. وكان حقاً يحب قضاء الوقت مع والده، الذي يعمل في شرطة خَفَر السواحل.

كان جيمي فخوراً جداً بوالده، لأنه كان يخرج في طائرة هليكوبتر ليُنقذ مُرتادي الشواطئ الذين يتعرَّضون لمشاكل غرق زوارقهم.

وفي نظر جيمي, لم يكن هناك بطل أعظم من والده ولا أكثر شجاعة منه، لأنه في نظره, لم يكن يخاف من الأعاصير أو أي شيء آخر.

وكان جيمي يقضي الكثير من الوقت مع والده الذي كان يعمل في النَّوْبة الليلية، بينما كان جيمي يذهب إلى المدرسة في الصباح. لذلك كان هناك الكثير من الوقت الذي يمكن من خلاله الاستفادة القصوى من الجلوس مع والده.

كان جيمي ووالده يتحدَّثان عن الكثير من قصص الكتاب المقدس التي كان يسردها والده، مما ساعده لفهم الكثير من الموضوعات، مثلما كان الرب يسوع يفعل مع الشعب عندما كان يُعلِّمهم.

لذلك كان جيمي يتحدَّث مع الأطفال رفقائه في المدرسة بما كان يسرده عليه والده من القصص. حقّاً لم يكن جيمي يعرف ما حدث لغيره من الناس الآخرين بسبب هذه القصص، ولا ما أدَّى ذلك إلى خلاص نفوسهم بسببها.

لقد أثار جيمي فضول الأطفال الآخرين عن الرب يسوع، فكانوا يحملون معهم هذه القصص إلى بيوتهم ويُعيدون سَرْدَها لوالديهم، ويطلبون من والديهم أن يصطحبوهم معهم إلى الكنيسة. وبهذه الطريقة أولاً، ثم بطُرق أخرى، كانت الرسالة تصل إلى الناس الآخرين، وينتفع منها الجميع في حياتهم الروحية.

حقّاً لم يكن جيمي يعرف كل هذا الذي يحدث نتيجة ما فعله مع رفقائه الأطفال، لكنه كان يحب فقط أن يتقاسم الأطفال معه فَرْحَته وهو يتحدث عن الرب يسوع، ويتقاسم معهم قصص والده التي كان يسردها له. ولم يكن جيمي يعرف أنه قد ساعد في إنقاذ ولا شخص واحد، ولكنه في الحقيقة كان هو الشرارة التي أضاءت شمعة لأكثر من مائة شخص، صغاراً وكباراً، ليعرفوا طريقهم إلى الرب يسوع ما أدَّى إلى خلاص نفوسهم. 

وفي يوم من الأيام كان جيمي في الحديقة بعد خروجه من المدرسة مع بعض أصدقائه، وكان يسرد لهم بعض القصص التي كان والده قد سردها له قبل بضعة أيام.

قال لهم: ”إنَّ الرب يسوع المسيح هو دائماً معكم حيثما تذهبون“. وأكمل قائلاً: ”إنه هناك معكم“.

وسأله واحد من الصبية الصغار: ”وحتى وأنا في الحمام؟“.

أجابه جيمي: ”نعم، أشياء من هذا القبيل لا تهمُّ الرب، فهو مثل الطبيب الذي يرى الناس هكذا في كل وقت“. واستطرد جيمي قائلاً: ”والدي قال إنه لا يمكن أن يُسبِّب ذلك للرب يسوع أي نوع من المشاكل. كل ما عليك القيام به هو أن تسأل، وسيُعطَى لك“.

وهنا قال أحد الأولاد: ”إذا كنتُ أسأل مليون دولار، هل سوف يُعطيني الرب يسوع مليون دولار؟“.

أجابه جيمي: ”الرب يسوع لا يُعطي لك دائماً ما تسأل عنه بالضبط، لكنه يُعطيك ما تحتاج إليه بالتحديد. معظم الوقت أنت لا تعرف ما أنت حقّاً بحاجة إليه، ولكنك تسأل عن شيء آخر، في حين أنَّ ما تحتاجه حقّاً هو شيء أنت لا تعرفه. لذلك يقول والدي إنه من الأفضل أن نسأل الرب يسوع ليُعطينا ما نحتاج إليه وأن نثق في هذا الاختيار، بدلاً من أن نسأل الأشياء التي عادةً ما تكون هي الأشياء الخطأ“. وقال والدي: ”فقط اسمح للرب يسوع المسيح بالاختيار ليدلَّك على الطريق، وسوف تكون فيه كل وقت. ولكن حينما تقفز إلى الأمام لتكون القائد لنفسك فتُظهِر للرب يسوع أنك لستَ في حاجة إليه ليدُلَّك على الطريق، فأول شيء سيحدث هو أنك ستفقد الطريق“. 

وقال ولد آخر: ”مثل قصة الصبي الصغير في الغابة!“. وقال جيمي: ”نعم مثله“. 

وقالت إحدى الفتيات في المجموعة وتُدعى سوزان: ”لم أسمع هذه القصة، حدِّثنا الآن عنها".

قال جيمي: ”فليكن، كان هناك هذا الصبي الصغير الذي ذهب للتخييم مع عائلته في الغابة، ثم فَقَدَ طريقه في الغابة لأنه لم يلتزم بعلامات الطريق المُحدَّدة كما أخبره والده. وظل يمشي ويمشي حتى غربت الشمس وصار الضوء أكثر وأكثر قتامة، حتى أنه لم يستطع رؤية أي شيء. كان يسمع أصواتاً من الحيوانات مما يجعل كل ما حوله في الغابة مُخيفاً، فظل يبكي لأنه كان وحده وقد فَقَدَ الطريق. ولكنه بدأ يتذكَّر قليلاً ما كان يقوله له الخادم في مدارس الأحد ذات مرة عن الله إنه قال: «لا تخف لأني معك». وركع الصبي الصغير وصلَّى: "إني بحاجة يا رب إلى المعونة، أنا تائه هنا، أنا جائع، لا أستطيع أن أرى أي شيء، إني أستطيع فقط أن أسمع الحيوانات تتحرَّك حولي. أرجوك ساعدني، أنا لا يمكنني العثور على طريقي مرة أخرى، آمين". وإذا به يسمع صوتاً يقول: "لقد حان الوقت أن تسأل عن المعونة، إني كنتُ أتبعك سائراً في حلقة مفرغة منذ ما بعد ظُهْر اليوم". والتفت الصبي حوله، وإذا واقفٌ هناك رجلٌ بملابس قديمة على جسمه، وحزمة يحملها على ظهره. وقال له الصبي: "إذا كنتَ قد تتبَّعتني كـل هـذا الوقت الطويـل، فلماذا لم تُساعدني في وقت سابق؟ وتركْتَني حتى أَفْقد طريقي بالفعل". وأجابه الرجل: "حسناً، أنت لم تطلب مساعدتي في وقت سابق، لذلك تُهتَ وفقدتَ الطريق. والآن ها أنتَ قد طلبتَ المساعدة، وها أنا هنا. أنت قلتَ إنك لا يمكن أن ترى ما حولك في الظلام، ها مصباحٌ يَدَوِيٌّ، شغِّلْه وسلِّطْهُ على الحيوانات التي كُنتَ خائفاً منها".

وأضاء الصبي المصباح تجاه الأصوات التي سمعها، وإذا بها اثنان من الأرانب تلعب حول بعض الشجيرات. وقال الصبي: "لقد كانت أصواتها أعلى في الظلام، واعتقدتُ أنها أصوات ذئاب أو دببة". قال الرجل: "الأرانب تلعب حول هذه الشجيرات لأنها شجيرات لنبات عنب الثعلب، ألم تَقُلْ إنك جائع؟". قال الصبي: "أنا فعلاً أحب التوت. والدي وأنا التقطنا البعض منها هذا الصباح". وقال له الرجل: "لقد شاهدتكما هنا وهذه هي نفس الشجرة وفي نفس المكان الذي نصحك فيه والدك بالتزام العلامات على الطريق الآمِن"، وأشار إلى تلك العلامة. ووجَّه الصبي الضوء، وكانت هناك العلامة: "أرض المُخيَّم" مع سهم يُشير إلى أسفل الطريق. ثم أمسك الصبي بحفنة من التوت، وركض في الطريق إلى حيث كان والده في انتظاره بأذرع مفتوحة، وظلاَّ هناك لمدة أسبوعين“. 

وقالت سوزان: ”هذا الصبي الصغير كان محظوظاً“.

وقال جيمي: ”إنه واثق من ذلك، فقد سبق أن فَقَدَ رجل طريقه في نفس الغابة ومشى تجاه هاوية في نفس الوقت تقريباً“.

وقالت سوزان: ”وهل كان الرجل الذي يحمل حزمة على ظهره هو الرب يسوع؟“.

وردَّ جيمي: ”لقد سألتُ والدي الشيء نفسه، وقال إنه قد يكون الرب يسوع المسيح، أو ملاكاً، أو مجرد رجل قاده إلى هناك الرب يسوع المسيح نفسه. ولكن من المؤكَّد أنَّ الرب يسوع المسيح كان هناك معه، لأنه قال إنه سيكون دائماً هناك مع مَنْ هم في ضيقة. كانت العلامات والشجيرات هناك لفترة طويلة، وربما حتى قبل أن يولَد هذا الصبي الصغير، لأن ربنا يسوع المسيح كان يعرف ما سيحتاج إليه الصبي، وأنه سيكون في حاجة إليه!“.

وقالت سوزان: ”وماذا عن الرجل الذي سقط في الهاوية؟“.

وردَّ جيمي: ”إما أنه لم يكن يتبع يسوع فلم يطلُبْه، أو كان يتبع شخصاً آخر الذي كان يوجِّه الضوء في عينيه. لذلك فهو لم يستطِع أن يرى الهاوية“.

قالت سوزان: ”إنَّ الشيطان يحاول أن يجعلك تفكِّر بأنَّ كل شيء على ما يُرام ولستَ في حاجة إلى المسيح“.

وأخيراً قال جيمي: ”لابد لنا من العودة إلى ديارنا الآن وإلاَّ سوف تقلق علينا أُمهاتنا“.

وانصرف الجميع وهم يمُجِّدون الله.

+++

+ «الربُّ معكم ما كنتم معه، وإنْ طلبتموه يُوجَد لكم، وإنْ تركتموه يترككم» (2أي 15: 2).

+ «الرب نوري وخلاصي مِمَّن أخاف. الربُّ حصنُ حياتي مِمَّن أرتعب. عندما اقترب إليَّ الأشرار ليأكلوا لحمي، مُضايقيَّ وأعدائي عثروا وسقطوا. إنْ نزل عليَّ جيشٌ لا يخاف قلبي. إنْ قامت عليَّ حرب ففي ذلك أنا مُطمئنٌّ» (مز 27: 1-3).

+ «ادْعُني في يوم الضيق، أُنقذك فتُمجِّدني» (مز 50: 15) .

+ «اطلبوا الربَّ ما دام يوجَد، ادعوه وهو قريبٌ» (إش 55: 6).

+ «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثَّقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلَّموا مني، لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم، لأنَّ نيري هَيِّنٌ وحِمْلي خفيفٌ» (مت 11: 28-30).

+ «إنْ اتفق اثنان منكم على الأرض في أيِّ شيء يطلبانه، فإنه يكون لهما من قِبَل أبي الذي في السموات. لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم» (مت 18: 20،19).

+ «لا تخف بل تكلَّم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحدٌ ليؤذيك» (أع 18: 10،9).

**************************************************************************************************

استمع إلى عظات الأب متى المسكين بمناسبة أسبوع الآلام


من 73 / 6 - 73 / 10، 73 / 14، ومن 74 / 4 - 74 / 9


ومن 74 / 11 - 74 / 13، ومن 75 / 10 - 75 / 12، 75 / 15، 75 / 16، 75 / 17


76 / 1 - 76 / 2، 77 / 2


من 78 / 3 - 78 / 4، ومن 79 / 1م - 79 / 8، ومن 80 / 3 - 80 / 4

**************************************************************************************************

This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis